آخر تحديث: 15/10/2024

شرح قصيدة البردة كعب بن زهير ولما سميت بذلك الاسم؟

إن الشعر وخاصة الشعر العربي الجاهلي حظي بمكانة كبيرة على مدار العصور فتلقى القصائد العربية إعجاب كم غفير من القُراء والمستمعين. لما يتخللها من تدرج بلاغي يؤثر القلوب ويستحوذ علي العاطفة الإنسانية بالإضافة إلى تنوع أغراضها بين القصائد الحماسية وقصائد الغزل، وقصائد المدح، والرثاء، والهجاء وغيرها مما تهدف للحكمة، لذلك يحرص موقع مفاهيم علي بيان عراقة وعظمة الشعر العربي للقُراء, بشرح وافي عن قصيدة البردة كعب بن زهير.
شرح قصيدة البردة كعب بن زهير ولما سميت بذلك الاسم؟

أصالة الشعر العربي قديماً

قبل التحدث عن قصيدة البردة كعب بن زهير نعرض نبذة بسيطة عن الشعر العربي, إن الشعر يعرف بأنه:

  • الكلام الموزون والمقفّى الذي يتم من خلاله التعبير عن الخيال ببلاغة وإبداع فائق، كما أن الشعر القديم قد ارتبط بطباع العرب ومشاعرهم, وبذلك الشعر العربي قديما لم يكن بحاجة إلى أن يتعمق الشاعر في الحضارة وتطورها ولا أن ينخرط في بحر العلم حتى يتمكن من نظم أبياته الشعرية.
  • بداية كتابة الشعر العربي لم تعرف بوقت محدد، كما أن الشعر العربي كان بالنسبة للعرب هو الأساس لحكمهم وعلمهم وأيضا سجلاً تاريخياً لما يدور بينهم من أحداث، وهو المعيار والدليل للصواب والخطأ كما أنه كان محور حديث القوم في مجالس السمر ليلاً.
  • في بداية ظهور الشعر نظمه العرب في صورة مرسلة متحررة من القافية ومن بعدها بدأ الشعر في التطور حيث بدأ العرب بالانتقال للسجع ثم الرجز (وهو شكل شعري يتميز بغرابة الألفاظ ووحدة الموسيقي).

سبب كتابة قصيدة البردة

قصيدة البردة لكعب بن زهير كتبت لأسباب متعددة، منها:

  1. التوبة والإسلام: كعب بن زهير كان قد أسلم بعد فترة من الجفاء عن النبي، وكتب القصيدة كجزء من توبته ورغبته في الاعتذار عن ماضيه. كان يرغب في استرضاء النبي بعد أن كان قد هجاه في بعض قصائده السابقة.
  2. مدح النبي: كان الهدف الأساسي من القصيدة هو مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث عبر كعب عن مشاعره تجاهه وأظهر عظمته وصفاته الجليلة.
  3. المكانة الاجتماعية: عبر كعب بن زهير عن مكانته بين قبيلته وقريش من خلال قصيدته، حيث أراد أن يظهر قدره وشأنه كشاعر يتمتع بالموهبة والبلاغة.
  4. التعبير عن الفخر والولاء: تمثل القصيدة تعبيرًا عن الفخر بالانتماء للإسلام وللنبوة، حيث اعتبر كعب أن قصيدته ستكون وسيلة لإظهار ولائه للنبي وللدعوة الإسلامية.
  5. تجديد العلاقات: من خلال هذه القصيدة، كان كعب يأمل في تجديد علاقته بالنبي وبالمجتمع الإسلامي الذي كان قد ابتعد عنه.

كلمات قصيدة البردة لكعب بن زهير مكتوبة كاملة

  • بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ

مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ

  • وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا

إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ

  • هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً

لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ

  • تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت

كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ

  • شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ

صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ

  • تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ

مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ

  • يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت

ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ

  • لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها

فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ

  • فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها

كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ

  • وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت

إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ

  • كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً

وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ

  • أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ

وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ

  • فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت

إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ

  • أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها

إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ

  • وَلَن يُبَلِّغها إِلّا عُذافِرَةٌ

فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ

  • مِن كُلِّ نَضّاخَةِ الذِفرى إِذا عَرِقَت

عُرضَتُها طامِسُ الأَعلامِ مَجهولُ

  • تَرمي الغُيوبَ بِعَينَي مُفرَدٍ لَهَقٍ

إِذا تَوَقَدَتِ الحُزّانُ وَالميلُ

  • ضَخمٌ مُقَلَّدُها فَعَمٌ مُقَيَّدُها

في خَلقِها عَن بَناتِ الفَحلِ تَفضيلُ

  • حَرفٌ أَخوها أَبوها مِن مُهَجَّنَةٍ

وَعَمُّها خَالُها قَوداءُ شِمليلُ

  • يَمشي القُرادُ عَلَيها ثُمَّ يُزلِقُهُ

مِنها لَبانٌ وَأَقرابٌ زَهاليلُ

  • عَيرانَةٌ قُذِفَت في اللَحمِ عَن عُرُضٍ

مِرفَقُها عَن بَناتِ الزورِ مَفتولُ

  • كَأَنَّ ما فاتَ عَينَيها وَمَذبَحَها

مِن خَطمِها وَمِن اللَحيَينِ بَرطيلُ

  • تَمُرُّ مِثلَ عَسيبِ النَخلِ ذا خُصَلٍ

في غارِزٍ لَم تَخَوَّنَهُ الأَحاليلُ

  • قَنواءُ في حُرَّتَيها لِلبَصيرِ بِها

عِتقٌ مُبينٌ وَفي الخَدَّينِ تَسهيلُ

  • تَخدي عَلى يَسَراتٍ وَهيَ لاحِقَةٌ

ذَوابِلٌ وَقعُهُنُّ الأَرضَ تَحليلُ

  • سُمرُ العُجاياتِ يَترُكنَ الحَصى زِيَماً

لَم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكُمِ تَنعيلُ

  • يَوماً يَظَلُّ بِهِ الحَرباءُ مُصطَخِماً

كَأَنَّ ضاحِيَهُ بِالنارِ مَملولُ

  • كَأَنَّ أَوبَ ذِراعَيها وَقَد عَرِقَت

وَقَد تَلَفَّعَ بِالقورِ العَساقيلُ

  • وَقالَ لِلقَومِ حاديهِم وَقَد جَعَلَت

وُرقُ الجَنادِبِ يَركُضنَ الحَصى قيلوا

  • شَدَّ النهارُ ذِراعاً عَيطلٍ نَصَفٍ

قامَت فَجاوَبَها نُكدٌ مَثاكيلُ

  • نَوّاحَةٌ رَخوَةُ الضَبعَين لَيسَ لَها

لَمّا نَعى بِكرَها الناعونَ مَعقولُ

  • تَفِري اللِبانَ بِكَفَّيها وَمِدرَعِها

مُشَقَّقٌ عَن تَراقيها رَعابيلُ

  • يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم

إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ

  • وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُهُ

لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ مَشغولُ

  • فَقُلتُ خَلّوا طَريقي لا أَبا لَكُمُ

فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ

  • كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ

يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ

  • أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني
  • وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ

مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال

  • قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ

لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم

  • أُذِنب وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويلُ

لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ

  • أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ

لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ

  • مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ

مازِلتُ أَقتَطِعُ البَيداءَ مُدَّرِعاً

  • جُنحَ الظَلامِ وَثَوبُ اللَيلِ مَسبولُ

حَتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ

  • في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيلُ

لَذاكَ أَهَيبُ عِندي إِذ أُكَلِّمُهُ

  • وَقيلَ إِنَّكَ مَسبورٌ وَمَسؤولُ

مِن ضَيغَمٍ مِن ضِراءَ الأُسدِ مُخدِرَةً

  • بِبَطنِ عَثَّرَ غيلٌ دونَهُ غيلُ

يَغدو فَيَلحَمُ ضِرغامَين عَيشُهُما

  • لَحمٌ مِنَ القَومِ مَعفورٌ خَراذيلُ

إذا يُساوِرُ قِرناً لا يَحِلُّ لَهُ

  • أَن يَترُكَ القِرنَ إِلّا وَهُوَ مَفلولُ

مِنهُ تَظَلُّ حَميرُ الوَحشِ ضامِرَةً

  • وَلا تُمَشّي بِواديهِ الأَراجيلُ

وَلا يَزالُ بِواديِهِ أخَو ثِقَةٍ

  • مُطَرَّحُ البَزِّ وَالدَرسانِ مَأكولُ

إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِ

  • مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ

في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم

  • بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا

زَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ

  • عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ

شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ

  • مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ

بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌ

  • كَأَنَّها حَلَقُ القَفعاءِ مَجدولُ

يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم

  • ضَربٌ إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُ

لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُ

  • قَوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوا

لا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في نُحورِهِمُ

  • ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليلُ

من هو كعب بن زهير صاحب قصيدة البردة كعب بن زهير؟

بالحديث عن الشعر العربي لا يمكننا أن نغفل عن أحد أهم وأبرز شعراءه الذي برزت قصائده في الجاهلية وبعد دخوله الإسلام أيضا:

  • هو الشاعر كعب بن زهير شاعر مخضرم وقد عاش في عصرين مختلفين وهما ما قبل الإسلام وصدر الإسلام.
  • واشتهر في الجاهلية عندما هجا النبي وأساء في شعره لنساء المسلمين وهو ما جعل دمه مهدور.
  • ولكنه قد أسلم لاحقا وأنشد لاميته الشهيرة وعفا النبي عنه وخلع بردته ووضعها على كعب.
  • وكان كعب قد تلقن الشعر عن أبيه مثله في ذلك كأخيه بجير .

شرح قصيدة البردة كعب بن زهير

قصيدة البردة تعد واحدة من أشهر القصائد التي قيلت في مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم - لمحاولة الاعتذار إليه وقد سُميت بالبردة لأنه -صلّى الله عليه وسلم - خلع بردته وأعطاها لكعب، قد أفتتح كعب القصيدة كعادة شعراء الجاهلية بمقدمة طللية بذكرهم المحبوب فقد بدأها ب "بانت سعاد اليوم"، شرح قصيدة البردة كعب بن زهير:

  • في البداية بدأ كعب قصيدته كعادة العرب في أشعارهم بوصف المرأة التي يحبها فجاء يوصف مواضع الجمال من سعاد فقوامها يشبه الغزال وفمها كريح المسك والعبق ، وهو في بعده عنها كالأسير

بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ

  • ثم تابع كعب قصيدته بالانتقال للغرض الرئيسي منها وهو الاعتذار من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن قام الرسول بهدر دمه راجياً بأبياته أن يعفو النبي عنه موضحاً بأن كل ما سمعه النبي عليه ما هو إلا شائعات من الوشاة

أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم أُذِنب وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويلُ

  • وبعدها أخد كعب يصف حالته للرسول - صلى الله عليه وسلم - ويبين شدة الموقف الذي وقع فيه، واختار لذلك الوصف الفيل فهو يعد أشد الحيوانات وأكثرها ثباتًا ولو كان الفيل في مثل موقفه لأصبح يرتعد من شدة خوفه، فلا أمان لشخص إلا لمن يقوم النبي بإعطائه الأمان ، وقد كان ابن كعب ينعم بالأمان ويذهب في الفيافي بالظلام ولكن كان ذلك قبل أن يقوم النبي بهدر دمه وذلك كله من جراء الوشاة.

لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ ما زلت أَقتَطِعُ البَيداءَ مُدَّرِعاً جُنحَ الظَلامِ وَثَوبُ اللَيلِ مَسبولُ حَتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيلُ

  • وانتقل لوصف هيبة الرسول بأنه كالأسد وأكبر فيهابه الجميع ولا يجرؤ أحد أن يقدم على سؤاله

لَذاكَ أَهَيبُ عِندي إِذ أُكَلِّمُهُ وَقيلَ إِنَّكَ مَسبورٌ وَمَسؤولُ مِن ضَيغَمٍ مِن ضِراءَ الأُسدِ مُخدِرَةً بِبَطنِ عَثَّرَ غيلٌ دونَهُ غيلُ يَغدو فَيَلحَمُ ضِرغامَين عَيشُهُما لَحمٌ مِنَ القَومِ مَعفورٌ خَراذيلُ

  • ثم بدأ كعب بالمدح الصريح للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ويُخبره بأنه كالسيف المصنوع من الهند وذلك لشدة جماله، ثم يسترسل بالحديث عن دعوة الرسول عندما هاجر مع أصحابه وكانوا خير الرجال ثابتين في الحرب أشداء في القتال .

إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِ مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا زَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ

  • وهنا يكمل كعب قصيدته في وصف الصحابة رضوان الله عليهم، ويصفهم قائلا أنهم أصحاب الهمة كالجبل الأشم فهم لا يهابون المعارك ويمشون إلي المعارك مشية الوقاء ولا تكن لهم فرحة إلا إذا نالوا من أعدائهم ولا يخافون حتى لو العدو منهم، ولا يفرون خوفا من الرماح بل يتلقونها في نحورهم بكل عِزه وشجاعة فهم أصحاب الرفعة لا يولون ظهورهم للحرب أبدا.

شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌ كَأَنَّها حَلَقُ القَفعاءِ مَجدولُ يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم ضَربٌ إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُ لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُ قَوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوا لا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في نُحورِهِمُ ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليلُ.

كم عدد أبيات قصيدة نهج البردة؟

  • قصيدة نهج البردة لكعب بن زهير تتكون ما بين 160 - 190 بيتًا. تعتبر هذه القصيدة من أشهر القصائد في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ألقاها كعب بن زهير أمام النبي بعد أن أسلم.

ما سبب تسمية قصيدة البردة بهذا الاسم؟

تُسمى قصيدة البردة بهذا الاسم لأن كعب بن زهير ألقاها أمام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد أن مدح النبي في القصيدة، أهداه بردته (عباءته) تقديراً له.

  • بعد إلقاء القصيدة، أعطى كعب بن زهير بردته للنبي، مما جعلها رمزًا للوفاء والإخلاص في المدح.
  • وتعبر القصيدة عن مشاعر الشاعر تجاه النبي، حيث تمثل البراءة والتحول من حالة الكراهية إلى حالة الحب والإيمان.
  • تُعد هذه البردة رمزًا للشرف والمكانة العالية، لذا تم اختيار هذا الاسم ليعكس الارتباط الوثيق بين المدح والشخصية المحمدية.

هل يجوز قراءة قصيدة البردة؟

  • رغم أن قصيدة البردة تعبر عن مشاعر الحب والاحترام ومدح للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر مستحب في الإسلام، ولكن يرى بعض الفقهاء والعلماء أنه لا يجوز قرءتها لأنها تحتوي على بعض الأبيات التي تتعارض مع وحدانية الله، وتجلى ذلك في هذا البيت: فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم، وهذا يشير أن الجود والعطاء من الإنسان وليس من الله وحده.

(يا كاشف اللوح بل يا لامس القلم) هو من الغلو أيضا، وهو افتراء وكذب، وقول في دين الله بغير علم.

وبذلك انتهينا من سرد أهم المعلومات عن الشعر العربي قديما، قمنا أيضا بتسليط الضوء على أغراض الشعر العربي، بالإضافة إلى شرح قصيدة البردة كعب بن زهير، مع ذكر جزء من السيرة الذاتية للشاعر.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع