كتابة : Zakaria
آخر تحديث: 08/08/2020

طرق إدارة المشاعر السلبية

الغضب والإحباط والخوف و"المشاعر السلبية" الأخرى كلها جزء من التجربة الإنسانية. يمكن أن تؤدي جميعها إلى الضغط النفسي ويُنظر إليها غالبًا على أنها عواطف يجب تجنبها أو تجاهلها أو التنصل منها بطريقة أو بأخرى.
لكنها في الحقيقة يمكن أن تكون صحية أيضًا. أفضل طريقة هي إدارتها دون إنكارها، وهناك عدة أسباب لذلك، هذا ما نفصله عبر ثنايا الأسطر المقبلة، قراءة ممتعة!
طرق إدارة المشاعر السلبية

إدارة العواطف السلبية

إن فكرة "إدارة" العواطف السلبية فكرة معقدة. إنها لا تعني تجنب الشعور بها ومحاولة التنصل منها، كما لا تعني أيضًا ترك هذه المَشاعر السلبية تلحق الخراب بحياتك وعلاقاتك.

فمثلا الغضب غير المتحكم فيه، على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي إلى تدمير علاقاتنا إذا سمحنا له بالانفجار.

إن إدارة المَشاعر السلبية تتعلق أكثر بتقبل حقيقة أننا نشعر بها، وتحديد سبب شعورنا بهذه الطريقة، والسماح لأنفسنا بتلقي الرسائل التي تحملها إلينا قبل أن نتجاوزها ونجعلها في طي النسيان.

(نعم، قد يبدو هذا البيان غريبًا بعض الشيء، لكن عواطفنا مصممة بالتأكيد لتكون رسلًا لإخبارنا بشيء ما، ويمكن أن تكون هذه الرسائل ذات قيمة كبيرة إذا استمعنا.)

إدارة المشاعر السلبية تعني أيضًا عدم السماح لها بالسيطرة علينا. يمكننا إبقائهم تحت السيطرة دون إنكار أننا نشعر بها.

المشاعر السلبية مقابل المشاعر الإيجابية

عندما نتحدث عن ما يسمى بالمشاعر السلبية، من المهم أن نتذكر أن هذه العواطف، في حد ذاتها، ليست سلبية بمعنى أنها "سيئة"، ولكنها تحتل حيزا في عالم السلبية أكثر منه في عالم الإيجابية.

فبفالعواطف ليست بالضرورة جيدة أو سيئة، فهي مجرد حالات وإشارات تسمح لنا بإيلاء المزيد من الاهتمام للأحداث التي تنشئها، إما لتحفيزنا على تجربة المزيد من هذه الأحداث أو التجارب، أو ربما تجنبها مع الاستفادة منها.

تأثير المشاعر السلبية

الغضب، الخوف، الاستياء، الإحباط، والقلق كلها حالات عاطفية يعاني منها الكثير من الناس بانتظام لكنهم يحاولون تجنبها. وهذا أمر مفهوم وبديهي، فهي مصممة لتجعلنا غير مرتاحين.

يمكن لهذه الحالات العاطفية السلبية أن تخلق ضغطًا إضافيًا في جسمك وعقلك، وهو أمر غير مريح ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى مشاكل صحية إذا أصبح مزمنًا أو متكررا. لا أحد يحب أن يشعر بعدم الارتياح.

لذلك من الطبيعي أن ترغب في الهروب من هذه المشاعر.. ومع ذلك، فالناس يشعرون أحيانًا أن هذه المشاعر ستستمر إلى الأبد أو أن المشاعر نفسها هي المشكلة.

في كثير من الأحيان، تكون هذه المشاعر مفيدة لأنها يمكن أن ترسل لنا رسائل مهمة. على سبيل المثال.

قد يوحي إليك الغضب والقلق أن شيئًا ما يحتاج إلى التغيير: فالخوف مثلا هو نداء واستنفار لزيادة مستوى سلامتك حين تكون مهددا. كما قد يحفزك الاستياء على تغيير شيء ما في العلاقات خاصتك، أو في شخصيتك ونمط عيشك.

إذن فبشكل أساسي، فالمشاعر السلبية موجودة لتنبيهنا إلى أن شيئًا ما يحتاج إلى التغيير، ولتحفيزنا على إحداث هذا التغيير.

يجادل علماء النفس الإيجابيون أيضًا أنه في حين أن هناك العديد من الفوائد للحالات العاطفية الإيجابية مثل الأمل والفرح والامتنان، إلا أن هناك أيضًا آثارًا سلبية يمكن أن تأتي منها. على سبيل المثال.

تم ربط التفاؤل بالعديد من النتائج المفيدة للصحة والسعادة بالإضافة إلى النجاح الشخصي. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي التفاؤل غير المحدود إلى توقعات غير واقعية وحتى مخاطر حقيقية يمكن أن تؤدي إلى الخسارة الفادحة.

مع جميع المشاعر السلبية التي يمكن أن تأتي معها. وفي المقابل، يمكن أن تؤدي الحالات العاطفية غير المريحة مثل القلق إلى التحفيز لإجراء تغييرات يمكن أن تخلق المزيد من النجاح وتقلل من الخطر.

إذن فقد تم تصميم العواطف السلبية للحفاظ على سلامتنا وتحفيزنا على تحسين حياتنا، تمامًا مثل العواطف الإيجابية.

أفضل طريقة لإدارة العواطف السلبية

يشهد مجال علم النفس الإيجابي "موجة ثانية" من البحث، تركز ليس فقط على ما يجعلنا سعداء، ومرنين، وقادرين على الازدهار ولكن أيضًا على الجانب المظلم من السعادة.

لقد تعلمنا مؤخرًا المزيد عن كيفية تأثير مشاعرنا السلبية علينا وماذا نفعل بها وكيف يمكننا الحفاظ على صحتنا العاطفية مستقرة.

وينبغي علينا تفادي ما يسمى "الإيجابية الزائفة"، حيث نخجل من الحديث عن تجربتنا مع هذه الحالات الطبيعية.

ونحاول أن ننكرها أو نجبر أنفسنا على التظاهر بأننا نشعر بإيجابية مزيفة.. تتمثل الإستراتيجية الأفضل في "قبول مشاعرنا السلبية" بل واحتضانها، مع المشاركة أيضًا في أنشطة يمكنها موازنة هذه العواطف غير المريحة والاستفادة منها.

هناك استراتيجيات عديدة موصى بها كطرق لزيادة الحالات العاطفية الإيجابية والمرونة الشخصية المشاعر السلبية بحيث لا تشعرك الحالات العاطفية السلبية بالفشل والانهزامية..

إليك بعض الاستراتيجيات الإضافية التي يمكن استخدامها للتعامل مع المشاعر السلبية:

أرسم أفضل صورة ذاتية ممكنة

حاول أن تتصور أفضل نسخة ممكنة من ذاتك وكيف ستبدو. وقد ثبت أن هذا التمرين يحسن المزاج ويجلب الشعور بالتفاؤل، وكلاهما يحققان فوائد جمة.

يمكن القيام بذلك عبر كتابة اليوميات أو ببساطة عبر التخيل أو ربما حتى الرسم، حاول بشكل أساسي تصور حياتك في المستقبل، وتحدي نفسك لتخيل أفضل حياة ممكنة يمكنك العيش فيها، وأفضل نسخة ممكنة من نفسك.

أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يشاركون في هذا النشاط لمدة خمس دقائق يوميًا لمدة أسبوعين يشعرون بمزاج أكثر إيجابية وزيادة في التفاؤل مقارنة بالأشخاص الذين أمضوا نفس القدر من الوقت في التفكير في الأنشطة اليومية.

أكتب رسالة شكر أو زيارة

هذا التمرين شائع لدى طلاب علم النفس الإيجابي. حيث تقوم بالتعبير عن الامتنان للأشخاص الذين قاموا بأشياء لطيفة لك، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.

قد تكون هذه رسالة إلى مدرس بالمرحلة الابتدائية ألهمك لتكون أفضل، أو زيارة لأحد الجيران لإخباره بمدى تقديرك لحسن جوارهم ولطفهم معك ومع بقية الجيران. يمكن أن تكون أي رسالة أومحادثة بسيطة.

هذه الرسائل ستجلب السعادة الغامرة لمن ستكتبها لهم، ولكن سعادة أعظم لك أنت.

يشير معظم الأشخاص الذين يشاركون في هذا النشاط إلى أنهم لا يزالون يشعرون بمشاعر إيجابية، كلما تذكروها بعد أيام، أسابيع، أو حتى أشهر.

قم بتخصيص يوم إجازة شخصي

يشبه هذا أخذ إجازة، ولكنها ليست إجازة راحة ونوم، بل تتضمن إنشاء يوم مليء بالتجارب الإيجابية دون أن تضغط أو تتسبب في التوتر لنفسك.

لأن زيادة تجاربك العاطفية الإيجابية يمكن أن تجلب إحساسًا أكبر بالتفاؤل والمرونة.

ولها فائدة إضافية تتمثل في تقليل الضغوطات لليوم. (يمكن أن يوفر هذا مقاطعة لطيفة من الإجهاد المزمن وفرصة للتعافي عاطفيًا.) للقيام بذلك، فقط قم بتخصيص يوم مليء بالأنشطة التي تستمتع بها. جميعنا تنتابنا المشاعر السلبية بين الفينة والأخرى، لأن طبيعة البشر وطبيعة الحياة تفرض علينا خوضها وتجربتها، ولكن الأهم من ذلك هو كيفية تعاملنا مع هذه المشاعر، وكيفية الاستفادة من الرسائل التي تحملها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ