كتابة : Zakaria
آخر تحديث: 07/02/2023

ظاهرة التسونامي

تشكل ظاهرة التسونامي Tsunami خطرا طبيعيا قويا يؤثر على ما تتميز به المناطق الساحلية من موارد بيولوجية ومنشآت بشرية بل وعلى الإنسان نفسه. فهو كارثة طبيعية تترك خرابا ودمارا كبيرين لذلك تبقى الإشكالات المتعلقة بالتسونامي ترتبط ارتباطا كبيرا بكوارث أخرى تنتج عنها خسائر مادية ومعنوية. فيما يلي في موقع مفاهيم سنتعرف على ماهو التسونامي بشكل مُفصّل؟ كما سنتعرف على ماهي انعكاساته على البيئة والإنسان؟
ظاهرة التسونامي

ما هي ظاهرة التسونامي؟

يقصد بتعرف ظاهرة التسونامي:

  • يعود أصل كلمة ”التسونامي" إلى اللغة اليابانية، "تسو" تعني ميناء و"نامي" تعني موجة، فأمواج تسونامي عبارة عن متتالية من أمواج البحر الهائجة والمدمرة الناتجة أساسا عن ظواهر أخرى مثل الزلازل أو ثورات البراكين أو أيضا تساقط الشهب و النيازك من الفضاء الخارجي في البحار والمحيطات.
  • وقد يصل ارتفاع أمواج التسونامي إلى ما يفوق 40 متراً في العلو. التسونامي يمر أثناء نشأته بثلاث مراحل هي؛ التولد يليه الانتشار ثم الطور الأخير: الإغراق.

أين تحدث ظاهرة التسونامي؟

التسونامي هي عبارة عن إزاحة فجائية أو أمواج عاتية تحدث في مناطق الاندساس، إذ ترتفع الأمواج بشكل قوي من الأسف إلى الأعلى، وهناك العديد من العوامل التي تتسبب في حدوث هذا الهيجان في الأمواج قد تكون هزات أرضية (زلزل) انفجارات أو انشطارات بركانية، انجراف أرضي، الانفجار النووي، وعادة ما يحدث التسونامي في المحيطات.

خصائص التسونامي

أمواج التسونامي تتعدى الأمواج البحرية الطبيعية من حيث السرعة والحجم والخسائر، ومن أهم خصائصها ما يلي:

  • سرعة التسونامي تصل إلى معدلات هائلة تتراوح بين 500 و700 كلم وأحيانا 850 كيلومترا في الساعة.
  • تتراوح المدة بين موجتين عملاقتين متتابعتين من بضع دقائق وصولا إلى بضع ساعات.
  • يبلغ عرض موجة تسونامي كيلومترات عدة، وعلى هذا فإن كَمّيَّة المياه التي تحملها هذه الأمواج وحجم الخسارة الناتجة عنها هائلة.
  • وتستطيع إحداث الضرر بعيداً عن بؤرة للزلزال، فتأثير موجات زلزال أنكوراج في ألاسكا عام 1964 بلغت ولاية كاليفورنيا التي تبعد أكثر من 2500 كيلومتر عن ألاسكا.

الفارق بين أمواج تسونامي وأمواج البحر العادية هو:

  • أن طاقة أمواج تسونامي تستمد من الحركات التكتونية، بينما طاقة الأمواج البحرية العادية تستمد من تفاوتات في معدلات حرارة سطح البحر أو الرياح.
  • ويمكن لأمواج التسونامي الجبارة أن تحمل صخوراً وزنها 20 طنا بكل بساطة، وتقذف بها لمسافة عشرين متراً.
  • فهي قادرة على تدمير مدن بأكملها، وعندما تقع تلك الظاهرة فإن المناطق الساحلية تتعرض دون إنذار مسبق في بعض الأحيان، لموجات بالغة التدمير للتخلف خسائر بشرية وبنيوية كبيرة.

فوائد التسونامي

رغم الأضرار العديد التي قد تتسبب فيضانات التسونامي في إحداثها، ألا أن هناك مجموعة من الفوائد الناتجة عنها، ومنا ما يلي:

  • زيادة خصوبة التربة من خلال إمداد التربة برواسب المغذيات الطبيعية.
  • ينتج عن المد والجزر الشديد للتسونامي عودة نباتات الكثبان الرملية إلى أماكن لم توجد بها نباتات من قبل.
  • اكتشاف بعض الكنوز والثروات الموجودة في باطن الأرض.
  • المساعدة إتاحة مناطق جديدة مفعمة بالحياة والماء في مناطق صحراوية للكائنات الحية الأخرى.

أنواع التسونامي

ينقسم التسونامي بشكل عام إلى: (التسونامي القريب والتسونامي البعيد)، الفارق بينهما هو الزمن الذي يستغرقه التسونامي بين مصدره ونقطة وصوله إلى اليابسة والتنبؤ به، ومن أهم أنواعها ما يلي:

التسونامي القريب

  • ينتقل باتجاه الشواطئ القريبة من مكان تشكله ــ غالبا موقع بؤرة الزلزال ــ لمسافة 100 كيلومتر، وغالبا ما تكون هذه الأنواع من التسونامي خطيرة لأنها تستطيع الوصول إلى اليابسة خلال دقائق وتضربه بشكل مفاجئ لذلك من الصعب تحذير الناس و اتخاذ الإجراءات الحمائية قبل وصولها.

التسونامي البعيد

  • هو التسونامي الذي ينتقل مسافة قد تزيد عن 1000 كيلومتر من المصدر قبل أن يصل إلى اليابسة، وغالبا ما تحدث هذه الأنواع من التسونامي في المحيط الهادئ ويمكنها بشكل مذهل التنقل عبر المحيط بأكمله خلال أقل من يوم واحد.
  • والشيء الإيجابي فيه هو بما أن هذا النوع يقطع مسافة طويلة بسرعة ثابتة تقريبا فإن المتخصصين يمكنهم التنبؤ بموعد وصوله بدقة، وهذا ما يجعل من السهل إنذار الناس الذين يمكن أن يتأثروا بموجاته وإجلاءهم.

أسباب التسونامي

عموما فإن ظاهرة التسونامي تحدث بسبب العديد من العوامل الطبيعية الداخلية كانت أم الخارجية عديدة، ويشير أخصائيو علوم المحيطات إلى كون التسونامي في أغلب الأحيان ينتج عن:

  • وقوع الزلازل التي تحدث في أعماق البحار والمحيطات، التي ينتج عنها ارتفاع مفاجئ أو انزلاق جزء من قشرة الأرض تحت أو قرب المحيطات.
  • يرتبط التسونامي بظاهرة البراكين التي تنتشر في مناطق الضعف بالقشرة الأرضية بالبحار والمحيطات.
  • وبالأخص في المناطق المرتبطة بالتوزيع الجغرافي للزلازل ‘’ الحزام الناري’’.
  • وإلى جانب هذه الأسباب يمكن أن يكون سقوط النيازك في مناطق المسطحات المائية سببا في نشوء ظاهرة التسونامي. إلا أنه في الأغلب الأعم فإن مجمل التسوناميات التي شهدها العالم، تعود بشكل رئيسي، أسبابها إلى الزلازل الأرضية التي تحدث تحت البحار والمحيطات.

أكبر تسونامي في العالم

لقد شهد العالم العديد من ظواهر التسونامي ونتج عنها العديد من الزلازل التسونامية، ومن أهم التسونامي الذي حدث في العالم ما يلي:

تسونامي ألاسكا خليج ليتويا

  • يعتبر تسونامي خليج ليتويا في ألاسكا هو أطول وأكبر تسونامي في العالم وقد وصل ارتفاع قياسي بلغ حوالي 1720 قدمًا، أدي إلى سقوط كتل صخرية من ارتفاع حوالي 3000 قدم، وتسبب في حدوث انهيار صخري وإزالة للغابات والنباتات والأشجار، وقد وصلت قوة زلزل ألاسكا حوالي 7.7 ريختر.

تسونامي اليابان 2004

  • بعد حدوث تسونامي المحيط الهندي المعروفة باسم أمواج تسونامي عيد الميلاد أو يوم الملاكمة الذي ضرب إندونيسيا، تسونامي آخر يضرب ساحل اليابان 2004، وينتج عنه العديد من الخسائر الفادحة، حيث وصلت قوة الزلزال التسونامي حوالي 9.0 ريختر، ونتج عنه ضرب المناطق الساحلية والمنتجعات والبلدات الساحلية في 12 دولة، هذا بالإضافة إلى مقل 230 ألف شخص.

تسونامي إندونيسيا 2011

  • لقد تسبب حدوث زلزال في الساحل الشرقي لجزيزة هوتشو في اليابان بقوة 9.1 إلى حدوث تسونامي يصل ارتفاعه إلى 40 مترًا، وتسبب في مقتل أكثر من 220 ألف شخص.

نتائج التسونامي على البيئة

من اهم التأثيرات التي تنعكس على البيئة من تأثير حدوث ظاهرة التسونامي ما يلي:

1. تأثير التسونامي على الموارد البيئية البحرية

  • لحدوث التسونامي أثر جلي على الموارد البحرية الحية وغير الحية المتنوعة، حيث يؤدي إلى خلخلة لاستقرار بعض الأحياء التي تعيش في البحر، بزحزحتها ونقلها من أماكنها الأصلية التي تعتادها إلى مناطق أخرى، كأن يقوم بنقلها من منطقة باردة إلى أخرى ساخنة، أو من البحر إلى اليابسة مثلا.
  • إلى جانب ذلك يؤثر التسونامي في العناصر غير الحية التي تكونت أو ترسبت في قاع البحار، وذلك بإزاحتها كذلك، أو بنقلها إلى اليابسة. وتقوم باقتلاع الجلاميد والحصى والرمال، ما يساهم في تخريب ذلك الوسط.

2. تأثير التسونامي على الموارد البيئية القارية الساحلية

  • التسونامي موجة هائلة تحتوي على سلسلة من الأمواج وقدرا ضخم من المياه المحملة بالمواد، الأمر الذي له ينعكس سلبا على البيئات الساحلية.
  • يتضح بشكل جلب مفعول الصدادات الطبيعية وأهمها قطاعات الشعاب المرجانية والأشجار الكثيفة على السواحل، حيث تساعد على كسر حدة الأمواج العاتية، فهي تمثل حائط الدفاع الأول ضد تلك الأمواج، وبالتالى تتعرض لتدمير واسع وعلى مستوى التنوع البيولوجي و الايكولوجي.
  • ويغطي الفيضان المصاحب لأمواج التسونامي مسافة قد تقدر بـ 300 متر أو أكثر في الداخل من على خط الساحل وتقوم بهدمها كاملة وتغطيتها بالصخور وجذوع الأشجار وبالتالي تطمس هويتها.
  • وبناءا على هذا كان من مهام مؤتمر اليونسكو للتنوع البيولوجى، الذى عقد في يناير 2005، والذي شارك فيه نحو 1200 عالم ايكولوجي ومسؤول سياسي وخبير بيئى، وذلك للبحث عن سبل العمل من أجل تجاوز هذه الكارثة وتفادي وقوعها مستقبلا، إضافة إلى إيجاد حلول لتزايد معدلات انقراض الأنواع الحية وتخريب النظم البيئية.
  • علاوة على التأثير السلبي على المستوى البيئي في سواحل الدول المعرضة لهذه الظاهرة، كما يقع التأثير على الإنسان ومنشآته السكنية والصناعية وكذلك التجارية، وهذا ما يجعل التسونامي تهديدا طبيعيا مدمرا.

نتائج التسونامي على الإنسان

لا يتوقف تأثير فيضانات التسونامي على البيئة فحسب، بل يمتد تأثرها على الإنسان وينتج عنها العديد من الآثار السلبية، ومنها ما يلي:

1. الخسائر المادية الناتجة عن التسونامي

ينتج عن حدوث ظاهرة التسونامي مجموعة من الخسائر المادية في المناطق التي تتعرض لهذا الخطر، وبالتالي يتم تدمير:

  • الحواجز البحرية التي تقام على السواحل. حيث تكتسح التيارات المائية العالية المباني والطرق والسيارات والزوارق الراسية في الميناء.
  • كما لا تسلم المواد الثقيلة الموجودة في مناطق التخزين الساحلية من الدمار، فتتحول إلى خطر متنقل محمول مائيا يخرب كل شيء يصادفه.
  • وتؤدي الاصطدامات إلى اشتعال الحرائق بتأثير الكهرباء والغازات الناتجة عن تحطم مخازن الوقود و أنابيب الغاز، التي لا تستطيع وسائل الإطفاء أن تصل إليها وإخمادها بسبب الحطام المتناثر في كل مكان.
  • والخسائر الأخرى المصاحبة لحركة التسونامي والتي تشمل الفيضانات وفساد القنوات المائية العذبة بالملوثات المختلفة والآبار الصالحة للشرب.
  • إلى جانب انهيار البنيات التحتية من مدارس ومستشفيات، وهذا ما قد يخلف خسائر اقتصادية فادحة تقدر أن تصل إلى ملايين دولارات.

2. الخسائر البشرية الناتجة عن التسونامي

  • إن تأثير الأمواج المائية القوية للتسونامي يكون خطيرا على المجتمعات البشرية، ويمكن القول أن تأثير التسونامي وانعكاساته السلبية على الإنسان طالما كانت معروفة على مر التاريخ.
  • حيث أن بعض التجمعات البشرية القديمة التي استوطنت السواحل تم القضاء عليها كليا بفعل أمواج التسونامي خاصة في المحيط الهادئ أو الهندي وكذلك في البحر الأبيض المتوسط.
  • بسبب هذا الخطر الطبيعي يقضي عدد كبير من البشر، في العديد من الدول وخاصة تلك المطلة على المحيط الهادئ باعتبارها أكثر المناطق تعرضا لهذه الظاهرة، وبالتالي فقدان الآلاف من الأرواح وتشريد الناجين من السكان.
يبدو من خلال ما سبق أن ظاهرة التسونامي خطر طبيعي مدمر لا مفر منه، ولا يمكن وقف ثورته العارمة، غير أنه يمكن الاستفادة الدروس المستقاة من الكوارث المتلاحقة في الماضي والوقت حالي، واكتشاف طرق جديدة في تتبع مسارات هذه الأمواج القاتلة، ستساعد على إنقاذ الكثير من الأرواح في المستقبل، وبذلك وتحقيق تنمية بشرية مستدامة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع