كتابة :
آخر تحديث: 11/10/2021

كيف تتعامل مع الطفل المتمرد والعنيد؟ ما دور الأم والأب ؟

إن هذا السؤال يطرح نفسه مع معظم الأسر وخاصة تلك الأسر التي يوجد بها طفل في سن الطفولة المبكرة، ففي هذه السن يميل الطفل إلى التعبير عن مشاعره والتعامل مع مشاكله بالانفجار والتصرفات الغاضبة.
ويؤكد علماء النفس أن العناد والتشاجر عند الأطفال في سنوات الطفولة الأولي يعتبر طبيعياً، ولا يمثل أي مشكلة من أي نوع، حيث أن الطفل في هذه السن يعجز عن حل كثير من مشاكله بالحلول العادية، فخبراته لازالت في مهدها، ولكن تكمن المشكلة في استمرار هذا الأسلوب لسنوات متقدمة من العمر، فإن هذا له مدلولات هامة في علم النفس يمكن مناقشتها في تلك المقالة.
كيف تتعامل مع الطفل المتمرد والعنيد؟ ما دور الأم والأب ؟

كيف تتعامل مع الطفل المتمرد؟

  • للإجابة على هذا السؤال يجب أولاً أن نطلع على بعض المعلومات التي تساعد على فهم الحالة النفسية للطفل العنيد والمتمرد.
  • إن الطفل العنيد والطفل الغاضب هو في الحقيقة يعلن عن وجود مشكلة يواجهها ولا يستطيع حلها بمفرده، فهو يصرخ في مجتمعه الصغير ليبحث له عن مساعد لحل تلك المشكلة.
  • ويؤكد خبراء علم النفس أن هناك كثير من المشكلات يمكن أن تواجه الطفل من سنوات الرضاعة وحتى سن الخمس سنوات، فهناك احتياج للأمان واحتياج للمأكل والمشرب واحتياجات أخرى لا يملك الطفل في تلك السنوات الخبرات اللازمة لتلبيتها لنفسه بشكل مستقل عن الأسرة.
  • لذا تجده يحاول دائماً الاستنجاد والاستغاثة بمن حوله ليقوم أحد أفراد أسرته بتلبية احتياجاته، وقد يزيد من الغضب والعند والتمرد في حالة التأخر عن حل تلك المشكلات التي يواجهها الطفل.
  • وقد يعلم الطفل أن هناك شخصاً محدداً يقوم بتلبية الاحتياجات بشكل مثالي، لذا قد تجده يتمرد ويغضب رغم تلبية الاحتياجات، ولكن الطفل يتمرد حينها لأنه يريد شخصاً بعينه يقوم بتلبية تلك الاحتياجات بشكل أكثر كفاءة وشكل مثالي.

الطفل المتمرد والغاضب بعد سن الخمس سنوات

كما ذكرنا فإنه في السنوات الأولى وحتى سن الخمس سنوات للطفل من الطبيعي لكل طفل أن يتسم بالعند والغضب والتمرد لتلبية احتياجاته، ولكن المشكلة تبدأ في الظهور إذا استمرت تلك الطريقة في تلبية الاحتياجات لما بعد سن الخمس سنوات.

فمن المفترض أنه بعد سن الخمس سنوات هناك بعض المهام التي تمكن الطفل من اكتساب بعض المهارات بها، مثل مهارات دخول الحمام ومهارات إطعام نفسه بطريقة بسيطة.

فإذا ما وجدنا أن الطفل لازال يعتمد على الآخرين في حل مشكلاته ولازال يعتمد على أسلوب التعبير عن احتياجاته بالغضب والتمرد والعند بنفس الطريقة، فإن هذا يعد مؤشراً هاماً لوجود مشكلة نفسية.

وقد تكون تلك المشكلة هي وجود حالة من عدم التكيف، وعدم القدرة على التعلم، وانشغال الطفل بمشكلات أخرى تمنعه من اكتساب مهارات تساعده على حل مشكلاته.

وفي تلك الحالة على كل أب وكل أم متابعة أبنائهم بشكل دقيق، وعدم الانسياق وراء طلبات أطفالهم بالقيام بدور المساعدة مدى الحياة، وعليهم تشجيع أطفالهم على الاعتماد على أنفسهم في القيام ببعض المهام في رعاية أنفسهم.

فهناك بعض الآباء والأمهات يبالغون في القيام بدور الملبي لاحتياجات أولادهم وبناتهم لسنوات متقدمة، فهم بذلك يساهمون في تعميق المشكلة النفسية لدى أطفالهم وليس مساعدتهم كما يعتقدون.

فالطفل يجب أن يكون أقدر على حل مشكلاته يوماً بعد يوم، وتقع مهمة تدريب الأطفال على حل المشكلات على عاتق الآباء، حتى أنهم عندما يكبرون يكونون قد مروا بكافة المراحل التي تساعدهم على تحمل مسؤولية أنفسهم بل وتحمل مسئولية آبائهم عند كبرهم في السن.

مظاهر الغضب عند الأطفال في سنوات الطفولة الأولى

من سن سنة حتى الثلاث سنوات تسيطر الاحتياجات الفسيولوجية على اهتمامات الطفل مثل المأكل والمشرب وكذلك هناك بعض الاحتياجات الخاصة برغبته في عدم البقاء وحده.

كما أن هناك بعض المشكلات التي قد تنشأ بين الطفل وإخوته وبين الطفل ووالديه وذلك لفرض الطفل لرغباته بعيداً عن سيطرة الأب والأم والإخوة، وفي تلك الحالة يكون الطفل في صراع يسبب العديد من المشكلات.

وقد يحاول الطفل جذب الانتباه ليجبر الأطفال على مشاركته في اللعب، أو إجبار والديه في ذكر أفعاله بشكل مستمر، فالطفل دائماً يحب أن يكون محور اهتمام والديه معظم الوقت.

دور الأب والأم قبل سن الخمس سنوات

  • للأب والأم دور كبير قبل سن الخمس سنوات لضبط انفعالات الطفل وتدريبه على التعبير عن انفعالاته بشكل هادئ.
  • وجدير بالذكر أنه كلما تمكن الطفل من تلبية احتياجاته بشكل متزايد كلما تمكن من السيطرة على انفعالاته من ناحية أخرى، فهو ليس في حاجة للاستغاثة بآخرين لتلية احتياجاته إذا كان هو قادراً على مساعدة نفسه بنفسه.
  • كذلك تلعب العلاقة بين الطفل ووالديه دوراً كبيرة في تلك المرحلة، حيث أن الطفل الذي يشعر بأن والديه لا يهتمان به، فإنه يظل يعبر عن غضبه حتى وإن تم تلبية كل احتياجاته الفسيولوجية، وتزويده بكل الألعاب.
  • فالطفل في الحقيقة لا يريد المزيد من الألعاب من والديه، ولكن يريدهم هم أنفسهم، فالألعاب وسيلة للتواصل بينه وبين أسرته وليست بديلة عن أسرته.
  • وقد تحدث نفس المشكلة أن يتم تلبية كافة الاحتياجات الظاهرية التي يحتاجها الطفل مثل المأكل والمشرب والملبس واللعب، ولكن ومع ذلك لا يزال الطفل يعبر عن غضبه ويعلن عن احتياج آخر وهو الاهتمام من والديه، وذلك في حالة وجود مولود جديد في الأسرة تسبب وجوده في جذب الانتباه عن الطفل الأكبر سناً.
  • حينها يحاول الطفل جذب الانتباه بكافة الوسائل حتى وإن كان بالتمرد والغضب والعند وعمل بعض التصرفات الغير منطقية، وذلك حتى يظل هو محور اهتمام الأسرة ولو كان بشكل سلبي
  • وبالتأكيد معرفة احتياجات الطفل المعنوية وتلبيتها يساهم بشكل كبير في فهم الحالة النفسية وتصميم التصرف المناسب سواء بمساعدة مختص أو بجمع معلومات من مصادرها الآمنة لمساعدة الأب والأم في فهم الأسلوب الصحيح لتلبية تلك الاحتياجات.

كيفية التعامل مع الطفل بعد سن الخمس سنوات

  • هناك تطور كبير في أسلوب تمرد الطفل وأساليب العند والغضب تحدث بعد سن الخمس سنوات للطفل، حيث أنه يتحول إلى أساليب أكثر تطوراً وتمرداً بخلاف الأساليب المتبعة قبل تلك المرحلة.
  • فالطفل في تلك المرحلة يتجه بشكل كبير إلى استخدام أسلوب التهديد والوعيد والإصرار على الأخذ بالثأر وعدم ترك حقه المغتصب والانتقام بأي وسيلة.
  • حتى أن الطفل في بعض الأحيان ينتقم من الشخصيات الوالدية نفسها عندما لا تنفذ بعض الرغبات الخاصة بالطفل.
  • ومن أهم علامات الخطر في تلك المرحلة هي شعور الطفل بالاكتئاب والحزن الشديد، حيث أن هذا يعد مؤشراً هاماً على عجز الطفل عن تلبية احتياجاته وعدم وجود جدوى من الحلول التي يمارسها للتعبير عنها.
  • وعلى كل أب وكل أم في تلك المرحلة أن يتعاملوا مع احتياجات الطفل بوعي أكبر، فالطفل في كل مراحل عمره يحتاج إلى الشعور بالتقدير والاهتمام والتواصل الفعال الإيجابي بينه وبين أسرته.
وأخيراً .. فإن سؤال كيف تتعامل مع الطفل المتمرد؟ سؤال له جوانب كثيرة لا يمكن حصرها في سطور قليلة ولكننا حاولنا قدر استطاعتنا مناقشة الموضوع.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ
ذات صلة من مقال

كيف تتعامل مع الطفل المتمرد والعنيد؟ ما دور الأم والأب ؟