كيف تكون نظرات الحب باختلاف أنواع الشخصيات؟
كيف تكون نظرات الحب باختلاف أنواع الشخصيات؟
في البداية لا أريدك عزيزي القارئ أن تظن ولو للحظة واحدة أن هناك تعريفا واحدا للحب، فالحب سيظل سرا من أعظم أسرار القلب على مر العصور، وكل ما يحاول عمله بعض العلماء هو مجرد محاولة لرصد السلوكيات أما الكشف الفاصل والنهائي والحاسم فإنه لا يكتمل إلا بمجهودك أنت، من خلال مساعدتك في الحفاظ على أدواتك في الإدراك والفهم جاهزة وصالحة وخالية من العيوب حتى تكون قادرة على الكشف عن نظرات الحب الحقيقية، وتكون من خلال:
البداية في تعرفك على نفسك
- نعم عزيزي القارئ فهناك أنواع للشخصيات تختلف في ردود أفعالها للحب حسب نوع كل شخصية، فالشخصية الحسية أو العاطفية تختلف عن الشخصية الفكرية التحليلية وكلاهما يختلف عن الشخصية الجسدية أو الحركية.
- ولكي تتعرف على نوع شخصيتك عليك أن تتعرف على سمات كل شخصية، ولكن لا تتسرع في الحكم على نفسك فيجب عليك أن تتعرف على نفسك جيدا من خلال دراسة متأنية لاستجاباتك وردود أفعالك حيال المواقف المختلفة.
الشخصية الحسية أو العاطفية وتعبيرها عن الحب
- أن الشخصية الحسية أو العاطفية تتميز باحتياجها الشديد للتعبير عن حبها بالنظرات والكلمات، فهي شخصية تتميز بحساسيتها تجاه المشاعر، فنظرات الحب الصادرة منها تكون واضحة جدا، تعبر عن حبها بالكلمات والنظرات وكافة التصرفات.
- ولكنها بخلاف الشخصيات الأخرى تمثل اللغة التعبيرية لها حجر الزاوية في فهم الحب، فهي تنتظر من حبيبها دائما أن يعبر عن حبه بالكلمات، فمهما فعل لها حبيبها من المواقف العملية ما يبرهن به على حبه، تظل الشخصية العاطفية في حالة ريب وشك من هذا الحب حتى يتم التعبير عن الحب بالكلمات.
- وهي شخصية قد لا تملك الخبرة العملية في الحياة بالقدر الكافي، فخبراتها العملية قد تسبق الخبرة العاطفية، فتجدها شخصية تملك التجارب العاطفية بقدر كبير لكنها تجارب قد تكون غير مكتملة، ولكنها تجارب ثرية بها الكثير من التفصيلات المميزة.
- على الجانب العملي مثل الجانب المهني أو الدراسي قد لا تملك نفس الخبرات، فالجانب العاطفي أو الجانب الخاص بالمشاعر والأحاسيس يؤثر غالبا على القرارات العملية بشكل سلبي.
- فقد تجد الشخصية الحسية العاطفية تفشل في التفاوض التجاري لأنها شعرت بالشفقة على العميل، فعنصر الحسم يتأثر بالجانب العاطفي بشكل كبير.
الشخصية الجسدية الحركية ونظرات الحب
- تتميز الشخصية الحركية بأنها تعبر عن حبها بالحركة وتقديم الخدمات للمحبوب، فنظرات الحب منها تكون دائما مبرهن عليها بالخدمات ومتابعة تفصيلات المحبوب.
- الشخصية الجسدية الحركية بأنها تعبر عن حبها وتنتظر من المحبوب أن يتفهم اللغة التي يعبر بها عن حبه، ولا تهتم كثيرا بالكلمات فقد تأتي في المقام الثاني أو الثالث، أما المقام الأول فيكون لنظرات الحب الممزوجة بالتعاون المشترك.
الشخصية الفكرية التحليلية ونظرات الحب
- من المسمى يمكننا توقع السمات الرئيسية لهذه الشخصية، فهي شخصية قادرة على إنتاج الأفكار ومساعدة المحبوب بها.
- ولكنها شخصية قد تضع التعبير عن الحب بالكلمات العاطفية في آخر الأولويات، وتضع النقاشات والإقناع في المقام الأول.
- وإذا كانت شخصية نرجسية فتحب أن يكون النقاش دائما لصالحها.
ملحوظة هامة جدا
- إذا ما لاحظت أن شخصية معينة تتصف بصفة معينة فهذا لا يعني أنها لا تتمتع بصفات الشخصيات الأخرى، ولكنها قد تكون تضع في قمة أولوياتها صفات تلك الشخصية ولكنها تضع صفات أخرى في أولوية أقل.
- فقد تجد شخصية جسدية حركية ومع ذلك تضع في حسبانها صفات من الشخصية الفكرية التحليلية، أو تكون هناك شخصية عاطفية حسية وتحمل بعض صفات الشخصية الفكرية التحليلية.
- فليست هناك حدود فاصلة بين الشخصيات بعضها وبعض، ويعود الاختلاف بين الشخصيات حسب التاريخ النفسي والاجتماعي والثقافي للشخصية.
نظرات الحب الكاذبة
إن الحب ونظراته تتأثر بشدة بالمعتقدات الخاطئة التي يؤمن بها الإنسان، فالشعور بالدونية واحتقار الذات يؤثر بشدة على مشاعر الحب، من خلال:
- يجعل الإنسان في استقباله لنظرات الحب متلهفا عليها دون التأكد منها، فهناك فارق كبير بين الحب والميل والإعجاب.
- وكذلك الشعور بالاكتئاب والحزن له تأثيره على نظرات الحب، فتجد الحزين غير قادر على تبادل نظرات الحب، أو قد يتخذ رد الفعل العكسي ويحاول الهروب من الحزن بالانغماس في أي قصة حب حتى وإن كانت كاذبة.
- ويعتبر التسرع في الحكم على نظرات الحب من أهم الأخطاء الشائعة في قصص الحب، حيث يكون الإنسان في استقباله للضغوطات باحثا عن أي طريقة لتخفيف آثار تلك الضغوط حتى ولو كان بقصص حب وهمية.
نظرات الحب وثقافة المجتمع
إن هناك بعض المجتمعات التي لا تسمح للمحبين بالتعبير عن مشاعرهم خوفا من اعتراض أفراد المجتمع على تلك النظرات، وهنا نؤكد على الآتي:
- أهمية الاستقلال النفسي والمعرفي، حيث أن هذا الاستقلال يمنح الإنسان الفرصة بعض الحرية في اعتناق أفكارا مغايرة عن تلك السائدة في المجتمع.
- فهناك بعض المجتمعات المحافظة التي تمنع التعبير عن المشاعر المتبادلة، مثل المجتمعات القبلية وبعض المجتمعات في الريف، ففي تلك المجتمعات يكون لكبير القبيلة الحق في تزويج أفراد القبيلة بدون وجود مشاعر.
- وقد تكون المشكلة في ثقافة المجتمع التي تتسم بالحرية الكبيرة جدا في إنشاء علاقات واسعة، فالحرية المفرطة لها آثارها السلبية المدمرة.
- فيجب أن يكون هناك توازن بين الحقوق والواجبات، فالحرية المطلقة تسلم لعشوائية في العلاقات، فكم من تجارب حب بدأت بنظرات بريئة لم تستطع الحفاظ على براءتها حتى نهاية قصة الحب، وذلك بسبب الحرية الزائدة والتسرع بدون حرص أو حماية للضعفاء وضحايا تلك التجارب العشوائية.
- وما من سبيل إلا أن يعمل الإنسان على التعلم والتبصر الذاتي المستمر، ذلك التعلم الذي يزيد الوعي ويمنح الإنسان مناعة نفسية وفكرية تساعده في فهم نظرات الحب.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16527