كتابة :
آخر تحديث: 02/08/2025

ماذا يسمى الرجل الذي يحب العنف الجنسي؟

في عالم السلوكيات الجنسية، تختلف الأذواق والميول من شخص لآخر، وقد تظهر بعض الأنماط السلوكية التي تُعد خارجة عن الإطار المألوف. من بين هذه السلوكيات ما يُعرف بـ"حب العنف الجنسي"، وهو نوع من الانجذاب نحو الإيذاء الجسدي أو النفسي أثناء العلاقة الجنسية، فماذا يسمى الرجل الذي يحب العنف الجنسي، وما علاماته وطرق علاجه، ونصائح التعامل معه، كل هذا وأكثر نتعرف عليه في موقع مفاهيم.
ماذا يسمى الرجل الذي يحب العنف الجنسي؟

ماذا يسمى الرجل الذي يحب العنف الجنسي؟

يسمى الرجل الذي يحب العنف الجنسي الرجل السادي أو الرجل المنحرف جنسيًا.

الرجل الذي يحب العنف الجنسي أو يرتبط بالإثارة الجنسية من خلال العنف أو السيطرة أو الإذلال قد يُطلق عليه أحد المصطلحين التاليين، حسب السياق الطبي أو النفسي أو الاجتماعي:

1. سادي (Sadist):

  • هو الشخص الذي يستمد اللذة الجنسية من إيذاء الطرف الآخر أو السيطرة عليه أو إهانته أثناء العلاقة الجنسية، هذه الحالة تُعرف طبيًا باسم: السادية الجنسية (Sexual Sadism Disorder) إذا كانت تسبب ضررًا للآخرين أو تعيق حياة الشخص.

2. منحرف جنسيًا (Paraphilic):

وهو مصطلح عام يُستخدم للإشارة إلى الأشخاص الذين يشعرون بالإثارة من ممارسات غير نمطية، منها العنف أو الإذلال، ومن بين أنواع الانحرافات الجنسية:

  • السادية الجنسية (كما سبق)
  • المازوخية الجنسية (الرغبة في التعرض للألم)
  • التحرش أو الاغتصاب القسري

ملاحظة مهمة:

ليست كل الممارسات العنيفة في العلاقة تُعد مرضًا نفسيًا، فهناك فرق بين:

  • الممارسات التوافقية الآمنة التي تتم برضى الطرفين (وتدخل ضمن نطاق ما يسمى أحيانًا BDSM).
  • السلوك المرضي أو الإجرامي عندما يكون دون موافقة، أو يسبب ضررًا جسيمًا أو نفسيًا للآخر.

ما هي المازوخية الجنسية؟

  • المازوخية الجنسية (Sexual Masochism) هي حالة يشعر فيها الشخص بالإثارة الجنسية أو المتعة من خلال تلقي الألم أو الإذلال أو المعاملة القاسية من شريك جنسي، سواء كان ذلك بشكل جسدي أو نفسي.
  • المازوخي هو الشخص الذي يستمتع بأن يُؤذى أو يُهان أثناء العلاقة الحميمة، وقد تكون هذه الممارسات جزءًا من اتفاق وتفاهم بين الطرفين في علاقة تُعرف أحيانًا باسم BDSM (وهي اختصار لـ: الربط، الهيمنة، السادية، المازوخية).

هل تُعد المازوخية مرضًا؟

ليس بالضرورة. هناك حالتان:

  1. إذا كانت الممارسة برضى الطرفين ولا تؤثر سلبًا على حياة الشخص أو على الطرف الآخر، فإنها تعتبر تفضيلًا جنسيًا ولا تُعد اضطرابًا.
  2. أما إذا كانت المازوخية تسبب ضيقًا نفسيًا للشخص نفسه، أو تؤثر سلبًا على حياته الاجتماعية أو العملية، أو تشمل سلوكًا خطرًا أو غير قانوني، فإنها تُصنّف طبيًا كـ: اضطراب المازوخية الجنسية (Sexual Masochism Disorder)

أمثلة على السلوك المازوخي

  • طلب الضرب أو الشد أو التقييد أثناء العلاقة.
  • الاستثارة من خلال الكلمات المهينة.
  • الرغبة في الشعور بالعجز أو فقدان السيطرة.

أصل الكلمة:

  • "مازوخية" مشتقة من اسم الكاتب النمساوي ليوبولد فون زاخر-مازوخ (Leopold von Sacher-Masoch)، الذي كتب روايات تُظهر لذة التعرض للإذلال، وسُمّيت الحالة باسمه.

ما هي علامات الرجل المازوخي؟

علامات الرجل المازوخي (المازوخي الجنسي) تختلف من شخص لآخر، لكنها تدور غالبًا حول الرغبة أو المتعة في تلقي الألم أو الإذلال أثناء العلاقة الحميمة أو حتى خارجها، وإليك أبرز العلامات النفسية والسلوكية التي قد تظهر على الرجل المازوخي:

علامات نفسية وسلوكية:

  1. الاستمتاع بالألم الجسدي أو النفسي: يحب أن يُضرب أو يُقرص أو يُقيَّد، ويستمتع عند تلقي التوبيخ أو الإهانات اللفظية، خاصة أثناء العلاقة.
  2. الرغبة في فقدان السيطرة: يفضل أن يكون الطرف الخاضع، ويُثار عندما يتحكم الآخر بكل شيء، وقد يطلب من شريكته السيطرة الكاملة عليه (جسديًا أو نفسيًا).
  3. الانجذاب للإذلال: ينجذب لفكرة الإهانة أو التحقير أو التقليل من شأنه، سواء بالكلام أو الفعل، وقد يطلب أن يُعامل كخادم أو تابع.
  4. الإثارة من العقاب: يرتبط لديه مفهوم العقاب بالشهوة الجنسية، ويشعر بالإثارة عند التوبيخ أو الرفض أو العقوبات الجنسية.
  5. الإفراط في التنازلات: يُظهر خضوعًا دائمًا في العلاقة، حتى خارج الجنس، ويتمتع بأن يكون الطرف الضعيف أو المظلوم.
  6. البحث عن الشريكة المسيطرة (dominant): ينجذب بشدة للنساء القويات أو المتسلطات، ويحب أن تتولى المرأة زمام المبادرة وتفرض سلطتها.

علامات أثناء العلاقة الحميمة:

  • يطلب تقنيات مثل الربط أو الشد أو الضرب الخفيف (ضمن إطار آمن ومتفق عليه).
  • يثار من الكلمات القاسية أو المهينة.
  • يستمتع بأدوار مثل "العبد" أو "الخاضع".

ما هي صفات الرجل المازوخي؟

الرجل المازوخي هو من يجد متعة في الألم أو الإذلال، بشرط أن يكون ذلك برضاه وفي إطار آمن، ومن أبرز صفاته، ما يلي:

  • يميل للخضوع ويشعر بالراحة حين يقوده الطرف الآخر.
  • يستمتع بالألم أو الإهانة في سياق العلاقة، سواء كانت جسدية أو نفسية.
  • ينجذب للشخصيات المسيطرة ويجد الإثارة في الخضوع لها.
  • يملك خيالات خاضعة وقد يستخدم رموزًا لضبط حدود العلاقة.
  • ليس ضعيف الشخصية، بل قد يكون قويًا خارج العلاقة.

هل حب العنف الجنسي مرض نفسي؟

حب العنف الجنسي قد يكون أو لا يكون مرضًا نفسيًا، وذلك حسب السياق والطريقة التي يُمارس بها. إليك التوضيح:

ليس مرضًا نفسيًا إذا كان:

  • يتم برضى الطرفين وضمن علاقة آمنة (يُعرف بـ المازوخية والسادية الجنسية أو BDSM).
  • لا يسبب أذى نفسي أو جسدي حقيقي.
  • لا يؤثر سلبًا على الحياة اليومية أو العلاقات الاجتماعية.
  • يتم بحدود واضحة واتفاق صريح.
  • في هذه الحالة، يُعتبر نوعًا من التفضيل الجنسي وليس اضطرابًا.

قد يكون مرضًا نفسيًا إذا كان:

  • يتضمن إيذاء النفس أو الآخرين دون رضاهم.
  • لا يستطيع الشخص الوصول للإثارة إلا من خلال عنف مؤذٍ أو خطير.
  • يتعارض مع القيم الاجتماعية أو يسبب ضررًا قانونيًا أو أخلاقيًا.
  • يرتبط باضطرابات نفسية مثل: البارافيليا (Paraphilic Disorders) أو اضطراب السادية أو المازوخية المرضية كما يصنفها الدليل التشخيصي DSM-5.

ما هو علاج الاضطراب المازوخي الجنسي؟

علاج الاضطراب المازوخي الجنسي (Sexual Masochism Disorder) يعتمد على شدة الحالة، وتأثيرها السلبي على حياة الشخص أو على الآخرين. ويُستخدم العلاج عندما تصبح المازوخية:

  • قهرية وغير قابلة للسيطرة.
  • تسبب ضيقًا نفسيًا شديدًا.
  • تؤدي إلى إيذاء النفس أو الآخرين.
  • تؤثر على العلاقات أو الأداء الوظيفي والاجتماعي.

ومن أهم طرق العلاج:

1. العلاج النفسي (العلاج السلوكي المعرفي - CBT)

  • هو العلاج الأساسي والأكثر فعالية، ويساعد المريض على: فهم أسباب الرغبات المؤذية، وكسر الحلقة بين التحفيز الجنسي والألم، وتعلم أنماط تفكير وسلوك جديدة.

2. العلاج الدوائي

يُستخدم في بعض الحالات للتحكم في الدوافع القهرية أو الشهوة المفرطة، مثل: مضادات الاكتئاب (SSRIs)، ومثبطات التستوستيرون في الحالات الشديدة جدًا (تقلل الرغبة الجنسية)، ولا يُستخدم الدواء إلا تحت إشراف طبيب مختص.

3. العلاج الجماعي أو الدعم النفسي

  • مجموعات الدعم النفسي يمكن أن تكون مفيدة.
  • يشعر المريض بأنه غير وحيد، ويتعلم من تجارب الآخرين.

4. العلاج النفسي العميق (Psychodynamic Therapy)

  • إذا كانت الجذور ناتجة عن صدمات أو تجارب طفولة.
  • يهدف إلى معالجة الأسباب اللاواعية للسلوك.

نصائح للتعامل مع الرجل الذي يحب العنف الجنسي

التعامل مع رجل لديه ميول للعنف الجنسي (سواء كان مازوخيًا أو ساديًا) يتطلب وعيًا عاطفيًا وحدودًا واضحة، خاصة إن كنتِ شريكته أو تفكرين في الارتباط به. وهنا مجموعة من النصائح العملية والنفسية للتعامل مع هذه الحالة بطريقة آمنة ومحترمة للطرفين:

أولًا: تقييم العلاقة وحدودك النفسية

  1. اسألي نفسك: هل أنا مرتاحة؟: إذا كان العنف الجنسي يُسبب لك ضيقًا، خوفًا، أو ألمًا نفسيًا أو جسديًا، فلا تتجاهلي مشاعرك.
  2. ضعي حدودًا واضحة وصريحة: قولي بوضوح: "أنا لا أقبل العنف في العلاقة"، أو "أحتاج إلى علاقة جنسية آمنة ومحترمة"، ومن حقك الرفض الكامل دون شعور بالذنب.
  3. افهمي الفرق بين "الخيال" و"الواقع": بعض الرجال يملكون خيالات جنسية سادية، لكنهم لا يسعون لتطبيقها، وأما إذا كان يصر على العنف في الواقع، فيجب التوقف وإعادة تقييم العلاقة.

ثانيًا: إذا كان يريد ممارسة العنف الخفيف (اللعب الجنسي الآمن)

في بعض العلاقات، يقبل الطرفان ما يُسمى BDSM (اللعب الجنسي القائم على السيطرة/الخضوع مع موافقة ووعي)، وفي هذه الحالة:

  1. الرضا الكامل شرط أساسي: أي ممارسة يجب أن تكون برضا الطرفين الكامل والحر.
  2. الكلمات الآمنة (Safe Words): توضع كلمة توقف (مثل: "كفى" أو "أحمر") يتم التوقف فور سماعها.
  3. لا مكان للأذى الحقيقي: يجب ألا يصل الأمر إلى كدمات، نزيف، خوف حقيقي، أو صدمة.
  4. تحدثا بعد العلاقة: اسأليه: لماذا يحب هذا النوع؟ هل هو خيال؟ هل هو حاجة ملحة؟ وحاولي فهم جذوره النفسية دون تبرير تصرفات تؤذيك.

ثالثًا: متى يجب القلق أو الانفصال؟

  • إذا كان العنف بدون رضاك أو يصر عليه رغم رفضك.
  • إذا شعرتِ بالخوف منه أو كان يمارس عنفًا خارج العلاقة الجنسية.
  • إذا كان يميل للسيطرة الكاملة والإذلال والإهانة.
  • إذا حاول إقناعك أنك مريضة أو غير طبيعية لأنك لا تحبين العنف.
  • في هذه الحالات، لا تكملي العلاقة، ويفضّل اللجوء إلى: أخصائية نفسية أو مرشدة علاقات، أو شخص تثقين به لمساعدتك في تقييم الموقف.

ما هو الفرق بين المازوخي والماسوشي؟

المازوخي والماسوشي هما تسميتان لنفس الحالة، ولا يوجد فرق بينهما من حيث المعنى.

  • "المازوخي": هو المصطلح الشائع في اللغة العربية.
  • "الماسوشي": هو تعريب للاسم الأجنبي "Masochist"، نسبة إلى الكاتب النمساوي ليوبولد فون زاخر ماسوخ الذي وُصفت بعض أعماله بحب العذاب الجنسي، ومنه جاءت التسمية.

كلا المصطلحين يشيران إلى: شخص يشعر بالمتعة أو الإثارة الجنسية عند التعرض للألم أو الإذلال الجسدي أو النفسي.

بعد التعرف على إجابة سؤال، ماذا يسمى الرجل الذي يحب العنف الجنسي، يمكننا القول أن الرغبة في العنف أثناء العلاقة الجنسية لا تُعد دائمًا اضطرابًا، لكنها قد تكون مؤشرًا على حالة نفسية تتطلب الفهم والدعم النفسي، خاصةً إذا سبّبت أذى أو تعارضت مع رغبة الشريك. من المهم النظر إلى هذه الحالات من منظور علمي وإنساني، والسعي لفهم أبعادها النفسية والعاطفية من خلال مختصين في العلاج السلوكي أو الجنسي.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ