ما هو اضطراب الشخصية الماسوشية، وما علاماته وأنواعه ؟
ما هي الماسوشية ؟
- قد بدأ هذا اللفظ بالانتشار والاستخدام منذ عام 1892 م، حيث استخدمه ذلك الكاتب في العديد من رواياته، وقد قام الطبيب النفسي الألماني النمساوي (ريتشارد فون كرافت إيبينج)، باستخدام لفظ (مازوخ) لوصف الانحراف والاضطراب الجنسي.
- وهو ما أصبح يعرف باسم “المازوخية”، وذلك في كتاب له أصدره عام 1886 حول الشذوذ الجنسي، وذلك لأنه كان مهتم بالبحث في النشاط الجنسي عند البشر.
وقد تعدد مفهوم المازوخية (Masochism)، ومنها ما يأتي:
- أولاً: إنها عبارة عن اضطراب نفسي جنسي، ويتمثل في الشعور بالإثارة الجنسية عن طريق الشعور بالألم الناتج عن إيذاء النفس، وتختلف درجة الشعور بالإثارة باختلاف مقدار الألم الذي يتم الشعور به، مثل الألم الناتج عن الجلد الشديد أو الضرب.
- ثانياً: إنها عبارة عن اضطراب يتعلق بالألم، ويتم ذلك عن طريق إلحاق الأذى والألم بالنفس، سواء كان إيذاء لفظي أو بدني، لكن بقدر معين، بهدف الوصول إلى الإثارة.
- ويطلق على الماسوشية أيضاً العديد من المسميات، ومنها (الانحراف أو السادية أو الفساد أو الانحلال)، ويطلق عليها أيضاً في اللغة البرتغالية مسميmasochism.
ما هي أسباب الإصابة بالماسوشية ؟
توجد أشياء كثيرة قد يتعرض لها الأشخاص وتؤثر على حالتهم النفسية وطباعهم، ومن تلك الأشياء:
- قمع الأفكار العشوائية الشاذة والتخيلات الجنسية الممنوعة، وفي تلك الحالة يقوم الشخص الذي تراوده تلك الأفكار برفضها وتقييدها، لكن مع مرور الوقت يصعب التحكم في تلك الأفكار أكثر، بل تصبح أكثر إلحاحاً، فيقوم الشخص بتجربة ذلك الأمر على نفسه فيشعر بالإثارة والمتعة فيقوم بتكرارها دائماً.
- حوادث العنف الأسري، ويتمثل ذلك في إهانة الأم لأطفالها وإجبارهم على بعض الأمور أو مثل إهانة الزوج لزوجته أمام الأطفال، وكل ذلك يؤثر على السلوك الطبيعي للأطفال خاصة الذكور، مما يؤدي إلى عدم قدرة الأفراد على التعبير عن أنفسهم، أو أن يقوموا بتقمص شخصية الأم، أو أن يجدوا راحتهم في تهذيب وإهانة أنفسهم، وتنتشر تلك الظاهرة بشكل خاص عند الذكور.
- الهروب من الواقع، حيث يتجه بعض الأشخاص لممارسة تلك الأشياء مع أشخاص مختلفين في مخيلتهم، مما يساهم في إبعاد أنفسهم عن الحياة الواقعية.
- التعرض للحوادث الجنسية، حيث تساهم تلك الحوادث بشكل كبير في اضطراب السلوك الطبيعي للفرد، خاصة النساء، حيث تحاول الأنثى إدخال نفسها في سجن لكي تبتعد عن شعورها الدائم بأنها هي السبب في حدوث ذلك لها، ومن تلك الحوادث (الاغتصاب أو مشاهدة الأفلام الإباحية).
أنواع الماسوشية
للماسوشية عدة أنواع، يختلف كل نوع منها عن الآخر من جهة المشاعرأو الأفعال، ومنها:
أولاً: الماسوشية العاطفية:
- وفي ذلك النوع يحب الشخص المازوخي إلحاق الضرر والألم الجسدي لنفسه أو للآخرين، ويجد المتعة في ذلك الأمر، ويطلق عليه الشره المرضي، حيث يقوم الفرد بتعذيب نفسه من خلال جرح الجسد أو عدم تناول الطعام، مما يؤدي إلى الشعور بالرضا.
ثانياً: الماسوشية الجنسية:
- وفي ذلك النوع يشترك المازوخي مع شخص آخر في نشاط جنسي، لكي يتعرض فيه إلى الإهانة والإذلال، مثل الضرب أو التقييد، وذلك لكي يشعر بالإثارة الجنسية والرضا النفسي، مثل استخدام (السياط الجلدية أو الأقنعة أو السلاسل أو الشموع وغيرها).
ثالثاً: الماسوشية الأنثوية:
- يصف كثير من الأشخاص ذلك النوع على إنه نوع سلبي، حيث تقوم الأنثى بتلك الأفعال أغلبية الوقت، حيث يفترض أنه سمة للأنثى في العلاقة الطبيعية.
اضطراب الشخصية الماسوشية
يتم وصف اضطراب الشخصية الماسوشية على أنها:
- الشخصية التي تتمتع بالمعاناة والإذلال، فهي شخصية تسعي إلى أن تتواجد في المحيط الذي يتوفر به أنواع الأذى المختلفة، فهي تسعي دائماً لتقليل وإذلال نفسها، وتتقمص دائماً دور الضحية لكنها تشعر بالنصر والمتعة الداخلية عند القيام بذلك.
- وفي العادة تفضل الشخصية الماسوشية تلقي الألم من شخص آخر، لكنها تحافظ وتسيطر على الوضع، حيث تقوم بوقف السلوك العنيف قبل أن يحدث لها أي جروح أو أضرار.
- لكن الماسوشية لا تحتاج في أغلب الأحيان إلى شريك جنسي، حيث يقوم المازوخي بتعذيب نفسه عن طريق العديد من الأشياء، مثل الحرق أو الجرح، أما عند لجوئه إلى شريك فيكون ذلك الشريك، إنسان طبيعي ويفعل ذلك لأن المازوخي طلب ذلك.
- أو قد يكون شخصية سادية أيضاً تحب إيذاء الآخرين أثناء الممارسة الجنسية.
ما هي علامات الشخصية الماسوشية ؟
كثير من الأشخاص ما يظنون أنفسهم يعانون من اضطراب الشخصية الماسوشية، ولكي تعرف إذا ما كنت تعاني من ذلك الاضطراب، فلاحظ تلك العلامات:
أولاً: جلد الذات:
- يقوم الشخص المازوخي بجلد وإهانة نفسه على الكثير من الأشياء، فهو يرغب في إظهار نفسه جيداً بشكل دائم، مثل إذا قام بتخريب نظامه الغذائي.
ثانياً: إظهار اللطف المبالغ فيه:
- يتصرف الشخص المازوخي بلطف شديد مع الآخرين، وذلك لمي لا يمر بحاله من حالات الرفض، فنراه يوافق على آراء أو متطلبات الآخرين مهما كانت ستلحق به الضرر.
ثالثاً: رفض النعم:
- وهنا نري الشخص المازوخي لا يقبل النعم التي يقدمها الآخرين له، فلا يشعر بالرحة عند تلقيها، ولذلك يقوم بممارسة الضغط والإهانة على نفسه.
رابعاً: الشعور الدائم بعدم الجدارة:
- وهنا يشعر المازوخي بقلة جدارته دائماً، ولذلك يقوم بالعديد من المحاولات لتعويض ذلك النقص، فنراه يثوم بمساعدة الأشخاص الآخرين، أو القيام ببعض الأشياء لهم.
خامساً: السعي دائماً إلى الكمال والانجذاب للدراما:
- وهنا يقوم الشخص المازوخي بالسعي إلى الكمال بشكل دائم، وذلك لأنه لا يحب أن يراه الآخرين بصوره خاطئة أو غير كامله، كما يحب دائماً أن يحيط نفسه بالدراما لكي يشعر بالألم والتعذيب.
سادساً: الانجذاب للنرجسيين:
- حيث نحد الشخص المازوخي ينجذب دائماً إلى الأشخاص النرجسيين، فيقع في حبهم ولا يتخلى عنهم.
سابعاً: قمع المشاعر:
- يقوم الشخص المازوخي بالعديد من المحاولات لكي يقمع مشاعره، فنراه يتجنب المثير من المشاكل مثل الخوف أو الغضب أو الحزن، وذلك لأنه يري أن أغلب تلك العواطف خاطئة وغير صحيحه.
ثامناً: عدم القدرة على الدفاع عن النفس:
- حيث يقوم الشخص المازوخي يتقبل كافة أنواع الإهانة من الآخرين، بل ويتقبلها بصدر رحب، وذلك لأنه يكون لطيف ورحيم مع الآخرين فقط وليس مع نفسه.
تاسعاً: تجنب المتعة:
- وهنا يقوم الشخص المازوخي بتجنب كافة الأمور التي تجلب المتعة، فيشعر دائماً بالملل إذا سارت الحياة علي طبيعتها معه وبسهولة، وذلك لأنه يعتقد أن جميع الأشياء الجيدة في الحياة لا بد أن تصاحب الألم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12310