آخر تحديث: 27/09/2020
ما هي أعراض الشخصية المازوخية؟
أعراض الشخصية المازوخية، لا تتعجب حين ترى شخصاً يتلذذ بالألم والإهانة، ويتوقعها دائماً، ويبحث عنها، بل إنه لا يرى ذاته إلا من خلالها، إنه حينها يعاني من اضطراب الشخصية المازوخية.
إن هناك مسميات أخرى توضح المعنى الحقيقي لذلك الاضطراب الحادث للشخصية، هناك من أطلق عليها الشخصية المهزومة، وهناك من قال عنها الشخصية المحبطة، أو المتوقعة للإحباط، كلها مسميات لنفس المعنى، إنها الشخصية التي وجدت في الألم متعة لا نهاية لها.
محتويات
أعراض الشخصية المازوخية
- إنه شخص يستفزك ويدفعك لتحقيق الإيذاء له، ورغم أن حياته ربما كان بها العديد من الجوانب الإيجابية، ربما كان منعماً بالعديد من المزايا التي لا تعد ولا تحصى، ورغم ذلك تجده لا يرى إلا الجانب السلبي في الحياة.
- ولا يكتفي فقط برؤية الجانب السلبي، ولكن أيضاً يقوم بصنع مجتمعه الخاص المكون من أعضاء محبطين، وليس ذلك فقط، تجده يشتاق لمن يسبب له الخزي والألم، رغم أن حياته ربما كان بها أعضاء يحققون له السعادة والاطمئنان، لكنه يختار دائماً الأشخاص الذين يسببون له الإيذاء والإحباط.
لا تحاول مساعدة المصاب باضطراب المازوخية
- نعم لا تساعده، فمن البداية نخبرك بالنتيجة، سيرفض مساعدتك، حتى وإن وفرت له آلاف الحلول البديلة التي تحقق له السعادة والاطمئنان، حتى وإن منعت عنه كل مسببات الإهانة والخزي، ستجده يرفض مساعدتك ويعود لنفس المجتمع المنهزم الذي يحقق له الخزي والإهانة.
- وربما بعدما تقوم بمساعدته بكل الوسائل، تجده بعد كل ذلك يحاول استفزازك حتى تصل لأقسى مراحل الغضب، ثم تجده يقابل غضبك بحزن وندم بعد ذلك، لأنه في الحقيقة يستمتع بهذه الحالة ويرتاح لها.
طريقة إدارته للحياة عاجزة وحزينة
إن إدارة الحياة الصحيحة تعتمد على النظرة الإيجابية، واقتناص الفرص الجيدة لصنع مستقبل أفضل، لكن المصاب باضطراب الشخصية المازوخية شخص غير قادر على رؤية الفرص الإيجابية، فهو يرفض تلك الفرص.
وليس ذلك فحسب ولكن حتى الأدوار الطبيعية في الحياة الروتينية التقليدية قد تجده أيضاً ينظر لها بسلبية شديدة، حتى أبسط المهام بأبسط المواقف قد تجده لا يقدم على إتمامها، لأنه في الحقيقة يرى المتعة في الجانب السلبي من كل شيء.
فارق مهم يجب الالتفات له
- ندعوك عزيزي القارئ بعدم إطلاق العنان لتصف أي شخص تجد فيه تلك الأعراض بأنه مصاب بهذا الاضطراب، ففي الحقيقة أن هناك فارق مهم يجب الالتفات له يمثل فارقاً مهماً في تشخيص هذا الاضطراب.
- إن المصاب بنوبات الاكتئاب لأسباب أخرى ربما يمر بنفس تلك الأعراض لفترة مؤقتة، كذلك من تعرض لموقف صعب صادم قد نجده يتخذ نفس الأعراض.
- ولكن المصاب بهذا الاضطراب نجده ثابتاً تماماً على هذا الأسلوب بدون سبب واضح، إنه يتخذه في كل الأوقات، فهو يمتلك العادات المذكورة بصورة يعتاد عليها ولا يجد فيها أي مشكلة، حتى وإن سبب المشاكل لكل من حوله.
ما هي أسباب هذا الاضطراب؟
- ارتبط هذا الاضطراب حسب بعض الدراسات التي أجريت بشأنه ارتباطاً وثيقاً بالأنثى، حيث أن معظم المصابين به كانوا من الإناث، ولكن هذا الاعتقاد تم نفيه، حيث أن الدراسات التي أجريت فيما بعد أكدت أن اضطراب الشخصية المازوخية منتشر بشدة في العديد من الأوساط بين الذكور والإناث على حد سواء.
- وأرجع البعض أن اضطراب الشخصية المازوخية نتج من تعرض المصاب لمواقف مؤلمة من الشخصيات الوالدية التي تكونت شخصيته معها في سنوات طفولته الأولى، حيث أن تلك المواقف الصعبة المتكررة اتخذت شكلاً متكرراً بحيث غيرت بل شوهت بعض المفاهيم داخل معتقداته عن نفسه وعن الآخرين.
- ومن أمثلة تلك المواقف الصعبة التي قد تكون ساهمت في الإصابة بهذا الاضطراب الافتقاد الشديد للحنان والطمأنينة والتعرض المستمر للإيذاء الغير مبرر، كتعرض بعض الإناث للقهر من الشخصيات الذكورية، ففي بعض الأحيان يرى الذكور أن الرجولة تتحقق بالإمعان في قهر الأنثى وإذلالها، مثل المثل القائل .. اكسر للبنت ضلع يطلع لها اربعة وعشرين.
- إن التكرار المبالغ فيه لتلك المواقف قد تتسبب في تغيير في المعتقدات الثابتة لدى البعض، ففي الأشخاص الطبيعية نجد الشخص يبحث عن السعادة والاطمئنان ويرى الفرص الجيدة ويستغلها، فحين يتعرض الإنسان لصدمات متتالية تسبب آلاماً نفسية مبالغاً فيها، حينها يتسبب هذا الألم كرد فعل طبيعي في تغيير طبيعة الإنسان من البحث عن الراحة إلى البحث عن الألم، كما لو كان الألم هو الشيء الطبيعي، والشعور بالإحباط هو المعتاد، وأن كل شيء خلاف ذلك هو الاستثناء الذي لا يريد تجربته.
هل هناك علاج لهذا الاضطراب؟
- قد يظن القارئ بأن تلك هذا الاضطراب ليس له علاج، ولكن الحقيقة أن العلاج موجود ويمكن الشفاء منه، ولكن عند تحقق بعض الشروط.
- ومن أهم تلك الشروط، إقرار المصاب بحاجته للعلاج، فإن إقراره بحاجته للعلاج يمثل خطوة هامة في طريق الشفاء.
- وهناك أنواع للعلاج يخضع له المصاب بهذا الاضطراب، ففي البداية يخضع المصاب للعلاج السلوكي، وهدف هذا العلاج إلى تصحيح الصورة الذهنية الخاطئة التي كونها المصاب عن نفسه وعن الآخرين، ومحاولة إقناعه بصورة ذهنية سليمة عن نفسه وعن الآخرين.
- كما أن المصاب بهذا الاضطراب يخضع لبرنامج علاجي تحت اشراف طبي متخصص، وقد يقوم المختص بإضافة بعض الأدوية والعقاقير التي تهدئ من شدة الاكتئاب والحزن التي قد يمر بها المصاب في فترة العلاج.
لا تلجأ للعنف في تربية أطفالك
- النصيحة التي ينصح بها الأطباء للتقليل من الإصابة بهذا الاضطراب هو عدم اللجوء للعنف في التعامل مع الأطفال، وليس مع الأطفال فحسب ولكن أيضاً يجب أن لا يشاهد الطفل الشخصيات الوالدية في حالة حزن شديد مستمر أو في حالة عنف أسري، لأن الصورة التي يستمدها الطفل من الشخصيات الوالدية تؤثر على طريقة تكوينه لصورته عن ذاته، وعن الحياة، وعن طريقة رد فعله حيال الحياة.
- وهنا يشدد الأطباء على التدرج في معاقبة الطفل، فهناك وسائل كثيرة لعقاب الطفل وشروط يجب توافرها قبل اللجوء للعقاب.
- فهناك عقاب بمنع الطفل من ممارسة رياضته المفضلة، أو منعه من الحصول على وقت مناسب مع أقرانه، أو منعه من اللعب بلعبته المفضلة.
- ومن أهم شروط عقاب الطفل أن يعرف الطفل السبب الحقيقي وراء العقاب، فلا يظن الطفل أن الشخصيات الوالدية تعاقبه لأسباب مثل أنها تكرهه أو تحتقره، فمعرفة الطفل لأسباب العقاب يعد عاملاً حاسماً في نجاح هذا العقاب وعدم تسببه في أمراض نفسية وسوء فهم قد يتسبب عنها العديد والعديد من اضطرابات الشخصية.
- كذلك يجب أن لا يتعرض الطفل لمشاهدة مشاهد العنف في التليفزيون بشكل مبالغ فيه، فمشاهد القهر المتكررة قد تؤثر على مفاهيم الطفل بشكل خاطئ، فيعتقد أن الشعور بالألم أمر عادي، والشعور بالخوف والخزي أمر لا غضاضة فيه.
وأخيرا.. اضطراب الشخصية المازوخية من الاضطرابات التي تنتج من التعرض الشديد للعنف والقهر، فتسبب تغير في القيم والمعتقدات داخل المصاب فلا يرى من الحياة إلا الجانب الانهزامي والسلبي، فاحرص على عدم قهر أي إنسان فإن العواقب وخيمة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_5780
تم النسخ
لم يتم النسخ