كتابة :
آخر تحديث: 06/07/2022

ما هي نيكتوفوبيا؟ وما أعراضها وطرق علاجها؟

قد لا يكون مصطلح نيكتوفوبيا مألوفا لديك، لكن ماذا لو قلنا الخوف من الظلام أو رهاب الظلام؟ أجل هذا ما نتحدث عنه في هذا المقال من مفاهيم، هذه الحالة من الرهاب التي يصطلح عليها بنيكتوفوبيا يعاني منها بعض الأشخاص ويجدون حرجا في الاعتراف بذلك، أو يعتبرونها حالة عادية وعابرة، لكن الحالة عندما تشتد أعراضها يصبح من الضروري أخدها على محمل الجد والتفكير في استشارة نفسية لمعرفة جذور المشكلة والتوصل لعلاجها.

ما هي نيكتوفوبيا؟

  • إنها حالة من الخوف الشديد من الظلام الذي يمكن أن يسبب أعراضًا عاطفية وجسدية شديدة ومثيرة للقلق والذعر وحتى الاكتئاب. يمكن أن يؤثر رهاب الظلام هذا على حياة الفرد ويجعل من فترة المساء فترة من الرعب الغير منتظرة والتي يضطر فيها المصاب بالرهاب إلى إبقاء الأضواء مشتعلة طول الليل.
  • يبدأ الخوف من الظلام في مرحلة الطفولة، وبينما يمكن اعتباره جزءًا من النمو، يمكن أن يبدأ هذا الرهاب ببطء في التأثير على النوم وساعات الليل الطويلة. ووفقا لبعض الباحثين فإن خوف الأشخاص من الظلام يعود إلى افتقارهم للوظيفة البصرية في الظلام.
  • هذا الرهاب شائع جدًا بين الأطفال ولكنه يمكن أن يصيب كذلك الأشخاص من جميع الأعمار. قد يعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من الرهاب من صعوبة في النوم ونوبات هلع وقد يتجنبون مغادرة المنزل بعد حلول الظلام..

أعراض رهاب الظلام

أعراض رهاب الظلام تتشابه بشكل كبير مع أعراض باقي أنواع الفوبيا، لأن الرهاب هو الخوف الشديد والمستمر من شخص، شيء، مكان، أو موقف معين. يمكن أن تظهر الأعراض جسديًا أو نفسيا عندما يكون الشخص في الظلام أو عندما يتوقع التواجد فيه وتشمل الأعراض ما يلي:

  • الإحساس بالاهتزاز أو الارتعاش أو الوخز
  • الخوف من الخروج ليلا
  • العصبية الشديدة من فكرة البقاء في الظلام
  • الدوخة
  • الحاجة إلى إضاءة في الظلام أو أثناء النوم
  • اضطراب المعدة
  • ومضات ساخنة أو باردة
  • مشاعر الذعر الغامرة
  • التعرق
  • صعوبة في التنفس
  • تسارع معدل ضربات القلب
  • مشاعر القلق أو الذعر الشديدة
  • حاجة ماسة للفرار من المكان
  • فقدان التحكم
  • الشعور بالعجز

أسباب نيكتوفوبيا

يمكن أن ينبع رهاب الظلام من تجارب معينة أو يستمر مع الفرد منذ الطفولة. لكن هناك مجموعة من العوامل المحددة التي يمكن أن تكون سببا مباشرا في إصابة الشخص برهاب الظلام وتتجلى في:

  • المرور بتجربة سيئة في الظلام: مرور الفرد بتجربة مؤلمة مع شخص أو موقف مخيف في الظلام، أو إذا تم تركه في الظلام في ظل ظروف خطيرة، كلها عوامل قد تؤدي بشكل مباشر لبث الرعب والخوف من الظلام في نفس الفرد.
  • رؤية موقف مخيف: أن تكون شاهدا على موقف مخيف، مثل رؤية شخص آخر يتأذى في الظلام أو وجود فرد من العائلة كأحد الوالدين مثلا يخاف من الظلام، يمكن أن تسبب لديك نفس الرهاب.
  • الصورة النمطية عن الظلام: غالبا ما تُصور الأخبار أو الكتب أو الأفلام الليل والظلام على أنه منبع الرعب والخوف والخطر، وهو الأمر الذي سيدعم تلك الصورة النمطية عن الظلام ويخلق لدى الطفل الرهاب ليظل ملازما له في شتى فترات حياته.
  • العامل الثقافي: تشير بعض نتائج الأبحاث إلى أن الأطفال في الشرق الأوسط لديهم خوف شديد من الظلام أكثر من أولئك الذين ينتمون إلى الولايات المتحدة على سبيل المثال، ويفترض الباحثون أن السبب وراء هذا الاختلاف قد يكون ثقافيًا وراجعا إلى المكانة التي يحظى بها الليل في الموروث الثقافي العربي التي توارثته الأجيال من خلال كل ما يُحكى من أساطير يطغى عليها معطى الرعب..
  • الخوف من المجهول: بعض الناس يخافون من المجهول عندما لا يتمكنون من رؤية ما حولهم، يمكن أن يتسبب ذلك في القلق والتوتر، حيث يميل العقل إلى استجابة مروعة للظلام. لكن معظم الناس يشعرون بذلك بشكل مؤقت فقط. بينما الأشخاص المصابون بفوبيا الظلام تبقى تلك الاستجابة دائمة.

مراحل تطور رهاب الظلام

غالبًا ما يبدأ رهاب الظلام بالظهور أثناء الطفولة (بين سن 3-6). ومن الطبيعي أن يشعر الفرد بالخوف في تلك المرحلة ويمكن اعتبارها جزءًا من التطور. في هذه الفترة العمرية، قد يصاب الأطفال كذلك بالخوف من:

  • الوحوش/ الأشباح
  • الوحدة
  • أصوات غريبة

في حين أن العديد من الأطفال قد يتغلبون على مخاوفهم، قد يجد البعض صعوبة في القيام بذلك. فعندما يستمر الخوف من الظلام حتى مرحلة البلوغ، هنا يصبح الأمر حالة مرضية من الخوف الشديد التي يصطلح عليها بنيكتوفوبيا.

طرق علاج رهاب الظلام

الحالات التي يستدعي فيها هذا النوع من الرهاب علاجا هي عندما يتعارض مع حياتك اليومية ويؤثر عليها بشكل سلبي من قبيل المعاناة من اضطرابات النوم والأرق، يجب أن تفكر في طلب المساعدة في حالة ما إذا كنت:

  • كنت تعاني من قلق شديد أو هلع
  • تشعر أن خوفك غير منطقي
  • تتجنب مواقف معينة بسبب خوفك
  • تبقى في تلك الحالة من الذعر لمدة تزيد عن ستة أشهر

يمكن أن تشمل علاجات رهاب الظلام ما يلي:

علاج التعرض:

  • لا شك تسمع بالمقولة المأثورة التي تفيد بأن أول علاج للخوف هو مواجهته، وهذا بالضبط ما يقوم عليه هذا العلاج، حيث يتم تعريض الشخص لمخاوفه حتى لا يعود بإمكانها إثارة القلق والذعر في نفسه.
  • يستخدم علاج التعرض أساليب مثل تصور الخوف وتجربة الخوف في الواقع. وقد تعتمد الأساليب على شدة الخوف التي يعاني منها الشخص.

العلاج السلوكي المعرفي:

  • يساعد هذا النوع من العلاج على تحديد مصدر مشاعر الخوف والذعر تلك واستبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية. بفضل هذا العلاج، قد يكتشف الشخص الذي يعاني من الرهاب أن التواجد في الظلام لا يؤدي دائمًا إلى تجارب سلبية، بقدر ما هو من نسج الخيال والتوقعات النابعة من الخوف والذعر.

تمارين الاسترخاء:

  • يمكن أن تشمل تمارين الاسترخاء ممارسة التنفس العميق عندما تتعرض للخوف أو تنتاب الشخص أعراض رهاب الظلام، يمكن أن تساعد هذه التمارين في إدارة الاستجابة للخوف من الظلام.
ختاما، إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك تعاني من أعراض نيكتوفوبيا، فلا تقلق لأن هناك العديد من خيارات العلاج المتاحة لمساعدتك في التغلب عليها وعلاج مصدرها. ومن المهم عدم تجاهل الحالة أو المماطلة في الحصول على مساعدة من المختصين، حتى تجعل الأمر تحت السيطرة وتمنع أي ضرر قد يلحقه بك سواء نفسيا أو جسديا.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ