كتابة : Sara
آخر تحديث: 07/01/2022

متى تنفخ الروح في الجنين والآراء الإسلامية حول ذلك

يمر الجنين في رحم أمه بالعديد من الأطوار المختلفة التي من خلالها يقوم بالنمو حتى يكمل تسعة أشهر فيكون قد أكمل جميع أطوار النمو الخاصة به ويستطيع العيش في الحياة، ويتسأل بعض الناس متى تنفخ الروح في الجنين؟؟ ومن خلال موقع مفاهيم نقوم بالإجابة على هذا السؤال في السطور القادمة فتابعونا.
يملك الطفل العديد من الحقوق التي وضعها الله سبحانه وتعالى حتى يستطيع أن ينتقل إلى العيش في الدنيا، ومن أهم الحقوق التي يجب أن يحصل عليها الطفل هي الرعاية من الأم والأب والتغذية السليمة والحفاظ عليه، كما أن الإسلام له نظرة في الجنين وقام القرآن الكريم والأحاديث الشريفة بالتصديق عليها.
متى تنفخ الروح في الجنين والآراء الإسلامية حول ذلك

متى تنفخ الروح في الجنين؟

ردًا على سؤال متى تنفخ الروح في الجنين يجب أولًا أن نتعرف على مفهوم الجنين، والجنين يعني في اللغة الخفاء وعدم الرؤية للإنسان، ويأتي من إسم جن أي أخفى، والجنون والتي يأتي في المعنى إخفاء العقل أو تنقله إلى شيء غير طبيعي، وفي الإسلام يعرف الجنين بأنه شيء مستور لم يرى حتى الآن، ونصل بأن المعنى هو المخفي عن الأم والأب وغير قادرين على رؤيته.

ويتكون الجنين من النطفة وبعدها العلقة، ويكون نتيجة إندماج بويضة الزوجة مع الحيوان المنوي للزوج، ويظل في طور النمو حتى يأتي ملك إليه ويقوم بنفخ الروح فيه، ويظل في داخل الرحم إلى أن يأتي الوقت المناسب للولادة والقدرة على العيش بخارجه.

متى تنفخ الروح في الجنين في الإسلام؟

قام الأئمة الأربعة من فقهاء الإسلام وهم المالكية والحانفية والشافعية والحنابلة بتأكيد بأن الروح تنفخ في الجنين بعدما يمر عليه مائة وعشرون يومًا، وهما في نهاية الشهر الثالث، وقد ذكر رسول الله صلوات الله عليه في حديثه الشريف حينما قال: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات، يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد".

يوجد بعض الأراء الآخرى في الإسلام عن الموعد المحدد لنفخ الروح في الجنين وهو في رحم الأم، حيث أن ابن رجب الحنبلي وحبر الأمة ابن عباس قالوا بأن الروح يتم وضعها في الجنين بعد إنتهاء الشهر الرابع بعشرة أيام، وذلك إختلافًا لمعظم العلماء الذين أقروا بأن الروح تنفخ في الجنين خلال الأربعين يوم الأولى، وجاء رأيهم من خلال قول الله تعالى "ثم سواه ونفخ فيه من روحه".

كما يوجد العديد من التأكيدات الشرعية التي تؤكد رأي آخر غير الذي قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، كما أن الحديث عن رسول الله صلوات الله عليه حينما قال: "الرجل يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها غير باع أو ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها غير باع أو ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها"، ويدل الحديث على أن قدر الإنسان مكتوب.

من الأحاديث السابقة نستدل بأن الجنين في البداية يكتب قدره وبعدها يتم النفخ في روحه، وإستدلال بالآية الكريمة "فخلقنا المضغة عظاما"، والمضغة في خلال الشهر الخامس من مراحل الجنين في بطن أمه تتحول إلى العظام، ولكن يوجد رأي آخر إسلامي يدل على هذا، بأن العظام تأتي بعد المضغة في الشهر الثاني من مراحل الجنين.

نظرة القرآن الكريم للجنين

الروح هي سر إلهي لا يعلمه أحد، ولم يبديه الله لأي مخلوق حتى ملك الموت ذاته، وذلك دليلًا على الآية الكريمة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"، كما يوجد العديد من الآيات القرآنية التي تتكلم عن الروح والجنين، حيث أن الله تحدث عن أطوار خلق الإنسان ومراحله، وذلك لقوله سبحانه وتعالى "هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم".

كما أن الله سبحانه وتعالى تحدث عن بداية خلق أصل الإنسان، فسيدنا أدم أبو البشر تم خلقه من طين، وذلم مصداقًا لما قاله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:

"ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين* ثم جعلناه نطفة في قرار مكين* ثم خلقنا النطفة علقة* فخلقنا العلقة مضغة* فخلقنا المضغة عظامًا* فكسونا العظام لحما* ثم أنشأناه خلقًا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين.

كما ذكر الله تعالى في آياته:

"يا أيهال الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم"، كما ذكر أيضًا في آياته "خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين"

وذكر الله سبحانه وتعالى في آياته:

"ألم يك نطفة من مني يمنى* ثم كان علقة فخلق فسوى* فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى".

ما هو حكم إسقاط الجنين

جميع العلماء أكدوا على حرمة إسقاط الجنين بعدما يتم النفخ في روحه، ولكن البعض أكد على عدم حرمته إن كان فيه ضرر كبير، حيث أن الجنين مثله مثل الكائن الحي التي يحرم قتله بغير حق، وعندما يتم فعل ذلك فيجب عليه القصاص، وأستدل العلماء بذلك من خلال قول الله تعالى:

"ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"، وذكر الله أيضًا في كتابه العزيز "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئًا كبيرا".

ولكن إن كان موضوع الإسقاط جاء نتيجة عذر ضروري لعدم حدوث أي أذى للأم فجاز العلماء أن يتم إسقاطه، ولكن يوجد شرطين على ذلك، وهما كما يلي:

  • إن الأم إذا استمرت في حملها فذلك يهدد بحياتها، وبالتالي وجب المحافظة على حياة الأم، لأن الأصل أهم من الفرع، كما أن حياة الأم يقينة على عكس حياة الجنين التي يكون عليها شك، كما أن تعرض حياة الأم للموت أشد من موت الجنين، ولذلك جاز إسقاطه.
  • يجب أن يتم توضيح ذلك العذر الطبي للأم، ويجب عليها أن تكون موافقة على إسقاط الجنين بعدما يتم التوضيح بأنها إذا استمرت في هذا الحمل فإن حياتها تكون معرضة للخطر.

ما هي حقوق الجنين في الشريعة الإسلامية

قامت الشريعة الإسلامية بذكر العديد من الحقوق المختلفة للجنين، وقد تم تقسيمها إلي إثنين، حقوقه قبل الولادة وبعدها ومن ضمن هذه الحقوق ما قبل الولادة ما يلي:

  • أن يكون له أم وأب صالحين قادرين يقومون برعايته وتربيته على أكمل وجه.
  • أن يقوم الوالدان بحمايته من عبث الشيطان.

أما عن حقوق الجنين بعد ولادته فتكون كما يلي:

  • حق الجنين في الحياة والتربية الحسنة.
  • حق الجنين في النسب لأبيه.
  • حق الجنين في الورث.
  • حق الجنين في الوصية.
أجبنا من خلال هذه المقالة على سؤال متى تنفخ الروح في الجنين وتعرفنا على أهم الآراء الدينية حول هذا الأمر والأراء المختلفة من العلماء، والجنين هو نعمة عظيمة يعطيها الله للإنسان فيجب عليه الحفاظ عليه ولا يقوم بإسقاطه لقول الله تعالى "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئًا كبيرا".

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ