متى يحافظ المنافق على وعوده ؟
متى يحافظ المنافق على وعوده ؟
متى يحافظ المنافق على وعوده ؟ المنافق يحافظ على وعده على غير طبيعته الداخلية بقدر الحفاظ على مصلحته مع من تكون حاجته عنده، وهذا هو السبب الرئيسي للحفاظ على الوعود مع الآخرين بالنسبة لأخلاق المنافقين.
من أسباب كذب المنافق؟
الحل الصحيح هو: فوات المصلحة الشخصية للمنافق.
تعريف النفاق
يعني مفهوم كلمة النفاق هو أن يظهر الشخص عكس ما في نفسه أو غير ما يكنّ بداخله للآخرين، والنفاق من النفق الذي تحفره بعض أنواع من الحيوانات وتجعل له فتحتين أو أكثر من فتحة للخروج من إحدى الفتحات إذا هاجم الحيوان عدو.
وسميّ المنافق بذلك لأنه يجعل لنفسه وجهين يظهر أحدهما وفقا للحاجة أو حسب الموقف الذي يوجد به الشخص المنافق.
ما هو تعريف النفاق لغة واصطلاحا؟
لفظ النفاق في مصطلح اللغة العربية هو: القول أو الفعل بخلاف ما في القلب من الاعتقاد، وهذا اللفظ إشارة إلى المنافق الذي يستر كُفرهُ ويظهر إيمانه، وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وإن كان أصله في اللغة معروفًا.
ما هو النفاق وما هي صفات المنافقين؟
النفاق نفاقان: نفاق أكبر وهو أن يتظاهر المرء بالدين وهو كاذب ومخادع لا يؤمن بالله تعالى ولا باليوم الآخر ولا بالدين، ولكنه يصلّي مع الناس، أو يذكر الله مع الناس رياءّ كما كان يفعل المنافقين في عهد النبي صل الله عليه وسلم.
كما لا يؤمن بالدين ولا بالجنة ولا بالنار، ولا بالتوحيد لله الواحد الأخر، وهذا كافر كفرًا أعظم من كُفر الكفار من اليهود والنصارى، وجاء في قول الله تعالى في حقهم: "إِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ فِى ٱلدَّرْكِ ٱلْأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا". (النساء: 145).
ويوجد نفاق أصغر، وهو من صفات المنافقين، أخبر عنه النبي صل الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث. إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان"، وهذه صفات المنافقين، وقال صل الله عليه وسلم: "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر".
النفاق في القرآن
أشار القرآن الكريم إلى مفهوم النفاق والشخص المنافق وصفاته كي نتعلم أن الأمر خطير للغاية ويؤدي إلى اللعن من الله، ففي قوله تعالى: "ٱلْمُنَٰفِقُونَ وَٱلْمُنَٰفِقَٰتُ بَعْضُهُم مِّنۢ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِٱلْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا۟ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَٰفِقِينَ وَٱلْمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَا ۚ هِىَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ". (التوبة: 67-68).
وقوله تعالى: "إِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوٓا۟ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُوا۟ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ ۥ سَبِيلًا". (النساء: 142-143).
حكم النفاق في الإسلام
سبق أن تحدثنا عن صفات المنافقين التي تحدد من خلالها متى يحافظ المنافق على وعوده ؟ أما عن حكم النفاق في الدين الإسلامي، فإن هذا يتحدد حسب أنواع النفاق، فهناك النفاق العقدي وهذا يخرج صاحبه من الملّة أعاذنا الله تعالى.
بينما النفاق العملي ويكون باتصاف المرء ببعض الصفات التي يتصفح بها المنافقين وتكفي فيها التوبة الصادقة إلى الله تعالى.
قال ابن العربي في أحكام القرآن: "النفاق في القلب هو الكفر، وإذا كان في الأعمال فهو معصية، وقد حققنا ذلك في شرح الصحيح والأصول، وفيه قال النبي صل الله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر". انتهى
النفاق وأنواعه
قال المصنف رحمه الله تعالى: "والنفاق هو الكفر، أن يكفر بالله ويعبد غيره، ويظهر الإسلام في العلانية، مثل المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صل الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه فهو منافق"، (على التغليظ نرويها كما جاءت ولا نقيسها).
والمنافقين هو الذي يظهر الإسلام ويخفي الكفر لقوله تعالى: "وَإِذَا لَقُوا۟ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ قَالُوٓا۟ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا۟ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمْ قَالُوٓا۟ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ". (البقرة: 14)، وقوله تعالى: "يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ". (الفتح: 11)، أي أن المنافقين أمثال ما جاء في القرآن الكريم مع المؤمنين ظاهريًا ولكنهم في الأصل مع الكفار في الباطن أو الخفاء وهذا هو أصل النفاق أو كما يقال النفاق الاعتقادي.
بينما النفاق العملي فهو المذكور في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم: "أربع من كن فيه كان منافقا"، وفي حديث آخر: "آية المنافق ثلاث"، وهذه الصفات تسمى نفاق عملي، ولكنه من علامات النفاق الاعتقادي.
جزاء المنافقين
بعد أن أوضحنا متى يحافظ المنافق على وعوده ؟ نأتي الآن إلى معرفة جزاء المنافقين الذي توعْد به الله تعالى في محكم آياته، فكان جزاءهم كالتالي:
- العذاب الأليم، لقوله تعالى: "بَشِّرِ ٱلْمُنَٰفِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا". (النساء: 138).
- الدرك الأسفل من النار، كما في قوله تعالى: "إِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ فِى ٱلدَّرْكِ ٱلْأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا". (النساء: 145).
- أيضا جزاؤهم جهنم، لقوله تعالى: "وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَٰفِقِينَ وَٱلْمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَا ۚ هِىَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ". (التوبة: 68).
- وقوله تعالى: "إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلْمُنَٰفِقِينَ وَٱلْكَٰفِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعًا". (النساء: 140).
النتائج المترتبة على النفاق
- النفاق يؤثر بشكل ما أو بآخر على الفرد والمجتمع حيث يُورِث بين الناس العداوة والبغضاء.
- يُثير في النفوس صفات الغل والحقد ويُشحذ الضغائن، لأن النفاق غير مرئي أو غير واضح للأفراد فهو صفة خَفية تُظهِر من الأقوال والأعمال والصفات ما يكون مُخبًأ في النفس تجاه الآخر.
- النفاق أشد ضررا وأبلغ في الإيذاء، لأن الفرد لا يعلم بنوايا الذي يتحدث معه لبراعته في أن يخفي ما في نفسه ويظهر الجانب الذي يكون سببا في أن يحصل من خلاله على مصلحته فقط لدرجة أنه يتسبب في الإضرار والأذى بدون أن يترك أثرا على ذلك.
علاج النفاق
- إن مسألة التخلص من النفاق وعلاجه تحتاج إلى العزيمة والإرادة وأن يخلص المرء لله في كل عمل وفعل يقوم به.
- وأن يبتعد عن كل ما يؤدي إلى النفاق من الاتصاف بتلك الصفات السيئة ويدعو الله تعالى بالثبات على حسن الطاعات والأعمال الطيبة.
- وقد علّمنا رسول الله صل الله عليه وسلم أن ندعو عند الخوف من عدم الإخلاص: "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، واستغفري لما لا أعلم". رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20992