طرق فعالة لإنهاء ظاهرة العنف ضد الأطفال.. أهم أسبابه وآثاره
تعريف العنف ضد الأطفال
يعرف العنف مع الأطفال Violence against children بأنه:
- طريقة سلبية للتعامل مع الطفل نتيجة إما لفعل فعله الطفل أو بسبب تسلط الأهل على الطفل وعدم إعطاءه حريته في الحياة.
- ويعرف العنف ضد الأطفال أيضا بأنه التعامل بقسوة مع الأطفال بسبب أفعال قد تكون بسيطة ولكنها تستفز الأهل إما بسبب عصبية الأهل وعدم فهمهم كيفية تعاملهم مع الطفل أو بسبب تسلطهم وحبهم للتعذيب.
- كما يعرف أيضا بأنه التعامل بسخرية مع الأطفال وعد تقديرهم واحترام أفكارهم مما يترتب على ذلك الشدة والقسوة في التعامل عن طريق الضرب أو السب أو الإهانة.
أشكال العنف ضد الاطفال
يأخذ العنف ضد الطفل أشكالا متنوعة تتسبب في الأضرار الجسدية والنفسية والاجتماعية لهم، فقد يكون الطفل المعنف بسبب الأهل أو أشخاص آخرين، ومن أشكال هذا العنف:
الضرب المبرح
- فقد يتعامل الأهل مع طفلهم عن طريق الضرب القاسي دون رحمة عندما يخطئ الطفل خطئا بسيطا وعدم مراعاة أنه طفل لا يفهم شيئا في الحياة وقد يكون عمره أقل من عامين.
- حيث يترك هذا الضرب المبرح أثرا وعلامات في جسد الطفل مثل الكدمات أو الاحمرار أو الزرقة بالجلد، وهذا غير الآثار النفسية التي تحدث للطفل نتيجة للعنف والتي سوف نتعرف عليها بعد قليل.
ما يقرب من طفل واحد من كل أربعة أطفال دون سن الخامسة - حوالي 176 مليون - يعيش مع أم ضحية لعنف الشريك الحميم.
الحرق والتعذيب
- وقد يتخذ الأهل الذين ليس لديهم رحمة أساليب غير إنسانية في التعامل مع الطفل عن طريق الحرق بقطعة حديدية أو التعذيب بأشكال أخرى مثل ربط الطفل في مكان وضربه أو شد الشعر والدفع وغيرها من الطرق القاسية.
حوالي 10٪ من أطفال العالم لا يتمتعون بالحماية القانونية من العقاب البدني.
الحبس
- من أشكال العنف ضد الأطفال حيث يقوم الأهل بحبس الطفل في غرفة وتركه بدون طعام أو شراب لساعات.
ما يقرب من 3 من كل 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 2 و 4 سنوات - حوالي 300 مليون - يتعرضون بانتظام لتأديب عنيف من قبل مقدمي الرعاية لهم.
العنف الجنسي
- ويعتبر من أقل أشكال العنف الموجه ضد الأطفال حيث يتم خطف الطفل من أهله والتعرض له جنسيا، أو قد يكون هذا التعرض من الأهل الشاذين مما يتسبب في دمار الطفل.
تعرضت حوالي 15 مليون فتاة مراهقة تتراوح أعمارهن بين 15 و 19 عامًا لممارسة الجنس بالإكراه في حياتهن.
السب والشتم
- حيث يلجأ بعض الأهالي للتعامل مع طفلهم بالإهانة والسب المزعج مما يفقدهم الثقة في نفسهم.
أكثر من 1 من كل 3 طلاب تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 عامًا يتعرضون للتنمر في جميع أنحاء العالم.
الإهمال الزائد
- هناك بعض الأهالي لا يهتمون بطفلهم ولا يحققون له رغباته فلا يستمعون له أو يحدثونه أو يطعمونه إلا قليل.
التسلط من أشكال العنف
- حيث تجد بعض الأمهات أو الآباء لا يعطون الفرصة لطفلهم لأن يتحرك أو ينظر يمينا أو يسارا فيجبرون الطفل على الجلوس بطريقة معينة أو التحدث بطريقة غير طريقته، أو يصرخون في وجهه إذا قام من مكانه أو نظر في أي مكان فيقولون له لا تنظر هكذا وانظر هنا أو هنا.
وفي دراسة عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وذلك وفقا لتقرير بيانات جيدة لـ 96 دولة حول انتشار العنف ضد الأطفال في العام الماضي، أظهرت تقديرات الحالة الأساسية أن ما لا يقل عن 50٪ أو أكثر من الأطفال في آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية تعرضوا للعنف في العام الماضي، وأن أكثر من نصف الأطفال على مستوى العالم - مليار طفل تتراوح أعمارهم بين 2 و 17 عامًا - تعرضوا لمثل هذا العنف.
أسباب العنف ضد الأطفال
عندما نفكر في ما يحدث حولنا من عنف موجه للأطفال نجد أن العنف له أسباب عديدة وهذه الأسباب هي:
الفقر والظروف الاقتصادية الصعبة
- وتعني الظروف المادية أو الأموال التي عندما تنقص يتعرض الأشخاص للفقر أو الاحتياج، مما يتسبب في المشكلات النفسية التي تجعل الأهل يستخدمون العنف ضد الأطفال.
الخلافات العائلية
- وتتمثل في المشكلات التي يواجهها الأهل في المجتمع مثل الخلافات الزوجية أو الطلاق والتفكك الأسري الذي بدوره يتسبب في ضغوطات نفسية عديدة على الأهل ثم يلجئون للعنف مع أطفالهم ومع الغير.
مفاهيم خاطئة في التربية
- حيث يعتقد الكثير من الأشخاص أن اللجوء لأسلوب الضرب أو العنف مع الطفل يؤدي لتربيته تربية صحيحة ولكن هذا الفهم خاطئ لأن التربية لا تكون بالعنف مطلقا بل تكون بالرعاية والحنان والأسلوب الحسن.
البرامج الإعلامية التي تشجع العنف
- مثل البرامج التي يظهر بها أشكال عنف كثيرة ويقلدها الكثير من الناس أو المسلسلات التي تكون مضللة للبشر بهدف الربح المادي.
قصور القوانين التي تحمي الطفولة
- حيث أن المجتمع لا يضع حدود للعنف مع الأطفال فلا تجد قوانين تحمي الطفل مما يجعل الأهالي يستخدمون العنف دون خوف.
المرضى النفسيين
- حيث أن هناك العديد من المرضى يعيشون بيننا فتجد بعض هؤلاء المرضى يعذبون أطفالهم ويعاملونهم بقسوة شديدة نتيجة للعنف الذي تعرضوا له وهم أطفال صغار، فمعظم الأشخاص الذين يستخدمون العنف ضد الأطفال يكونوا مرضى نفسيين حيث أنهم تعرضوا في منزل أهلهم للعنف.
الآثار المترتبة على العنف ضد الطفل
يؤثر العنف سلبيا على الأطفال بصورة واضحة فيتضرر الطفل في كل نواحي الحياة حتى يكبر، ومن هذه الآثار السلبية:
الآثار السلبية النفسية
- تتأثر نفس الإنسان عندما يتعرض لمواقف قاسية، والأطفال يتأثرون بشكل كبير ويحزنون مما يتسبب في ظهور أعراض الاكتئاب والحزن الدائم على الطفل ويكون غير طبيعي كالأطفال، بالإضافة للمشكلات النفسية والأمراض التي قد تصيب الطفل من الوسواس القهري وغيرها من الأمراض.
- ويصبح الطفل مقلدا لما يراه في منزله فيصبح عنيفا من الأشخاص في المجتمع أو قد يصبح جبانا ويخاف من كل شيء حوله، وتنمو لدى الطفل المعذب سلوكيات سلبية تظهر عليه في تعاملاته مع الناس.
الآثار السلبية الاجتماعية
- عندما يتأثر الطفل نفسيا فإن ذلك يؤثر عليه اجتماعيا فيصبح انطوائي ولا يحب التواجد مع البشر كما يصبح عنيف أو ساذج أو جبان وغيرها من الصفات الاجتماعية السلبية، ويصبح غير قادرا على التكيف مع المجتمع عندما يكبر.
آثار سلبية على الجسم والعقل
- نجد الطفل الذي يعذبه أهله مصابا في أماكن متعددة في جسده مثل الكدمات أو الجسم الأزرق أو الخدوش أو الجروح أو الكسور وأثار الحرق وغيرها من الأضرار الجسدية، هذا بالإضافة إلى الأضرار الواقعة على العقل كأن يصبح الطفل ذو تفكير خاطئ وذو سلوكيات غير منطقية.
آثار سلبية على الدماغ
- ومنها عدم نمو الدماغ بشكل سليم فيحدث تأخر في الوظائف العقلية عند الطفل وتضعف لديه القدرة على التعلم ويفقد الكثير من المهارات التي كان من الممكن تنميتها ليصبح متميزا وناجحا في حياته، وتتدهور اللغة عند الطفل ليظهر لديه بعض الأخطاء في الكلمات أو النطق مثل اللجلجة والتهتهة وغيرها.
- تقل المهارات العاطفية والاجتماعية للطفل فيصبح غير قادرا على إظهار الحنان والحب للأشخاص المقربين له، بالإضافة لعدم قدرته على عمل بعض الأعمال الاجتماعية البسيطة مثل التحدث في وسط جماعة وغيرها نظرا لفقدانه الثقة في نفسه.
- لجوء الطفل عندما يكبر للعادات الخاطئة كالتدخين أو الإدمان أو شرب الكحوليات، مما يؤثر سلبيا على عقله. يحدث للطفل المعذب عندما يكبر اضطرابات في النوم وفي الطعام أو الشراب، ومنهم من يفكر في الانتحار.
طرق فعالة لإنهاء ظاهرة العنف ضد الأطفال
يأتي هنا دور الأفراد والمجتمع بالاقتناع بتأثير هذا العنف على الأطفال وأضراه البالغة ومحاولة الحد منه لآثاره السلبية، من خلال سن القوانين التي تحذر على الأسرة والمجتمع النعف ضدهم، من خلال اتباع الآتي:
- سن القوانين والتشريعات التي تجرم كل من يعامل الطفل بقسوة أو يعنفه بشتى الطرق" قوانين حازمة ورادعة".
- محاولة نشر القيم الإيجابية والتوعية بتأثير القيم السلبية على الفرد والمجتمع ونشر حملات توعوية هدفها وقف الاعتداء الجنسي على الفتيات والعنف الجسدي على الأولاد.
- سرعة الاستجابة عند الاستغاثة من التعرض للعنف واحدة من العوامل التي توفر بيئة تحارب هذا العمل.
- الدعم الأبوي وتوعية الآباء بخضورة هذا العنف على أطفالهم.
- تعليم الطفل مهارات جديدة تجعله يدافع عن نفسه عند التعرض للعنف إلى جانب نشر مناهج تعليمية توضح السلوكيات الإيجابية والسلبية لتأسيس الطفل على معرفة حقوقه وواجباته.
- دور الحكومات ومنظمات المجتمع الدولي وحقوق الطفل في شن حملات مكثفة لمنع العنف ضد الطفل.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_3504
المراجع
-
, Violence against children
, World Health Oraganziation
,
https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/violence-against-children -
James Mercy, PhD; Adaugo Amobi, MD; Howard Kress
(2016)
, Global Prevalence of Past-year Violence Against Children: A Systematic Review and Minimum Estimates
,
https://publications.aap.org/pediatrics/article-abstract/137/3/e20154079/81439/Global-Prevalence-of-Past-year-Violence-Against?redirectedFrom=fulltext -
(24 September 2020)
, Violence against children
,
https://www.unicef.org/protection/violence-against-children -
, UN Special Representative of the Secretary-General on Violence Against Children
,
https://violenceagainstchildren.un.org/