كتابة : إسراءمحمد عبدالحافظ
آخر تحديث: 16/02/2023

مفهوم ونشأة علم الأنثروبولوجيا وأهدافها

علم الإنسان أو علم الأنثروبولوجيا هو العلم الذي يدرس ويهتم بكل ما يخص جميع أنواع البشر، وتفاعلهم مع البيئة المحيطة ومدى تكيفهم معها، كما يهتم هذا العلم بدراسة سلوك الإنسان في المجتمع وعلاقة الأفراد ببعضهم البعض، وتبدأ دراسات علم الأنثربولوجيا من دراسة علم الوراثة البشرية إلى الشخصية والمجتمع، ومن أهم علماء الأنثربولوجيا هم (ايفانس بريتشارد) و (وروث) و (بندكت ماكريت)، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على نشأة علم الأنثروبولوجيا، وأهدافه، وأهم فروعه، تابعونا...
مفهوم ونشأة علم الأنثروبولوجيا وأهدافها

نشأة علم الأنثروبولوجيا

إن علم دراسة الإنسان يرتبط ارتباط وثيق بالبيئة السياسة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية المحيطة بالإنسان، والتي تؤثر فيه ويتأثر بها، ولهذا كانت للمراحل الحياتية التي عاشها الإنسان تأثير على نشأة وبلورة علم الأنثروبولوجيا ومر بعدة مراحل أو حِقْبَة تاريخية حتى يظهر بالشكل الحديث.

ومن هذه التطورات التاريخية التي شهدها هذا العلم ما يلي:

الثقافات اليونانية والرومانية القديمة

  • تعود أصول تاريخ علم الأنثروبولوجيا باليونان وخاصة العالم اليوناني هيرودوت الذي اهتم بدراسة الإنسان والعادات والتقاليد والبني الاجتماعية واعتمد على منهج العقل والاستدلال لفهم طبيعة العلاقات البشرية. ولقد ساعد هيرودوت في ذلك الترحال والسفر إلى دول عدة ومعرفة الفروقات الاجتماعية المختلفة بين البشر.

علم الأنثروبولوجيا والعصور الوسطى

  • لقد تضاعف الاهتمام بعلم دراسة الإنسان في العصور الوسطى خاصة مع تزايد التبادل التجاري والانفتاح العالمي التجاري أدى إلى الاحتكاك المباشر بثقافات مختلفة، وقد ظهر هذا جليا في كتابات ماركو بولو "تاجر البندقية"، في وضع أول وصف تفصيلي لآسيا الوسطى والصين.
  • كما كانت الرحالة المغربي ابن بطوطة دور في وضع وصف دقيق للإنسان على مستوى الثقافات المختلفة نتيجة لتعدد السفر على مستوى العالم ومحاكاة أناس مختلفين.

علم الأنثروبولوجيا الحديثة

  • بدأ ظهور الأنثروبولوجيا في القرن الثامن عشر مع ظهور عصر التنوير والثورة الصناعية في أوروبا وأصبح الاهتمام بدراسة وفهم السلوك البشري مضاعف بشكل كبير، للتنبؤ بالسلوكيات المستقبلية ووضع خطط مستقبلية تتلاءم مع هذا السلوك البشري.
  • أما الأنثروبولوجيا اليوم شهدت تطور ملحوظا تزامنا مع التكنولوجيا الحديثة، وأصبح تحليل وكشف البيانات الخاصة بالإنسان والروابط الاجتماعية والثقافات أكثر سهولة، مما ساهم في فهم أكثر للسلوك البشري والعلاقات الاجتماعية.

نشأة علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية

من الواضح أن علم الإنسان أو علم الأنثربولوجيا بدأت جذوره من التاريخ الطبيعي الذي يدرس الآتي:

  • طبيعة المجتمعات البشرية في المستعمرات الأوربية، فكان الباحثون يبحثون في جميع نواحي الحياة والثقافة في هذه المستعمرات بالتوازي مع تغطية وتصنيف الممالك الحيوانية والنباتية في هذه المستعمرات.
  • ومن هنا حدث الربط بين علم الانثربولوجيا والاستعمار والإمبريالية. فمن ضمن الدراسات التي تتم في المستعمرات الأوربية كانت تتم أيضا دراسة للمجتمعات البشرية وعاداتها وقيمها ونظامها الاجتماعي.
  • وبالرغم من الارتباط الوثيق بالنشأة مع الاستعمار ألا أن علم الإنسان تطور بعد ذلك بشكل مستقل ليكون علما يحاول قدر الإمكان أن يكون علم مثل باقي العلوم مما أدي إلى ظهور علماء الإنسان الذين يتعاطفون جميعهم مع الشعوب الفقيرة المستعمرة وتطورت مناهجه مع المناهج البحثية لتقنية العلوم الإنسانية وارتبط بالمدارس الفكرية الحديثة.

الغرض من دراسة علم الأنثروبولوجيا

هناك العديد من الأغراض التي يسعى دارس علم الأنثروبولوجيا التوصل إليها من هذا العلم، ومنها ما يلي:

  • تساعد على معرفة التطور البشري للإنسان والمجتمعات.
  • تحليل ثقافات وعادات وتقاليد ولغات الشعوب على مستوى العالم.
  • دراسة جميع الجوانب الإنسانية للبشرية.
  • التعرف على الاختلافات البيولوجية والتاريخية والثقافية واللغوية للأفراد.
  • يساعد على عمل مقارنات بين السلوكيات البشرية ودراستها ومعرفة أسبابها.

خصائص الأنثروبولوجيا

هناك العديد من الخصائص والسمات التي تميز على الانثربولوجيا، ومن أهم هذه الخصائص ما يلي:
  • علم شامل يهتم بدراسة كل سلوكيات الإنسان وتأثيرها.
  • علم عالمي يهتم بدراسة كل الثقافات الإنسانية على مستوى العالم ومقارنتها ببعضها البعض.
  • علم تطوري، يدرس أصول التاريخ البشري وصولا إل اكتشاف ثقافات جديدة.
  • علم حيوي يدرس العلاق بين الطبيعة والتنشئة الاجتماعية.
  • علم يهتم بالتنوع البشري ويحترمه.
  • علم طبيعي اجتماعي إنساني من الطراز الأول.

فروع علم الأنثروبولوجيا

علم الإنسان أو علم الأنثربولوجيا ينقسم الى عدة أقسام، من بينها:

علم الأنثروبولوجي الحيوي

  • يدرس التطور الجسماني للإنسان، بالإضافة إلى العلاقات الخاصة بالشعوب الحالية وكان يطلق عليه علم الإنسان الطبيعي لأنه كان يقوم بدراسة تطور الرئيسيات.

علم الانثروبولوجي الثقافي

  • يقوم بدراسة التطورات الثقافية والاجتماعية لدى الإنسان منها شبكة العلاقات الاجتماعية والسلوك الاجتماعي والقرابات الاجتماعية والقانون والسياسة والعقيدة والدين.

علم الأنثروبولوجي اللغوي

  • يدرس الاختلاف في اللغة من خلال الوقت والمكان ويقوم بدراسة العلاقة بين اللغة والثقافة.

أهداف دراسة الأنثروبولوجيا

استنادًا إلى مفهوم الأنثروبولوجيا وطبيعتها، فإن دراستها تحقق مجموعة من الأهداف، يمكن حصرها في الأمور التالية :

  • وصف مظاهر الحياة البشرية والحضارية وصفا دقيقا, وذلك عن طريق معايشة الباحث المجموعة الأولى أو الجماعة المدروسة وتسجيل كل ما يقوم به أفرادها من سلوكيات في تعاملهم في الحياة اليومية.
  • تصنيف مظاهر الحياة البشرية والحضارية بعد دراستها دراسة واقعية للإنسان: (بدائي - زراعي- صناعي - معرفي – تكنولوجي).
  • تحديد للإنسان أسباب هذا التغير وعملياته بدقة عملية, وذلك بالرجوع إلى التراث الإنساني وربطه بالحاضر من خلال المقارنة وإيجاد عناصر التغيير المختلفة.
  • استنتاج المؤشرات والتوقعات لاتجاه التغيير المحتمل، في الظواهر الإنسانية والحضارية التي تتم دراستها، وتصور إمكانية التنبؤ بمستقبل الجماعة البشرية التي أجريت عليها الدراسة (مفهوم الأنثروبولوجيا).

رواد الأنثروبولوجيا

من أهم رواد علم الأنثروبولوجيا والذين وضعوا أسس ونظريات هذا العلم ما يلي:

  • المؤرخ اليوناني هيرودوت.
  • المؤرخ العربي ابن خلدون في القرن الثالث عشر الميلادي.
  • عالم الآثار الدنماركي كريستيان تومسن في القرن التاسع عشر.
  • عالم الطبيعة تشارلز داروين في القرن التاسع عشر.
  • عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي لويس هنري مورغان في القرن التاسع عشر.
  • عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي فرانز بواس في القرن العشرين.
  • عالم الأنثروبولوجيا البولندي برونيسلاف مالينوفسكي في القرن العشرين.
  • عالمة الأنثروبولوجيا الأمريكية مارغريت ميد في القرن العشرين.

علاقة علم الانثروبولوجيا بالعلوم الأخرى

علم الانثربولوجيا ليس علم قائم على ذاته ولكنه علم يرتبط ارتباط مباشر بالعلوم الاجتماعية الأخرى، ومن أهم هذه العلوم التي يرتبط بها الأنثربولوجيا ما يلي:

علم الاجتماع وعلاقته بالأنثروبولوجيا

  • يدرس علم الاجتماع الحضارة المعقدة وتركيبتها وخصائصها والانثربولوجيا تدرس الشعوب البدائية البسيطة والمنعزلة في بداية الأمر.
  • المنهج المستخدم في علم الاجتماع والانثربولوجيا يعتمد علي المنهج البسيط في الحصول علي المعلومة يعتمد علي الوصف والتوثيق في حين يعتمد علم الاجتماع علي التحليل وكشف العوامل المؤدية الى وجود مشكلة ولكن تتطور المعرفة ويتطور علم الانثربولوجيا.
  • وأصبح يدرس الإنسان في مجتمعه المتطور وبذلك يقترب هذا العلم من علم الاجتماع في موضوعه وطرق منهجه وأدواته القياسية كطريقة دراسة الحالة وهو الطريقة التجريبية والتاريخية وطريقة التحليل المضمون.
  • واستخدام أدوات القياس كالاستمارة والاستبيان وبذلك أصبح العلمان متقاربان الى درجة التشابه.
  • الانثربولوجيا علم يدرس في المجتمع المتطور من ضمن البناء الاجتماعي كعادته وتقاليده وأمثاله الشعبية وسلوكه الاجتماعية المحدد على أنه سلوك اجتماعي متطور وعلاقات اجتماعية وبنية اجتماعية وطبقية.

علاقة علم النفس بالأنثروبولوجيا

  • أن علم الأنثربولوجيا يميل إلى وضع تقييمات جماعية على أسس ثقافية, ولكن العلاقة بين علم النفس وعلم الانثربولوجيا لم تكن تتضح إلا بعد أن بدأ علماء الأنثربولوجيا يركزون اهتمامهم علي موضوع العلاقة بين الثقافة والفرد.
  • فقد أخذ الأنثربولوجيون يهتمون بموضوعات ومصطلحات ومفاهيم التحليل النفسي والطب النفسي.

علاقة الأنثروبولوجيا بعلم التربية

  • علم التربية يدرس النشأة الاجتماعية والنمو المتكامل للشخصية الفردية فعلم التربية يقوم بدراسة مراحل نمو الفرد في المجتمع والمشكلات التربوية التي تواجه كل مرحلة من هذه المراحل.

الأسئلة التي يطرحها الآخرون حول علم الأنثروبولوجيا

هناك العديد من التساؤلات التي يبحث عنها الأفراد حول الأنثروبولوجيا، ومن أهم هذه التساؤلات ما يلي:

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ