مقدمات الحب وكيفية التعامل معها
كيف نتعامل مع مقدمات الحب ؟
إن للإنسان رغبات واحتياجات تتكون معه وتتواجد من أولى لحظات تواجده في الحياة، فهو في حاجة دائماً للأمان النفسي والعاطفي، ويبحث بعد ولادته عن أناس يعرفهم ليطمئن بوجودهم بجانبه وتهدأ روحه.
تلك الاحتياجات النفسية والإنسانية التي تناولتها الدراسات النفسية بالعديد من الدراسات لترصدها تشكل حجر الزاوية فيما يشعر به الإنسان من ميل واهتمام لما يراه في الحياة ويتوقع أنه سيشبع له احتياجاً نفسياً وعاطفياً.
علامات لا تنخدع بها
في البداية لا تنخدع بالعلامات الأولى لجذب الاهتمام، فمن يعيش في الحياة ويقابل الناس من الممكن أن يقابل من يجد فيه بعض من الصفات التي يحب أن يراها، فما من إنسان إلا ويحب أن يرى الصفات الجميلة ويتعامل معها.
الشهامة والود والألفة والإخلاص والوفاء بالوعد والدفاع عن المظلوم، كلها صفات تلفت الأنظار وتستريح لها القلوب، وليس غريباً أن نجد من يحب أشخاصاً يملكون تلك الصفات.
ولكن تلك الصفات لا تكشفها بعض المواقف العابرة، ولكن يجب أن تؤكدها عوامل أخرى سنتحدث عنها في تلك المقالة.
القصة الأولى: انخدعت بمظهره
تحكي تلك الفتاة عن شاب كانت تحكي له عن كل ما كان تضيق به نفسها، فقد كان دائماً يقدم لها الخدمات منذ كانت صغيرة، إنه جار قديم وأظهر لها حبه مرات عديدة، ولكنها لم تبادله المشاعر، وفي النهاية استسلمت لإلحاحه وصارت تعتمد عليه في كثير من شئونها.
وبعد فترة من الزمن تقدم لخطبتها رغم أنه يعلم أنها لا تكن له المشاعر العاطفية، ولكنها اتخذته صديقاً، وبعد فترة حاولت أن تقنع نفسها به، وبالفعل قبلت بخطبته.
وبعد فترة من الخطبة استقبلت مكالمة هاتفية أبلغتها أنه على علاقة بفتاة أخرى وأنه يقابلها في مكان معين، وبالفعل ذهبت لهذا المكان ووجدته مع فتاة أخرى، لكنه أقنعها بأنه لا توجد علاقة بينه وبينها إلا علاقة العمل فقط.
وبعد فترة أخبرها أن أخته تريد أن تتعرف عليها، وأنه سيظل في السيارة لتطمئن، وما أن دخلت الشقة إلا ووجدت نفسها فاقدة لوعيها، وبعد عودة وعيها إليها وجدت نفسها فقدت عذريتها، وعندما سألته عن سبب فعلته تلك، أجابها بأنه فعل ذلك حتى لا تفكر في تركه مجدداً لأي سبب من الأسباب.
الدروس المستفادة من تلك القصة
إن أهم الدروس المستفادة من تلك القصة هي أن تصدق كل أنثى قلبها، ولا تقبل الضغط العاطفي عليها تحت أي مسمى من المسميات.
فهذا الشاب رغم أنه كان يكن لها الحب، ولكنه ومع ذلك الحب فإنها كانت لا ترى فيه الحب الحقيقي، فهناك فرق واضح بين الحب المتبادل وبين من يرى فيك الطمع ورغبة الاستحواذ.
وهذا الشاب رغم أنه كان يحبها، ولكنه كان حب سلبي، حب يريد فيه امتلاكها والاستحواذ عليها، حتى ولو كان هذا الاستحواذ على حساب شرفها وعذريتها، فهل هذا هو الحب؟
إن مقدمات الحب التي أظهرها الشاب لم تكن مقدمات لحب صحيح أو سليم، فرغم توافر علامات الحب من اهتمام ورعاية وشعور أولي بالأمان، إلا أن تلك العلامات لم تشفع لها إن أعطت الفرصة لمن لا يستحق، وأعطته مساحات كبيرة من أسرارها ليعرفها.
القصة الثانية: تزوجنا عن حب ثم خانني بعد الزواج
وتلك مشكلة خاصة بسيدة أخرى، تزوجت زوجها عن حب، وانتهى حبهم بالزواج، ولكن الزواج ليس هو الهدف الوحيد للحب، ولكن تكوين حياة صالحة بعد الزواج هو الهدف الحقيقي، فالحياة الصالحة لها مقومات وصفات يجب توافرها فيمن نختاره وليس مجرد الصفات السطحية التي قد نجدها في كثير من الأشخاص.
فما أن مرت عدة شهور إلا ودب الملل في حياتهم، وأصبح كل شخص بعيد جداً عن الآخر، فلا حديث يجمع بينهم، إلا الأحاديث الروتينية اليومية عن الطعام والشراب والملبس، وبعد فترة من الزمن عرفت بالصدفة أنه يحادث سيدة أخرى بحوارات لا تكون إلا بين المتزوجين.
حتى أنها تعجبت حين وجدت أن تلك العبارات الخاصة جداً والتي لا تدور إلا بين المتزوجين، لكن زوجها لا يقول تلك العبارات لها.
وتتساءل كيف تحول الحب إلى لا شيء، وكيف تحول القلب من الحب إلى الخيانة، ففي تلك الحالة لم تشفع مقدمات الحب لأصحابها، فعبارات الحب قد قيلت بين الطرفين، وأظهر كل طرف اهتمامه بالآخر، بل وتزوج كل منهم الآخر، ولكن رغم كل ذلك، لم يبق الحب، فما السبب؟
الفارق بين الحب والاحتياج
هناك فارق كبير بين الحب الحقيقي والاحتياج، فكما ذكرنا في بداية تلك المقالة أن الاحتياجات النفسية والعاطفية أمر عادي وطبيعي في أي إنسان، ولكن المشكلة تكمن في طريقة تلبية تلك الاحتياجات، فهناك من يظن أنه شعوره بالاحتياج لشخص من الأشخاص في وقت من الأوقات هو نوع من أنواع الحب، فصاحبة القصة الأولى ربما كانت في احتياج لشخص يقوم لها بمهمة التفريغ النفسي الذي يسبب لها الراحة النفسية بعض الشيء.
ولكن هذا الاحتياج يزول بمجرد أن يتم التفريغ النفسي، ويزول الشعور بالرغبة في مواصلة الحياة مع هذا الشخص، فدوره في تلبية الاحتياج قد انتهى.
أما في الحب الصادق، فإن الإنسان يكون في وعي تام بصفات هذا الإنسان، ووعي بكل تفاصيله، بحيث أنه يتخيل دوره في بناء الحياة، ولا يهدم العلاقة المشكلات، ولكن يتعاون الطرفان لحل تلك المشكلات.
وهي رحلة من التعارف وبناء الثقة بين الطرفين تمتد لفترة من الزمن يتخللها مواقف تؤكد الشعور بالأمان والاطمئنان، فهي ليست وعود كاذبة، ولكن مواقف واضحة ومعلومات مؤكدة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9183