كتابة :
آخر تحديث: 07/08/2025

من هو الصحابي الذي غسلته الملائكه ولماذا؟

من بين الصحابة الكرام الذين خلد التاريخ سيرتهم، تميز أحدهم بكرامة عظيمة وهبة ربانية نادرة، حيث نزلت الملائكة لتغسله بعد وفاته، في مشهد مهيب يدل على مكانته العالية عند الله تعالى. فمن هو هذا الصحابي الجليل؟ وما سبب هذا التكريم السماوي؟ نتعرف في هذا المقال في موقع مفاهيم من هو الصحابي الذي غسلته الملائكه وقصته، ونكشف عن تفاصيل وفاته ومكان دفنه، والدروس المستفادة من سيرته العطرة.
من هو الصحابي الذي غسلته الملائكه ولماذا؟

من هو الصحابي الذي غسلته الملائكه؟

الصحابي الذي غسلته الملائكة هو حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه، ويُلقب بـ "غسيل الملائكة".

سبب التسمية:

  • في غزوة أُحد، خرج حنظلة رضي الله عنه إلى المعركة فورًا بعد أن سمع نداء الجهاد، وكان حديث عهد بزواج. ولم يغتسل من الجنابة، فاستُشهد في المعركة.
  • فرآه النبي ﷺ بعد استشهاده، وأخبر الصحابة أن الملائكة تغسله بين السماء والأرض بماء من السحاب في صحاف من فضة. لذلك سُمّي "غسيل الملائكة".

في الحديث:

  • روى الحاكم والبيهقي وغيرهما أن رسول الله ﷺ قال: "إن صاحبكم تغسله الملائكة، فسَلوا صاحبته". فسألوا زوجته، فقالت: "خرج وهو جنب حين سمع الهائعة". فقال رسول الله ﷺ: "لذلك غسلته الملائكة". [رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي]

من هو حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه؟

حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه هو أحد الصحابة الكرام الذين خلدهم التاريخ الإسلامي، ويُعرف بلقب "غسيل الملائكة"، إليك أبرز المعلومات عنه مع المصادر:

الاسم الكامل:

  • حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن زيد، من قبيلة الأوس من الأنصار.

سبب اللقب (غسيل الملائكة):

سُمي بـ"غسيل الملائكة" لأن الملائكة غسلته بعد استشهاده في غزوة أحد، فقد قُتل وهو جُنُب، ولم يغتسل بعد أن جامع زوجته في الليلة التي سبقت المعركة. رآه النبي ﷺ بين السماء والأرض، والملائكة تغسله بماء المطر في صحاف من فضة.

روى الحاكم عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله ﷺ: "إن أصحابكم تغسلهم الملائكة، فسألوا صاحبته، قالت: إنه خرج وهو جنب، فقال رسول الله ﷺ: لذلك غسلته الملائكة." [المستدرك على الصحيحين، حديث رقم: 4986 – صحيح على شرط مسلم]

زواجه واستشهاده:

  • تزوج من جميلة بنت عبد الله بن أبيّ ابن سلول، وكانت من أجمل نساء المدينة.
  • دخل بها في الليلة التي سبقت غزوة أحد.
  • لما سمع منادي الجهاد، خرج مسرعًا دون أن يغتسل، فاستُشهد في المعركة على يد أبي سفيان بن حرب.
  • قاتل قتال الأبطال، وتمكن من أن يقتل أبا سفيان بن الحارث (قائد من قادة قريش آنذاك).
  • ثم هاجمه شداد بن الأسود الليثي، فقطع رأسه واستُشهد حنظلة رضي الله عنه.

مكانته:

  • من الصحابة السابقين إلى الإسلام من الأنصار.
  • استشهد في غزوة أحد سنة 3 هـ.
  • يُعد من شهداء أحد الأبرار.
  • النبي ﷺ شهد له بالجنة.

والده:

  • أبو عامر الراهب، وكان من رجال الجاهلية المتعبدين، لكنه حقد على الإسلام بعد الهجرة، وتحول إلى عدوٍ للنبي ﷺ، وله ذكر في القرآن:
  • {والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا...} [سورة التوبة، الآية: 107] والمقصود هنا مسجد ضرار الذي بناه أبو عامر وجماعته.

رؤية النبي ﷺ له:

  • قال النبي ﷺ بعد استشهاده:

"رأيت الملائكة تغسله بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة."

روايات في كتب السيرة:

  • ذكره ابن هشام في "سيرة ابن هشام".
  • ووردت قصته في "أسد الغابة في معرفة الصحابة" لابن الأثير.
  • وتفصيل قصته في "الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر العسقلاني.

من هي زوجة حنظلة غسيل الملائكة؟

زوجة حنظلة بن أبي عامر (الملقّب بـ غسيل الملائكة) هي:

جميلة بنت عبد الله بن أبي سلول

  • ابنة عبد الله بن أبيّ بن سلول، زعيم المنافقين في المدينة.
  • كانت من الصحابيات الجليلات، وأسلمت وحَسُن إسلامها، وتزوجت حنظلة بن أبي عامر.
  • بعد استشهاد حنظلة في غزوة أحد، وهي عروس حديثة الزواج، تزوجها الصحابي عبد الرحمن بن عوف، أحد العشرة المبشّرين بالجنة، وأنجبت له ابنه أبا سلمة بن عبد الرحمن، الفقيه المعروف.

وقد روت جميلة رضي الله عنها قصة استشهاد زوجها حنظلة وكيف سمعته يقول بعد النداء للجهاد:

  • "يا جميلة، إني لاحق بالغزاة"، فخرج وهو جُنب، فاستشهد في أحد، فقال النبي ﷺ: "رأيت الملائكة تغسله بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة".

جليبيب غسيل الملائكة

جُليْبِيب رضي الله عنه من الصحابة الكرام الذين لم يُعرف لهم نسبٌ أو قبيلة مشهورة، وكان فقيرًا، دميم الشكل، ولم يكن أحد يُرغب في تزويجه، ولكن مكانته عند رسول الله ﷺ كانت عظيمة. ومن القصص المشهورة عنه:

قصة زواج جُليبيب رضي الله عنه:

  • كان جُليبيب رضي الله عنه من الذين يعيشون في المدينة ولم يكن له نسب يُذكر أو مال، لكنه كان من أحباب رسول الله ﷺ.
  • جاء جُليبيب إلى النبي ﷺ، فقال له النبي: "يا جليبيب، ألا تتزوج؟" فقال: "يا رسول الله، ومن يزوجني؟" كرر النبي ﷺ عليه السؤال أكثر من مرة، وفي كل مرة يقول: "ومن يزوجني؟"، إلى أن قال له النبي ﷺ:"أنا أزوجك." ثم ذهب النبي ﷺ إلى رجل من الأنصار فقال له: "زوجني ابنتك." فقال الرجل: "نعم وكرامة يا رسول الله!" فقال النبي ﷺ: "لكنني لا أريدها لنفسي." فقال: "لمن إذًا؟" قال: "لجُليبيب." فتردد الرجل، وقال: "حتى أستأمر أمها." فذهب الرجل إلى زوجته وأخبرها، فقالت: "لجليبيب؟! لا والله، لا نزوج جُليبيبًا." فسمعت الفتاة الحديث، فقالت لأبويها: "أتردون على رسول الله ﷺ أمره؟ والله لن أتزوج إلا من اختاره رسول الله ﷺ." فدعا لها النبي ﷺ وقال: "اللهم صبّ عليها الخير صبًا، ولا تجعل عيشها كدًا." وهكذا تزوج جُليبيب رضي الله عنه من هذه الفتاة الصالحة.

استشهاد جُليبيب وغسيل الملائكة له:

  • بعد فترة قصيرة من الزواج، خرج جُليبيب رضي الله عنه مع رسول الله ﷺ في غزوة، فاستُشهد في المعركة.
  • وبعد انتهاء المعركة، سأل النبي ﷺ أصحابه: "هل تفقدون أحدًا؟" قالوا: "لا." فقال: "لكنني أفقد جُليبيبًا." وبدأ ﷺ يبحث عنه، حتى وجده مقتولًا بجوار سبعة من المشركين كان قد قتلهم. فقال رسول الله ﷺ: "قتل سبعة ثم قتلوه، هذا مني وأنا منه." ثم حمله ﷺ بيديه الشريفتين، ووضعه في قبره، وقالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم غسله بيديه، وقال بعض العلماء إن الملائكة غسّلته أيضًا، لذلك يُقال له: "جُليبيب غسيل الملائكة."

ملحوظة:

هناك خلط أحيانًا بين جُليبيب وحنظلة بن أبي عامر، فكلاهما من الصحابة، وكلاهما قيل عنه "غسيل الملائكة"، لكن:

  • حنظلة هو الذي اغتسلته الملائكة بعد موته مباشرة في غزوة أحد.
  • أما جُليبيب فقد غسله النبي ﷺ وقيل إن الملائكة شاركت في غسله، لذا أطلق عليه البعض نفس الوصف.
من هو الصحابي الذي غسلته الملائكه، قصة الصحابي الذي غسلته الملائكة تظل واحدة من أروع القصص التي تعكس مكانة المجاهدين في سبيل الله وكرامات الصحابة الأجلاء. لقد نال شرفاً عظيماً، ليس بكثرة المال أو الجاه، بل بإخلاصه وشجاعته في سبيل الله. فلنستلهم من سيرته معنى التضحية والإيمان، وندرك أن الصدق مع الله يرفع صاحبه إلى مراتب لا ينالها إلا المخلصون.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ