كتابة : حوريه
آخر تحديث: 20/07/2021

هل الامراض النفسيه مثل ما نراه على شاشه التلفاز.

هل الامراض النفسيه مثل ما نراه على شاشه التلفاز ؟ سؤال هام جداً يحتاج الإجابة عليه، لأن تلك الصورة التي نشاهدها في التلفاز عن الأمراض النفسية تسببت في أزمة كبيرة لكل المجتمعات العربية، وذلك لنقل صورة غير حقيقية عن المرض النفسي.
فالمرض النفسي مثله مثل أي مرض، له أعراضه التي من الطبيعي أن يشعر بها أي إنسان دون أن يشعر بالخزي أو الخذلان أو الرغبة في إخفاء هذا المرض عن أعين الناس.
فلم نر شخصاً يتخفى لإصابته بمرض في الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي، بل قد تجده ينشر الخبر بين أحبابه لكي يصف له بعضهم تجربته مع هذا المرض، حتى أن هناك مثل شعبي يقول .. اسأل مجرب ولا تسأل طبيب، ولكن لا نجد نفس الأمر مع المرض النفسي.
هل الامراض النفسيه مثل ما نراه على شاشه التلفاز.

هل الامراض النفسيه مثل ما نراه على شاشه التلفاز ؟

  • الإجابة بالقطع أن كل عمل من الأعمال الفنية يختص بذاته، فلا يمكن التعميم بالحكم أن كل ما تناولته وسائل الإعلام عن المرض النفسي خاطئ، ولا يمكن القول بأن كل ما تناولته وسائل الإعلام عن المرض النفسي صحيح.
  • ولكننا إذا ما نظرنا إلى نظرة المجتمع عن المرض النفسي، فسنجد أن الإعلام والفن فشلوا في صنع صورة صادقة عن المرض النفسي، بل وجعلوا من الإصابة به عاراً على المريض يجب أن يتخفى منه ولا يظهره لعلاجه.
  • ولنا أن نتخيل مجتمعاً ينظر للمرض النفسي على أنه عار يجب إخفاؤه، فكيف له أن يعالج تلك الأمراض، بل أنه في الحقيقة سيكون عرضة للعديد من الأوبئة النفسية التي تسبب الكوارث المجتمعية.

ليس كل ما يعرض في الإعلام صادقاً

الحقيقة المؤكدة أن الإعلام لا يهدف في كثير من الأحيان إلى تقويم المجتمع وتعديل سلوكياته وتوضيح الصورة الصادقة للمشاهد عن كل شيء، ويتمثل ذلك في:

  • إن العاملون في المجال الإعلامي والفني مثلهم مثل كل المهن ليسوا ملائكة ورسل وأنبياء جميعاً، بل أن منهم من لا يقصد من عمله إلا كسب المال بأي وسيلة حتى ولو كان على حساب نشر معلومات مغلوطة عن المرض النفسي.
  • تلك الجريمة التي يقع فيها الإعلامي تؤدي لنشر معلومات مشوهة عن المريض النفسي والمرض النفسي، فمثلاً يجب أن نعلم أن المريض النفسي شخص طبيعي تماماً يمكن التعامل معه بشكل عادي، ويمكن العمل على علاجه بشكل أكيد وفعال.
  • فالمريض النفسي كما يظهر في بعض الأعمال الفنية الذي يقوم بالقتل والسرقة وعمل الأفلام المرعبة، كل ذلك لا يعبر بأي شكل من الأشكال عن المرض النفسي الحقيقي.
  • فالمريض النفسي شخص عادي، يقوم بعمله بكفاءة، ويقوم أيضاً برعاية نفسه وأسرته بشكل عادي، ولكنه قد يكون مصاباً بالاكتئاب، ولكنه لا يظهر هذا الاكتئاب لأحد حتى لا يسبب المتاعب.
  • وقد يخفي مرضه النفسي عن الأعين خشية التعليقات السلبية التي قد تطوله هو وأسرته بعد ذهابه للطبيب النفسي، مثل اتهامه بالجنون والعته.
  • وبشكل عام فإن كثير من الفنانين والإعلاميين لا ينقلون إلا الصور الصادمة عن قضية معينة، فهم لا يعنيهم الصورة الروتينية للحياة اليومية، فهم لا يجدون فيها المادة المناسبة لتحقيق الانتشار الذي يرغبون في تحقيقه.
  • ولكن الإعلاميين، بعضهم وليس جميعهم، يهدفون إلى لفت أنظار القارئ بأي شكل من الأشكال، ومن تلك الأشكال التي يلفتون الأنظار بها أن يشمل المحتوى الفني أو الإعلامي على فضائح ومشاكل تخص المرض النفسي.

ضرورة تصحيح الصورة الخاطئة عن المرض النفسي

هناك ضرورة ملحة لتصحيح الصورة الخاطئة عن المريض النفسي والمرض النفسي، وذلك لما لتلك الصورة الخاطئة من آثار مدمرة على الإنسان والمجتمع بشكل كبير، والسبب في ذلك :

  • إن هناك العديد من الجرائم التي تتم بشكل شبه يومي في مجتمعاتنا تحدث بسبب تفاقم آثار المرض النفسي على المريض النفسي، ذلك المريض الذي يخشى الإعلان عن مرضه لمجتمعه.
  • فهناك جرائم قتل جماعي حدثت لأسر، وهناك جرائم قام فيها الابن بقتل والدته والأم بقتل ابنها، وكل ذلك كان يمكن تداركه إذا ما كانت الصورة للمرض النفسي بالمجتمع صحيحة وتسمح للمريض بالإعلان عن مرضه والذهاب لطبيبه المختص بسهولة.
  • ولكن للأسف فإن خشية أبطال تلك الجرائم الذهاب للطبيب النفسي بسبب الصورة السلبية التي رسمتها وسائل الإعلام للمرض النفسي جعلت تلك الشخصيات تسلم نفسها للمرض النفسي يفعل بها ما لا يحمد عقباه.

أثر الصور ة السلبية على حالات الطلاق بالمجتمع

هناك ضرورة ملحة لتصحيح صورة المرض النفسي بالمجتمع وذلك لما للمعلومات النفسية من أهمية قصوى في:

  • تزويد الشباب بالمعلومات الهامة عن الزواج وكيفية حل المشكلات الخاصة بالمتزوجين حديثاً.
  • فإن غياب الثقافة النفسية وغياب الوعي النفسي بالمجتمع العربي أدى إلى أن تكون المعلومات مستمدة من مصادر أخرى غير كافية لتوعية الشباب.
  • تلك المصادر مثل وسائل التواصل الاجتماعي والأعمال الفنية والإعلام، كل تلك الوسائل لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تلعب دوراً في تعويض الاحتياج للمعلومات العلمية من الأطباء النفسيين المتخصصين.
  • ولنا أن نتخيل مريضاً بالضغط أو السكر لا يجري تحليلاً للسكر أو الضغط عند الطبيب المختص، ولا يعرض تلك النتائج على الطبيب المختص، ويكتفي بمشاهدة التلفاز ووسائل الإعلام ومشاهدة الأعمال الفنية في جمع المعلومات عن مرضه، فهل يحقق له ذلك العلاج الشافي؟!!!
  • إن عدم العرض على الطبيب النفسي المختص في الوقت المناسب، يؤدي إلى تفاقم المشكلات الأسرية وازدياد حالات الطلاق بشكل كبير، وقد سجلت سجلات بعض الدول العربية أرقاماً كبيرة جداً في حالات الطلاق، خاصة بين حديثي الزواج، تلك النتيجة المؤسفة كان يمكن تجنبها إذا ما كان المجتمع يسمح بإظهار المشاكل الأسرية على الطبيب المختص بسهولة وعلاجها قبل تفاقهما.
  • وهناك جهود جبارة يقوم بها المختصين في علم النفس لتوعية المجتمع بأهمية الطب النفسي وأهمية الثقافة النفسية، وعدم تصديق الصورة النمطية السلبية للمريض النفسي.
  • فتلك الصورة النمطية السلبية ليست حقيقية بأي حال من الأحوال، ويجب محاربتها وتصحيحها بكل الوسائل الوصور.
وأخيراً ... هل الامراض النفسية مثل ما نراه على شاشه التلفاز ؟ للإجابة على هذا السؤال كلمات وكلمات نحاول أن نلقى بها الضوء على أهمية تصحيح الصورة السلبية للمرض النفسي والمريض النفسي، وذلك لنجاة الفرد والمجتمع من آثار تلك الصورة السلبية المدمرة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ