كتابة : نجاة
آخر تحديث: 03/01/2024

هل الذكاء وراثي أم مكتسب ولماذا؟ وهل الذكاء مكتسب من الأم؟

هل الذكاء وراثي أم مكتسب ولماذا؟ إنه السؤال الذي يثير فضول الكثيرين خاصة عند ملاحظة أن هناك فئة تكون لديها نسبة الذكاء مرتفعة مقارنة بفئة أخرى، وبينما مازال هناك جدل حول ما يعنيه الذكاء فعليًا فهناك أنواع مختلفة من الذكاء، لكن عمومًا هناك من يربطه بالوراثة وهناك من يؤمن بأنه مكتسب من البيئة ومع مرور الوقت والتجارب. وفي هذا المقال، يوضح مفاهيم مصدر الذكاء لدى الأشخاص استنادًا على أبحاث ودراسات.
هل الذكاء وراثي أم مكتسب ولماذا؟ وهل الذكاء مكتسب من الأم؟

هل الذكاء وراثي أم مكتسب ولماذا؟

هل الذكاء وراثي؟

حتى نوضح الفرق بين الأطروحتين، سنتحدث أولا عن الأطروحة التي تدعم أن الذكاء وراثي بشكل كبير:

  • تم إجراء أبحاث عن مدى الوراثة في الذكاء، وتم اللجوء في ذلك إلى التوائم، وقد توصل الأبحاث إلى أن 55% من الذكاء يتحدد بالوراثة.
  • تحدد جينات الوراثة الحد الأعلى لذكائك، وهو الحد الأقصى للذكاء الذي يمكن للشخص تحقيقه، بينما تحدد بيئته ما إذا كان سيصل بالفعل إلى هذا المستوى الأقصى.
  • قامت دراسات أخرى بفحص الاختلافات عبر الجينوم بأكمله للعديد من الأشخاص (وهو نهج يسمى دراسات الارتباط على مستوى الجينوم أو GWAS) لتحديد ما إذا كانت أي مناطق محددة من الجينوم مرتبطة بمعدل الذكاء.
  • أظهرت الدراسات أن الذكاء له مكون وراثي، لكنها لم تحدد بشكل قاطع أي جينات منفردة لها دور رئيسي في اختلافات الذكاء بين الأشخاص.
  • من المحتمل أن يشتمل الذكاء على العديد من الجينات التي لا يقدم كل منها سوى مساهمة صغيرة في ذكاء الشخص.

وبناءا على كل هذه الدراسات يتبين أن معدل الذكاء لديه نسبة عالية من الوراثة هي التي تتحكم فيه وأن غالبية الاختلافات في معدل الذكاء بين البالغين يمكن تفسيرها بجينات الوراثة.

هل الذكاء مكتسب؟

بالنسبة للأطروحة التي تقول أن الذكاء مكتسب، فهي تستند بذلك على:

  • على الرغم من الدور الكبير والنسبة الأكبر لجينات الوراثة في تحديد الذكاء إلى أن عوامل أخرى خارجية يمكن أن تلعب دورا في اكتساب الشخص للذكاء مثل العوامل الاجتماعية والبيئية التي يمكن أن يكون لها تأثير مهم.
  • تظهر الأبحاث أنه بالإضافة إلى الجينات والتعليم الرسمي، تلعب البيئة الأسرية أيضًا دورًا حاسمًا في تحديد الذكاء.
  • تشير بعض الأدلة إلى أن ذكاء الطفل لا يتطور بشكل كامل عند الولادة ولكنه يعرف تطورًا وتغييرًا تدريجيًا في سنوات الدراسة الابتدائية المبكرة.
  • العوامل البيئية مثل الطريقة التي يربي بها الأهل طفلهما، والثقافة التي ولد فيها والتعليم ودائرة الأصدقاء تحدث ما مقداره 45% من الذكاء.
  • النشوء في بيئة صحية تشجع وتقدر التعليم مهم في أن يصبح الفرد ذكيًا مقارنة مع بيئة لا تكثرت للتعليم ولا توليه أهمية ولا تربي عليه أطفالها.

وعليه، وبناءا على كل الدراسات الحديثة والقديمة، فإن الانتقال الجيني عبر الوراثة يلعب دورا أقل أهمية في تحديد القدرات المعرفية مما كان يُعتقد سابقا، وقد قُدر دور علم الوراثة بنسبة 70% إلى 75% قبل ثلاثين عامًا، ويقدر اليوم بحوالي 20% إلى 40%.

هل الذكاء وراثي من الأم؟

بعد التعرف على هل الذكاء وراثي أم مكتسب ولماذا، نمر الآن لنتعرف على مصدر جينات الذكاء التي يحصل عليها الطفل هل هي فعلا من الأم:

  • بالفعل، علمياً الأم هي المسؤولة عن تمرير صفة الذكاء لأبنائها وذلك راجع بالأساس إلى كونها حاملة لكروموسوم X ولدى النساء اثنين منه، بينما لدى الرجال واحد فقط.
  • وفقاً للباحثين، تحدد جينات الأم مدى ذكاء أطفالها، ولا يشكل الأب أي فرق.
  • ويُعتقد أن فئة من الجينات المعروفة باسم "الجينات المشروطة" لا تعمل إلا إذا جاءت من الأم في بعض الحالات ومن الأب في حالات أخرى، ويعتقد أن الذكاء هو من بين الجينات المشروطة التي يجب أن تأتي من الأم.

تم إجراء أبحاث على فئران معدلة وراثيا وتم التوصل إلى أن الفئة التي لديهم جرعة إضافية من جينات الأم طوروا رؤوسا وأدمغة أكبر، لكن أجسادهم كانت صغيرة، بينما الفئة التي لديها جرعة إضافية من جينات الأب كان لديها أدمغة صغيرة وأجسام أكبر.

ضمن نفس الدراسة، تم التوصل إلى تراكم الخلايا ذات الجينات الأبوية في أجزاء من الجهاز الحوفي، الذي يشارك في وظائف مثل الجنس والغذاء والعدوان، ولم يكن لجينات الأب أي وجود في القشرة الدماغية، حيث تتم الوظائف المعرفية الأكثر تقدما، مثل التفكير واللغة والتخطيط.

كروموسوم الذكاء

  • أشرنا أعلاه خلال الحديث عن الحصول على الذكاء من الأم بالوراثة أن كروموسوم X هو المسؤول عن تلك الوظيفة حيث يتم تمرير الذكاء من خلاله عبر الجينات
  • أحد الدراسات التي أجراها روبرت ليرك عام 1972، وهو أول من صاغ رابطًا بين الكروموسوم X والقدرات المعرفية، أكدت هي الأخر هذا الدور في تحديد الذكاء في الطفل، لكن دراسته تناولت عينة صغيرة (حوالي عشر عائلات) وتم وخلص روبرت ليرك إلى أن الجينات المؤثرة على الذكاء تقع على الكروموسوم X.
  • في المقابل، تناولت الكثير من الدراسات الأخرى أن العديد من الجينات المسؤولة عن الاضطرابات العقلية كانت موجودة على هذا الكروموسوم X. ولكن مع تقدم الأبحاث الجينية في تحديد الجينات ووظائفها، أصبح من الواضح أن الأمر ليس بهذه البساطة.

هل الغباء وراثي أم مكتسب؟

بعد أن تحدثنا عن هل الذكاء وراثي أم مكتسب ولماذا؟ نطرح هنا تساؤلًا من نوع آخر وهو عن الغباء هل يمكن أن يكون له تدخلات وراثية أو بيئية:

  • أولا يجب أن نتفق جميعا عل مفهوم الغباء الذي نقصد هنا، لكن كيفما كان التعريف المراد التعبير عنه، فيمكن لجينات الوراثة أن يكون لهاعلاقة به، لكن ليست وحدها المسؤول عنه بشكل حصري لأن عوامل أخرى قد يكون تأثيرها أكبر وأقوى من الجينات
  • الغباء هو بالأحرى من الصفات التي قد تُكتسب من البيئة المحيطة بالطفل كانعدام التعليم والتغذية السيئة والجهل، كل هذه العوامل المؤثرة يمكن أن تجعل حتى الطفل صاحب الذكاء المرتفع ينخفض ذكاءه وتمنع تطوره المعرفي بشكل كبير
  • يمكن الحديث كذلك عن الغباء الفطري الذي يولد مع الإنسان والذي جاء نتيجة جينات وراثية، وعن الغباء المكتسب من البيئة المحيطة ودائرة المعارف، وفي كلا النوعين يمكن تحسين الإدراك المعرفي وتطوره مع توفير عوامل صحية وإيجابية تشجع على التعلم والتطور والنمو فكريا.
على ما يبدو، وضمن إجابتنا على هل الذكاء وراثي أم مكتسب ولماذا، يتضح أن لعامل الوراثة وجينات الأم دور كبير في منح الطفل تفوق في المعرفة والإدراك، كما أن للبيئة والمحيط الاجتماعي نسبة ليس بالقليلة في تحديد الذكاء وتطويره.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ