آثار العنف ضد المرأة في المجتمعات العربية
معنى كلمة العنف
إن العنف يُعتبر من أقبح الأفعال المنتشرة بين الناس والذي نراه بأعيننا في كل مكان، ونجد دائمًا أنّ الجميع ينفر من الشخص العنيف بسبب سوء خُلقه وطباعه التي لا يقوى أحد على تحملها.
البعض يظن أن العنف تتم ممارسته من شخص على شخص آخر ربما يكون أعلى منه في السلطة أو المقام أو السن فقط لكن يجهلون تمامًا أنه من الممكن أن يقوم شخصٌ ما بممارسة العنف على نفسه.
وذلك كأن يقوم بمعاقبة نفسه بشكل قاسٍ جدًّا إذا لم ينجح في أمرٍ ما أو كأن يمنع عن نفسه الطعام والشراب لمدة معينة إذا قام بعمل شيء أحمق وما إلى ذلك من صور العقاب الأخرى.
وإنه لَمِنْ المؤسف أن نذكر أنّ الأشخاص المائلون إلى العنف مع مَن حولهم أصبحت أعدادهم في تزايد بشكل ملحوظ.
ما معنى العنف ضد المرأة؟
إذا نظرنا مِن حولنا لوجدنا أن المرأة تعتبر الأكثر عرضة للتعرض للعنف مِن قبل الجميع سواء كان الأب أو الأخ أو الزوج وذلك في معظم بلدان العالم المختلفة.
فيقوم شخص ما بإجبارها على فعل ما لا تريد مستخدمًا قوته أو سلطته عليها أو كأن يسلبها أي حق من حقوقها بمجرد أن تقوم بفعل شيء خاطئ حتى وإن كان بسيط.
وقد أثبتت دراسات عديدة تم إجراؤها على النساء المتزوجات أنه من بين كل عشر نساء متزوجات يوجد ما يقرب من سبعة نسوة تعانين من ممارسة العنف معها من قِبل الزوج.
لِمَ يحدث ذلك مع المرأة! ما الذنب الذي ارتكبته كي يتم معاملتها بأسلوب غير لائق يُحد من كرامتها! إنه لمن الضروري أن تتدخل جمعية حقوق الإنسان كي تُوقف هذه المهزلة قبل أن يتفاقم الوضع أكثر من ذلك لأن عواقبه ستكون وخيمة جدًّا.
ويجب أن يتم وضع قوانين رادعة لِمن يُمارس العنف مع زوجته أو أخته أو ابنته أو والدته كي يكون عبرة لمن يَعتبر، للحد من آثار العنف ضد المرأة في مجتمعاتنا.
في هذه الفقرة سنتحدث عن جميع أشكال العنف التي يتم ممارستها مع النساء مِن قبل أي شخص لأن الكثير يعتقد أن التعدي بالضرب هو النوع الوحيد للعنف.
لذا تابعوا معنا الأسطر القليلة القادمة كي تتعرفوا على بقية الأنواع الأخرى:
الإساءات اللفظية
إن الأسلوب السيئ في الحوار والحديث بكلمات مسيئة وخادشة للكرامة يعتبر من أشهر أنواع العنف الذي تتعرض له المرأة سواء في المنزل أو خارجه وبالأخص في خارج المنزل،
كأن يقوم أي فرد بإخافة أي امرأة يراها في الطريق أو أن يُسمعها ألفاظ مهينة أو أن يقوم بالتقليل من شأن المرأة لمجرد أن رأها تقود سيارة وكأنه ليس من حقها وغير ذلك من صور العنف اللفظي التي نراها حولنا بشكل كبير.
التعدي بالضرب
وهذا النوع موجود بكثرة في معظم المنازل بل أكاد أجزم أنه موجود في جميعها، فيقوم الرجل مهما كانت صلة قرابته بالمرأة سواء كان أخيها أو أبيها أو زوجها بإيذائها جَسديًّا.
مما يكون لذلك عظيم الأثر على الحالة النفسية الخاصة بها فيجعلها تشعر أنها لا قيمة لها بالإضافة إلى أنها ستفقد ثقتها في نفسها وستمتنع عن طلب أي شيء تريده خوفًا من أن يتم ضربها.
وقد أكد الأطباء النفسيين أن معظم الحالات التي يتعاملون معها من النساء يكونوا قد تعرَّضنّ للضرب بشكل مبرح مما دفعهم للدخول في حالة اكتئاب وعزلة حتى أن كثير منهنّ قد خطر على بالهنّ أن يَقُمْنّ بالانتحار للتخلص من هذه المهانة.
العنف الجنسي
الكثير يجهل أنه يوجد عنف جنسي تتم ممارسته على المرأة سواء كان ذلك من الزوج أو من أي رجل آخر، وذلك كأن يقوم الزوج بإجبار زوجته على ممارسة علاقة معه وهي غير راغبة في ذلك دون أن يضع في اعتباره أنه من الممكن أن تكون حالتها الصحية غير جيدة.
وإذا تم تكرار هذا الأمر معها فإن ذلك سيدفعها إلى النفور من العلاقة الزوجية بشكل تام ومن الزوج أيضًا.
ومن صوره الأخرى حالات الاغتصاب التي تتردد على أسماعنا في هذا الزمن الحالي فهي أيضًا تُعد من أنواع العنف الجنسي حيث يقوم شخص ما بانتهاك حق ليس من حقه، وتعتبر تلك الجريمة هي الأبشع على الإطلاق.
ما هي آثار العنف ضد المرأة؟
كل ما تحدثنا عنه من بداية ذاك المقال يعتبر مقدمة أو تمهيد لما سنتحدث عنه في هذه الفقرة، فبعد أن ذكرنا بعض أنواع العنف يجدر بنا أن نذكر آثار ممارسة هذه الأنواع على النساء.
حيث إنه من الطبيعي أنْ يؤثر ذلك على المرأة بشكل سلبي جدًّا من نواحي مختلفة سواء كان من الناحية النفسية أو المعنوية أو الجسدية وغير ذلك؟
هذا بالإضافة إلى أن ذلك سيدفعها إلى القيام بعمل أشياء خطيرة دون تفكير وربما تُفقدها حياتها، ومن آثار العُنف ضد المرأة ما يلي:
في كثير من الأحيان قد تتعرض المرأة التي تعاني من العنف الجسدي لكسور عديدة في مناطق مختلفة من جسمها وربما يكون الوضع أكثر خطورة من ذلك، كأن يؤثر الضرب الشديد على أعضاء مهمة موجودة في جسمها.
التعرض المستمر للعنف يترك بصمة وانطباعات سيئة بداخل المرأة عن نفسها فيجعلها تكره ذاتها لأنها تشعر بالعجز الشديد وعدم القدرة على الدفاع عن نفسها أو حتى الحصول على أبسط حقوقها ألا وهو العيش في سلام وأمان.
كما أنه يدفعها إلى ترجيح العزلة عن الاختلاط مع الناس لأنها تشعر بالخوف تجاههم جميعًا فتتحول إلى مريضة نفسية بعد أن كان من المفترض أن تكون إنسانة ذات قدر وقيمة ولها مكانتها في المجتمع.
إذا كانت الفتاة قد عانت من العنف بأنواعه مع أسرتها فإن ذلك سيجعلها ترفض أن تؤسس حياة لنفسها ظنًّا منها أن شريك حياتها سيفعل معها الشيء ذاته وسيقلل من قدرها.
وبالتالي لن تقوى على أخذ خطوة الزواج كي لا تفقد كرامتها أمام أولادها في المستقبل، ومن أجل ألا يحدث مع أطفالها الشيء ذاته الذي حدث معها.
تعرضها للعنف سيؤثر بشكل كبير على علاقتها مع المجتمع من حولها، كما أن كثير من الدراسات التي أُجريت على النساء اللاتي تعرضن للعنف بأي شكل من أشكاله من المحتمل بنسبة كبيرة أن يَقُمْنّ بممارسة العنف على من هم أضعف منهنّ.
وحتى أن كثير من الأمهات اللاتي تضرب صغارهن بشكل مستمر يكون ذلك بسبب العنف الذي تعاني منه، فيدفعها ذلك إلى الرغبة في الانتقام فينغلق بصرها وقلبها وتغض الطرف عن حقيقة أن أطفالها لا ذنب لهم فيما حدث لها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_6597