تعريف العنف ضد المرأة في المجتمعات، وأهم أسبابه وعواقبه

تعريف العنف ضد المرأة يكون متنوع نظرًا لتنوع شكل العنف الذي وقع على المرأة، وفيما يلي من خلال فقرات مقالنا سنوضح جميع أشكال العنف الذي تتعرض له النساء، أنصحكم بمتابعة القراءة.

للنشر

واتس اب شارك غرد شارك

جدول المحتويات

• تعريف العنف ضد المرأة
• صور العنف الواقع على النساء
• أسباب تؤدي إلى العنف ضد المرأة
• عواقب ممارسة العنف ضد المرأة
• موقف الإسلام من العنف ضد المرأة

تعريف العنف ضد المرأة

إن العنف يكون عبارة عن:

• التصرف بسلوك غير لائق معها، وقد يبدأ العنف بمخاطبة تلك المرأة بأسلوب سيئ أو نعتها بأسوأ الألفاظ والشتائم إلى أن يصل إلى محاولة تعنيفها بالضرب على اختلاف صوره وأشكاله.
• وجميع هذه التصرفات لا تليق أبدًا وليست آدمية ويلزم وضع قانون رادع لمثل هؤلاء الذين يعنفون النساء.
• ممارسة العنف ضد المرأة يكون له عواقب وخيمة جدًّا قد تدفعها إلى الانتحار أو إيذاء نفسها بأي صورة لمجرد التخلص من ذلك العنف.
• لذا قد تم إجراء بعض الإحصائيات على النساء اللاتي تعانين من الأمراض النفسية والاكتئاب وتوصل الباحثين إلى أن نسبة كبيرة جدًّا منهم كان السبب الرئيسي في تعرضهم لتلك الأزمات النفسية هو العنف الممارس عليهم.
• العنف الذي تتعرض له المرأة لن يتسبب في إيذائها هي فقط بل على النقيض تمامًا، حيث سيؤثر ذلك بالسلب على أطفالها إن كانت متزوجة.
• وبالتالي سيخرج للمجتمع أطفال غير أسوياء يعانون من عقد نفسية وما شابه ذلك، أي أن العنف ضد المرأة يعتبر عنف ضد المجتمع بأكمله.

صور العنف الواقع على النساء

بعد أن حاولنا معرفة العنف ضد المرأة فإنه يجدر بنا أن نوضح لكم جميع الأشكال الخاصة بالعنف الذي تتم ممارسته على المرأة بدءًا من طفولتها وإلى أن تصبح أم مسؤولة عن منزل وأسرة، ومن أشكاله ما يلي:

العنف الجسدي:

• يعتبر هذا النوع هو الأشهر من بين جميع الأنواع التي سوف نذكرها فيما بعد؛ والسبب وراء ذلك هو تكرار السماع عن حوادث ضرب الأزواج لزوجاتهم أو حتى الآباء لبناتهم.
• العنف الجسدي يترك آثارًا سلبية على الفتاة التي تعرضت له فتفقد ثقتها بنفسها وتشعر وكأنها لا قيمة لها، مما يجعلها ترغب في ترك منزل عائلتها بشدة وتنتظر اليوم الذي تتزوج فيه على أحرّ من الجمر.
• لكنها لم تكن تعلم أن تلك هي بداية اللعنة حيث سيدفعها ذلك إلى الزواج من أي شخص حتى وإن كان غير مناسب لها وبالتالي سوف تستمر المعاناة عقب ذلك.

العنف الجنسي:

• وهذه الصورة أصبحت متكررة الحدوث بين الأزواج في الآونة الأخيرة، حيث يقوم الزوج بإرغام زوجته على ممارسة العلاقة الزوجية معه دون أن يكون لها رغبة في ذلك، أو أن تتم العلاقة الحميمية بصورة عنيفة.
• مما يتسبب في شعورها بالألم خلال ذلك الوقت كأن يمارس معها أفعال عنيفة لا تقوى على تحملها.
• وسوف يترتب على ذلك نفورها من زوجها والشعور بالكراهية تجاهه وأيضًا سوف تنفر المرأة من عملية الجماع تمامًا مما يخلق مشاكل كبيرة بينهما.

العنف اللفظي:

• من تعريف العنف ضد المرأة شتمها بالألفاظ المسيئة وهذه الصورة هي أشبه بالتنمر حيث يبدأ الأشخاص من حولها بوصفها بكلمات تحزنها أو تعمد وضعها في مواقف محرجة أمام الآخرين.
• إلى أن تتحول إلى شخص غير اجتماعي يرفض التعامل مع الآخرين، أو أن يسخر الأهل من شكلها مع العلم أن السخرية من الخلق تعتبر سخرية من الخالق عز وجل!

أسباب تؤدي إلى العنف ضد المرأة

لا بد وأن يكون هناك أسباب لممارسة العنف ضد أي شخص وليس فقط المرأة، لكن يوجد سبب رئيسي وراء تعرض المرأة للعنف ألا وهو :

1. المفاهيم الخاطئة التي قام مجتمعنا بتأصيلها داخل عقول الرجال، مما يجعلهم يشعرون أن زمام الأمور في أيديهم هم فقط وأن المرأة لا حق لها في إبداء رأيها حتى في الأمور الخاصة بها.
2. وأيضًا تأصل فكرة أن المرأة مخلوق ضعيف لا تستطيع أن تتصرف أو أن تأخذ قرار وأنه عليها أن تصمد وتتقبل الإهانة من زوجها في سبيل استمرار الزواج وعدم تشرد أطفالها.
3. ومن أهم الأسباب المؤدية إلى ذلك هو تعرض الزوج للمشاكل النفسية في صغره كأن يشاهد والده وهو يضرب والدته، فبالتالي ينشأ وبرأسه أفكار غير سوية ويبدأ في تنفيذ ما كان يراه من والده من عنف مع زوجته في المستقبل ويتكرر ما حدث معه مع أولاده أيضًا.

عواقب ممارسة العنف ضد المرأة

العنف له عواقب وخيمة جدًّا ومن أخطرها :

• الإيذاء النفسي الذي تتعرض له الفتاة التي تم ممارسة العنف ضدها سواء من الأهل أو الأقارب أو الزوج، ويترتب على ذلك دخولها في حالة من الاكتئاب والانعزال عن الناس إلى أن تصبح بالتدريج شخص انطوائي لديه رهبة من التجمعات .
• وربما يتحول ذلك الاكتئاب العارض إلى مرض مزمن فتصبح حالتها ميئوس منها وبالتالي تحتاج إلى البقاء داخل مصحة نفسية، ومعظم المرضى الذين يتم وضعهم داخل المصحات النفسية يتم هجرهم تمامًا مما يزداد الأمر سوءًا.
• ومن النتائج السلبية الأخرى عدم مقدرة تلك المرأة على تربية أطفالها تربية صحيحة إن كانت أم، وذلك لأنها ستظل معظم الوقت تعاني من الانهيار العصبي والدخول في نوبات الاكتئاب مع رفضها التام للواقع الذي تعيش فيه، حتى أن بعض النساء قد يمارسن العنف على أطفالهم في تلك الحالة كنوع من أنواع التعبير عن الألم النفسي الذي تعاني منه.
• العنف يؤثر على صحة المرأة أيضًا وبالأخص العنف الجسدي حيث إنه من الممكن أن تفقد حياتها أثناء قيام زوجها بتعنيفها وقد سمعنا عن حوادث كثيرة مماثلة لذلك، أو قد تتعرض لإصابات بالغة كأن تنكسر عظامها أو تصاب بجروح شديدة في الرأس أو الجسم بصفة عامة وما إلى ذلك.

موقف الإسلام من العنف ضد المرأة

العنف محرم في جميع الأديان السماوية المنزلة من عند الله عز وجل وليس الإسلام فقط، وذلك لِما في العنف من الإهانة والتقليل من الإنسان الذي كرمه الله عز وجل:

• حيث قال في كتابه الشريف: "ولَقد كرمنا بني آدم"، بأي حق يأتي شخص ويهين إنسان قد كرمه الله من فوق سبع سماوات!!
• كما أن نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يضرب أي خادم له ولا أي زوجة من زوجاته بل على النقيض تمامًا، فقد كان يعاملهم أفضل معاملة وكان يُحسن إليهم ويشارك في أعمال المنزل وهو رسول الله والمصطفى من بين جميع خلقه والمبعوث رحمةً للعالمين، إضافة إلى ذلك فقد وصى النبي بضرورة الإحسان إلى المرأة في خطبة الوداع حيث قال: "رفقًا بالقوارير" وقال أيضًا خلال خطبة الوداع: "أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرًا"، ونلاحظ هنا حرصه الشديد على تكرار التوصية بالنساء لِما في ذلك من الثواب العظيم.
• ومن الأحاديث النبوية التي تدل على تحريم العنف قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقًا، وخيركم خيركم لنسائهم".