ما هي أحكام فقه الصيام؟ وما هي شروط الصيام، وأهم مفسدات الصيام؟
أحكام فقه الصيام
قبل أن نستغرق في معرفة أحكام فقه الصيام، نقوم أولًا في التعرف على أنواع الصيام ومنها يتم التعرف على أحكامه، ومن أنواع الصيام ما يلي:
الصيام الواجب
هذا النوع من الصيام له ثلاث فروع، وهما:
- صيام رمضان، وهو فرد على كل مسلم عاقل بالغ قادر، وذلك لقوله تعالى في كتابه العزيز "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، وقد ذكره رسول الله صلوات الله عليه في حديثه الشريف بأنه من أركان الدين الإسلامي، وفقدان ينقص ركن من أركان الإسلام.
- صيام الكفارة، وهو الصيام التي يجب على المسلم القيام به نتيجة وجود علة ما أو لسبب قد قام به.
- صيام النذر، وهو نوع من الصيام يقوم المسلم بنذره على ذاته، وهو صيام يجب أدائه.
الصيام المندوب
- والمقصود به صيام التطوع، فمن الممكن أن يكون صيام تطوع مطلق، وهو صيام يومين بالأسبوع وثلاثة أيام قمرية من كل شهر، وقد يكون الصيام تطوعًا مقيدًا مثل صيام ستة أيام من شهر شوال، وصيام يوم عرفة وعاشوراء.
الصيام المكروه
- وهو الصيام التي لا يستحب أن يقوم به المسلم، على سبيل المثال صيامه طوال السنة بدون أن يفطر، وذلك لما ذكره رسول الله صل الله عليه وسلم في حديثه الشريف، حيث قال: "لا صَامَ مَن صَامَ الأبَدَ، لا صَامَ مَن صَامَ الأبَدَ، لا صَامَ مَن صَامَ الأبَدَ".
الصيام المحرم
- وهو الصيام التي يحرم على المسلم القيام به في بعض الأيام، مثل صيام التشريق وصيام أول يوم من عيد الفطر والأضحى، كما أن المرأة يحرم عليها صيام النوافل بدون أن تعلم زوجها بذلك الأمر.
حكم صوم رمضان
الصيام كما ذكرنا مسبقًا هو واحد من أركان الدين الإسلامي وهو فرض ثابت، ولذلك اتفق علماء الدين بأن من ينكر الصيام أو يستخف بهذه العبادة أو يشكك فيها، فهو كافر مرتد عن الدين، وذلك وفقا للآتي:
- قد فرض الله سبحانه وتعالى الصيام في السنة الهجرية الثانية، فبالتالي عند موت رسول الله صلوات الله عليه فقد قام حينها بصيام تسع سنوات من شهر رمضان.
- والصيام واجب على المسلم العاقل البالغ، كما أن الحائض والنفساء يحرم عليها الصيام، كما أن الله كان رفيقًا بالمسافر فقد أمره بالإفطار وحرم عليه الصيام إذا تسبب في ضعف لجسده.
- كما أن الصيام لم يؤمر الله أن يؤديه غير العاقل، فإذا كان الشخص غير عاقل يرفع عنه القلم، كما أن لو كان جنونه متقطعًا، فيصوم في الأوقات التي يعود إليه عقله فيها.
- كما أن العلماء اختلفوا في حكم أداء الصيام لمن هم تعرضوا لغيبوبة مرضية أو إغماء أو تحت تأثير البنج، فبعضهم قال بأنه عند رجوع العقل والإدراك يتم أداء هذه الأيام، ولكن قد أكد بعض العلماء الآخرين.
- بأنها ترفع عنه لكونه في ذلك الوقت كان غير مكلف بصيام، إلا أن الإغماء التي زاد عن يومين حينها لا يقوم صاحبه بقضاء الصيام، ولو قل عن ذلك وجب عليه صيام ما فاته، كما أن من بلغ الكبر ولا يدرك شيء، رفع عنه التكليف وعن أهله أيضًا، وإذا كان يدرك لبعض الوقت ثم يعود مرة أخرى غير مدرك، ففي أوقات إدراكه يقوم بأداء العبادات.
الحائض والنفساء
- يحرم على المرأة الحائض والنفساء الصيام، حيث أن صيام هذه الأيام يجعلها تأثم، ولكن بعدما تطهر من الدم تقوم بأداء هذه الأيام التي فاتتها في الصيام بسبب نزول الدم، وإذا كانت المرأة تريد تناول حبوب رفع الحيض لصيام شهر رمضان بأكمله، ففي هذه الحالة يمكنها فعل ذلك بشرط ألا يضر بجسدها، والأفضل لها أن تترك جسمها لطبيعته.
شروط وجوب الصيام
ومن شروط الصيام لتحقيق وجوبه ما يلي:
- أن يكون الصائم تابعًا للدين الإسلامي.
- العقل، فيمتنع للمجنون الصيام.
- أن يكون الشخص بالغ، ولكن يمكن للأطفال الصيام وذلك لتعويدهم عليه.
- أن يكون قادر على الصيام، فمن يعاني من مرضًا ما أو العاجر غير القادر على الصيام، يمتنع عنه القيام به.
- لا يجب للمسافر بالصيام، إذا كان سيتسبب في ضعفه.
- انقطاع الحيض والنفاس.
مستحبات الصيام
يوجد الكثير من مستحبات الصيام التي ذكرها رسول الله صل الله عليه وسلم، ومنها ما يلي:
- السحور، فهو بركة للمسلم وتستغفر له الملائكة، وذلك لما ذكره رسول الله صل الله عليه وسلم في حديثه الشريف، "تسحروا فإن في السحور بركة".
- تأخير السحور.
- تعجيل الفطار، حيث أنه ورد عن رسول الله صلوات الله عليه قال: "لا تزال أمتي بخير، ما أخروا السحور وعجلوا الفطر".
- الهمة في العبادة والمحافظة عليها، مثل قراءة القرآن وذكر الله سبحانه وتعالى، كما يفضل الحفاظ على صلاة التراويح وقيام السنن والرواتب.
- عدم الإكثار في الكلام، حيث أن الكلام الكثير غير محبب للمؤمن القيام به، فقد يجعله يقع في الخطأ ويتكلم بالكذب أو يتحدث عن غيره بالغيبة والنميمة، فقد حدثنا الرسول الكريم في ذلك، حيث قال: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
- الإفطار على التمر أو الماء.
- الدعاء عند الإفطار، وأثناء نهار الصيام.
محرمات الصيام
يوجد بعض المحرمات التي لا يجب على الصائم القيام بها حتى لا يبطل صيامه، ومن ضمن هذه المحرمات ما يلي:
- الكذب
- قول الشتائم
- الغيبة والنميمة.
أما عن مكروهات الصيام، فتكون كما يلي:
- تجميع الريق وبلعه.
- الاستنشاق والمضمضة بشكل مبالغ فيه، فهذا الأمر قد يتسبب في وصول الماء إلى الجوف.
مفسدات الصيام
أما عن مفسدات الصيام فهي كثيرة ومتنوعة، ومنها ما يلي:
- تناول الطعام والشراب في نهار رمضان.
- المعاشرة الزوجية في نهار رمضان.
- الحيض والنفاس.
- وصول شيء من الطعام أو الشراب للجوف.
- التقيؤ بشكل متعمد في نهار رمضان.
- الحجامة.
- عدم يقين النية
مفسدات لا تتسبب في إفساد الصيام
وعن المفسدات التي إذا حدثت لا تتسبب في إفساد الصيام ما يلي:
- عدم معرفة أحكام الصيام.
- الجهل بالوقت.
- الأكل أو الشرب نسيانًا.
- الاحتلام.
- إجبار الزوجة على المعاشرة الجنسية وهي مكروهة لذلك.
متى يمكن للمريض الإفطار ومتى يوجب عليه الصيام؟
أما عن أحكام المريض فتختصر في ثلاث حالات:
- أن يكون مرضه لا يؤثر الصيام فيه، مثل تعرضه للبرد البسيط أو الصداع البسيط.
- إذا كان الصيام فيه مشقة كبيرة عليه على الرغم من أنه غير مضر لصحته، ففي هذه الحالة يجب عليه الإفطار.
- إذا كان الصيام شاق عليه ومضرًا له، فيحرم عليه الصوم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17208