أخطاء في التعامل مع الطفل
أن يرزقك الله بأطفال فهذه إحدى اكبر نعم الله على اي إنسان، فما أعظم من أن ترى نفسك وأنت صغيرا من جديد، ويعتقد معظم الآباء والأمهات أن مهمتهم الأساسية هي تحقيق رغبات أطفالهم، سواء كانت في مقددرتهم أو لا، وهذا ما يحذر منه خبراء التربية، إذ يرون أن فتاك المدلل سيكون عبئا ثقيلا عليك حين يكون مراهقا، لذا عليك ألا تكون ذلك الأب الذي يحارب الحياة كلها ليصبح "فانوس علاء الدين" لأجل تنفيذ ما يتمناه طفله. مما يفقدك فن التعامل مع الطفل فتخرج الأمور عن السيطرة، و هذا الذي لا يتمناه أي أب أو أم أن يحدث.
في هذا الموضوع سنتطرق إلى عدد من الأخطاء التي يتبعها الأباء والأمهات في نمط تربيتهم لأطفالهم، ما يؤدي بشكل أو بآخر إلى إحداث خلل لدى هؤلاء الأطفال، سينمو معهم، ليصبحوا مشوهين سلوكيا وفكريا، وأهم هذه الأخطاء، ما يلي:
أنت الأفضل
يعتقد الآباء أنه من الصواب تشجيع الأطفال على ما يقومون به، حتى لوكان ذلك التصرف بسيطًا أو بديهيًا، لكنهم لا يعرفون أن الإفراط في الشيء يقلبه رأسا على عقب، ويجعل الطفل محب للثناء وينتظر الشكر دائمًا من الآخرين لدرجة عدم قيامه بأي تصرف ما لم يكن هناك مكافأة له، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى أن الطفل لا يرغب في أداء العمل لأجل العمل ولكن لأجل الثناء الذي سيعود عليه من خلاله.
انظر إلى ابن خالتك
تقع معظم الأمهات في معضلة كبيرة وخطأ جسيم يتمثل في مقارنة الطفل بغيره، سواء من جيرانه أو أقاربه أو أشقائه، الأمر الذي يؤدي بشكل كبير إلى تشويه شخصية الابن نتيجة فقدان الثقة في نفسه وشعوره بالدونية.
عزيزتي الأم، ابنك ليس كأي طفل، ولا يوجد طفل فذ في كل شيء، فلكل طفل له مهاراته وقدراته الخاصة التي تجعله مميزًا عن غيره، ويقتصر دورك على مساعدته على اكتشاف ما يميزه، وليس تقليد الآخرين لمجرد أنك ترين أنهم جيدين.
تهديدات وإهانات
هناك آباء يتبعون أسلوب "تنديم الطفل" على أي فعل سيء اقترفه وقام به، كأن يقول لابنه "أنا لست راضيا عنك"، و"آلا تشعر بالذنب؟". هذا الأسلوب سيأتي أكله لفترة قصيرة فقط ولكن على المدى الطويل سيغرس في الطفل شعورا بالنقص وفقدان الثقة بالنفس والدونية، ما يجبره على الابتعاد عن التفاعل مع الآخرين، ويعيش حياة انطوائية بائسة.
وبعض الآباء يريدون أن يتحلى أبناءهم بالصلابة والقوة، فيتعاملون معهم بقسوة كبيرة لا تتوافق مع أعمارهم، رغم تحذيرات الخبراء من خطورة اللجوء إلى السُباب أو الضرب كأسلوب لتقويم سلوك الطفل. وحسب الخبراء فإن ضرب الطفل أو تهديده وإهانته لا يغرس أية قيم تربوية لدى الطفل، وإنما يعمل على تشويه نفسيته، فحين تربي ابنك على الخوف، وحين تفخر بأنه يرتبك بمجرد النظر إلى عينيك، أو بمجرد سماع صوتك، فأنت لا تفعل سوى أنك تربي طفل سيصبح رجلا ضعيف الشخصية ومنعدم الثقة في النفس، وقد يصبح مريضا نفسيا بسببك.
دلال وسعادة
عزيزتي الأم.. عزيزي الأب.. مهمتكما ليست أبدا أن يبدي صغيركما أنه يشعر بالسعادة، ولكن عليه أن يتعلم وحده كيف يكون سعيدًا، واحذرا أنه يؤدي حبكما للطفل إلى أن تفرضا عليه حماية لصيقة، فتقومون -نيابة عنه- بالأمور التي يفترض أن يقوم بها وحده، خوفا من أن يتعرض لأي أذى أو لمنحه مزيدا من الراحة.. أنتما بذلك تحرمان أعز ما تملكون من أن يكون قادرا على اتخاذ قراره بنفسه، وهذا الأسلوب يؤثر بشكل سلبي على طفلكما وشخصيته. فإن كبر ابنكما وبه من الاتكالية ما ليس في أقرانه فاعلما أنكما من ورطه في ذلك، وعليكم تحمل اتكاليته بلا كلل أو ملل.
وتذكرا: أن تماديكم في رعايته وحمايته، سيفصله عن المحيطين به من الأطفال، فلن يستطيع الانخراط في أي علاقات صداقة أو تعامل مع آخرين، ما يؤدي إلى أزمة كبرى ستواجهه في المستقبل وهي عجزه عن مواجهة الحياة كسائر البشر، لذا لا تخشيا على ابنكما واتركاه يجرب كل شيء ويتعلم كل شيء.
نصيحة لكل الآباء
التعامل مع طفلك ليس أمرا معقدا و في نفس الأمر ليس بالأمر السهل، فهو بين هذا و ذاك. فإذا أردتم ابنا ذا سلوك سوي وعقل ناضج محب للحياة عليكم النظر إلى أنفسكم في المرآة، فهو يأخذ منكم كل شيء، لا تكذبوا فلن يكذب. لا تسبوا فلن يسب. لا تتشاجروا فلن يتشاجر. كونوا أسوياء يكن ابنكم سويا. واعلموا أن الابن يحتاج إليكم أكثر بكثير مما يحتاج إلى أموالكم، عكس ما تعتقدون.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_637