ماهي أهمية المعلومات؟ وكيفية التعرف على جودة المعلومة؟
ما هي المعلومة؟
المعلومة أو المعلومات هي:
- مجموعة من المنبهات التي لها معنى في سياق محدد لمستقبلها، حيث تقدم له عن طريق أبجدية أحرف أو صورة أو شارة أو تعليمات... الخ، التي من خلالها يتوصل المستهدف إلى تكوين فكرة ثم إعمال العقل على استخدام المعلومات التي يستقبلها بما يخدم توجهاته ومصالحه.
- تجميع المعلومات يساعد على الفهم الجيد لشيء ما، بحيث تتحول المعلومة من مجرد عبارة عابرة إلى معرفة تغني رصيد الفرد بشكل يتحقق معه التقدم بوعي نحو الأفضل.
المعلومة ما بين الأمس والحاضر
- بالأمس كان الكتاب المصدر الوحيد للمعلومة وبعدها وسائل الإعلام المرئي والسمعي والبصري، فكانت المعلومات مقتصرة على فئة معينة وبالتالي لم يكن هناك تشكيك بالمعلومة سواء كخبر أو كقيمة معرفية مضافة؛ فكان الحصول على المعلومة في حد ذاته إنجازا كبيرا وخاصة وأننا نعلم ما كانت تكلفه من وقت وجهد.
- على عكس الآن هناك وفرة كبيرة ومصادر متعددة بفضل التقدم التكنولوجي والانترنيت حيث أصبح الوصول للمعلومة سهلا يكفي ضغطة زر واحدة وتحصل على ما لا نهاية له من المعلومات؛ لكن مع الوفرة نجد تناقض وتباين جعل الوصول إلى المعلومة ليس بالأمر الهين كما يبدو.
- فنحن أمام مصادر متنوعة ومختلفة وبالتالي نحن الآن لسنا أما تحدي الحصول على المعلومة بقدر ما نحن بحاجة إلى التحري عن جودة المعلومة والتأكد من صحتها وذلك باعتماد مصادر موثوقة ولها مرجعية قوية فيما تقدمه من معارف ومعاني وتعليمات.
- نحن الآن بحاجة إلى مهارة الحصول على المعلومة بشكل احترافي وموثوق وليس فقط تبني أي معلومة عابرة أمامنا.
هنا نجد الفرق ما بين الأمس والحاضر:
- بالماضي كنا بحاجة للمعلومات فقط، الآن نحن بحاجة لإعمال العقل وتبني الفكر النقدي والتحري العقلاني من أجل تصنيف المعلومات وأيضا علينا معرفة كيفية استغلالها بشكل جيد.
- يمكننا شرح الفرق بين متلقي المعلومة بالأمس والحاضر بسرد أشهر واقعة حدثت وهي نجاح ناسا بالهبوط على سطح القمر سنة 1969، حيث ندرك من خلال هذا الحدث أن بالأمس كانت صورة علم الولايات المتحدة وهو مثبتا على سطح القمر، أمر مسلم به. على عكس الآن فالأمر يبدو كخدعة فنحن أمام عدة معلومات متناقضة.
- كيف للعلم أن يثبت بتلك الصورة التي صدرها لنا الإعلام حينها، ونحن نعلم باليقين العلمي أنه لا وجود للجاذبية على سطح القمر!
- وفرة المعلومة في وقتنا الحالي، لا يعد نعمة مطلقة؛ بل على العكس تحدي كبير.
أهمية المعلومات
الحصول على المعلومات من الاحتياجات الضرورية والمحلة في عصرنا الحالي، فكما لا يخفى على أحد أهمية المعلومات في تدبير الشأن الخاص والعام للفرد، وأيضا لتحقيق أهداف مختلفة مثل:
- وفرة المعلومات يساعد في صنع القرار خاصة لدى صناع القرار والمديرين والسياسيين وغيرهم من مدبري القرار في مختلف المجالات الأخرى.
- تعزيز إدراك المتلقي ومساعدته على التغيير نحو الأفضل من خلال الاستخدام الجيد للمعلومات.
- المعلومات نوع من المعرفة، فكلما توفرت المعلومات كلما زاد النضج العقلي وتوليد معلومات جديدة وبالتالي تحقيق معارف ونظريات جديدة تساهم في تطوير وتحسين جودة الحياة.
أيضا تتجلى أهمية المعلومات في ما تقدمه المعلومة للعلماء من إفادة من خلال استخدامها لإنتاج مستند آخر مثل تقارير البحث العلمي، الأطروحات، الكتب، المقالات، المجلات، الندوات... الخ. إليكم المزيد من النقاط التي تؤكد لكم مدى أهمية المعلومة ودورها القوي في مختلف مناحي الحياة:
- المعلومات تساعد الكثير من المهن مثل المهندسين والأطباء والعلماء على القيام بعملهم بكفاءة وفعالية عالية، خاصة حين يتم تطبيق المعلومات عمليا.
- البحث عن المعلومات يدعم الحصول على نتائج مذهلة.
- المعلومات تساهم في إدارة القوى العاملة وتسيير الإنتاج والتمويل والتسويق وغيرها من الأمور بشكل أفضل.
- الاستخدام الجيد للمعلومة يساعد على تحديد الثغرات ومكامن الخلل وتحديد المشاكل وبالتالي البحث عن الحلول المناسبة حسب ما يتوجب فعله ويؤتي أكله.
- المعلومات تساعد عل تفادي ازدواجية البحث.
- التعامل المستمر مع المعلومات يحفز عملية التفكير وخاصة لدى العلماء.
- المعلومات مفتاح المعرفة والتطور الحالي لهذا البقاء على اطلاع دائم على المستجدات يساعد كل فرد على التطور والتميز والنجاح.
أنواع المعلومات
حسب تصنيف ديفيد بي هيرتز وألبرت بي روبنشتاين، نجد أن المعلومات تنقسم إلى ستة أنواع وهي:
- المعلومات المفاهيمية
هي المعلومات التي تعتمد في سياقها على المفاهيم والأفكار والنظريات والفرضيات.. وتكون متجهة نحو الاستخدام المستقبلي وذلك لكون هذه المعلومات لا أساس علمي لها. ونذكر هنا على سبيل المثال نظرية تشارلز داروين للتقييم.
- المعلومات التجريبية
هي المعلومات التي نكتسبها من خلال الملاحظة والتجربة، وهي معلومات ذات أساس علمي. كمثال نذكر: H2 + O2 = H2O ماء.
- المعلومات الإجرائية
هي المعلومات التي تعتمد على أدوات ووسائل ينهجها المحققين خلال عملهم للحصول على بيانات التحقيق وتحليلها واختبارها. مثلا عمل ضباط الشرطة والمراحل التي يمر منها لإيجاد المجرم الفعلي من فتح التحقيق وإبلاغ الجمهور.
- المعلومات التحفيزية
هي المعلومات التي تخلق التحفيز والحماسة بين الناس كالاحتفال بذكرى وطنية مثلا.
- المعلومات السياسية
هي المعلومات التي تتدخل في عملية صنع القرار واتخاذه، مثلا القانون والعدالة.
- المعلومات الوصفية
هي المعلومات التي تقوم بالتوجيه والإرشاد، مثلا كيفية العمل في منظمة ما.
جودة المعلومات
قيمة المعلومة تحدد في مدى خدمتها للسياق المستهدف، لهذا فأهمية المعلومات من أهمية جودتها، ولأجل هذا تم تحديد خمس سمات من أجل ضمان جودة المعلومات، وهي: الدقة، الاكتمال، المصداقية، الملائمة والتوقيت. وعبر الأسطر التالية سنشرح بتفصيل كل سمة على حدى، ويشمل:
الدقة
- وهنا نركز على ما مدى صحة المعلومات المتوفرة لدينا، وبصيغة أخرى هل المعلومات صحيحة ولا يشوبها أي شك في مختلف مراحل عرضها، وهنا نقصد التفاصيل ومدى انسجامها بحيث تكتمل الصورة بوضوح عن ما نحن بصدد الاستفسار عنه.
- في حال حدث لبس في سمة الدقة، فالمعلومات الغير الدقيقة يمكن أن تتسبب في خلق مشاكل كبيرة وبالتالي الحياد عن المسار السليم الذي سينتج عنه عواقب وخيمة.
- للتوضيح أكثر نقوم بطرح السؤال التالي: هل يمكننا إسقاط المعلومات على العالم الحقيقي؟ مثلا في مجال الخدمات المالية تحديدا الأبناك، إن حدث خطأ ما في الحساب المصرفي لأحد العملاء، لابد لنا التأكد من خلال التحري عن مدى دقة المعلومات المتوفرة لدينا وإلا سنقع في اختلالات مالية جسيمة.
الاكتمال
- المقصود من الاكتمال هو "ما مدى شمولية المعلومات"، بمعنى هل المعلومات المتوفرة لدينا تفي للغرض الذي سنحتاجها إليه أم لا؛ في حال كانت المعلومات ناقصة فهي غير قابلة للاستخدام وبالتالي لا يتحقق معها شرط الاكتمال.
- لنوضح أكثر عبر المثال التالي: لنفترض أنك تريد إرسال طرد بريدي لشخص ما، وأنت لا تتوفر على عنوانه، أنت بحاجة للعنوان لإتمام عملية إرسال الطرد.
المصداقية
- ترتبط مصداقية المعلومة بما لا يتعارض مع وجود معلومة أو معلومات أخرى مناقضة لها، وإلا تصبح المعلومة بدون فائدة خاصة وأنه لا يمكن الوثوق بها وبالتالي لا فائدة مرجوة من استخدامها.
- في مجال الرعاية الصحية كمثال، إن وجد أن للمريض تاريخ ميلاد في أحد الأنظمة مختلف عن نظام آخر؛ لا يمكننا اعتماد المعلومة لتناقضها.
- المصداقية جزء مهم في اختبار جودة المعلومة.
الملائمة
- ما يجعلنا نبحث عن المعلومة أو نقوم بتجميع المعلومات هو شيء أو أمر نحن بحاجة لمعرفته أو اتخاذ القرار المناسب فيه، لهذا كان من الضروري تحقيق شرط الملائمة والتأكد من أننا حقا بحاجة لهذه المعلومات.
- الملائمة توجهنا نحو تأطير المسار الذي نتخذه في تجميع المعلومات، حتى لا يصبح الأمر مجرد تجميع للمعلومات فقط. وأيضا حتى لا نهدر الوقت والمال عبثا وبدون هدف.
- دور الملائمة هو البوصلة التي ترشدنا لتجميع المعلومات التي نحن بحاجة لها وتجنبنا البحث عن المعلومات نحن في غنى عنها.
التوقيت
- توقيت إصدار المعلومات من الأمور المهمة جدا لاستخدامها بشكل فعلي يتوافق مع التطور الزمني وتطور الأحداث.
- المعلومات التي تم تجميعها قبل يوم ليست نفسها المعلومات التي تم تجميعها قبل ساعة، كلما تحققنا من تحديث المعلومات كلما أصبحت القرارات المتخذة صائبة. عامل الوقت جد مهم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_18305
