أين ذهب ماء غسل النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته؟
أين ذهب ماء غسل النبي؟
إنها مسألة شائكة أن يتساءل المهتمون عن ماء غسل الرسول صلوات الله عليه وسلم والكيفية التي تم تغسيله وتكفينه بها، ولعل القليل ممن يبحثون عن الإجابة لربما يتعجبون منها، فقيل على لسان الشيخ عطية صقر رحمه الله تعالى:
- إن رسول الله صل الله عليه وسلم غُسّل ودُفِن في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها وهو نفس المكان الذي توفي فيه.
- أما الذين قاموا بغسل جسده الشريف هم: العباس والفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، حيث قاموا بغسل جسده الشريف وعليه ثيابه وأعينهم عليها ساتر إلا علي بن أبي طالب كانت عينيه مفتوحة بناء على وصية الرسول صل الله عليه وسلم.
وقد روي ابن ماجه عن علي رفعه إلى النبي صل الله عليه وسلم: "إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بئري، وهو بئر غرس بقباء، وغسل ثلاث غسلات الأولى بالماء القراح، والثانية بالماء والسدر، والثالثة بالماء والكافور".
أما بالنسبة لسؤالنا أين ذهب ماء غسل النبي، فقد ذكر ابن الجوزي أنه قال عن جعفر الصادق:
أن ماء الغسل كان يجتمع في جفون النبي صل الله عليه وسلم، فكان علي يشربه بفمه، أما ما روي أن علي لما غسله امتص ماء الغسل من محاجر عينيه فشربه، وبأنه ورث بذلك علم الأولين والأخرين، فقال الإمام النووي: ليس بصحيح وأقرّه البخاري.
وهناك رواية أخرى عن هذا السؤال جاء ذكرها في مؤتمر للشيخ محمد متولي الشعراوي، بأنه رأى في منامه مكان الماء الذي غُسّل به نبي الله صلوات الله عليه وسلم، وقال:
"إن ماء غسل النبي صل الله عليه وسلم تبخر وصعد إلى السماء، وسقط على هيئة أمطار، وكل قطرة بُنّيَّ مكانها مسجد" والله تعالى أعلى وأعلم.
صحة قصة أين ذهب ماء غسل الرسول؟
هناك من الأقاويل ما تناقلها البعض حول مسألة أين ذهب ماء غسل النبي صل الله عليه وسلم ومدى صحة ما تم نشره، إلا أن حديث العلماء ومن بينهم الشيخ الجليل مبروك عطية قائلا: "إن ما عليه العلماء أنه ليس في هذه المسألة يقين يروى، ولا خبر صحيح يعول عليه ولا فائدة من السؤال، حيث لا يترتب أي منفعة على المرء المسلم".
من الذي صب الماء على جسد النبي صل الله عليه وسلم؟
العباس وقثم بن العباس وفضل كانوا يقومون بقلب جسد النبي صل الله عليه وسلم، بينما أسامة بن زيد وصالح مولى الرسول صل الله عليه وسلم كانا يقومان بصب الماء على جسده الشريف، أما علي بن أبي طالب فقام بغسله وكان من يسند جسد النبي صلوات الله عليه وسلم أوس بن خولة.
من غسل النبي عند وفاته؟
لقد كانت وفاة الرسول صل الله عليه وسلم الطّامة الكبرى للمسلمين آنذاك، وأشد المصائب، فجاء عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صل الله عليه وسلم قال:
- "يا أيها الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة، فليتعزَّ بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي" رواه ابن ماجه.
- وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: "ما رأيت يوما قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صل الله عليه وسلم، وما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صل الله عليه وسلم" رواه أحمد.
ولقد احتار صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم حول من يقوم بغسل جسده الشريف بعد وفاته، حيث قالوا:
- "والله ما ندري أنُجرّد رسول الله صل الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرّد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله تعالى عليهم النوم، ثم كلمهم مُكلّم من اتجاه البيت، لا يعرفون من هو، أن اغسلوا النبي صل الله عليه وسلم وعليه ثيابه.
- فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "لما أرادوا غسل النبي صل الله عليه وسلم، قالوا: والله ما ندري أنُجرّدُ رسول الله صل الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرّدُ موتانا، أن نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، أي مالت رؤوسهم على صدورهم، ثم كلمهم مُكلّم من ناحية البيت لا يدرون من هو: أن اغسلوا النبي صل الله عليه وسلم وعليه ثيابه، فقاموا إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميصه، يصبون الماء فوق القميص ويدلكونه بالقميص دون أيديهم" رواه أبو داوود.
وبالتالي هل الرسول جرد من ملابسه عند غسله؟ الإجابة لا فقد تم غسل الرسول صل الله عليه وسلم من دون أن تجرد ثيابه، وبالنسبة لسؤال من هو الصحابي الذي غسل الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته؟ كان من غسل النبي بعد وفاته هو علي ابن أبي طالب والعباس، والفضل بن العباس، وقُثم بن العباس، وأسامة بن زيد.
- فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "غسلت رسول الله صل الله عليه وسلم، فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أرَ شيئًا، وكان طيبا صل الله عليه وآله وسلم حيا وميتا"، وقد تولي دفنه وإجنابه علي والعباس والفضل وصالح مولى رسول الله صل الله عليه وسلم " رواه الحاكم.
كيف غسل النبي صل الله عليه وسلم بعد وفاته؟
- استكمالا لموضوعنا أين ذهب ماء غسل النبي صل الله عليه وسلم، وبعدما اختلف الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين حول غسل النبي بعد مماته، وجاء مناديا من ناحية البيت بأن يغسّل الرسول صل الله عليه وسلم بثيابه.
- حتى تم ما أُمِروُا به وصبوا على جسده الشريف الماء وهو بنفس ثيابه دون تجرّد، ثم قاموا بتكفينه في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف أي من قطن ليس فيها قميص ولا عمامة، كما جاء عن عائشة رضي الله عنها.
- ثم صلى الناس على الرسول صل الله عليه وسلم فُرادى، أي كلٌ يدخل ويصلي على الرسول صل الله عليه وسلم في المسجد، فقد كان المسلمون في حالة سباق حول أمر إمامة صلاة الجنازة على النبي صل الله عليه وسلم حتى تركوا الصلاة بدون إمام ليصلي الناس فردا فردا.
وقال الإمام الشافعي: "صلى الناس على رسول الله صل الله عليه وسلم أفرادا لا يؤمهم أحد، وذلك لعظم أمر رسول الله صل الله عليه وسلم، وتنافسهم في أن لا يتولى الإمامة في الصلاة عليه واحد".
- وكان أول من قام بالصلاة على رسول الله صل الله عليه وسلم الصحابي أسعد بن عرارة، والبراء بن معرور أول من صلى في القبر، بينما أول من صلى الجنازة غائبا على رسول الله صلوات الله عليه وسلم هو النجاشي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20260
المراجع
-
فتاوي المكتبة الاسلامية
، مستقر الماء الذي غسل به النبي صلى الله عليه وسلم
،
https://shamela.ws/book/27107/11943 -
, غسل النبى
, كتاب فتاوى دار الإفتاء المصرية
,
https://shamela.ws/book/432/3741