من أهم أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة:
من أهم أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة:
كان الهدف الرئيسي للنبي صل الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة إلى المدينة هو بناء دولة إسلامية، تقام على التوحيد والإيمان بالله سبحانه وتعالى، كما أن هجرة المسلمون إلى المدينة كانت بالنسبة لهم أمان وبعد عن اضطهاد الكفار لهم، ومنها قام الرسول صلوات الله عليه بالعديد من الأعمال المختلفة في المدينة المنورة، ومن أهمها ما يلي:
1. بناء المسجد
- أول عمل قام به الرسول صلوات الله عليه بعدما هاجر إلى المدينة المنورة هو بناء المسجد، حيث أن مكان بناء المسجد كان من خلال برك الناقة، حيث أنها كانت لأرض تابعة لأيتام من قبيلة بني النجار، حيث أن النبي كان يريد أن يدفع ثمنها لهم، ولكنهم رفضوا أن يأخذوا ثمنها ولكن النبي صل الله عليه وسلم رفض ذلك وإعطائهم حقها.
- قام النبي والصحابة ببناء المسجد عن طريق تقطيع النخيل لاستخدامه في بناء المسجد، وذلك لما رواه أنس بن مالك بشأن بناء المسجد حيث قال: "كانَتْ فيه قُبُورُ المُشْرِكِينَ، وكانَتْ فيه خِرَبٌ، وكانَ فيه نَخْلٌ، فأمَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقُبُورِ المُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، وبِالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ، وبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، قالَ فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ المَسْجِدِ"، واستغرق بناء المسجد أربعة عشر يومًا، حيث أن الجميع كان يشارك في بناء المسجد.
- بعدما انتهى من بناء المسجد، تم تأسيس الحجرات حول المسجد الخاصة برسول الله صلوات الله عليه وزوجاته، ويعد هذا المسجد هو المسجد النبوي، والتي يحظى باهتمام كبير من قبل المسلمين، حيث أنه يعد من أهم مظاهر الدولة الإسلامية، حيث أن بناء المسجد ليس للصلاة فقط، بل كان يتم التعلم فيه وأيضًا مناقشة أمور الدولة ومكان الذكر والتكافل بين المسلمين.
- اتبع الصحابة نهج النبي صل الله عليه وسلم عندما ذهب المدينة، حيث أنهم أول شيء كانوا يقومون به عند فتح أي مدينة هو بناء مسجد، حيث أن هذا البناء كان يظهر عظمة الدين الحنيف ويقويه.
2. المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
- من أكثر اهتمامات الرسول صل الله عليه وسلم عند دخوله المدينة هو الحرص على المؤاخاة ما بين المهاجرين والأنصار، حيث أنه كان عملًا عظيمًا لم يشهد من قبل، حيث قام النبي بالمساواة بين المهاجرين من مكة مع أهل المدينة، وقام بالمساواة بينهم في الكثير من الأمور مثل الملبس والسكن والميراث، ولكن أنزل الله سبحانه وتعالى بعدها في القرآن آية تحرم الميراث لغير ذوي الأرحام وذلك في قوله تعالى "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
- كما ذكر أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قالتِ الأنْصَارُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْسِمْ بيْنَنَا وبيْنَ إخْوَانِنَا النَّخِيلَ، قالَ: لَا، فَقالَ: تَكْفُونَا المؤونة ونُشْرِكْكُمْ في الثَّمَرَةِ، قالوا: سَمِعْنَا وأَطَعْنَا".
3. تثبيت العهود بين المسلمين واليهود
- كان رسول الله صل الله عليه وسلم عند وصوله للمدينة المنورة كان يريد أن ينظم العلاقات ما بين المسلمين واليهود، ومن أشهر قبائل اليهود في المدينة هو بنو قيتوقة وبنو نمير، حيث أن هذه العهود تنظم المعاملة مع المسلمين، وإذا انتهكوا هذه العهود سيتم إدانتهم بها.
كان وقت كتابة العهود قبل معركة بدر، وكانت بمثابة أول سلطة قضائية في الإسلام، أما عن بنود هذه المعاهدة فكانت تحتوي على خمسة وعشرون بندًا، ومن أبرزهم ما يلي:
- جميع المشتركين في هذه الوثيقة آمنين، وله حرية دينه، إلا من ارتكب إثما فحينها عليه تحمل المسؤولية.
- على اليهود أن يقفوا مع المسلمين في الحروب، بل يقومون بالإنفاق والمساهمة بجميع تتبعات الحروب.
- يأخذ للمظلوم حقه سواء أكان من المسلمين أو من اليهود.
- يمنع خروج اليهود من المدينة إلا بعد الاستئذان من النبي صلوات الله عليه، وذلك لعدم قيامهم بأي نشاط عسكري يؤثر على المدينة.
- التأكيد على حقوق الجار وحرمته سواء من المسلمين أو من اليهود.
4. بناء السوق الإسلامي
- قام النبي صلوات الله عليه باتخاذ مكان غرب مسجد قباء سوق للمسلمين، حيث أن المسلمين من خلال هذا السوق يتخذون قوة وثروة اقتصادية تجعلهم أفضل من اليهود، فقام رسول الله صل الله عليه وسلم بوضع العديد من القوانين التي تحكم سياسة السوق وذلك من عمليات بيع وشراء وضوابط مختلفة للمعاملات بداخله.
- السوق واحد من الأشياء الهامة في الإسلام، حيث أنه له الكثير من الأثر الاقتصادي على المجتمع بأكمله، فمن خلال السوق يستطيع الإنسان أن يحصل على قوت يومه ويوفر مستلزماته، ولذلك يوجد الكثير من أحاديث النبي التي تدعي المسلمين باتقاء الله وعدم الغش ومراعاة أصول الإسلام.
5. الإذن بالجهاد
- قام مشركي قريش بأذى المسلمين وعدم تركهم في شؤونهم، ولذلك أذن الله سبحانه وتعالى للرسول وصحابته بالجهاد ضد المشركين حتى يدافعون عن الدعوة الإسلامية ونشرها، حيث يقول الله عز وجل في كتابه العزيز "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
6. هجرة رسول الله من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة
- أمر الله النبي صلوات الله عليه بالهجرة مع المسلمين إلى المدينة المنورة، وبالفعل قام الرسول مع صديقه أبي بكر بالهجرة معًا وكان عبدالله بن عريقات هو مرشد الطريق بالنسبة لهم على الرغم من عدم إسلامه، فسمع قريش بأن النبي يهاجر إلى المدينة مع أبي بكر، فقاموا بالإعلان على أنه من يقتل محمد فسوف يحصل على مكافأة، وأثناء سفرهم إلى المدينة دخل النبي مع صديقه إلى غار ثور للاختباء به من الكفار، فارتعد أبو بكر عند رؤية الكفار بجانب الكهف، ولكن قال النبي له إن الله معنا.
- ظل النبي مع صديقه في الغار ثلاثة أيام، وبعدها استكملا مسيرتهم ووصلا إلى المدينة، واستقبلهم المسلمون هناك استقبالًا رحباً، وذلك بالدفوف والإنشاد.
كيف تكون مكانة المدينة المنورة؟
جعل الله المدينة المنورة مكانًا عظيمًا وأعطاها تشريفًا كبيرًا من بين المدن، حيث أن مكانتها تكون بعد مكة المكرمة، ومن أهم الفضائل التي تتميز بها المدينة ما يلي:
- حرم الله عز وجل إرهاق أي دم فيها.
- أطلق عليها رسول الله اسم طيبة وطابة.
- هي مكان هبوط الوحي.
- دعا نبي الله لأعل المدينة بالبركة.
- الصلاة بها لها أجر عظيم تعادل أجر عمرة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17048