مظاهر الحضارة الإسلامية في الأندلس وأسباب سقوطها
نشأة الحضارة الإسلامية في الأندلس
تشكلت الحضارة الإسلامية بالأندلس في عهد الدولة الأموية التي حكمت من بلاد الشام وتحديدًا من العاصمة دمشق، كما كان ذلك في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، من مظاهر نشأتها ما يلي:
- ولقد استمر حكم المسلمين لبلاد الأندلس من عام 93 هجري حتى عام 897 هجري، ويعني هذا أن حكم المسلمين استمر إلى 800 سنة أو ما يزيد قليلاً، وتلك الفترة تشبكت بها معالم حضارة الأندلس الإسلامية.
- وقد ازدهر الأدب والشعر الأندلسي أيضا وكان من أشهر شعراء الأندلس هم: تميم بن المعز، وابن زيدون، وابن رشيق القيرواني، وابن هانئ الأندلسي وغيرهم.
- بينما كان من أشهر كتاب الأندلس ابن شهيد، وابن عبد ربه، وابن حزم وغيرهم بالعلم والأدب تكونت حضارة الأندلس الإسلامية، و ازدهرت العلوم بشكل عام وبرز الكثير من العلماء من أشهرهم: الحكيم عباس بن فرناس، والفقيه يحيى بن يحيى، وزرياب صاحب الموسيقى الأندلسية.
- كما أنه كان هناك اهتمام كبير بالتعليم في الأندلس، لأن تشكيل الحضارة لابد أن تكون على أساس قوي من العلم والمعرفة، لذا كانت هناك الكثير من المكتبات الضخمة المنتشرة داخل بلاد الأندلس وهذا الأمر يدل على مدى اهتمام المسلمين بالعلم والمعرفة.
- ولذا فقد تمكن المسلمين من تكوين حضارة الأندلس الإسلامية والتي استمرت حتى سنة 897 هجري.
- وفي العصر الحاضر لا تزال منطقة جَنُوب إسبانيا تعرف باسم الأندلس، وتعد إحدى القطاعات التي تشكل إسبانيا الحديثة وحافظت على العديد من المباني التي يعود تاريخها إلى عهد الدولة الإسلامية في الأندلس
أشهر علماء الأندلس المسلمين
هناك العديد من العلماء الذين ساهموا في وضع قواعد الحضارة الإسلامية في الأندلس، ومنهم الآتي:
الإمام القرطبي:
- ولد في قرطبة في عصر الموحدين وفيه تعلم القرآن الكريم وقواعد اللغة العربية والفقه والبلاغة وعلوم القرآن والشعر كما أنه انتقل الى مصر بعد تاريخ سقوط الأندلس واستقر في منية بني خصيب شمال أسيوط حتى وفاته عام 671 هجري، كما أنه لقب بإمام التفسير.
الشيخ ابن أبي حجة:
- وهو عمل في حياته على تحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية، بالإضافة إلى أنه قد انتقل إلى شبيلي بعد سقوط قرطبة، واسره الروم في البحر الأحمر وعذبوه حتى توفي إثر تعذيبه عام 643 هجري، كما أن من مؤلفاته تسديد اللسان لذكر أنواع البيان ومختصر البصر في القراءات وتفهيم القلوب وآيات علام الغيوب.
الأديب ابن عبد ربه:
- ولد في قرطبة عام 246 هجري وتوفي في عام 328 هجري وهو أشهر علماء الأندلس المسلمين في الرواية والتي أخذها عن بن مخلد وابن وضاح وكتب الشعر في الغزل والمواعظ.
المهندس عباس بن فرناس:
- وهو من أشهر علماء الأندلس في مجال الهندسة وقد عاصر ثلاثة من خلفاء بني أمية في الأندلس الخليفة الأموي الحكم الأول ثم عبد الرحمن بن الحكم ثم محمد بن عبد الرحمن بن الحكم في القرن التاسع للميلاد، واهتم هذا العالم بالفلك والرياضيات والفيزياء والفلسفة والكيمياء حتى تم تلقيبه بحكيم الأندلس.
ابن البيطار:
- هو من أشهر علماء الأندلس المسلمين في الصيدلة وأمام النباتيين وعلماء الأعشاب، وتوفي ابن البيطار في دمشق عام 646 هجري وكان صاحب "كتاب الجامع في الأدوية المفردة" المعروف ب "مفردات ابن البيطار" وجمع فيها أسماء الأدوية.
الفيلسوف الإدريسي:
- وهو من أشهر علماء الأندلس المسلمين في الجغرافيا والفلسفة فهو مؤسس علم الجغرافيا، كما قد لقب الإدريسي بالصقلي لاتخاذه جزيرة صقلية مكانًا له بعد سقوط الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى أنه لقب بـ سترابون العرب نسبة الجغرافي الإغريقي الكبير، وهو كان من أبرز الدارسين في علم الرياضيات.
المهندس ابن السمح:
- وهو من أبرز علماء الأندلس المسلمين المختص في علم العدد والهندسة في زمن الخليفة الحكم، كما أنه كان متقدمًا في علم الفلك، بالإضافة إلى اهتمامه في الطب وله عدة مؤلفات وكتاب ثمار العدد المعروف بالمعاملات وكذلك كتاب طبيعة العدد وكتاب الكبير في الهندسة.
ابن رشد:
- ولد في قرطبة داخل أسرة عرفت بالعلم، وتوفي في مراكش وهو شخصية متعددة التخصصات فهو فقيه مالكي وهو قاضي القضاة في زمانه، بالإضافة إلى أنه فلكي فيلسوف عقلاني مترجم لأعمال أرسطو المرجعية للعرب والغرب.
عظمة الحضارة الإسلامية في الأندلس
بلاد الأندلس "إسبانيا حاليًا" تتميز بسحرها الخاص وآثارها العريقة التي تمنحها الفخامة والجمال، ومن بينهم:
- المساجد والقصور الرائعة منذ العصور القديمة.
- كما أن الحدائق البديعة تنوع آثارها وحضارتها الأصيلة التي اكتسبتها عبر العصور.
- وعلى الرغم من اختلاف الأسماء والأماكن بين الزهراء، و إشبيلية، وقرطبة، وغرناطة، ولكن جميعها تحتوي على الكثير من المعالم الأثرية الإسلامية والتي تظل شاهدة على حضارة المسلمين.
- وكذلك لتركهم بصمات واضحة في مختلف ميادين بلاد الأندلس عبر ثمانية قرون من الزمان، وذلك منذ أن قام طارق بن زياد وموسى بن نصير بفتحها سنة 92 هجري وحتى سقوط مملكة غرناطة وهي آخر دولة إسلامية تم سقوطها في الأندلس عام 897 هجري.
آثار الحضارة الإسلامية في الأندلس
لقد تركت الحضارة الإسلامية في بلاد الأندلس أثر كبير في كل من الحياة الثقافية والعلمية الأوروبية مع أثرها الأكبر على المستوى العقائدي الإسلامي، وهذا فضلاً عن الأمور الإدارية والعسكرية والسياسية والحضارة الفنية، بالإضافة إلى الآتي:
- اشتهرت في مجال الترجمة من اللغة العربية التي كانت لغة العلم والحضارة الثقافية وهذا في القرون الوسطى في اوروبا.
- وكذلك برزت في ظل الحضارة الإسلامية في الأندلس مراكز كبرى في حركة الترجمة بطليطلة وإشبيلية.
- بالإضافة إلى أن اللغة اللاتينية قد تأثرت بمفردات لا تحصى من اللغة العربية مع تعلم عدد كبير من الطلاب الأوروبيين لأصول اللغة العربية.
- كما تأثرت بشكل كبير في فن العمارة الإسلامية، وذلك على المستوى الإسلامي فقد كانت الأندلس سببًا من أسباب تعرف العرب والمسلمين على العقلية الأوربية المختلفة تمامًا عن الطبيعة الرومانية.
- كما عرف العرب في الأندلس شعوب الفاندال والجرمان والفايكنغ والنورمان، وكان من أثر الأندلس على العالم الإسلامي أن خلفت إرثا أدبيًا وعلميًا وفنيًا عظيمًا وبقيت بعد سقوطها حزنًا وجرحًا مؤلمًا يردد المسلمين قصصه على مر التاريخ.
سقوط الحضارة الإسلامية في الأندلس
- سقطت في عام 897 هجريًا وكان ذلك مع سقوط مدينة غرناطة، وكان السبب الحروب التي قامت من قبل ممالك الشمال المسيحية، وسميت تلك الحروب بـ حروب الاسترداد.
- وكان ذلك في عهد أبي عبد الله الصغير بعد توقيع معاهدة السلام مع الملكين الكاثوليكيين كل من فرديناند وإيزابيلا، ونشأ عن ذلك انتهاء الخلافة الإسلامية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_19594