كتابة :
آخر تحديث: 01/02/2021

الحضارة في العصر العباسي

ازدهر الأدب العربي وعمل على ازدهار الحضارة في العصر العباسي إلى حد الأغزر إنتاجًا، ويتضح ذلك بكثرة طلاب الأدب وعلماء الفكر والقراء الواعين والوعاظ اللامعين، وكل من يسعى إلى التمتع الأدبي والمجالات العلمية والنظريات الفكرية والفلسفية.
العامل الرئيسي في الحضارة في العصر العباسي هي اهتمام حكام ذلك العصر بجميع الفنون والحرف والعلوم، مما ساهم في تقدمهم بشكل كبير.

الحضارة في العصر العباسي

مفهوم الحضارة

يوحي مصطلح الحضارة عادة إلى أي نظام اجتماعي يطور الإنسان من خلاله إنتاجه الثقافي ويزيد محتواه، وتقوم الحضارة على أربعة عناصر أساسية توفرها خلال فترة النهضة، اليوبيلات الاقتصادية، والأنظمة السياسية، والفصائل الأخلاقية، الاهتمام بكل الفنون والعلوم.

والحضارة تبدأ عندما تنتهي المخاوف والعواصف الداخلية في البلاد، فعندما تكون محاطًا بالثقة والراحة والاستقرار، يمكن للشخص متابعة الإبداع وخلق عناصر الحضارة، وكل أمة تبني حضارتها من خلال الاعتماد على ثقافات الدول السابقة واستكمال مسيرة التقدم والازدهار في مناطق مختلفة، وسنتحدث في هذا المقال عن الحضارة العباسية ومحيطها.

وقد شجع الإسلام منذ نشأته على السعي وراء المعرفة وأحيانًا جعل من واجب كل مسلم أن يقود ويستخدم المساعدة، كان علماء المسلمين مهتمين بالفلسفة ويخضعون لقواعد الإسلام، مما أدى إلى علم اللاهوت والعلوم الأخرى، ومثلما تُرجمت الكتب اليونانية والرومانية إلى العربية لدراسة علماء المسلمين، تُرجمت أعمال العلماء المسلمين من الدول الغربية، وكان لها تأثيراً كبيراً على ظهور الفلسفة الحديثة في أوروبا.

انتشر عصر النهضة وتأثير الحضارة الإسلامية حتى انتشرت الثمار في أجزاء مختلفة من الأرض، من الصين شرقاً إلى الأندلس غرباً.

العباسيون

يعتبر العباسيون ثاني سلالة عربية تحكم العالم الإسلامي بعد الدولة الأموية، والدولة العباسية هي الخلافة الإسلامية الثالثة بعد الخلافة الراشدية والخلافة الأموية، وتعود السلالة العباسية إلى عباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- وهو أصغر عم للرسول -صلى الله عليه وسلم.

حكم العباسيون الدولة الإسلامية لفترة طويلة، وهي واحدة من أطول الفترات حكمت فيها سلالة واحدة العالم الإسلامي عبر التاريخ.

أعلن عن قيام الدولة العباسية على يد أبو العباس الصفا عام 750م بعد معارك عديدة ضد الأمم وأهمها من بقي قتيلاً.

ولم تكن الدولة العباسية بالكامل في الخريف حتى عام 1519م عندما دخل العثمانيون الأراضي العربية، وحققوا انتصارات في بلاد الشام، مما ساهم في ازدهار الحضارة في العصر العباسي، وبالتالي في مصر، تخلى الخليفة العباسي في ذلك الوقت عن الخلافة لصالح أول سلطان عثماني سليم، ثم أصبح السلاطين العثمانيون خلفاء من المسلمين وانتهت الخلافة العباسية إلى الأبد.

الحضارة العباسية

  • عند الحديث عن الحضارة العباسية، لا بد من القول أن الدولة العباسية، طوال الفترة الطويلة التي حكمها العباسيون، جعلت الحضارة العباسية واحدة من أكثر الثقافات الإسلامية ازدهارًا ونجاحًا.
  • وبعد استقرار الدولة وتأسيس السلطة في عهد أبو جعفر المنصور، بدأت الإنجازات الحضارية بالظهور، واصفة الخصائص التي بناها المنصور في مدينة بغداد التي أصبحت فيما بعد منارة للعلم والفن.
  • لكن عصر هارون الرشيد، كان العصر الذهبي للدولة العباسية، إذ أولى الراشد اهتمامًا وثيقًا بالإصلاحات الداخلية في الدولة، فقام ببناء مساجد كبيرة وقصوراً رائعة، وبدأ في عهده استخدام المصابيح لأول مرة لإنارة الطرق والمساجد.
  • خطى العلم خطوات كبيرة في عهده، خاصة في الفيزياء والفلك والشؤون الفنية ثم اخترعت الساعة المائية، وأقيمت الأقواس الضخمة والجسور والقنوات والجداول لربط الأنهار ببعضها والارتفاع، من حيث الزراعة والمسائل التنظيمية الأخرى.

الحضارة الإسلامية

فيما يتعلق بالحضارة العباسية، يجب الإشارة إلى مفهوم الحضارة الإسلامية بشكل عام، كما في البلدان الأخرى التي مرت على الأرض وعبر القرون، فإن الدول الإسلامية التي اتبعت منذ وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أولت اهتمامًا كبيرًا بالعلوم في مختلف المجالات واهتمت بالأمور.

إن الحضارة التي عالجت شؤون الدولة، وفي الوقت نفسه البلدان الإسلامية، لم تأخذ في الاعتبار الجانب الديني الذي اهتموا به، لأنه مزيج من الروح، وهذا يميزهم عن الحضارات التي خدمتهم، بالرغم من أن الحضارة الإسلامية تعتمد بشدة على الحضارات التي سبقتها مثل الحضارة اليونانية وعلومها والمصرية والفارسية وغيرها.

نبذة عن الحضارة في العصر العباسي

لا شك أن ما أوصل الأدب العربي إلى هذه المكانة الرفيعة والعظيمة كان الاختلاط والتزاوج الفكري بين الحضارة القريبة والحياة العربية الأصلية.

كان لهذا الوافد الجديد أدباً فخوراً وبياناً وفكرة يتشبث بها، ولم يكن سعيدًا ببديل.

فلاحظ العربي الأصلي أدبه ولغته وبيان وجهة نظره، فبدونها يقاتل ويبتعد، وهذا ما تسبب في حرب طاحنة بين معسكرين، لكل منهما بيانه ولغته ومنطقه وتفكيره وأسلوبه في تنفيذ المعنى.

بالإضافة إلى صراع أوجد جيلًا جديدًا في البيان واللغة والرأي والفكر والإبداع والتصوير والجرس والموسيقى التي لم يؤتمن عليها العربي من قبل، كل هذا يشير إلى الحضارة والعلم والمعرفة الفلسفية التي أتى بها من جاء إلى العرب وانضم إليهم من الفرس وغيرهم.

ومع ذلك فإن هذا السارق لم يعتبر نفسه دخيلًا بالمعنى الكامل للكلمة، كما يحدث لمجتمعات النازحين الذين أجبرتهم ظروف الحياة على العزلة والبقاء جامدين في تقاليدهم وانطباعاتهم

لم تكن مشاركتهم سطحية وعابرة، بل كانت أشبه بمنافسة بين الأقران وصراع متوازن على السلطة، ولهذا الغرض لم تتحرك لفترة وجيزة حتى كانت من الجوائز بين العرب، لذلك تحولت في الشعر والأدب والرواية والنقد واللغة والخطابة والطلاقة والبلاغة باللغة العربية، لذلك الذين كانوا عظماء الشعراء والأدباء والوزراء والرؤساء والديوان والمهرة من اللغويين وقادة التدريس وإبتا.

ونتيجة لذلك امتلأت المكتبات العربية بالمجموعات والكتب اللغوية والقواميس الضخمة التي كانت بمثابة كتاب الله الكريم ورسوله العظيم الذي يباركه الله ويسلمه.

لعب الفرس دوراً هاماً وإيجابياً في بناء الحضارة العربية المزدهرة، وكان لهم الامتياز الأكبر للغة العربية وآدابها، وكان كل الأدب والشعراء الذين جاءوا من بعدهم من الشخصيات البارزة، يظهر في ما نلقي نظرة خاطفة عليه من المؤثرات الجيدة في تألق المطنبي الشعري، في بيان المعري، في بلاغة الشريف الراضي.

وتلك التي حدثت في عالمهم والتي نراها عنوانًا كريمًا لها، وعلى هذا الأساس نقول أن العصر العباسي يعتبر علامة فارقة في تاريخ ازدهار الأدب العربي في هذا العصر وصل المسلمون إلى عصر البناء والسلطة التي لم يبلغوها قبلها أو بعدها، وأثمر فيها الفن الإسلامي، ونقل الأدب العربي، ونقل العلوم الأجنبية، ونضج العقل ووجد طريقة لاستكشاف فضاء للتفكير، وتلك من أهم معالم الحضارة في العصر العباسي.

الحضارة العباسية

لم تتغير البيئة العربية فجأة بل بدأت تتغير فيها منذ أن انتقلت جيوش الاحتلال إلى دول العالم في الشرق والغرب، ومنذ دخول الإسلام بدون عرب، ومنذ أن بدأ البدو في هجر الصحراء والنزول من الحاضر.

لكن هذا التغيير التدريجي جاء مع قيام الدولة العباسية إلى حد جذب الانتباه وطغى على أولى خصائص الشعر البدوي.

وقد أدى ذلك إلى احتكاك العرب بالدول الأخرى، والاستشهاد بمظاهر عديدة من الحضارة المادية وطرق التفكير، ثم احتفظ الوالي الأول بالعديد من أساليب تفكيرهم وعاداتهم في النقاشات بشكل خاص، وبدأ يشكك في فرضيات وأحكام ومعتقدات الإسلام -بعد موازنتها مع ما عرفوه في دياناتهم القديمة- على أنها تمييز بين جوهر الله وصفاته، البحث في موضوع الجنة والنار، وأعمال الإنسان، وما إذا كان مضطرًا إلى القيام بأعماله، وهكذا منذ منتصف العصر الأموي نشأت حركة التقاعد ثم توسعت بشكل كبير في العصر العباسي.

لم يعاني الإسلام القديم من هذه الحركة لأنها حركة حقيقية فيها، لكن أهل البلاد أخذوا الأمر على محمل الجد، فإذا سئموا من الخصم السياسي، وجدوا فيه شيئًا من الحرية بدافع الفكر، قالوا إنه كافر ويبدو أنهم حملوه على هذه التهمة أثناء انتقامهم لخصومه السياسيين في قلوبهم.

لقد عرفت الحضارة في العصر العباسي بتطورها في شتى المجالات، وقامت بتصدير تلك الحضارة للكثير من البلدان، ويرجع ذلك بسبب شنها الحروب والمعارك على الكثير من البلدان الأخرى أيضاً.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ