نبذة حول تاريخ الساميين والشعوب واللغات السامية
نبذة عن تاريخ الساميين
لم يذكر لنا التاريخ والمؤرخون على مر العصور الوقت الذي نشأ فيه تاريخ الساميين وكانت تتواجد فيه الشعوب السامية إلا أن المعروف أنها كانت خلال حقبة ما قبل التاريخ، فكانوا من أقدم الشعوب خلال تلك الحقبة الزمنية، ونشأت السامية من ابن النبي نوح عليه السلام، وفقاً لما ذكر في التوراة، حيث أنهم:
- عاشوا في بلاد شبه الجزيرة العربية.
- كانت لهم لغة واحدة وهي لغة السامية البدائية، والتي أصبح بها بعد ذلك العديد من اللغات المتفرعة.
- تتمثل الشعوب السامية الحديثة في بعض من العرب ومعظم سكان إثيوبيا، والإسرائيليين الأصليين.
- قد تم جمعهم تحت نفس المسمى لأن لغتهم كانت ترتبط مع بعضهم البعض بالكامل.
- كان أغلبهم من البدو الرحل وكانوا يستقرون في القرى والأرياف قبل عام 2500 قبل الميلاد.
- بدأت تلك الشعوب بالتفرق من شبه الجزيرة العربية ثم توجهت إلى دلتا النيل وبلاد ما بين النهرين وساحل البحر الأبيض المتوسط، حتى توزعوا في جميع أنحاء البلاد على شكل شيوخ وزعماء وقبائل، حيث تنتقل الزعامة في ما بينهم بالتوارث.
- تمكنت حضارتهم من السيطرة بشكل كامل على بلاد ما بين النهرين.
من هم الساميون ولماذا لقبوا بهذا الاسم؟
من هم شعب سامي؟ هم في الأصل منحدرين من شيم ابن نوح، ثم تنوعت بعد ذلك حتى أصبحت تشتمل على الكثير من الشعوب منهم، الكنعانيين والامويون والآشوريين والموآبيون، وكذلك الفينيقيين وغيرهم من القبائل، ومن أهم مواصفات العرق السامي:
- قد جمعت كافة تلك الشعوب تحت مسمى الساميين، بعد اكتشاف أن اللغة الخاصة بهم مستمدة ومرتبطة من لغة سامية.
- كانت أغلب تلك الشعوب من الرعاة الرحل إلا أن بعضهم استقر أيضاً في القرى.
- بدأوا في الرحيل من شبه الجزيرة العربية في موجات هجرة متعددة، بعضهم انتقل إلى ساحل البحر الأبيض، ودلتا النيل وكذلك بلاد ما بين النهرين.
- نجح الشعب السامي في تطوير التجارة البحرية في فينيسيا بشكل واسع.
وأما عن سبب تسميتهم بهذا الإسم؟
- فيرجع ذلك إلى ابن نوح سام، كما أطلقت تلك الكلمة على مجموعة من الشعوب التي كانت تقيم في مناطق متفرقة في الشرق الأوسط خاصة بلاد الرافدين والشام والجزيرة العربية، ولم يدل هذا الاسم على نوع معين من تلك الشعوب فلم تكون كيان واحد أو دولة واحدة.
- ولكن كان الجامع بينهم هو تقاربهم في اللغة، حيث كانت شعوب متفرقة ولكن بلغة واحدة، وكان لتلك اللغة السامية الكثير من اللهجات المتنوعة، وتطورت مع تقدم الزمن فظلت نفس اللغة ولكن لها العديد من السمات اللغوية المتنوعة.
ما هو الموطن الأصلي للساميين؟
هناك رأيين مختلفين في أصل الشعوب السامية موطنها الأصلي، وفي ما يلي نوضح تاريخ الساميين من حيث الأصل:
- الرأي الأول: يرى العديد من المؤرخين أن الساميون هم أول الشعوب التي ظهرت في جزيرة العرب، ثم بدأوا بعد ذلك في الهجرة متفرقين إلى العراق وبلاد الشام.
- الرأي الثاني: يرى فريق آخر من المؤرخين والباحثين في التاريخ القديم، أن الساميون كانوا في الأساس يتواجدون في منطقة بلاد الشام والعراق، ثم انتشرت بعد ذلك إلى بلاد أخرى.
والأصل أنه لا يوجد توثيق يدل على نسب السامية الحقيقي إلى أب واحد إلا ما ذكر في كتب التوراة والكتب اليهودية، بأنهم أبناء سام ابن نوح عليه السلام.
الشعوب السامية
عند ذكر تاريخ الساميين لابد من ذكر أهم الشعوب السامية التي ذكرتها كتب التاريخ وتحدثت عنها بشكل واسع، حيث أن الساميون في الأصل كانوا عبارة عن شعوب وقبائل متعددة انتشرت وتفرعت وعاشت في مناطق عدة ما بين شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق، وهم:
الأكاديون
- كانوا سكان منطقة شمال العراق وبلاد الشام، وهم أول الشعوب التي سيطرت على تلك المنطقة بشكل كامل.
- وكان يعتقد أنهم أيضاً أول من استخدم الكتابة المسمارية.
- وكانت لهم لغتين اللغة البابلية والاشورية، ولكن كان يعتقد أن البابلية هي اللغة الرسمية لتلك الحضارة.
العموريون
- كانت الحضارة الثانية من الساميون.
- كانت تسكن في جنوب بلاد الرافدين.
- واستخدمت نفس اللغات التي استخدمتها حضارة الأكادية.
الكنعانيون
- هناك رأيين مختلفين عن تلك القبائل، الأول كان يزعم أنهم متفرعين من العموريون والثاني يرى العكس.
- ولكن الصحيح أنهم كانوا يسكنون على امتداد ساحل البحر الأبيض بداية من سوريا في جهة الشمال وحتى فلسطين في جهة الجنوب.
- اشتهرت بالتجارة البحرية.
- أطلق عليهم الإغريق اسم الفينيقيين نسبة إلى ألوان اشرع سفنهم الأرجوانية.
الآراميون
- تعد من آخر الحضارات السامية التي سكنت في جنوب ووسط بلاد الشام وكانت تجاور وتزامن الحضارة الكنعانية.
حضارات سامية أخرى
- كان هناك أيضاً حضارات أخرى سامية صغيرة تتفرع من الحضارات السابقة منها، المؤابية والعمونية والأدومية.
- كان سكان تلك الحضارات الثلاث يسكنون في منطقة الأردن وكانوا يتحدثون اللغة الكنعانية والآرامية.
تاريخ الساميين في الإسلام
الروايات في الإسلام عن تاريخ الساميين على قولين:
- البعض قال أن كافة الناس اليوم من ذرية النبي نوح عليه السلام، قال قتادة: في قوله تعالى "وجعلنا ذريته هم الباقين" التفسير أن الناس كلهم من ذرية نوح، وقال ابن عباس: في قوله تعالى "وجعلنا ذريته هم الباقين" معناه لم يبق إلا ذرية نوح.
- وبالتالي يتساءل البعض هل العرب ساميون أم حاميون؟ الجدير بالذكر أن كافة الروايات التي تقول أن الناس ساميين وحاميين ويافثيين لم تصل إلى درجة الصحة حتى الآن.
قال قوم آخرين:أنه كان لغير ولد نوح أيضاً نسل، بدليل:
- قال تعالى: "ذرية من حملنا مع نوح".
- قال تعالى: "قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم".
وبهذا يكون معنى آية "وجعلنا ذريته هم الباقين" دون ذرية من كفر أغرقنا أولئك، وقال القرطبي: "وممن حملنا مع نوح" المعنى إبراهيم وحده وهو من ذرية من حمل مع نوح وليس ذرية نوح فقط، وإن وجد سام ابن نوح فإن إبراهيم ليس من ذريته.
اللغات السامية
على مر تاريخ الساميين فقد تحدثوا بلغات متعددة ترجع في الأصل إلى لغة واحدة ولكنها مختلفة اللهجات والسمات اللغوية وهي:
- الآرامية.
- الأمهرية.
- العبرية.
- العربية.
- الأكادية.
- الفينيقية.
- الكنعانية.
- البابلية.
- الاشورية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20376
