تعريف توحيد الالوهية لغة واصطلاحاً وبيان أنواع التوحيد
تعريف توحيد الالوهية لغة واصطلاحاً
لمعرفة ما هو مفهوم توحيد الألوهية نوضح أولاً تعريف توحيد الالوهية لغة، ويتمثل فيا يلي:
تعريف توحيد الألوهية لغويا
- هو كلمة مشتقة من المصدر وحّـد توحيداً، ومعناها صير الشيء واحداً، ويثبت هذا التوحيد بنفي وإثبات ويعدا ركنين لكلمة التوحيد لا إله وهنا وقع النفي، وإلا الله هنا إثبات، ومعناها لا إله معبود بحق إلا الله.
تعريف توحيد الالوهية اصطلاحًا
هو إفراد الله تعالى - بما يليق بذاته تعالى من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، وبالبحث وقراءة نصوص الوحي تم تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام:
- القسم الأول: هو المعروف بتوحيد الربوبية، وجاء بتعريفه أهل العلم: أن التوحيد وإفراد الله تعالى بأفعاله، أي التأكد والإيمان بأن الله منفرد بالخلق، والموت والملك والتدبير، وجاء الدليل من الكتاب، قال تعالى (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل).+
- الثاني توحيد الألوهية: وعرفت الألوهية على أنها صفة من صفات الله عز وجل، وهي كلمة مشتقة من الألوهية، ومعناه المعبود مع المحبة، والتعظيم.
- والقسم الثالث هو توحيد الأسماء والصفات وهو: الإيمان بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، والإيمان بأسماء الله وصفاته، كلها التي جاءت في القرآن، وصدق عليها النبي و صحت بها السنة عن النبي ﷺ لا بدّ من الإيمان بها كلها، والإيمان بأنه العليم الحكيم، ومعنى اسم الرؤوف الرحيم، وأن الله بيده الرضا والغضب، والأحياء والموت، وإثباتها لله وهذا يسمى توحيد الأسماء والصفات، ولابد أن يؤمن العبد بأن الله واحد في ذاته، وواحد في صفاته وأسمائه لا شريك له، ليس له شريك في الملك أو الرزق، بيده رحمة العباد حتى يعفو عنهم، ويدخلهم الجنة، وينجيهم من النار، وليس له مثيل في القدرة، فهو قادر على كل شيء، بل هو منفرد بهذا فليس له شريك في الألوهية ولا في الأسماء ولا في الربوبية، الله الواحد في الربوبية، و الواحد في الإلهية، منفردًا بالأسماء والصفات، الله الغني الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فله الأسماء الحسنى، وله الصفات العلا تثبت له تعالى ويوصف بها، ونؤمن بها.
أنواع التوحيد الثلاثة
من خلال هذه الفقرة نقدم لكم تعريف لأنواع التوحيد والفرق بينها، وقد وردت عدة تساؤلات عن ما هو توحيد الألوهية والربوبية؟ وكذلك ما الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية من ناحية التعريف والدليل والحكم؟ ما هي أقسام التوحيد الثلاثة؟ نتعرف على ذلك في ما يلي:
أولاً: توحيد الربوبية
- هو الإيمان بالله تعالى بصفات الأفعال كالخلق، والرزق، وتدبير الأمور وهكذا، ويدل توحيد الربوبية على تنفيذ مشيئته تعالى، وقدرته تفوق كل شيء، وهذا ما أقر به المشركون، أقروا بأن الله خالقهم، وهو الرزاق ومدبر الأمور، وأنه خالق السماوات والأرض، وأنه واحد في أفعاله، نؤمن به إيمان مطلق هو الخلاق، الرزاق، العزيز مدبر الأمر، خالق كل شيء ومليكه، مصرف الأمور، بيده ملكوت السماوات والأرض، خالق الخلق والأشجار.
ثانيًا: توحيد الالوهية
- فمعناه إيمان العبد بوحدانية الله، وإثبات ذلك في أقواله وأفعاله، تخصيص الله بالعبادة دون كل ما سواه، وتأدية العبادات من صلاة، وصوم، ودعاء وزكاة، وغير ذلك لله تعالى.
- وبالمعنى الحرفي أنه لا إله إلا الله، أي لا معبود حق إلا الله، وتخصيص الله بأفعالك، وبعبادتك، لا تدعو مع الله أحدا، أي لا يشركه في العبادة مع شجر، أو حجر، والدعاء والتقرب إليه، دون مدد من نبي، أو ولي، فلا تدعو غير الله، أي ممنوع قول: يا سيدي فلان اشفني، أو يا رسول الله اشفني، أو انصرني، او التضرع للأولياء من الأموات، أو من الأشجار، والأحجار، والأصنام، فيعد ذلك شرك بالله.
ثالثًا: توحيد العبادة
- هو تخصيص العبادة لله وحده، ويقال أيضًا توحيد الإلهية، والإلهية هي انفراد العبادة لله تعالى، وهو المعنى الواضح لقول الله تعالى: وَمَا أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء.
- وقد تم تفسير: «هو إفراد الله بالعبادة»: بأنه تعريف توحيد الألوهية في الشرع، وقيل إنه يدل على وجوب إفراد الله تعالى بالعبادة، فلا يشرك معه أحداً غيره.
- والعبادة لغة: معناها الخشوع والتذلل والخضوع، وشرعًا: هي اسم جامع لكل ما أمر به الله ويرضاه من الأقوال، والأفعال سواء الباطنة أو الظاهرة، وعلم الأفعال مثل الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وهي أركان الإسلام، وغيرها من العبادات الأخرى.
تعريف توحيد الأسماء والصفات
- عند الانتقال إلى تعريف توحيد الأسماء والصفات، هنا ننتقل إلى ركن آخر من أركان التوحيد، وعرف بأنه: الإيمان بما جاء من صفات الله تعالى، وصف به نفسَه في القرآن، أو جاء على لسان رسوله" سواء ما ورد في الأسماء الحسنى، وكذلك الصفات العلى وتطبيقها كما جاءت على الوجه اللائق به سبحانه.
- وجاء تعريف آخر وهو: أن يؤمن العبد بانفراد الله عز وجل، ووصفه بالكمال المطلق من جميع الصفات المنزه منها، ووصفه بنعوت العظمة، والجلال، والجمال، وذلك عن طريق إثبات ما أثبته الله لنفسه، ونفي ما نفى عنه، واتباع ما جاء به رسوله "من الأسماء والصفات، والإيمان بمعانيها وأحكامها التي ذكرها الله في كتابه وصدقها رسوله في السنة.
- وجاء تعريف آخر اجتهد به الشيخ عبد الرحمن بن سعدي، قال: توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان والاعتقاد بانفراد الله جل وعلا بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة، والجلال، والجمال التي لا يشاركه فيها مشارك بوجه من الوجوه.
أهمية توحيد الأسماء والصفات
عند البحث في توحيد الله تعالى، لابد من الإبحار في أسمائه وصفاته، حيث تدل كل صفة على عظمة الخالق، وللعلم بتوحيد الأسماء والصفات والإيمان أهمية كبيرة من بينها:
- أن الإيمان بتوحيد الصفات والأسماء داخل في الإيمان بالله عز وجل، وهنا لا يكتمل الإيمان بالله حتى يؤمن العبد بأسماء الله وصفاته.
- الإيمان بتوحيد الأسماء والصفات، اقتداء بما آمن به السلف الصالح من عبادة لله عز وجل وعلينا الالتزام بها، والعمل على طاعته.
- الإيمان بصفات الله تعالى هو طريق السلامة من الانحراف الذي أصيب به أهل التعطيل والتمثيل.
- الإيمان به بالطريقة المثلى التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم سلامة من عذاب الله تعالى، والذي جاء في قوله: [وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون].
- علم التوحيد من أشرف العلوم وأجلها، ويتمثل تعريف التوحيد بمعرفة ذات الله تعالى، وما يليق بذاته، وما يتنزه عنه جل وعلا، وهو علم يلزمنا بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
- معرفة ما يجب وما يجوز وما يستحيل في حق الله تعالى.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_19924
المراجع
-
شمس الدين الافغاني
، تعريف التوحيد
، كتاب جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية
،
https://shamela.ws/book/8594/30 -
محمد بن إبراهيم الحمد
، توحيد الألوهية
، كتاب رسائل الشيخ الحمد في العقيدة
،
https://shamela.ws/book/962/34 -
أحمد بن علي
، تمهيد في تعريف توحيد الألوهية
، كتاب الآيات القرآنية الواردة في الرد على البدع المتقابلة دراسة عقدية
،
https://shamela.ws/book/147315/234