مراتب الايمان بالقدر وقضاء الله تعالى
ما هي مراتب القدر؟
يمكننا التعرف على مراتب القدر والإيمان بالله عز وجل من خلال الآتي:
- لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى من أجل أن نقوم بعملين، العمل الأول هو عبادة الله تعالى أينما كنا و تواجدنا والإخلاص في عبادته واتقاء وجه الله في كل فعل نقترفه، أما العمل الثاني فهو تعمير الأرض وجعل فيها الإيمان بالله في كل مكان، ومن هنا تأتي أهمية الإيمان بقضاء الله تعالى.
- يعتبر الإيمان بالقدر جزء لا يتجزأ من الإيمان بالمولى عز وجل، فالإيمان بالله يتطلب الثقة بما يقسمه الله لنا من أرزاق أو كرب أو خير أو شر، ومن هنا يأتي الإيمان بالله تعالى حقا، ولذلك تنقسم مراتب القدر إلى أربع مراتب وهي (مرتبة العلم – مرتبة الكتابة – مرتبة المشيئة – مرتبة الخلق).
مرتبة العلم
تعتبر مرتبة العلم هي أولى مراتب الإيمان بالله تعالى وقدره، وتتمثل في:
- حيث أن الله تعالى هو العليم العالم بكل الغيب وما لا يعرفه الإنسان، فالله تعالى هو خالق كل تلك العلوم التي عرفها الإنسان على وجه الأرض.
- ولذلك على الإنسان المؤمن أن يتيقن أن الله هو من امتلك العلم وحده، ولذلك على الإنسان أن يتذكر دائما أن الله تعالى هو العالم والباقي.
- فمهما زاد علم الإنسان لا يجوز أن ينكر وجود الله أو يشعر بقوته نتيجة معرفته هذا العالم، فعلم الإنسان ما هو إلا جزء بسيط جدا مقارنة بما عند الله عز وجل من علم.
- والدليل على وجود ذلك العلم عند المولى عز وجل هو ذكر تلك الآية الكريمة في القرآن الكريم والتي تقول: (هو الله لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة).
- وفي تلك المرتبة من مراتب الإيمان بالقدر يحمي الإنسان نفسه ويتجنب الوقوع في طريق الضلال والشرك بالله تعالى، ولذلك من أول خطوات الإيمان هو تقدير علم الله ومعرفة أن لا أخر له.
مرتبة الكتابة
هي ثاني مراتب الإيمان بالقدر وفي تلك المرتبة يُكر أن الله عز وجل قام بكتابة جميع الأقدار للناس والحيوانات والجن وكل ما خلقه الله تعالى وتم حفظه في اللوح المحفوظ، ولذلك على الإنسان أن يؤمن بقضاء الله وقدره وألا يعترض على أي شيء يمر به في حياته فهو من مشيئة الله، وهناك بعض الأدلة القرآنية التي تُثبت وجود تلك المرتبة، وهي:
- قال الله تعالى: (ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير).
- كما قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرضه على الماء).
مرتبة المشيئة
تعتبر مرتبة المشيئة هي ثالث مراتب الإيمان بالقدر، وهي من أهم تلك المراتب حيث يلزم فيها الآتي:
- أن يكون فيها المؤمن راض بما قسمه الله له سواء كان خيرا أو شرا، ولقد أوضح الكثير من الأنبياء والرسل أن الخير فيما أختاره الله تعالى حتى لو كان مسببا ألما للإنسان.
- ولذلك لا يجوز أن يعترض الإنسان على مشيئة الله وحكمه.
- وعلى الإنسان أن يعلم أيضا أن كل شيء يحدث له مقدر من الله عز وجل فلا يوجد شيء حتى لو يزن جناح بعوضة يحدث له أمر إلا بأمر من الله تعالى.
ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الأدلة التي تُثبت وجود تلك المرتبة وقيمتها بالقرآن الكريم، وهي:
- قال الله تعالى: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير).
- قال الله تعالى: (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم).
مرتبة الخلق
هي رابع مراتب الإيمان بالله تعالى وقدره وفي تلك المرتبة على الإنسان أن يعلم أن الله هو مالك الملك الذي خلقنا جميعا وخلق لنا الكون بأكمله لنعيش فيه، كما يلزم أن يعلم الإنسان إنه مسير في تلك الحياة فلا يمكنه فعل أي شيء مخالف بمشيئة المولى عز وجل، فلقد خلق الله تعالى الإنسان من أجل (طاعة الله – الإيمان بالله تعالى – البعد عن ما حرم الله – اتقاء وجه الله تعالى)، ومن الأدلة القرآنية عن تلك المرتبة ما يلي:
- قال الله تعالى: (من شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء رب العالمين).
- قال الله تعالى: (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل).
كيف نعبد الله تعالى؟
هناك الكثير من الأشخاص الغير متدينين والمسلمين يسألون كيف للإنسان أن يعبد الله تعالى ويتقرب منه، ويمكننا توضيح كيفية قيام المؤمن والعابد بذلك من خلال الآتي:
- أولا: على المسلم أن يتجنب كل ما يغضب الله تعالى من محارم وكبائر ومعاصي صغيرة.
- ثانيا: على المؤمن أن يتحلى بالآداب التي أوصانا بها رسولنا الكريم مثل (الصدق – حب الغير – فعل الخير – الأمانة – إخراج الصدقات – البعد عن النميمة – الشكر – الوفاء) وغيرهم الكثير من العادات التي على كل مسلم تعليمها لغيره.
- ثالثا: تأدية العبادات كما أوصانا الرسول الكريم وهي (الصيام – الصلاة – إخراج الصدقات – الحج أو العمرة – قراءة القرآن – ذكر الأذكار اليومية – الاستغفار – الدعاء للمولى عز وجل).
- رابعا: الإيمان بقضاء الله وقدره سواء كان خيرا للشخص أو شرا له، حيث أن لله عز وجل حكمة في كل ما يصير للإنسان من أحداث أو تغيرات في حياته.
- خامسا: محاول تعمير الأرض والعمل فيها بكل جد واجتهاد ومحاولة تطوير النفس وسبل المعيشة والحياة والحفاظ على ما أنعم الله علينا به من نعم في كل مكان من حولنا.
- سادسا: تربية الأبناء على كل ما يرضي الله وتعليمهم كل ما يخص الدين وعبادة الله منذ نعومة أظافرهم، حتى ينشئوا نشأة سليمة.
- سابعا: كف الأذى عن الناس واتقاء شر الناس عند التعامل معهم، فالمؤمن أخ المؤمن لا يجوز أن يؤذيه في ماله أو عرضه أو دينه أو شرفه أو نفسه.
- ثامنا: الالتزام بالفروض اليومية من الصلاة في مواقيتها، حيث لا يحب الله عبده الذي ينسى ذكره، وكما قال رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
- تاسعا: البعد عن نشر الفواحش أو النميمة أو الإشاعات، حيث أن تلك الأفعال تغضب الله تعالى ولا يحب من يقوم بها، فمن الممكن أن تكون سبب في فساد وخسارة الكثير من الأشخاص لأنفسهم وحياتهم.
- عاشرا: تعلم أمور الدين من خلال رجال الدين سواء فيما يخص القرآن الكريم أو السنة النبوية أو وصايا الرسول والبحث في أموره، حيث أن التقرب لله تعالى يبدأ من خلال تعرف المسلم على دينه ودراسة ما يخص (القرآن – الشريعة الإسلامية – الفقه- السنة النبوية- وصايا الرسل والأنبياء) وغيرهم الكثير
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14831