كتابة :
آخر تحديث: 20/09/2024

ما هي نواقص الإيمان ومنقصات الإيمان؟

قد يقوم الفرد بالقيام بعمل ما ومن ثم يتسبب في إنقاص أجره وإيمانه، ولذلك نقوم من خلال موقع مفاهيم بالتعرف على نواقص الإيمان ومنقصات الإيمان، حتى نتمكن من التفرقة بينهم، ونتجنب نواقص الأجر. كما أننا سنتعرف معًا على معنى الإيمان والفرق بينه وبين الإسلام، وهل المسلم هو المؤمن أم لا؟، فتابعونا من خلال السطور التالية.
ما هي نواقص الإيمان ومنقصات الإيمان؟

تعريف الإيمان

قبل أن نعرف الفرق ما بين نواقص الإيمان ومنقصات الإيمان، دعونا نعرف أولًا تعريف الإيمان، وهو:

  • تعريف الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه اللسان، وأركان الإيمان هي أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والإيمان يختلف عن الإسلام، فالجميع يحمل الديانة الإسلامية ولكن القليل منهم مؤمن حق.
  • فالإسلام هو الاستسلام لأوامر الله عز وجل، وتكون أركانه خمسة، قول الشهادة والصلاة والزكاة وصوم رمضان والحج لمن استطاع إليه سبيلًا.

نواقص الإيمان ومنقصات الإيمان

معنى نواقص الإيمان

  • معنى النواقص لغويًا: هو حدوث نقص سواء في البناء أو العهد، فينتج عنه الإبطال والإزالة، فقد جاء في كتاب الله العزيز في ذلك: "وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ".
  • معنى النواقص اصطلاحًا: فهو أقوال أو اعتقادات تخرج الفرد من الإيمان، وتحول المسلم إلى الكفر، ولكن دون ذلك يتعرض المسلم للشرك الأصغر مثل الرياء أو الحلف بغير الله أو النفاق.
  • ويكمن الفرق ما بين نواقص الإيمان ومنقصات الإيمان في ذلك، هو أن نواقص الإيمان تخرج المسلم إلى الكفر، أما منقصات الإيمان تجعله يرتكب ذنوب كبيرة ولكن لا يخرج من الملة.

معنى منقصات الإيمان

  • منقصات الإيمان لغويا: هي جمع منقصة، مأخوذة من جذر الكلمة العربية نَقَصَ، ويعني التقليل أو التخفيف. أي أن منقصات الإيمان هي الأمور التي تُقلل من مستوى أو درجة الإيمان، منقصات الإيمان في اللغة هي الأمور التي تؤدي إلى تقليل أو ضعف الإيمان لدى الشخص، أي الأمور التي تؤثر على قوة التصديق واليقين.
  • معنى منقصات الإيمان اصطلاحًا: منقصات الإيمان هي الأفعال، الأقوال، أو الأعمال التي لا تخرج المسلم من دائرة الإسلام، لكنها تؤدي إلى ضعف إيمانه. بمعنى أن الشخص يبقى مسلمًا، لكنه يعاني من نقص في التزامه أو تصديقه أو طاعته لله، مما يؤدي إلى تراجع مستوى الإيمان في قلبه.

معنى نواقض الإيمان

  • معنى نواقض الإيمان لغويا: جمع ناقض، وهي مأخوذة من الفعل "نقض" الذي يعني في اللغة الإبطال أو الهدم. يُقال: نقض الحبل أو البناء أي أفسده وهدمه، ونواقض الإيمان تعني الأمور أو الأفعال التي تهدم أو تبطل الإيمان، أي تُفسده وتُزيله بالكامل كما يُنقض البناء فينهدم.
  • نواقض الإيمان اصطلاحًا: هي الأمور التي تُخرج الشخص من دائرة الإسلام وتؤدي إلى الكفر، حيث أن ارتكابها يزيل الإيمان بالكامل. وهي الأعمال أو الأقوال التي تجعل المسلم مرتدًا عن الإسلام، ولا يعود مسلمًا إلا بالتوبة والرجوع إلى الله.

الفرق بين نواقض الإيمان ومنقصات الإيمان

مصطلحي نواقص الإيمان ومنقصات الإيمان يُستخدمان في الحديث عن حالة الإيمان، وهما يشيران إلى أمور تؤثر على الإيمان، لكن كل منهما يحمل معنى مختلفًا:

1. نواقص الإيمان

يشير هذا المصطلح إلى نقص في كمال الإيمان، لكن المسلم يبقى مؤمنًا. الإيمان قد يزيد وينقص بناءً على أعمال المسلم وطاعاته، ومن أمثلة نواقص الإيمان:

  • ضعف الالتزام بالفرائض أو السنن مثل تقصير في أداء الصلاة أو الصيام.
  • الغفلة عن ذكر الله أو قلة قراءة القرآن.
  • التقصير في الأخلاق الإسلامية مثل التعامل مع الناس بظلم أو نقص في الصدق.

هذه الأمور لا تُخرج المسلم من الإسلام، لكنها تنقص من إيمانه وكماله. المسلم يظل مؤمنًا، لكن إيمانه يكون ضعيفًا ويحتاج إلى تقوية.

2. نواقض الإيمان

نواقض الإيمان هي الأمور التي تؤدي إلى خروج الشخص من الإسلام بشكل كامل. إذا ارتكب المسلم أحد هذه النواقض، يعتبر خارجًا عن دائرة الإسلام حتى يتوب ويعود إلى الدين، ومن الأمثلة عليها:

  • الشرك بالله (عبادة غير الله أو تقديم العبادة لغير الله).
  • الكفر بالله أو رسوله أو أي من أركان الإسلام.
  • الاستهزاء بالدين أو بمقدسات الإسلام.
  • ترك الصلاة عمدًا.
  • الإيمان ببعض الأنبياء وإنكار البعض الآخر.

إذا وقع المسلم في ناقض من نواقض الإيمان، يُعتبر مرتدًا عن الإسلام، وتجب عليه التوبة والعودة إلى الإسلام.

2. منقصات الإيمان

منقصات الإيمان هي الأفعال أو الأقوال التي تؤدي إلى ضعف الإيمان، لكنها لا تُخرج الشخص من الإسلام. المسلم يظل مؤمنًا، لكنه قد يرتكب ذنوبًا تؤثر على إيمانه، ومن الأمثلة عليها:

  • ارتكاب الذنوب مثل الغيبة، النميمة، الكذب، أو الفواحش.
  • الانشغال بالدنيا والشهوات على حساب العبادة.
  • التهاون في أداء الفرائض مثل التراخي في الصلاة.

منقصات الإيمان تؤدي إلى ضعف الإيمان، لكن الشخص لا يزال مسلمًا. تحتاج إلى التوبة والاستغفار والعمل على تقوية الإيمان من خلال الطاعات.

ما هي أنواع النواقص؟

يوجد العديد من الأنواع المختلفة للنواقص، ومنها ما يلي:

النواقص الاعتقادية

  • أما عن أنواع النواقص فمنها النواقص الاعتقادية فيكون الشرك بالله، بمعنى أن المسلم يعتقد بأنه يوجد شخص آخر مع الله يستحق الذبح له، زجاء ذلك في قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا".
  • أو التصديق بالكهنة وما يقولونه، كما أن النواقص الاعتقادية قد تشمل أيضًا التكذيب بالفرائض التي أكد عليها النبي محمد صل الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة، أو قول أن هذا حلال وهو حرام، وقد جاء عن ذلك في كتاب الله العزيز: " قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا".
  • وأيضًا من لم يقوم بتكفير المشركين أو الشك بأنهم كفروا على ما أنزل الله به، قد قام بالشرك أيضًا والخروج من الملة، وقد جاء ذلك في القرآن الكريم بسورة ال عمران: "مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ".
  • كما أنه يشمل أيضًا الشك في أحكام الله سبحانه وتعالى، مثل الشك في حرمة الزنا أو الربا، كما أن من يكذب النبي في شيء أو لا يريد أن يتبعه، فهو قد خرج من الشريعة الإسلامية، أو من يظهر أمام الناس بأنه مؤمن بالله ولكن في السر لا يؤمن به.
  • وهذا ما يعرف بالنفاق الاعتقادي، فقد جاء عن ذلك في كتابه الكريم "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا".
  • من يستكبر على عبادة الله أو اتباع رسول الله صل الله عليه وسلم، فقد خرج إبليس من الجنة لتكبره، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: "فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ".
  • كما أن من يقوم بالإعراض عن دين الله عز وجل ولا يريد أن يدرسه، فهو قد خرج من الملة، وقد جاء عن ذلك في كتابه العزيز "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ".

النواقص القولية

  • وهي مشهورة ما بين المسلمين، ولا يعلمون بأنها تخرجه من ملة الإسلام، ومن ضمنها سب الإسلام أو الله أو رسله أو ما أنزل الله في كتبه أو الاستهزاء بالدين أو الرسل.
  • فقد جاء ذلك في كتاب الله العزيز، في قوله تعالى: "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ".
  • كما أن من يقوم بالإنكار لما أنزله الله سبحانه وتعالى على العالمين أو إنكار وجود الملائكة أو البعث أو النشور، كما أن من يدعي بأنه يعلم الغيب من خلال التنجيم، كل ذلك يخرج المسلم من دينه وينقله إلى الكفر.
  • وقد جاء الكثير من الأحاديث الشريفة في التنجيم والادعاء بمعرفة الغيب، وجاء في قول الله تعالى: "قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ"، وكذلك في قول رسول الله صلوات الله عليه "مَنْ أَتَى عَرّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ؛ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً".
  • كما أن من يدعي النبوة يدخل في الكفر، فقد جاء في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم، قال: "اَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَريبٌ مِنْ ثَلاَثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعَمُ أَنَّهُ رَسُولُ الله"،

النواقص الفعلية

  • وهو ما يقوم به الفرد يجعله كافر، مثل الشرك بالله وعدم عبادته، وتجد ذلك في من يقوم بالتقرب إلى شخص آخر غير الله ويصلي ويسجد له، ويذبح ويصوم له بدلًا من إخلاص النية كاملة لله.
  • كما أن من يقوم بالسحر وقراءة بعض الطلاسم التي من خلالها يحضر الشياطين للقيام بضرر للشخص المسحور، جميع هذه الأفعال شرك لكونه يتقرب للشياطين لينفذون له ما يريده.
  • وقد جاء في كتاب الله العزيز عن ذلك: "وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ".كما أن من أشكال النواقص الفعلية أيضًا هو عدم احترام القرآن الكريم ورميه وتلويثه بالنجاسات، كما أن من يقف بجانب المشركين ضد المسلمين والمجاهدين هو كافر، وذلك في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".
قدمنا لكم من خلال هذه المقالة نواقص الإيمان ومنقصات الإيمان، وقد علمنا الفرق المقصود بينهما. ويجب أن تدرك جيدًا عزيزي القارئ بأن نواقص الإيمان تتسبب في تحول الإنسان من الإيمان للكفر، وقد ذكرنا جميع ما يؤدي إلى ذلك، فعليك اجتنابه والابتعاد عنه، كما يجب أن تحذر الآخرين من ذلك إذا وجدتهم يفعلون هذا الأمر.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ