كتابة :
آخر تحديث: 30/05/2022

ما هي شروط قبول العبادة؟

يستغل جميع المسلمين بمعرفة شروط قبول العبادة، حيث أنها أهم شيء والأساسي التي خلق الله عليه البشر، وذلك لما جاء في كتابه العزيز: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، ولذلك يقدم موقع مفاهيم كل شيء يتعلق بصحة العبادة، وذلك من خلال معرفة أصول الدين والعبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى علينا، لكي نتأكد من صحة ما نقوم به، آملين في تقبل الله سبحانه وتعالى جميع ما نقوم به من عبادات.
ما هي شروط قبول العبادة؟

شروط قبول العبادة

قبل أن نتكلم عن شروط قبول العبادة، يجب أولا أن نفرق ما بين شيئين، وهم كما يلي:

  • شروط عامة لقبول العبادة، بحيث يجب أن تكون موجودة في كل المسلمين لتقبل جميع العبادات.
  • شروط خاصة لقبول العبادة، وهي شروط يجب اتباعها عند القيام بعبادة معينة.

وفيما يلي سنتكلم عن كل واحدة منها بشيء من التفاصيل، حيث إنه يوجد شرطين يجب أن يتوافروا في كل مسلم، حتى يتقبل الله منهم العبادات، وهم كما يلي:

الشرط الأول إخلاص النية لله

  • حيث أن من أهم الأشياء التي يجب أن تتوافر في المسلم حتى يتقبل ما يقوم به من عبادات هو أن يخلص ما يقوم به لله فقط، فقط قال الله في كتابه العزيز "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ".
  • وهو أن يكون جميع ما يقوم به العبد هو الإخلاص لله عز وجل في أعماله سواء الظاهرة أو الباطنة منها، مثالا على ذلك صلاة الفرد للناس وليس لله، فإنه سواء يلقى الكثير من المدح من الناس، ولكن عند رجوعه إلى الله كأنه لم يصلي قط.

النية الداخلية

  • النية من أهم الأشياء التي يجب أن تتوافر في الفرد عند قيامه بجميع العبادات، فقد ذكر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن النبي صل الله عليه وسلم قال: "إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ".
  • حيث أن العبادات لا تقبل عند الله بدون وجود النية، وهو توافر القصد الداخلي من أداء هذه العبادة، وقد تكون النية بسيطة ولكن يؤجر عليها أجر كبير، على سبيل المثال نوم شخص ما مبكراً لكي يستطيع أن يصلي الفجر، ففي هذا أجر عظيم حتى ولو لم يستطيع أن يستيقظ للصلاة.

أن يكون العمل التي يتم متوافق للشرع

  • يجب أن تكون العبادة التي يتم أدائها متوافقة مع شروطها، وهو ما جاء به القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، فقد جاء في ذلك عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
  • فهذا الحديث دليل قوي على من يقوم باختراع جديد في عيادة فهو باطل، فيجب أن نقوم بما أمرنا الله به فقط وبما جاء به رسول الله صل الله عليه وسلم.

والذي يقوم بالابتداع في الدين، يصنف على أنه كالآتي:

  • أنه يقوم بذلك اعتقاداً منه بأن الدين ناقص، وأنه يحتاج إلى زيادة، فذلك خطأ كبير يقع فيه ما يفعله، وهو يناقض ما جاء به القرآن الكريم "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
  • المبتدع كأنه يقول إن النبي لم يبلغ رسالته كاملة، أو أنه كان يعلم بذلك ولكنه أخفاه عنا، فبالتالي يجب أن لا يتم الزيادة أو النقصان في الدين، حتى لا تقع في الشرك لا قدر الله.

الإسلام

  • وهو أحد شروط قبول العبادة وأهمها، حيث إنه لا يقبل على الإطلاق العمل الطيب من كافر، فقد ذكر ذلك الأمر في العديد من آيات كتاب الله العزيز، حيث قال: "وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ".
  • كما جاء أيضاً "وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ".
  • وقد جاء أيضا في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم، قال: "إنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُعْطَى بها في الدُّنْيا ويُجْزَى بها في الآخِرَةِ، وأَمَّا الكافِرُ فيُطْعَمُ بحَسَناتِ ما عَمِلَ بها لِلَّهِ في الدُّنْيا، حتَّى إذا أفْضَى إلى الآخِرَةِ، لَمْ تَكُنْ له حَسَنَةٌ يُجْزَى بها".

شروط الصلاة الصحيحة

يوجد بعض الشروط التي يجب على المسلم اتباعها لكي تكون صلاته صحيحة، ومن ضمن هذه الشروط ما يلي:

  • من أهم الشروط لصحة الصلاة هو الاغتسال من الحدث الأصغر أو الأكبر، الحدث الأكبر وهو الاغتسال من الجنابة أو الحيض، والحدث الأصغر وهو الاغتسال من الغائط أو التبول.

وقد جاء عن ذلك في كتاب الله العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا".

  • حيث إنه لا يقبل صلاة بدون اغتسال، مع نظافة الثوب أو المكان، فهي من شروط صحة الصلاة أيضا.

ومن الشروط الأخرى لصحة الصلاة ما يلي:

  • ستر العورة والعورة هنا كل ما يحرم النظر إليه، فيجب على كل من المصلى سواء من الرجال أو النساء أن يقوموا بستر العورة.
  • دخول الوقت، وهو من الشروط التي يجب أن تتوافر لصحة الصلاة، فقد جاء في كتاب الله العزيز: "“إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا"، فلا يجب الصلاة تقديما أو تأخيرا عن ميعادها.
  • استقبال القبلة، وهو واحداً من أهم شروط قبول الصلاة، وقبلة المسلمين تكون في التوجه للكعبة، وذلك في قوله تعالى "فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ".

شروط أساسية لتقبل العبادة

وضع الله سبحانه وتعالى شروط أساسية لتقبل الطاعات والعبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى لنا، فالشروط الأساسية هي:

  1. شرط الدين الإسلامي، حيث إنه لا يقبل من غير المسلم قيامه بالعبادات والطاعات المختلفة التي فرضها الله.
  2. شرط الإخلاص، وهو من الشروط الواجب توافرها للمسلم، حيث يجب أن يكون العمل مقدم فقط لله وليس للناس أو لإرضاء أحد آخر.
  3. شرط الإتباع، والمقصود هنا هو السير على نهج رسول الله صل الله عليه وسلم، والتصديق على كل ما أمرنا به، فلا يجب الابتداع في الدين أو القيام بشيء لم يأمرنا به الله.
قدمنا من خلال هذه المقالة شروط قبول العبادة، فيجب على كل مسلم لكي تكون عبادته صحيحة أن يلتزم بالشروط التي ذكرناها لكم في المقالة، وهي من الشروط العامة، كما قمنا بتقديم نموذج من الشروط الخاصة بعبادة محددة لصحتها، مثل شروط قبول الصلاة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ