كتابة :
آخر تحديث: 28/06/2021

حكم الاعتكاف في رمضان 1442

في الوقت الحالي يعيش العالم أجمع في حالة من الحجر الصحي بالمنازل بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد وبسببه قد منعت التجمعات في المساجد مما قد يغير حكم الاعتكاف في رمضان 1442.
وفي هذا المقال سوف نقوم بتعريف حكم الاعتكاف في شرمضان 1442 في هذه الظروف الغيراعتيادية على العالم عامة والعالم الإسلامي خاصة.
حكم الاعتكاف في رمضان 1442

تعريف الاعتكاف

يقصد بالاعتكاف الأتي:

  • هو أن يمكث الشخص في المسجد حتى يتفرغ للعبادة فقط ويمتنع عن شهوات الدنيا كلها فلا يخرج إلا للضرورة فقط, والمعتكف هو يعكف الذنوب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • ونقل الصاوي في حاشيته على الشرح معنى جميل للاعتكاف وهو : عكف يعكف عكفا وعكوفا : أقبل على الشيء مواظباً، واعتكف وانعكف بمعنى واحد.

الحكمة من الاعتكاف

يشير الهدف من الاعتكاف إلى :

  • أن يصفي الشخص ذهنه وان يكون خالص في عبادته لله ففي هذا تشبه بالملائكة الكرام وكف اللسان عن ما ينبغي أن يكف عنه.
  • ففي الاعتكاف يقوم المعتكف بجعل وقته ونفسه لعبادة الله وحده يقصد به التقرب إلى الله والابتعاد عن كل شهوات الدنيا التي هي من أسباب منع العبد من التقرب إلى ربه فيما تشغل وقته.
  • وهو انتظار المعتكف أوقات الصلاة في جماعة, والمقصد الشرعي من الاعتكاف هو الصلاة في جماعة, وتشبه الشخص المعتكف بالملائكة الذين لا يعصون الله أبدا ويطيعون أوامر الله ويسبحونه أثناء الليل والنهار وفي كل وقت.

حكم الاعتكاف

يعد حكم اعتكاف في شهر رمضان أو غيره من الأوقات :

  • من السنن التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم, فيأخذ الشخص المعتكف أجر علي الاعتكاف فلا جناح على من لم يعتكف.
  • والاعتكاف يعد سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وليس واجب, ولكن يجب على المسلم الاعتكاف نذرا فيجب عليه.
  • والدليل على أن الاعتكاف سنة وليست فرض هو ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم من مداومة عليه تقرب إلى الله تعالى وطلبه ثوابه.
  • وأيضا اعتكاف زوجاته معه، والدليل على عدم وجوبه هو أن من أصحابه من لم يعترف فلم يأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلا لمن أراد فهو مخير.
  • ولكن عن اعتكاف رمضان فإنه لمن يريد الاعتكاف فعليه بالعشر الأواخر من الشهر الكريم .
  • وهنا نرى انه إذا كان الاعتكاف واجب لما تعلق بالإرادة. ولكن إن قام شخص بندر الاعتكاف فهو واجب عليه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من نذر أن يطيع الله فليطيعه " رواه البخاري.

أركان وشروط الاعتكاف

للاعتكاف أربعة أركان عند الجمهور وهم :

  • " اللبث في المسجد – المعتكف - النية – المعتكف فيه ".
  • وقد ذهب قول الحنفية أن اللبث في المسجد هو الاعتكاف وكي تبقي من أركان عند الجمهور فهم أطراف وشروط الاعتكاف فقط.
  • وقد أضاف المالكية ركن آخر وهو الصوم.
  • واتفق الفقهاء على أن الاعتكاف يصح إذا قام به رجل أو مرأة او صبى مميز ولكن حتي يكون صحيحاً فهناك شروط لصحته وهي الواجب والمندوب والعقل والإسلام والطهارة من الجنب والتمييز والنقاء من الحيض والنفاس.

اعتكاف المرأة

وعن آراء العلماء حول مساءلة اعتكاف المرأة :

  • فقد صح اعتكاف المرأة بعد اتفاق الفقهاء ولكن كان هناك اختلاف على المكان الذي سوف تعترف فيه المرأة.
  • وذهب الجمهور لاشتراط المسجد مكان لاعتكاف المرأة واستدلوا بقول ابن عباس – رضى الله عنهما – انه سئل عن امرأة نذرت عليها أن تعترفي مسجد منزلها، فقال إنها بدعه وان أبغض الأعمال إلى الله البدع.
  • فلا يجوز الاعتكاف للمرأة إلا بمسجد تقام به الصلاة. فمسجد المنزل ليس حكما وإنما قد يتم استبداله في أي وقت ونوم احد الأشخاص جنب به وكذلك لو جاز لكانت فعلته أم المؤمنين في اعتكافها.
  • وكان مذهب الشافعي في القديم والحنفية هو انه يجوز للمرأة أن تعتكف في مسجد منزلها واستدلوا بأنه هو الموضع التي تصلي فيه, وقاموا بتكريه اعتكافها في المسجد.

مكان اعتكاف الرجل

وما ذهب إليه جمهور الفقهاء :

  • إنه لا يجوز للرجل الاعتكاف إلا في المسجد واستدلوا بقوله تعالى " ولا تباشروهن وانتم عارفين في المساجد " وقد جاء في الجامع شرح النووي فاستدل بهذه الآية أنه لا يجوز للرجل الاعتكاف إلا في المسجد.
  • ونجد أن المسألة ليس محل إجماع كما يقول الكثير من الفقهاء القدامى والمعاصرين وقد نقل اكثر من واحد من الفقهاء اختلاف العلماء فيه مما يجعلنا نتسأل عن حكم الاعتكاف في رمضان 1442.
  • واتفق العلماء على مشروطية المسجد للاعتكاف إلا محمد بن عمر ابن لبابه المالكي قد أجاز الاعتكاف في كل مكان وأجاز الحنفية للمرأة الاعتكاف في مسجد منزلها وهو المكان الذي يكون معد للصلاة.
  • وذهب المالكية إلى أن الاعتكاف للرجل والمرأة في مسجد البيت لأن التطوع في البيت يكون أفضل.
  • وقد ذهب أحمد وأبو حنيفة إلى اختصاص الاعتكاف بالمساجد التي تقوم فيها الصلوات فقط.

ماذا عن الاعتكاف في ظل الظروف الراهنة؟

فيما يخص حكم الاعتكاف في رمضان 1442وحالته الخاصة من وجود وباء عالمي " كورونا ":

  • فلا شك من أنه يشترط للاعتكاف أن يكون مكانه المسجد وهذا واضح بنص القرآن وسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم.
  • ولكن هذا يجرى في الأحوال العادية فيخرج مخرج الأصل والقاعدة حيث أن المقصود من الاعتكاف يتحقق في المساجد من الابتعاد عن الشهوات والتفرغ للطاعات فاعتكاف الرجل في البيت لا يحقق ذلك المقصود.

ومن شروط الأخذ بالجواز:

  • فإن التزام الناس بالحجر الصحي الذين يعيشونه في الوقت الحالي يرجح أقوال المالكية بجواز الاعتكاف في مسجد المنزل.

ولكن يكون الاعتكاف بعدة شروط يجب الالتزام بها حتي يكون الاعتكاف صحيحاً للشخص المعتكف:

  1. أن يكون الاعتكاف بمسجد المنزل فقط وليس كله وهذا يشير بأنه يجب أن يوجد داخل المنزل مكان مخصص للصلاة فقط.
  2. أن يقوم الشخص المعتكف بالمكوث داخل مسجد بيته لا يخرج إلا للضرورة فقط مثل قضاء حاجته فلا يجوز له المكوث لبضع ساعات والخروج منه بعض الوقت.
  3. أن يكون كل وقت المعتكف يقتصر على العبادة فقط من صلاة وذكر وقراءة قرآن فلا يشغله شيء عن العبادة.
  4. أن هذا الاختيار والأخذ بهذا الرأي مرتبط بوجود جائحة كورونا وهي السبب للآخذ به وجعله حكم الاعتكاف في رمضان 1442 يزول بزوال السبب ويكون الاعتكاف بمسجد المنزل للمرأة فقط.
  5. والأخذ برأي الجواز بالاعتكاف في بيوت المسلمين تعظيم وحفاظ على الشعائر وسقوط بعض شروط الاعتكاف أفضل بكثير من سقوط كله.
  6. على أن يبقى هذا الرأي بالاختيار فالأصل في الاعتكاف انه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس فرض فمن الممكن أن يمكث احد الأشخاص للتعبد في مسجد منزله ولا يسمى هذا اعتكافاً.
  7. والموضوع أصله فيه سعة فليس كل المسلمين يقومون بالاعتكاف بالمساجد في الأوقات العادية, ولكن المقصود بجواز القول بالاعتكاف في مسجد المنزل لمن التزم وأراد أن يأخذ بقول الجمهور ويعمل به فله ذلك أن أراد.
وفيما يخص حكم الاعتكاف في رمضان 1442 نجد أن الأخذ بقول وجواز الاعتكاف في مسجد المنزل بالشروط، أفضل وأعظم من إسقاط الاعتكاف كله.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ