كتابة :
آخر تحديث: 22/11/2020

العبادة تحسن الصحة النفسية

العبادة تحسن الصحة النفسية.. تلك هي الحقيقة المؤكدة التي أكدتها معظم الدراسات والتجارب التي أجريت على العديد من الأشخاص.
فالصحة النفسية تتحسن كثيرا بالعبادات، وتلك ليست خرافة أو افتراض ولكنها حقيقة أكيدة بعدما تم متابعة العديد من الأشخاص الذين تم متابعة نشاط عقولهم وأجهزتهم العصبية أثناء العبادة، وبعد العبادة،
حيث ثبت بالدليل القاطع أن المخ ينتج العديد من الهرمونات التي تساعد على الاطمئنان والثقة أثناء العبادة، بكيفية وطريقة لا تحدث مع أي من وسائل التطمين الأخرى.
العبادة تحسن الصحة النفسية

العبادة تحسن الصحة النفسية

لماذا يحتاج الإنسان للعبادة؟ الحقيقة أن ضغوط الحياة متتالية وغير محسوبة وغير متوقعة في كثير من الأحيان، حيث أن الإنسان يحتاج دائماً إلى الشعور بأن قوة كبيرة جداً تساعده وتحافظ عليه وسط تلك الضغوط.

وهناك قوة كبيرة من الله تساعد الإنسان، هذا الشعور حين يتأكد عند الإنسان تجد تصرفاته حيال الضغوط تتغير تغيراً شديداً نحو الثبات والسكينة، وعندما يتم التخلي عن العبادة للحظات يجد الإنسان نفسه قد فقد العديد من عناصر قوته وثباته.

العبادة والمشاكل الشخصية

ربما لا يوجد شخصاً واحداً إلا ومر بتلك اللحظة التي شعر فيها بأن ربه معه يحفظه ويحرسه، فمثلاً كان هناك شخص حزن بشدة لعدم قبوله في وظيفة من الوظائف،

وعند ذهابه في طريق عودته اختار أن لا يذهب لبيته سريعاً، ليجلس على طرف النهر، فإذا برجل يجلس بجانبه يعرض عليه عملاً أفضل بكثير مما كان يطمح إليه.

أو أن فتاة كانت تحلم بالزواج من شاب، وعندما رضيت بما قسمه الله لها من عدم التوفيق لهذا الهدف، اكتشفت به من العيوب بعد ذلك ما جعلها تحمد الله على عدم تحقيق امنيتها، وأن الله كان أعلم بالخير حتى وإن كنا نكرهه، ويدفع عنا الشر حتى وإن كنا نحبه.

إنها العبادة التي تجعلنا نقرأ الأحداث بشكل مختلف، تجعلنا نرى الفقر زهد، والغنى يقين، والغنى بالله هو أشد أنواع الغنى على الإطلاق، لأن المال يروح ويجيء والصحة تمرض وتشفى، أما من فقد متعة العبادة فلا راحة ولا صحة ولا غنى يغنيه.

العبادة ومناعة الجسد

سجلت العديد من الإحصائيات حالات شفاء فجائية من أمراض قيل عنها أنها لا أمل في شفاءها، وذلك بعد ارتفاع المناعة الجسدية ليهم، وارتفاع كفاءة أعضاء أجسادهم في مواجهة الأمراض، ومنها أمراض السرطان والزهايمر وغيرها من الأمراض.

فها هو شخص اخبره الأطباء بأنه مريض سرطان، فوجئ في البداية بالخبر، وشعر أنه نهاية العالم، وتوقع وقوف كثير من أصدقاؤه بجانبه، لكنهم تخلو عنه إلا قليلا جدا منهم.

شعر بحزن أهله عليه، كان يريد أن يقول لهم لا أريد أن أرى حزنكم، أريد أن أرى شيئاً آخر، أريدكم أن تساعدونني على التماسك.

ثم فجأة قال يا رب .. شعر بأن جسده يتغير في تلك الكلمة، وأنه لا ينتظر مساندة من أحد، وأن اطمئناناً عجيباً بدأ يدخل في قلبه، وبعدما كان مذهولاً يرفض العلاج دخلت عليه طبيبة رائعة الابتسامة تسأله عن هواياته،

وعن أجمل مواقف حياته، فإذا به يجيبها بشكل تلقائي ويتجاذب معها أطراف الحديث.

إنها العبادة التي سخرت له القلوب الرحيمة التي ساندته في محنته، وبعد دخوله في جلسات الكيماوي وعمل التحليلات اللازمة فوجئ بأن مناعة جسده تتزايد، وأن السرطان يقل بالتدريج، حتى حقق الشفاء من مرض السرطان.

إنها قصة حقيقية لشاب انتصر على مرض السرطان بالعبادة، إنه لم يقضي كل أوقات حياته في الصلاة ولم تتحول كل كلماته إلى كلمات دينيه، إنها فقط كلمات قليلة لجأ بها لله الذي هو قادر على كل شيء.

العبادة وضغوط الحياة

كما سبق وأن بينا في السطور الماضية، فإن الإنسان في ضغوط الحياة لا يكون دائماً مستعداً لها، فعندما يتعرض الإنسان لمشكلة معينة يحتاج دائماً إلى قدرات كبيرة في استيعاب تلك المشكلة، ومعرفة عناصرها،

وجمع معلومات صادقة عن تفاصيلها، وفرض الفروض اللازمة لحلها، واختيار افضل تلك الفروض المناسبة للواقع للبدء في تنفيذ هذا الحل، ثم البدء في تنفيذ الحل.

كل تلك الخطوات تحتاج في الحقيقة إلى طاقة نفسية كبيرة جداً، طاقة ربما لا يتخيلها إنسان، لأن الإنسان الواقع تحت ضغط معين، مثل ضغط وجود امتحان في الصباح الباكر، والطالب غير متسعد للامتحان مثلاً.

ففي ذلك الضغط وتلك الأعباء الملقاة على عاتق الطالب يكون في حاجة ماسة إلى طاقة نفسية، وثقة عالية تمكنه من استيعاب المواد الدراسة التي سيقوم بالامتحان بها.

ولكن أغلب الظن وبفعل عدم الثقة بالنفس وعدم ثقة الطالب بمقدرته على التذكر والاستيعاب لمعلومات المواد الدراسية تجد الطالب غير قادر على تطبيق خطوات حل المشكلة التي سبق الإشارة إليها.

حينها حين يلجأ الطالب إلى العبادة بصدق، ويعلم أن ربه قادر على كل شيء، وأنه حين يساند عبده لا تمنع تلك المساعدة أي عوائق، لا الوقت ولا المعلومات ولا الامتحان.

حينها، فقط نجد الطالب قد استطاع تنفيذ خطوات حل المشكلة بطريقة كبيرة، وذلك لأن العبادة زودته بطاقة نفسية كبيرة جداً لا تستطيع أي كلمات وصفها.

وكم من الطلاب يتحدثون عن نجاحهم في امتحانات رغم أن خبرتهم بالمادة التي يمتحنون فيها لا تتعدى ليلة واحدة قاموا بقراءة الكتاب فيها، وعندما استعانوا بالله وبدأت القراءة كان الامتحان من الأسطر التي قرؤها في الكتاب.

إنها ليست معجزة فحسب، ولكنه اليقين بالله والعبادة التي تحل المشكلات.

العبادة تحسن الصحة النفسية وتحل المشكلات الزوجية

تنشب الخلافات الزوجية عادة من أسباب عديدة جداً، ولكن أهمها من عدم التفاهم بين الزوجين في بعض الأمور، وعدم الصبر على عيوب كل طرف تجاه الآخر، فكل طرف يريد الآخر ممتازاً في كل شيء، متفهما لكل شيء، كما لو كان الله خلقنا ملائكة وليس بشر.

وحين لا يصبر الزوج على عيوب الزوجة، وحين لا تجد الزوجة الطاقة لتصبر على أخطاء الزوج، هنا يأتي دور العبادة التي تبعث في النفوس الاطمئنان وسط المشكلات، فلا تتطور ولكن تقل حدتها بالتدريج كلما زاد عمق العبادة في القلوب.

إن العبادة الحقيقية تلك العبادة التي نراها في المعاملة، معاملة الزوج للزوجة ومعاملة الزوجة لزوجها، تلك المعاملة التي توقن من أن الله لا يضيع أجر الصابرين، وأننا إذا ما أردنا أن يغفر لنا ربنا الأخطاء، فليتسع صدرنا لنغفر لبعضنا البعض الأخطاء، ونتحمل بعض العثرات.

فها هي زوجة تحكي عن صدمتها حين علمت أن زوجها يدمن على مشاهدة المواقع الإباحية، وأنها في البداية أصيبت بصدمة شديدة،

وهي لا تعلم أين الحل من تلك المشكلة، فلجأت إلى الله، ثم بحثت على الانترنت فوجدت موقعاً يساعد المدمنين على الشفاء، فأرسلته لزوجها،

فعلم الزوج أن زوجته علمت بأمره لكنها لم تفضحه، وأنها حتى لم تواجهه، فأحبها كثيراً لموقفها، وقرر أن يبدأ رحلة العلاج مع الموقع الذي ساعده كثيراً حتى وصل للشفاء، حيث عاونته زوجته ونفذت معه الكثير من التدريبات التي تعلمتها من الم

أخيرا.. إن العبادة تحسن الصحة النفسية، وتعين الإنسان على تحقيق أهدافه في أسرته ومجتمعه وفي العالم بأسره.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ