فوائد الرياضة على الصحة النفسية
فوائد الرياضة على الصحة النفسية بين الواقع والخيال
هناك من يتصور بأن ممارسة الرياضة في حد ذاته كفيل بأن يحقق السلامة النفسية، ولكن الواقع يقول أن هناك العديد من أبطال الألعاب الرياضية يعانون من بعض الأمراض النفسية، وهناك العديد من الأصحاء نفسياً لا يمارسون الرياضة، فقد يتوهم البعض بأنه لا علاقة بين الصحة النفسية وممارسة الرياضة، وهذا وهم يجب تصحيحه.
فالرياضة في مجملها حركات للأعضاء، وعندما يظن البعض أنه لا يقوم بلعب الرياضة، فهو في الحقيقة يقوم بحركات يومية ويقوم بممارسة الرياضة دون شعور.
فحين يذهب هذا الإنسان إلى مشوار مشياً فهو في الحقيقة يمارس رياضة المشي.
وحين يقوم بحمل الأثقال في المنزل عند ترتيب الأثاث فإنه يمارس رياضة حمل الأثقال، وحين يجلس ناظراً للمنظر الجميل في حالة ثبات لجسده فهو يمارس رياضة اليوجا.
ففي الواقع من يعتقد أنه لا يمارس الرياضة، فهو يعتقد أنه لا يتحرك، ولا يوجد إنسان لا يحتاج الحركة في تلبية متطلبات حياته، ولكن الفارق بين الحركة الحياتية والحركة الرياضية، أن الحركات الحياتية حركات لأعضاء الجسم ولكن لا تكون بصورة منتظمة، ولا يمارسها الإنسان بشكل محسوب، وهذا ما سنوضحه في الفقرة التالية.
الفارق بين الحركات الحياتية والتمرينات الرياضية
عندما تنوي أن تذهب إلى مشوار لقضاء احتياجاتك اليومية، وتسير على قدميك ممارساً رياضة المشي، فإنك لا تقوم ذلك بشكل يومي، ولا تقوم بذلك وأنت تحسب المسافة التي قمت بها وكم حرقت من السعرات الحرارية.
أما في رياضة المشي، فإنك تكون واعياً للمسافة التي قطعتها أثناء مشيك، وتكون في حالة حماس وتحدي أن تصل لمسافة أكبر في المرة القادمة.
كذلك فإنك قد لا تحتاج إلى الخروج من منزلك لفترات طويلة، ولا تمارس رياضة المشي حينها، أما في ممارسة الرياضة بشكل منتظم، فتكون واعياً لعدد مرات ممارستك للرياضة وتكون على دراية بما يجب عليك القيام به لكي تحصل على النتائج المرجوة من تلك الرياضة التي تمارسها.
فوائد الرياضة على الصحة النفسية وعلاقتها بسلامة الجسد
كما ذكرنا فإننا نحتاج لجسد سليم لتحقيق السلامة النفسية، وقد تكون الإعاقة الجسدية سبباً في تحسين الصحة النفسية، فعندما نجد أصحاب القدرات الخاصة والاحتياجات الخاصة فاقدين لبعض أعضاء جسدهم، فإننا نجدهم يمتازون بحماسة كبيرة لتعويض هذا الفقد بطرق عديدة.
فنجدهم رغم فقد بعض الأطراف في الجسد، يحصلون على البطولات الرياضية والميداليات الأولمبية، كما لو كانت الرياضة قد قامت بمفعول السحر على صحتهم النفسية حتى أنهم حققوا البطولات التي لم يحققها الأصحاء جسدياً.
فهناك بعض الأمراض النفسية التي تحول دون ممارسة الرياضة، مثل حالة الاكتئاب والإحباط التي تصيب بعض المصابين بالبدانة الزائدة، فزيادة الوزن أصابتهم بإحباط شديد نفسياً نتيجة عجزهم عن الوصول للوزن المثالي الذي يرغبون فيه.
وهنا وجب التنويه على أمر غاية في الأهمية، أن الصحة النفسية تتحقق حين يعلم الإنسان أن سلوكياته وعاداته حين تتغير فإن الجسم سيستجيب لتلك التغيرات في السلوك بشكل أكيد لا شك فيه.
علاقة تصحيح الصورة الذهنية بممارسة الرياضة
وبمعنى أخر، فإن الصحة النفسية تعتمد في الأساس على تصحيح الصورة الذهنية الراسخة في عقيدة الإنسان عن نفسه وعن الآخرين، فإذا ما كانت تلك الصورة الذهنية مصابة بالتشوهات والإحباطات عن الذات، مثل اليقين من عبارات سلبية منها .. مهما قمت من أعمال فلن يقل وزني ... أو .. مهما فعلت فلن يحدث أي تغيير .. أو .. أنا عاجزة عن فعل أي شيء حيال ذلك.
كل تلك العبارات تسبب استقراراً للصورة الذهنية الخاطئة عن النفس، ويستجيب الجسم لهذه الصورة الذهنية الخاطئة، فيمنع الإنسان عن ممارسة الرياضة.
والواجب على الإنسان أن يقوم بتصحيح الصورة الذهنية عن نفسه وعن الآخرين بشكل مستمر، ولا يتركها تتراكم بها الأخطاء والمغالطات، لأن تلك المغالطات لها مردود سلبي جداً على طاقة الإنسان النفسية والعضوية والسلامة الجسدية بشكل عام.
فحين يؤمن الإنسان بأن السلوكيات الخاطئة تتسبب في زيادة الوزن، وبتصحيح السلوكيات يقل الوزن، فإن اليقين من تلك العبارة يجعل الجسم يستجيب لهذا المعتقد بشكل حاسم.
ونحن لسنا في حاجة إلى تغيير فجائي جذري في وقت قصير، ولكن نحتاج في تعديل السلوك إلى تدرج بطيء جداً في تغيير السلوكيات، فربما كانت البداية بتمرين بسيط في البداية، ثم نضيف إليه إضافة بسيطة جداً في المرة القادمة.
فالعلماء يؤكدون على أن تغيير واحد في المائة فقط من العادات السيئة يومياً يحقق التغيير الكامل بعد ثلاثة أشهر فقط، فهل تصدق أن تغيير واحد في المائة في اليوم يحقق المعجزة؟
تأثير تمرينات التنفس على الصحة النفسية
إن لتمرينات التنفس تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية بل وعلى سلامة المخ وكافة أعضاء الجسم، وذلك لأن المخ وكافة أعضاء الجسم يحتاجون إلى كميات كبيرة جداً من الأكسجين والماء.
وحين نضمن للجسم الأكسجين الكافي والماء الكافي فإن المخ يكون قادراً على نقل الصورة الصحيحة عن الحياة بشكل أدق.
وبمعنى آخر.. فإن نقص بعض العناصر في الجسم يؤدي إلى ضعف قدرة المخ على نقل الصورة الصحيحة للواقع من خلال البصر والسمع واللمس وخلاف ذلك من وسائل الاتصال بالواقع، فقد نجد الإنسان يعاني من تشويش في الرؤية أو تشويش على السمع أو عدم وجود طاقة للقيام ببعض المهام.
وفي حالة توافر الاكسجين والماء بالقدر المناسب فإن الجسم يكون قد حصل على احتياجاته التي تمكنه من القيام بعمليات الاتصال بالواقع بشكل أفضل، فيحصل الإنسان على صورة دقيقة للواقع بدون مبالغات.
فالحالة النفسية للإنسان تتكون من المعلومات التي يحصل عليها من الواقع، فإن كانت الحواس التي يستخدمها في جمع تلك المعلومات لا تعمل بكفاءة فإن المعلومات التي يبني عليها الإنسان معتقداته النفسية تكون هي أيضاً غير دقيقة.
بعض تمرينات التنفس
يمكنك القيام الآن ببعض تمرينات التنفس وذلك من خلال أن تأخذ شهيقاً كبيراً ببطء ثم تخرجه ببطء أيضاً، كرر ذلك عدة مرات .. احرص وأنت تقوم بذلك على أن تفكر بشيء إيجابي وليس سلبي، وتخيل أنك تخرج مع الزفير كافة الطاقة السلبية التي جمعتها خلال يومك.
ويفضل أن تقوم بهذه التمارين في الهواء الطلق والأماكن المفتوحة وبعيداً عن عوادم السيارات والأتربة، وكذلك يمكن القيام بها في الصباح الباكر، فتلك العوامل تعطيك نتائج أفضل.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_6752