كتابة :
آخر تحديث: 22/09/2021

طرق الحفاظ على الصحة النفسية وأهميتها بالنسبة للفرد

تساهم الصحة النفسية لدى الأفراد في تطوير قدراتهم على الإنتاج بشكل يفيد المجتمع، كما يحسن المستقبل الشخصي لهؤلاء الأفراد.
وتعبر السلوك السليم والصحة البدنية عن الصحة النفسية بشكل عام، وعلى الأفراد أن يحرصوا على تحسين صحتهم النفسية وتحقيق جزء من الرفاهية لتجنب الإصابة بالأمراض المختلفة.
طرق الحفاظ على الصحة النفسية وأهميتها بالنسبة للفرد

مفهوم الصحة النفسية

يطلق عليها أيضا مصطلح الصحة العقلية، وهو مصطلح يعبر عن:

  • مستويات الرفاهية النفسية التي تخلو من الاضطرابات النفسية، كما أنه يعبر عن حالة الأشخاص النفسية التي يعيشونها كالمستوى العاطفي أو سلوكه الذي يظهر عليه.
  • يعرف علماء النفس الحالة الصحية النفسية بانها "النظرة الكلية للصحة العقلية" والتي تعبر عن قدرات الفرد وإمكانياته في مدى استمتاعه بالحياة وقدرته على تكوين اتزان بين الأنشطة التي يمارسها ومتطلبات الحياة وذلك للوصول إلى المرونة العقلية والنفسية المتطلبة.
  • كما تشرح المنظمة العالمية الحالة الصحية النفسية بأن حياة الأشخاص ينبغي أن تتكون من أنشطة يمارسها وبعض من الاستقلال وكذلك رفاهية لتجنب تعرضه للضغوط ومدى جدارته وكفاءته لإظهار قدراته الفكرية والعاطفية بين أفراد المجتمع.
  • وقد وضحت المنظمة العالمية أن تعبير الفرد عن رفاهيته وتحقيقها لذاته يظهر في قدرته على التوازن بين الضغوط التي يتعرض لها بما تطلبه المهام اليومية من إنجاز في وقت معين ببذل مجهود لا بد منه وكذلك قدرته على الإنتاج وإظهار دوره المجتمعي والقيام به.
  • وقد تختلف الصحة العقلية عن الحالة الصحية النفسية تبعاً لاختلاف وتباين الثقافات والتقييمات الذاتية ووجهات النظر المختلفة.
  • يعتبر المصطلح الأكثر ملائمة للتعبير عن الصحة العقلية هو مصطلح "الصحة السلوكية"، وهي تشير إلى الحالة المستقرة للأشخاص التي تجعل الفرد خالياً من الاضطرابات والتي يتمكن فيها الأشخاص من التعرف على قدراته وإمكاناته مع التغلب على الظروف الطارئة مثل التوتر الذي يظهر بشكل طبيعي أثناء إنجاز المهام اليومية.
  • فالصحة بشكل عام لا تعبر عن سلامة الأشخاص بدنياً، وإنما سلامته من النواحي العقلية والاجتماعية.

تاريخ الصحة النفسية

  • يعتبر " ويليام سويتزار" أول من قام بتعريف الصحة العقلية وذلك في منتصف القرن ال19الميلادي، كما عرّفها "آيزاك راي".
  • كما أنه واحد من الأشخاص الذين قاموا بتأسيس الجمعية الأمريكية للطب النفسي: " احد الفنون التي تحافظ على العقل البشري من الوقائع والتأثيرات التي تقلل من الطاقة العقلية وتعمل على إتلافه وإيقاف تطوره".
  • ويذكر أنه أثناء القرن الـ 19الميلادي كان هناك الكثير من الأفراد الذين يعانون من الأمراض العقلية ومع ذلك لم يهتم بهم احد، وكانوا يواجهون إهمالا كبيراً سواء في المراكز العقلية أو خارجها، وفي بداية القرن الـ 20 قام "كلايفورد بيرز" بتأسيس اللجنة الوطنية للصحة النفسية كما قام بافتتاح العيادة الأولى لها لمعالجة المصابين في أمريكا.
  • ومن الشخصية التي ساهمت في "حركة الحالة الصحية النفسية "، دوروثيا ديكس وقد كانت وظيفتها معلمة وقد كرست حياتها لتساعد الأفراد المصابين بالأمراض العقلية والبحث حول البيئة والظروف التي جعلتهم يصلون لمرحلة الإصابة بهذا النوع من الأمراض، وقد انتشرت هذه الحركة بين عامي 1887-1802م
  • منذ ملاحظة واكتشاف الأشخاص المصابين بالأمراض العقلية والاضطرابات السلوكية كان المصطلح المنتشر هو الحالة الصحية النفسية وبعد عام 1945م تغير هذا المصطلح إلى الصحة العقلية.

أشهر أمراض الصحة النفسية

تعتبر هذه الأمراض الأكثر انتشاراً في أنحاء العالم:

الاكتئاب:

  • هي مجموعة من المشاعر العاطفية السلبية كالحزن والتي يصاب بها الأشخاص فتغير من سلوكهم النشيط إلى السلوك الغير نشيط كما يفقدون هؤلاء الأشخاص قدرتهم على تنفيذ المهام اليومية وأداء الوظائف المطلوبة منهم.

التوحد:

  • يعبر هذا السلوك المضطرب عن فقدان القدرة على التواصل مع الأشخاص بشكل عام، كما يظهر على المصاب نوعاً من الانعزال والرغبة في المكوث بشكل منفرد أغلب الأوقات وينتشر هذا المرض بصورة كبيرة بين الأطفال لأنه تبدأ إصابته في هذه السن.

اضطراب ثنائي القطب:

  • هي نوع من المشاعر او التقلب المزاجي ما بين مشاعر الهوس والاكتئاب، ويتأثر الأشخاص بهذا التأرجح العاطفي بطريقة مباشرة ومؤلمة.

القلق:

  • هو نوع من الاضطراب ويصاب بها اغلب السكان في أنحاء العالم، نتيجة لمرورهم بظروف عالمية ومشكلات اقتصادية وصحية عالمية، مما يولد لديهم هذا الشعور.

أهمية الحالة الصحية النفسية

• توضح الأبحاث والدراسات التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية إلى أن:

  • 50%من سكان العالم يعانون من الأمراض العقلية والتي تؤثر في الاحترام الذاتي لديهم كذلك العلاقات الاجتماعية، كما تؤثر في إمكانياتهم على ممارسة الأعمال والمهام اليومية.
  • تؤثر الحالة الصحية النفسية على الصحة الجسمانية للأشخاص، حيث يتسبب ذلك في إصابتهم بأمراض بدنية مختلفة بسبب العوامل النفسية كانعدام الرغبة في تناول الطعام أو إدمان المواد المخدرة.
  • تساهم الحالة الصحية النفسية في إطالة الأعمار لأن الحالة الصحية النفسية الغير سليمة تجعل الأشخاص يفقدون قدرتهم على مواجهة الأمراض المختلفة الأمر الذي يؤدي بهم إلى الموت سريعاً.
  • كما أن الأشخاص الذين يعانون من الحالة الصحية النفسية الغير سليمة يمارسون سلوكاً عدواني اتجاه الآخرين والمجتمع بشكل عام، وذلك لأن سلوكهم لا يكون سوى تعبيراً عن شعورهم الداخلي بالتعاسة.
  • كما أن الأشخاص الذين يتميزون بسلوكهم الإيجابي وقدرتهم على الإبداع غالباً ما يتمتعون بصحة نفسية سليمة وهذا ما أشارت إليه أبحاث "ريتشاردز وكامبانيا وميوس بورك" التي ظهرت في عام 2010م.

عوامل التكامل للصحة النفسية

يعتبر المقياس لمدى الحالة الصحية النفسية عند "مكدوجل" هو:

  • تكامل الشخصية ومدى الانسجام بينها وبين متطلبات الحياة ورفاهيتها، والسلوك الممارسة من قِبَل الأشخاص.
  • والتكامل يعبر عن احترام الذات واعتبارها لخلق شخصية استقلالية.

ويعتقد "فرويد" أن التكامل يكون من خلال المرونة بين الجوانب العقلية الثلاثية وهي:

  1. النزعات: والتي تعبر عن متطلبات الأشخاص العاطفية الغريزية.
  2. الذات الشعورية: ويطلق عليها "الأنا" وهي تعبر عن الواقع المجتمعي ومتطلباته التي يعيشها الأشخاص.
  3. الذات العليا: ويطلق عليها "الأنا العليا" وتعبر عن المبادئ والمثل العليا التى يجتهد الأشخاص في الوصول لإليها.

السعادة النفسية

تتمثل هذه السعادة في:

  • الاستقرار النفسي والسلام الداخلي والقدرة على مواجهة الصعاب بتحدي وتغلب على الكثير منها دون الإصابة بأي مشكلات عقلية عميقة.
  • وإظهار القدرات الخاصة والإمكانات الداخلية التي يتحلى بها الأشخاص، دون الشعور بفقدان السيطرة.
  • كما تعبر السعادة النفسية عن الحياة بشكل مرن بحيث يكون الشخص قادر على التكيف مع ظروف الحياة المتقلبة والمتغيرة ومواجهة الطوارئ بشكل عقلي سليم ومثابر وبهدوء، كذلك التعامل مع المشكلات باختلاف عمقها بشكل مرن قابل للتفاوض والتغير وحلها بطريقة مناسبة.
  • كما تتمثل في الاتزان البدني والعاطفي والنفسي والديني، وتنبع هذه القناعات من الثقافة الشاملة والتي ترتكز على قواعد فكرية نفسية.

الحالة الصحية النفسية للطفل

  • يجب أن يتم تحقيق صحة نفسية سليمة للطفل مع الحرص على نمو الطفل في بيئة سليمة لأن ذلك يؤثر على نمو المتكامل من النواحي البدنية والعقلية والاجتماعية والإدراكية والانفعالية والسلوكية.

كذلك يجب البحث في الظروف التي تعرض لها الأطفال في الحروب والدول التي تعاني من الكوارث الطبيعية والبشرية، وتلبية حاجاتهم ومتطلباتهم العمرية على اختلاف مراحلهم العمرية، والتي تتمثل في:

  • تقبل الطفل للآخرين ولذاته وللظروف المحيطة به.
  • إيمان الطفل بإمكاناته وقدراته على الإبداع والمواجهة.
  • الاهتمام والعناية بالطفل بالطريقة التي تلائم كل مرحلة على حِدة.
  • العفو عن طفل في حالة ارتكابه للأخطاء وعدم اللجوء دائماً لأساليب العقاب وتطبيقها على الطفل، كذلك النزول لمستوى عقل الطفل وأفكاره وتفهمها بشكل جيد.
ونظراً لأن الصحة النفسية من أهم عوامل الحياة بشكل مستقر بما يوفر السعادة والحياة النفسية السليمة للأفراد، ويمكنه من التعامل بشكل سوّي مع المجتمع.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ