كتابة :
آخر تحديث: 06/12/2021

الأرض الجديدة

انتشر في الفترة الأخيرة مفهوم جديد هو الأرض الجديدة، وقد كتب عنه الكاتب الألماني ايكارت تول كتاب بأكمله يشرح هذا المفهوم بالتفصيل، والذي قال فيه أن هذه الأرض هي عبارة عن بعد جديد ستدخله الأرض قريبا.
في الفترة الأخيرة وبعد ظهور فيروس كورونا المستجد ارتفع الوعي عند الكثيرين خاصة بعد أن انعزل كل شخص عن الآخر بسبب الحجر الصحي أو بسبب إصابة الكثيرين بهذا الفيروس مما اضطرهم للمكوث بمفردهم لفترات طويلة بعيدا عن ذويهم، مما جعل الوعي عند هؤلاء الأفراد يرتفع، ويروا أن الدنيا وما بها من صراعات ليست بهذه الأهمية التي كانوا عليها من قبل، وأن الحب والسلام هو الأساس في العيش على هذه الأرض بدون معاناة أو ألم نفسي أو جسدي.
الأرض الجديدة

الأرض الجديدة

يقول علماء الكم والفيزياء أن هناك أبعاد أخرى غير البعد الأرضي أو ما يطلق عليه البعد الثالث.

وهذه الأبعاد هي البعد الرابع والبعد الخامس، فالبعد الثالث هو بعد المادة أو البعد الذي يتم فيه رؤية الأشياء على أنها طول وعرض وارتفاع.

أما البعد الرابع فهو بعد الزمن الذي يدرك فيه الشخص أن هذا الزمن وهم، وأن ما يراه في العالم المادي أو البعد الثالث وهم.

وما هو إلا انعكاس لما بداخلك ويبدأ في علاج هذه الانعكاسات التي تخرب عليه حياته حتى يتحسن واقعه أو يتغير للأفضل.

لأنه أدرك أن تحسين الداخل ينعكس على الخارج ليصبح أفضل، وهذا ما جاء في الآية الكريمة حيث يقول الله تعالى:

"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".

عندما يصل الشخص لمرحلة التصالح مع ما مر به من في الماضي من أذى وألم وخسارة وتعب نفسي وجسدي، وسلم إرادته لله.

واستغفر الله وتاب على ما صدر منه تجاه ذاته وتجاه الآخرين، هنا تتدخل العناية الإلهية ويرى الشخص حقيقته الأزلية في بعد آخر خارج حدود الزمان والمكان.

ويرى أن هذه الدنيا ما هي إلا لعبة روحية جاء فيها ليتعلم بعض الأمور التي تساعده على التطور والترقي الروحي.

وأن ما مر به من أذى من الآخرين ما هو إلا وسيلة لدفعه بهذا التطور، وأنهم ما هم إلا معلمين له لكي يتطور ويرتقي روحيا.

وهذا يتطابق مع قول الله عز وجل في كتابه العزيز:

"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله لذو فضل على العالمين".

علماء النفس والتطوير الذاتي والطاقة يقولون أيضا أن الإنسان هو من يستطيع أن يصنع واقعه.

وليس المقصود هنا أن الإنسان هو بنفسه من يصنع واقعه أو الأنا السفلى أو الدنيا، ولكن المقصود هنا الأنا العليا.

أو عندما يعي الإنسان أن حقيقته أكبر بكثير من عالم المادة أو ما يعيشه في البعد الثالث.

فهنا يقدر الإنسان أن يصنع واقعه لأنه سيكون متصلا بمصدر، وعلى يقين تام أنه سيصنع له الخير دائما.

وعندما تصل البشرية إلى وعي الأرض الجديدة أو ما يطلق عليه البعد الخامس فإن الأشخاص هنا ينظرون للعالم نظرة وردية مليئة بالحب والسعادة والوفرة.

ومن هنا ستنعكس تلك النظرة على هذا العالم الخارجي ليصبح بالفعل عالم مليء بتلك الأمور أو كما يقولون انعكس ما في الداخل على الخارج.

لأن المحتوى الداخلي للبشر من مشاعر وأفكار سلبية عن الحياة وعن الله وعن الذات قد تغيرت للأفضل، ومن هنا سينعكس هذا التغير على الخارج.

يقول علماء الوعي والتنمية الذاتية أن الفترة الأخيرة كثير من البشر ارتقوا بالوعي، ودخلوا البعد الخامس وأيقنوا حقيقتهم الأبدية.

وهي أن الله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأنه هو خالقهم، وإليه ومنه يعودون.

ومن هنا يبدأ الشخص في العيش بالحياة كأنه فاني أو غير موجود ولكنه مدرك أنه موجود هنا بالله، وبغير الله ما كان موجودا.

ولكنه مدرك أنه فان لأن وجود الله أفنى كل موجود، كما جاء في كتاب الله عز وجل: "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام".

وهذا ليس معناه أن باقي البشر الذين لم يصلوا لتلك المرحلة أنهم من المغضوب عليهم أو أنهم منفصلين عن الله.

بل بالعكس تماما كل البشر متصلين بالله وأنهم ما كانوا موجودين في هذا العالم إلا به.

ولكنهم يشعرون هذا الانفصال عنه بسبب وهم هم يعتقدون فيه أي يعتقدون أن الله منفصلا عنهم أو هم منفصلون عنه، وهذا الأمر بالطبع خطأ.

فالله لا يعاملنا بهذا الأمر بل يحب البشر جميعا بدون أي قيود أو شروط، وهذا ما لا يدركه معظم البشر.

كل ما في الأمر أن من وصلوا أدركوا أن هناك حقيقة لهذا الكون، وأن كل ما يحدث من حولهم وهم وانعكاس لما في صدورهم.

وأرادوا أن يتعرفوا على تلك الحقيقة، ويتغيرون للأفضل لأن الله يريدنا دائما في افضل حال.

كيف تصل لوعي الأرض الجديدة

يبقى هنا السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الكثيرين ألا وهو كيف يصل البشر إلى وعي البعد الخامس، أو ما يطلقون عليه النعيم أو الجنة.

  • في البداية يجب إدراك أن هذا الأمر سهل للغاية وليس معقدا أو يحدث لأشخاص بعينهم دون الآخرين، فيجب أولا الانتباه لتلك الفكرة جيدا.
  • ثانيا يجب أن يطلق الشخص نية صادقة بينه وبين الله أنه يريد معرفة الحقيقة بذاته أو بدون التأثير من أي أحد بالخارج أو اتباع وسيلة معينة.
  • ثالثا هناك قاعدة تقول أفرغ كأسك أولا أو تخلى قبل أن تتحلى لتتجلى لك الحقائق.

والمقصود هنا أن يتخلى الشخص عن أي أفكار ومشاعر سلبية تحول بينه وبين إدراك الحقيقة، وأولى تلك الأفكار والمشاعر هو وهم الانفصال عن الله.

  • عدم التصارع أو مقاومة أي أفكار أو مشاعر سلبية تظهر على السطح بل يجب أن يكون الشخص مراقبا لها دون التفاعل معها.

أو إطلاق أحكام معينة عليها أو جعلها جزء من هويته أو قيمته، وإدراك أنها وهم وليست حقيقة.

  • يجب أن يكون الشخص صبورا ومدركا ومنتبها جيدا للإشارات الكونية والرسائل التي تأتيه في طريقه لمعرفة الحقيقة.

والتي تشير له على أمور معينة بداخله ليتخلص منها لتكشف له الحقيقة.

كما يجب على الشخص أن يبتعد قدر الإمكان عن سماع ومتابعة الأخبار السلبية أو أي تشويش أو مشتتات يقابلها الشخص في طريقه للحقيقة.

لأنها تشتت انتباه الشخص أو تعمل له عائق بينه وبين تجلي تلك الحقيقة في قلبه، وعلى قدر الإمكان يجب أن يكون انطباع ووعي الشخص هنا والآن.

أي حاضرا في اللحظة، لأن قوة هنا والآن هي القوة التي يكون فيها الشخص مستعدا لمعرفة ذاته الحقيقة.

والتي تجعله غير حزين أو عايش بوعيه في الماضي، ولا يشعر بالخوف من المستقبل، ولا يشعر بالملل في الحاضر.

كانت هذه بعض المعلومات التي توضح مفهوم الأرض الجديدة أو البعد الخامس كما يطلق عليه البعض، وهو ليس مفهوم مادي كما يظن الكثيرون ولكنه مفهوم إدراكي لبعد جديد تعيشه الأرض حتى يكون البشر في حال أفضل ماديا ومعنويا بعد أن عاشت البشرية عصورا طويلة من الصراعات والحروب التي دمرت عقول ونفوس البشر.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ