آخر تحديث: 11/11/2023
أين تقع الغابات الاستوائية وأنواع أشجارها وحيواناتها؟
تلقب الغابات بأنها رئة الكوكب، وهي قطعا جديرة بهذا اللقب، بالنظر إلى ما توفره من مقومات الحياة، لتشكيلة متنوعة جدا من الكائنات الحية. وتعد الغابات المطيرة أو الغابات المدارية أهم الغابات على وجه الأرض، وأكثرها تنوعا بيولوجيا، وتمثل واحدة من أهم الأنظمة البيئية الإحيائية على الإطلاق، فما هي الغابات الاستوائية؟ وما أصلها ومزاياها؟ كل هذا وأكثر نتناوله خلال السطور المقبلة في موقعكم مفاهيم. قراءة ممتعة
بحث عن الغابات الاستوائية
- الغابات المطيرة الاستوائية، هي الغابات الغنية الموجودة في المرتفعات الاستوائية الرطبة والأراضي المنخفضة الممتدة على طول خط الاستواء. حيث تهيمن الأدغال والأشجار ذات الأوراق الواسعة على المشهد العام، مشكلة مظلة علوية كثيفة (طبقة من أوراق الشجر) تغطي ما تحتها.
- وتعد واحدة من أكبر المناطق الإحيائية (مناطق الحياة الرئيسية) على وجه الأرض، إذ تحتوي على تشكيلة هائلة ومتنوعة من النباتات وغيرها من أشكال الحياة.
- وعلى عكس التفكير الشائع، لا تقع كل الغابات المطيرة في أماكن تساقط الأمطار بغزارة؛ على سبيل المثال، فيما يسمى "الغابات المطيرة الجافة" في شمال شرق أستراليا، يتخلل المناخ الرطب جفاف موسمي، يقلل من معدلات هطول الأمطار السنوية.
أصل الغابات الاستوائية
- تمثل الغابات المطيرة أقدم أنواع الأغطية النباتية الرئيسية التي لا تزال موجودة على الكرة الأرضية. مثل كل الأنظمة الإيكولوجية، فإنها تستمر في التطور والتغير، لذلك فإن الغابات المطيرة الاستوائية الحديثة لا تتطابق تمامًا مع الغابات المطيرة في الماضي الجيولوجي.
- تطورت النباتات المزهرة (كاسيات البذور) لأول مرة وتنوعت خلال العصر الطباشيري قبل حوالي 100 مليون سنة، وخلال هذه الفترة كانت الظروف المناخية العالمية أكثر دفئًا ورطوبة من الظروف الحالية. كما شكلت أنواع النباتات هذه أول الغابات المطيرة الاستوائية، والتي غطت معظم الأسطح البرية للأرض في ذلك الوقت.
أين تقع الغابات الاستوائية؟
تقع الغابات المطيرة بشكل أساسي في ثلاث مناطق: المناطق الضمنية النباتية الماليزية، والتي تمتد من ميانمار (بورما) إلى فيجي وتشمل تايلاند بأكملها، وماليزيا وإندونيسيا والفلبين وبابوا غينيا الجديدة وجزر سليمان وفانواتو، وأجزاء من الهند الصينية واستراليا المدارية؛ أمريكا الجنوبية والوسطى المدارية، وخاصة حوض الأمازون بأدغاله وتنوعه البيولوجي الهائل؛ ثم مناطق غرب ووسط إفريقيا.
مناخ الغابات الاستوائية
- الغابات المطيرة أماكن رطبة جدًا، ويتجاوز معدل هطول الأمطار فيها أكثر من 200 سم من الأمطار سنويًا. وقد تكون التساقطات إما موسمية أو طوال العام. درجات الحرارة أيضا تكون مرتفعة، وتقع غالبا بين 20 درجة مئوية و 35 درجة مئوية.
- أشجار الغابات المطيرة تختلف تمامًا عن أشجار الغابات المعتدلة. في الغابات المطيرة، تنمو الأشجار لتبلغ أحجاما هائلة، وتستقر هذه الأشجار منتصبة في التربة الضحلة، بفضل قاعدة الجذع الواسعة والقوية.
- تتكون الغابات المطيرة الناضجة في الأراضي المنخفضة من عدة طبقات. تتكون الطبقة العليا من أشجار طويلة وضخمة تشكل بأوراقها ما يشبه المظلة التي تستر كل ما تحتها تقريبًا. هذه المظلة هي الجزء الأكثر إثارة في الغابات المطيرة.
- أسفل المظلة توجد طبقة ثانية، تتكون من أشجار صغيرة كالتي تنموا في الغابات العادية. أسفلها نجد طبقة ثالثة من الشجيرات الخشبية والعشبية. وأخيرًا، هناك الطبقة الأرضية التي تتلقى القليل جدًا من أشعة الشمس.
البنية النباتية والحيوانية للغابات الاستوائية
حيوانات الغابات الاستوائية
- الغابات المطيرة كما ذكرنا آنفا، من أغنى الأنظمة الإيكولوجية الإحيائية البرية، وتضم تشكيلة مذهلة من الكائنات والحيوانات. فستجد الثدييات بشكل وفير، كالقرود المتنوعة وحيوانات الكسلان، الجاكوار، الليمور، بل وستجد صنوفا لن تجدها في أي مكان آخر حول العالم.
- تعتبر البيئة الدافئة والرطبة أيضًا موطنًا مثاليًا للزواحف والبرمائيات. إذ يمكنك العثور بيسر على العديد من أنواع الضفادع والسمندل والثعابين والسحالي في كل أرجاء الغابة تقريبًا. الفراشات وحشرات العث، والعناكب وكل ما قد يخطر في بالك من أشكال الحشرات، وفيرة جدا في المناطق الاستوائية كذلك.
- الطيور
- الغابات الإستوائية لا مثيل لها في ثرائها حين يكون الحديث عن أنواع الطيور. مثل الطيور الطنانة، نسور القراد، البوم ذات النظارة، الطوقان، الببغاوات، طيور الأبقار كلها تعيش في تلك الأدغال.
أشجار ونباتات الغابات الاستوائية
- أكثر من 200000 نوع من النباتات والأشجار تزدهر في الغابات المطيرة. تعود هذه الوفرة إلى البيئة الدافئة والرطبة، وتشمل بعضًا من أجمل النباتات وأكثرها إثارة للاهتمام. تعمل جميع نباتات الغابات المطيرة على توفير الغذاء والمأوى للحيوانات التي تعيش في أراضيها، وكذلك تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين.
- وقد أدت المنافسة بين هذه النباتات للحصول على الضوء والغذاء إلى تطور نباتات فريدة من نوعها. إذ تعيش بعض النباتات على فروع النباتات الأخرى، وتستخدم "جذور الهواء" لاستخراج الغذاء من الهواء. والبعض الآخر، مثل التين الخانق، يلتف حول الأشجار الكبيرة (ويخنقها في النهاية) في قتال من أجل البقاء.
أهمية الغابات الاستوائية للإنسان
الطبيعة ليست مجرد مكان جميل يراها للإنسان، ولكن تمده بالعديد من المصادر النباتية والحيوانية والطاقة المتجددة التي يسخرها لخدمة احتياجاته، وفيما يلي نوضح لكم أهمية الغابات الاستوائية للإنسان، وتتمثل فيما يلي:
1. توفير الطعام
- الفاكهة الأكثر شعبية في العالم، الموز، تأتي من الغابات المطيرة. وتشمل المواد الغذائية الأساسية الأخرى التي تأتي من الغابات المطيرة الحمضيات والكسافا والأفوكادو، وكذلك الكاجو والجوز البرازيلي والتوابل مثل الفانيليا والسكر. ثم هناك القهوة والشاي والكاكاو، هي أيضا تأتي من الغابات المدارية.
- إذا لم نكن حذيرين، فإن شهيتنا لهذه المنتجات يمكن أن تدمر المصدر الذي تأتي منه. إذ تعتبر الزراعة مسؤولة عن أكثر من 70 في المائة من إزالة الغابات في المناطق الاستوائية، في حين أن هناك طرقًا للزراعة مصادقة للبئية ولا تدمر هذا المصدر الغني.
2. توفير الدواء
- علاوة على جمالها الأخاذ، تسهم نباتات الغابات الإستوائية في الطب الحديث بشكل كبير. حوالي 25٪ من جميع الأدوية الموجودة في السوق اليوم تأتي من النباتات الموجودة فقط في الغابات المطيرة. ويشمل ذلك علاجات لمجموعة متنوعة من أنواع السرطان، والملاريا، وارتفاع ضغط الدم، وأكثر من ذلك.
- الأدوية لعلاج الالتهابات، الروماتيزم، السكري، توتر العضلات، أمراض القلب، الأمراض الجلدية، التهاب المفاصل، الجلوكوما، ومئات الأمراض الأخرى، تأتي من النباتات الحرجية.
- ورغم هذا، فلا يزال هناك الكثير من الإمكانات غير المستغلة. وفقًا لما ذكره مايكل بلليك، مدير معهد علم النبات الإقتصادي في نيويورك: من بين جميع الأنواع النباتية المطيرة المعروفة، "تم اختبار أقل من 3 بالمائة من حيث فوائدها الطبية".
3. توفير الأثاث
- تنتج الغابات المطيرة بعضًا من أثمن الأخشاب وأجودها في العالم، مثل خشب الساج، الماهوغاني، خشب الورد، البلسا، خشب الصندل... وعدد لا يحصى من الأنواع المعروفة. هذا الخشب تجده في المنازل والمكاتب على شكل أثاث وخزانات وألواح خشبية. كما أنك ستجد العديد من المواد التي نسج بها السجاد والأقمشة. قادمة من الغابات المطيرة.
4. توفير مواد التنظيف ومستحضرات التجميل
- تستخدم زيوت الغابات المدارية في المبيدات الحشرية والمنتجات المطاطية والوقود والطلاء والمنتجات الخشبية. كما أن الزيوت الاستوائية هي المكونات الرئيسية في مستحضرات التجميل والصابون والشامبو والعطور والمطهرات والمنظفات، التي نستخدمها بشكل يومي، واللائحة تطول.
الغابات الاستوائية والتحكم في المناخ
- ربما واحدة من أعظم المنح التي تقدمها لنا الغابات المدارية هي قدرتها على امتصاص كمية هائلة من انبعاثات الغازات الدفيئة التي ننتجها. إنها أحد أكبر مستودعات الكربون الأساسية في العالم، حيث تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وتخزنه وتولد الأكسجين.
- تعد الغابات حيوية للدورة الهيدرولوجية (منظومة الأمطار والمياه)، وتعمل أيضًا بمثابة منظم للحرارة في العالم، حيث تنظم درجات الحرارة وأنماط الطقس.
- كما يقال دائمًا: الغابات هي أفضل دفاع ضد تغير المناخ. هذا هو السبب في أن تحالف الغابات المطيرة أمضى أكثر من 30 عامًا في صيانة الغابات وتحسين حياة من يعتمدون عليها. إذ يسهم تدمير غاباتنا، إلى جانب أنشطتها الضارة بالبيئة الأخرى، بنسبة ما بين 9إلى 11بالمائة من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة كل عام.
- فمن خلال إيقاف تدمير الغابات الناضجة، فإننا نمنع وصول كمية هائلة من الكربون إلى الغلاف الجوي، وبتشجيع زراعة وإدارة الغابات الصديقة للأرض، نمتص كميات كبيرة من الكربون لها آثار مدمرة على كوكبنا ومن عليه.
مستقبل الغابات الاستوائية
- الغابات المطيرة تمتلك أضخم نسبة من الكتلة الحيوية في البرية، وتملك أعلى معدلات التنوع البيولوجي البري. لكنها أيضا من أكثر الأنظمة المهددة بالانقراض على وجه الأرض وأكثرها تعرضًا لإزالة الغابات. كل عام، يتم تدمير حوالي 140،000 كيلومتر مربع من الغابات المطيرة.
- يتم قطع الغابات المدارية عن طريق شركات قطع الأشجار وإبادتها من قبل الحكومات والمؤسسات في الأنظمة الزراعية. وتعتبر الغابات الموجودة في غرب إفريقيا أكثر تعرضا للخطر، وذلك بسبب تضاعف عدد المعمرين كل 20 عامًا، وفي أمريكا الوسطى وجنوب شرق آسيا.
- وعلى الرغم من وجود مساحات شاسعة من الغابات المطيرة في وسط إفريقيا وأمريكا الجنوبية، فإنها أيضًا تختفي بمعدل ينذر بالخطر. لقد تم بالفعل تدمير 30 في المائة من غابات العالم، بينما تتدهور 20 في المائة أخرى، ومعظم البقية مجزأة، ولم يبق فعليا سوى 15 في المائة سليمة.
- إن عالمنا إذن يواجه أكبر أزمة انقراض منذ عهد الديناصورات قبل حوالي65 مليون عام. حيث سيتم تحديد مستقبل العديد من النباتات والحيوانات والبشر أيضا خلال العقود القليلة القادمة. ونظرًا لأننا نعتمد بشكل كبير على الغابات المطيرة، فإننا سنحتاج إلى التصرف بمسؤولية، ونبذل قصارى جهدنا لضمان أن هذه الثروة الطبيعية ستبقى موجودة لأجيال قادمة.
كما يتضح مما مضى، يمثل تدهور الغابات وإزالة الغابات في المناطق المدارية مشكلة بيئية واجتماعية واقتصادية كبيرة، وستظل كذلك ما لم يتم اتخاذ إجراءات حازمة لإصلاح الوضع. الوقت قصير إذا أردنا إنقاذ الغابات الاستوائية المتبقية للأجيال القادمة والحفاظ على التنوع البيولوجي الجميل الذي تحتضنه هذه الغابات المطيرة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_2479
تم النسخ
لم يتم النسخ