كتابة :
آخر تحديث: 18/09/2022

الأسلحة البيولوجية آثار مرعبة وغموض رهيب

لا يقتصر مفهوم الحروب على استخدام الأسلحة التقليدية التي نعرفها جميعًا، أو تلك التي يتوقع الناس حدوثها في المستقبل كالحروب النووية. فالحقيقة إن حربًا ربما تكون الأخطر قد حدثت سابقًا ولا نستبعد حدوثها مستقبلًا، وهي الحرب التي تستخدم فيها الأسلحة البيولوجية. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الأسلحة شائع وخطير ولا يقل أهمية عن أي نوع آخر من السلاح، إلا أنه قليلًا ما تهتم الناس به، لذلك سنتحدث في هذا المقال عبر مفاهيم، عن الأسلحة البيولوجية وخطرها وأنواعها وتجاربها التاريخية.
الأسلحة البيولوجية آثار مرعبة وغموض رهيب

ما هي الأسلحة البيولوجية؟

  • يمكن أن نعرف كل سلاح بيولوجي، على أنه السلاح الذي يعمل على نشر الكائنات الحية والسموم القاتلة، التي تسبب أمراض قاتلة وأوبئة فتاكة في الإنسان والحيوان والنبات.
  • وتستخدم الأسلحة البيولوجية في عمليات الاغتيالات السياسية، كما يمكن استخدامها لقتل حيوانات أو نباتات محددة، ما يسبب مشاكل تتعلق بنقص الغذاء، إلى جانب خلق مشاكل بيئية واقتصادية ونشر الخوف والقلق النفسي بين جموع الناس.

أقسام السلاح البيولوجي

يتكون كل سلاح بيولوجي مع جزئين رئيسيين هما العامل المسلح وآلية التوصيل. وفيما يلي سنلقي نظرة أقرب على كل قسم منهما:

العامل المسلح:

  • يمكن أن يكون العامل المسلح عبارة عن كائنات حية مسببة للأمراض، مثل البكتيريا أو الفيروسات. كما يمكن أن يكون العامل المسلح عبارة عن سموم مشتقة من النباتات أو الحيوانات أو مصنعة في المختبر.

آلية التسليم:

  • تمثل طريقة التسليم الطريقة التي يحدث من خلالها إيصال العامل المسلح. وقد وجدت سابقًا على شكل صواريخ وقنابل يدوية. في حين صممت بعض برامج الأسلحة خزانات رش لنقل الأسلحة البيولوجية.
  • إذ وضعت في الطائرات والشاحنات والسفن وغيرها من وسائل النقل. ناهيك عن أنظمة الحقن وطرق تلويث الطعام واللباس والماء.

السلاح البيولوجي والتطور التكنولوجي

  • يساعد التطور التكنولوجي في زيادة المخاوف المتعلقة بصناعة وحيازة واستخدام الأسلحة البيولوجية. إذ يمكن أن يتم تطويرها من قبل الأفراد أو المنظمات الإرهابية، ما يزيد من تطور المشاكل الكبيرة أو الكوارث إذا صح التعبير.
  • فالحقيقة أنه وخلال القرن الماضي، استخدمت الأسلحة البيولوجية من قبل جماعات غير رسمية استخدمت الفيروسات ونشرتها لاغتيال شخصيات معينة. أما ما يزيد الأمر تعقيدًا هو صعوبة تحديد سبب حدوث الأمراض، سواء كانت ناتجة عن تحورات طبيعية أو حوادث مخبرية أو دوافع متعمدة.
  • وهذا ما واجهناه خلال العامين الماضيين مع ظاهرة تفشي فيروس كورونا المستجد، والله أعلم!

تاريخ الأسلحة البيولوجية

شهد القرن الماضي عددًا من الفترات التي انتشرت فيها الكثير من الأمراض المعدية والقاتلة. إذ تشير الإحصائيات إلى وفاة أكثر من 500 مليون شخص نتيجة تلك الأمراض على امتداد مرة عام مضوا، وذلك يرجع إلى:

  • لقي عشرات الآلاف من الناس حتفهم نتيجة إطلاق مسببات الأمراض عمدًا. كما حدث خلال الحرب العالمية الثانية، عندما عملت اليابان على إطلاق مجموعة من مسببات الأمراض على الصين.
  • ومع ذلك، يمكننا القول أن وجود الحروب البيولوجية غير مقتصر على القرن الماضي وحسب، بل وجود هذا النوع من الحروب موجود مع وجود الحضارات القديمة.
  • إذ تذكر القصص التاريخية الموثقة، حالات كثيرة لاستخدام السموم في اغتيال شخصيات سياسية واجتماعية مرموقة.
  • أما أبرز الدول التي استخدمت أسلحة الدمار الشامل البيولوجية منها والكيميائية، فكانت ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى. إذ شهدت تلك الفترة استخدامات على نطاق محدد، كاستخدام الجمرة الخبيثة في عمليات اغتيالية معينة.
  • في حين يوجد العديد من الاتفاقيات الدولية التي تمنع استخدام السلاح البيولوجي، كما يزداد الوعي الدولي لزيادة الاستعداد لمواجهة حروب بيولوجية محتملة في المستقبل.

ما هي الحروب البيولوجية؟

تعني الحروب البيولوجية:

  • الأحداث التي يحدث من خلالها نشر مسببات الأمراض والكوارث المختلفة، بين الكائنات الحية لتحقيق أهداف سياسية واجتماعية واقتصادية، تلحق الضرر بأمم كاملة.
  • وهي لا تقل أهمية عن غيرها من الحروب، نظرًا لصعوبة التميز بين حدوث أسبابها بطرق طبيعية أو من صنع الإنسان نفسه.
  • إلا أن أكثر الجوانب المرعبة في الحروب البيولوجية، يكمن في سهولة نقل السلاح البيولوجي. إذ يكون أي سلاح بيولوجي خفي وغير قابل للرؤية في العين المجردة مثل الفيروسات والبكتيريا المختلفة.
  • على عكس الأسلحة التقليدية التي يمكن أن نراها ونشعر بها، كما أن سهولة النقل لا تتطلب سوى شخص واحد ناقل للعدوى حتى تبدأ الحرب.

أشهر الحروب البيولوجية في التاريخ

سجل التاريخ عدة أحداث تشير إلى وجود حروب بيولوجية واضحة، أسفرت عن كوارث إنسانية حقيقية، وفيما يلي نظرة أقرب على أبرز تلك الحروب البيولوجية:

استخدام ڤيروس الجدري

حاول الجيش البريطاني استخدام ڤيروس الجدري للسكان الأصليين في أمريكا وذلك عام 1763 ميلادي.

استخدام الجمرة الخبيثة

ظهر استخدام الجمرة الخبيثة أو ما يعرف علميًا باسم داء البروسيلات، خلال الحرب العالمية الثانية. وبشكل أدق بين عامي 1939-1945 ميلادي. وكما تحدثنا في الفقرات السابقة، فقد عملت اليابان على استخدام أسلوب الهجمات المرعبة في نشر فيروس الطاعون في الصين بشكل عشوائي.

تصنيف الأسلحة الفتاكة البيولوجية

تصنف الأسلحة المحرمة البيولوجية حسب درجة خطورتها إلى 3 فئات مختلفة هي ما يلي:

الفئة الأولى: تضم هذه الفئة كل الأسلحة التي تسبب نسب عالية في الإصابات والوفيات بين الناس. كما تعرف بأنها الفئة التي تشكل خطرًا على الأمن القومي، ومن الضروري التأهب الكبير لمواجهتها بطرق صحيحة.

الفئة الثانية: لا تقل أسلحة هذه الفئة خطورة عن أسلحة الفترة الأولى، إلا أنها تسبب نسب أقل في الإصابات والوفيات.

الفئة الثالثة: تضم هذه الفئة الأسلحة التي من المتوقع أن تتطور أو بشكل أصح يتم تطويرها، حتى تسبب حروبًا بيولوجية مستقبلية.

أنواع الأسلحة المصنفة بيولوجيًا

إن أنواع الفيروسات والبكتيريا والسموم المصنفة كسلاح بيولوجي، منوعة ومختلفة من حيث الأعراض وطرق العدوى وسبل للعلاج ونسب الوفيات. وفيما يلي أشهر الأسلحة التي صنفت كأسوأ سلاح بيولوجي استخدم حتى اليوم:

فيروس الجدري

  • يعد فيروس الجدري من أخطر هذه الأسلحة، نظرًا لقدرته الكبيرة على إصابة أعداد كبيرة ووفاتها. كما يمكن أن ينتقل بين الناس بسهولة عن طريق الرذاذ، وتكمن أعراضه في التقيؤ والصداع وارتفاع درجات الحرارة والطفح الجلدي.
  • لكن الخبر الجيد هنا هو أن الجدري لم يعد مشكلة منذ عام 1980 ميلادي، عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية القضاء عليه وتوفر لقاحات ضده في كل مكان في العالم.

مرض الطاعون

  • ينتشر مرض الطاعون عن طريق لدغة البراغيث المصابة بالبكتيريا المسببة للمرض، إلى جانب الاتصال المباشر مع المريض واستخدام أدواته.
  • وقد قتل الطاعون أو ما يعرف بمرض الموت الأسود عددًا كبيرًا من سكان القارة الأوروبية في القرن الرابع عشر. وقد استخدمته اليابان كسلاح بيولوجي خلال الحرب العالمية الثانية.

طاعون الماشية

  • تصيب بكتيريا هذا المرض المواشي بأنواعها المختلفة، ما يسبب موتها وبالتالي كارثة في الأمن الغذائي. وهو أمر حدث بالفعل في قارة إفريقيا، وأدى إلى ظهور المجاعات القاسية.

الجمرة الخبيثة

  • واحدة من أشهر أنواع الأسلحة المصنفة بيولوجيًا، وقد استخدمت على نطاق واسع خلال القرن الماضي في عمليات الاغتيال.
  • إلا أن أصعب كارثة حصلت في روسيا عام 1979، عندما تنشق عدد كبير من الناس البكتيريا المسببة الجمرة الخبيثة، بسبب خطأ تقني حدث في المركز البيولوجي العسكري. إذ أدت تلك الحادثة إلى وفاة 68 شخص.
في الختام، كل حرب هي حرب قاسية وآثارها مرعبة ومدمرة، إذ تزداد مخاوف الناس مع تقدم التكنولوجيا والعلم، نظرًا لاحتمالية استخدامهما في تدمير الشعوب بدلًا من بناء الحضارات. لذلك لا يسعنا إلا أن نتمنى لكم والبلاد الأرض حياة مليئة بالصحة والأمان والسلام.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ