كتابة :
آخر تحديث: 06/08/2022

كيف حدث التأثير الإسلامي على أوروبا؟

التأثير الإسلامي على أوروبا، انتشر الإسلام في أوروبا عن طريق الأندلس التي دخلها الإسلام عام سبعمائة وإحدى عشر من الميلاد، وعن طريق صقلية وجنوب إيطاليا، وهذا ما سنعرفه في هذه المقالة وفي موقع مفاهيم، كما أن التبادل التجاري كان له تأثيراً كبيراً على نقل الحضارة الإسلامية إلى أوروبا، وذلك عن طريق التجار الأوروبيين الذين كانوا يحرصون على التعامل مع المسلمين لحسن معاملتهم لهم وأمانتهم، فكانت المعلومات التي تم نقلها للغرب لها تأثير كبير في الحضارة الأوروبية.
كيف حدث التأثير الإسلامي على أوروبا؟

التأثير الإسلامي على أوروبا

  • لقد اعترف بفضل الحضارة الإسلامية على أوروبا والغرب العديد من المستشرقين المنصفين، والمستشرفين هم علماء ومفكرين غرب عكفوا على دراسة هذا التأثير بشكل كبير.
  • وكثير من العلماء الغرب حاولوا إنكار تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب في مؤلفاتهم، ونسبوا كل الفضل للعلماء الغرب في تأسيس الحضارة التي تعيشها أوروبا الآن.
  • ولكن المنصفين من علماء الغرب يؤكدون على أن الحضارة الإسلامية لها فضل كبير في كثير من المبادئ التي تأسست عليها الحضارة الأوروبية الآن.
  • حتى إن طه حسين عندما زار فرنسا قال مقولته المأثورة الشهيرة .. رأيت الإسلام ولم أر مسلمين .. حيث لمس تطبيق مبادئ الإسلام في كثير من سلوكيات الفرنسيين عند زيارته لها.

العصور الوسطى والتأثير الإسلامي

  • في العصور الوسطى كان الأوروبيين يرون أنه من الواجب عليهم العمل على نقل الحضارة الإسلامية إلى أوروبا، وكان الأوروبيين يعترفون بتفوق العرب في العديد من المجالات في تلك العصور.
  • فحضارة المسلمين نقلت الأوروبيين من عالم الوحشية إلى عالم الإنسانية، فلقد كان العرب هم المصدر الأساسي للجامعات الأوروبية، والتاريخ لم تعرف أمة أنتجت ما أنتجه العرب من العلم.
  • كانت الحضارة من أرقى الحضارات في شتى بقاع الأرض، فقد كانت مضرب المثل في إسهاماتها في شتى مجالات الحياة، فقد قدم المسلمون للإنسانية ما لا ينكره عاقل لبيب، فقد تركوا في كل مجال بصمة لازال أثرها باق إلى يومنا هذا.

تأثير الحضارة الإسلامية في مجال الطب

  • في مجال الطب برع كثير من العلماء المسلمين، فأبو بكر الرازي من علماء العصر الذهبي للعلوم، وصفته سيجريد هونكه في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب فقالت، أن الرازي أفضل أطباء الإنسانية على الإطلاق.
  • وقد ألف الرازي كتاب الحاوي في الطب، الذي يضم كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق، حتى عام 925 هجرياً، وظل المرجع الرئيسي للطب في أوروبا لمدة أربعمائة سنة بعد هذا التاريخ.
  • وذاك علي ابن عيسى الكحال، الذي يعتبر أعظم طبيب عيون في القرون الوسطى، وله كتاب بعنوان تذكرة الكحالين والذي قسمه لثلاثة أقسام، القسم الأول في تشريح العيون، والثاني في أمراض العين الظاهرة، والثالث في أمراض العين الباطنة التي لا تقع تحت الحس، وترك هذا الكتاب أثراً كبيراً في الغرب.

تأثير علماء العرب في علم الفيزياء

  • التأثير الإسلامي على أوروبا له أشكال متعددة، فلم يكتف المسلمون بالتأثير في علم الطب فقط، ولكن برعوا أيضاً في علم الفيزياء.
  • فكان من العلماء المشهورين في علم الفيزياء هو أبو الريحان البيروني، فقد عرف العديد من المعلومات عن الكثافة النوعية للحجارة الكريمة، ووضع القاعدة التي تنص على أنه الكثافة النوعية للجسم تتحدد على حسب الماء الذي يزيحه.
  • كما أنه شرح أسباب خروج الماء من العيون الطبيعية، بواسطة نظرية الأواني المستطرقة.

أهم علماء الفيزياء

  • وفي عالم الفيزياء لا يمكننا نسيان أو تجاهل العالم المسلم الكبير الخازاني، الذي أبدع في علم الفيزياء لدرجة كبيرة جداً استفاد منها الغرب بشكل عام والأوروبيين بشكل خاص الكثير من الاستفادة.
  • فقد كان له اكتشافاته في علم الديناميكا والاستيتاتيكا، لدرجة أدهشت العلماء الذين أتو بعده.
  • وجدير بالذكر أن نظرياته والأسس التي توصل لها في حياته تعتبر من أهم المعلومات التي يعتمد عليها العلماء الغرب حتى يومنا هذا.
  • وهو صاحب نظرية الاندفاع ولها دور مهم في ترسيخ العلم في الغرب.
  • كما أن هناك العديد من العلماء الذين سطروا أسمائهم في التاريخ بحروف من نور، مثل أبو بكر الكندي، وهو من أوائل المسلمين الذين طرقوا أبواب هذا العلم، وقد تناول الظواهر الكونية وعالجها في كتاب .. علم المناظر .
  • كما أن له وصفاً دقيقاً أضافه في علم الإشعاع، كما أن كتابه كان له صداه الواسع في كافة أنحاء العالم.
  • ومن علماء المسلمين الحسن ابن الهيثم، الذي برع في علم البصريات، فقد وصفاً دقيقاً للعين والعدسات، وهو أول من نبه باستخدام الستائر السوداء التي تعتبر أساساً في عالم الفوتوغرافيا.

إسهامات علماء المسلمين في علم الجغرافيا

  • وفي علم الجغرافيا يقول كتاب قصة الحضارة عن خرائط الإدريسي أن الخرائط التي رسمها هذا العالم الجليل من أفضل الخرائط المرسومة في زمانه، كما أنها من الأمور التي جعلت التأثير الإسلامي على أوروبا أكيد.
  • كما أن العرب هم أول من رسم خطوط الطول وخطوط العرض، وقد احتاج العرب للغوص في هذا العلم لتحديد قبلة الصلاة في كل انحاء العالم وكيفية تحديدها.

إسهامات علماء العرب في علم الكيمياء

  • يجب أن نذكر أن العلماء العرب نقلوا هذا العلم نقلة كبيرة جداً من الاعتماد على الخزعبلات إلى المعلومات الكيميائية السليمة التي تمثل أساساً حتى يومنا هذا في العديد من المحافل العلمية.
  • فقد حاول الغرب تعلم الكيمياء في العصور الوسطى لتحويل المعادن رخيصة الثمن إلى ذهب وفضة.
  • ولكن علماء العرب توصل للحقائق العلمية في هذا النوع من العلوم بالذات، فكان جابر ابن حيان أول عالم يتناول هذا العلم بالتفصيل، حتى إن هناك العديد من المحافل العلمية بعلم جابر.
  • وكان لهذا العلم له دور في صناعة الأدوية وكان العرب أول من أنتج الدواء باستخدام علم الكيمياء.

إسهامات علماء المسلمين في علم الجراحة والطب

ومن علماء المسلمين الذين كان لهم أثراً كبيراً في الحضارة الأوروبية والغربية، ومنهم ما يلي:

  • أبو القاسم الزهراوي، والذي يعتبر من أعظم الجراحين في التاريخ، إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق.
  • فقد تمكن من اختراع أولى أدوات الجراحة، المشرط والمقص الجراحي، كما وضع الأسس والقوانين للجراحة، والتي من أهمها ربط الأوعية لمنع نزفها، وكذلك اخترع خيوط الجراحة.
  • وقد ألف كتاباً بعنوان .. التصريف لمن عجز عن التأليف .. موسوعة طبية متكاملة، لمؤسسي علم الجراحة في أوروبا، وظل العمدة في فن الجراحة حتى القرن السادس عشر، أي ما يزيد على خمسة قرون من زمانه.

التأثير الإسلامي على أوروبا والعلماء العرب ودورهم المستمر للإنسانية

يجب أن ننوه على أن دور العلم لازال مستمراً في تنوير العالم وتعليمه بشتى أنواع العلوم، وذلك يرجع إلى الآتي:

  • أن العرب لديهم من العقول والخبرات التي حققت العديد من النجاحات في شتى المجالات العلمية، والتي يجب استغلالها بشكل سليم حتى يعود الدور الريادي للعلماء العرب.
  • فالإسلام لم ينتشر منطلقاً بالحروب والسيف، ولكن انتشر في الحقيقة بالسلوكيات الطبية وبالمعلومات القيمة التي توصل لها المسلمون في زمن العصور الوسطى.
  • فلدينا العديد من العلماء أمثال أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء بعد وصوله للفينتو ثانية، وغيره من العلماء العرب الذين لا زالوا يقومون بدورهم التنويري.
وأخيرا .. فإن التأثير الإسلامي على أوروبا تأثير واضح لا جدال فيه ولا يمكن لأحد عاقل صادق أن ينكره، ولك أن تفخر بتاريخك وحضارتك الرائعة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ