كتابة :
آخر تحديث: 12/10/2022

التغير المناخي في الوطن العربي، أسبابه وتأثيراته

يعد التغير المناخي في الوطن العربي مشكلة من أبرز المشكلات التي تواجه الدول العربية كلها دون استثناء. كما أن مشكلة تغير المناخ عالمية وتستعدعي جهودًا مكثفة حتى نتمكن من مواجهتها. ويتمثل تغير المناخ في عدة أشكال وظروف أبرزها تغيرات درجات الحرارية بالارتفاع أو الانخفاض الشديدين. الأمر الذي يؤثر في طبيعة الحال على كل الكائنات الحية بما فيها الإنسان، كما يساهم تغير المناخ في خلق عدة مشكلات ذات تأثير سلبي على الأمن القومي والأمن الغذائي في العالم العربي والعالم. نتيجة تأثر المحاصيل الزراعية باختلافات الحرارة وزيادة نسب التلوث وغيرها الكثير من العوامل الناتجة عن تغيرات المناخ الشديدة. لذلك سنتحدث في هذا المقال عن التغير المناخي، ونلقي نظرة أقرب على التغيرات المناخية في الوطن العربي عبر مفاهيم.
التغير المناخي في الوطن العربي، أسبابه وتأثيراته

ما هو المناخ؟

  • يعرف المناخ بأنه متوسط درجات الحرارة في منطقة معينة خلال فترة زمنية معينة طويلة تصل عادةً إلى 30 سنة، أي أنها قد تمتد لسنوات على عكس الطقس الذي يعبر عن درجات الحرارة في مكان معين لفترة زمنية قصيرة.
  • ويقدم المناخ عدة معلومات أساسية هامة مثل متوسط درجات الحرارة في الفصول الأربعة والمواسم المختلفة، إلى جانب متوسط معدل الأمطار في منطقة ما، ومعدلات الرطوبة وسرعات الرياح في منطقة جغرافية معينة ومحددة.
  • وعليه يمكن أن يستخدم العلماء والخبراء المعلومات التي يقدمها المناخ حتى يتمكنوا من مقارنة التغيرات المناخية المختلفة بين الماضي والحاضر.
  • وبالتالي تحديد المشاكل التي يمكن مواجهتها نتيجة التغيرات، أو تحديد الأمور الإيجابية التي تحدث نتيجة تغيرات جيدة في إحصائيات المناخ.
  • وفي هذه المناسبة، يوجد بالفعل منظمة عالمية مختصة بشؤون الطقس والمناخ وهي المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، التي تنحدر منها لجنة مختصة بشؤون المناخ فقط، تم إنشائها عام 1929 ميلادي.

مفهوم النماذج المناخية

يمكن تعريف النماذج المناخية بأنها:

  • النماذج التي تستخدم مجموعة من الطرق الكمية، التي يمكن من خلالها محاكاة التفاعلات الإشعاعية في الغلاف الجوي. وتحديد كيفية انتقال الطاقة من الغلاف الجوي إلى البر والمحيطات والجليد.
  • أما السبب الرئيسي لوجود هذه النماذج فهو دراسة أنظمة المناخ والطقس بكل ما فيها من عناصر، ومقارنتها بما حدث من تغيرات في السنوات الماضية من جهة، وتوقع ما يمكن أن تؤول إليه أحوال المناخ في المستقبل القريب والبعيد.

الفرق بين المناخ والطقس

يترافق مصطلحا المناخ والطقس كثيرًا في كل الأخبار والمعلومات، إلا أن الحقيقة أنه يوجد اختلاف بين المفهومين. ويتمثل فيما يلي:

الطقس:

  • إذ يمكن أن نقول أن الطقس هو مجموعة الأحداث التي تحدث يوميًا في الغلاف الجوي.
  • وهو يختلف بالطبع من منطقة إلى أخرى في العالم كل يوم، كما أنه من الطبيعي أن يتغير في اليوم الواحد أكثر من مرة، أو قد يتغير بشكل أسبوعي أو شهري أو سنوي
  • وتعد درجة الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح واتجاهها، من أكثر العوامل التي تؤثر في الطقس.

المناخ:

  • أما المناخ فهو يمثل بشكل محدد أحوال وتغيرات الطقس على المدى الطويل في منطقة جغرافية معينة. وعليه يبحث العلماء في دراسة المناخ، متوسطات هطول الأمطار ومعدلاتها خلال العام، ومقارنتها مع معدلات الهطول التي حصلت في السنوات السابقة على سبيل المثال.
  • وتجدر الإشارة إلى أن متوسط هذه الدراسات يكون لفترة زمنية لا تقل عن 30 عامًا أو ثلاثة عقود.

ما هو تغير المناخ؟

يعرف تغير المناخ بأنه الحالة التي تشير إلى التحولات التي تحدث في مناخ منطقة جغرافية معينة. وتحدث التغيرات المناخية نتيجة عدة أسباب طبيعية، وتشمل:

  • كتغيرات الدورة الشمسية. إلا أن المثير للاهتمام ما تشير إليه الدراسات العالمية، التي تقول أن أغلب التغيرات المناخية التي حصلت على الأرض من القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، ناتجة عن تصرفات وأنشطة الإنسان المختلفة.
  • ومع ذلك يبقى الخبر الأسوأ هنا، أن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم في يومنا هذا سريع، وناتجة بصورة رئيسية عن حرق الوقود الأحفوري، إلى جانب استخدام الغاز والنفط والمواد الكيميائية في المنازل والمصانع والشركات ومركبات النقل المختلفة.
  • إذ يسبب حرق الوقود الأحفوري انبعاثات بكميات غير طبيعية للكثير من الغازات الضارة، على رأسها غاز ثنائي أكسيد الكربون co2 المتهم الرئيسي في مشكلة الاحتباس الحراري ذات التأثير القوي والمباشر على تغيرات المناخ في العالم.

أسباب تغير المناخ

يوجد عدة أسباب أدت إلى تغير المناخ الذي يحدث في شكل سريع، وللأسف أغلبها نتيجة الأنشطة البشرية المختلفة. وفيما يلي نظرة أقرب على أبرز أسباب التغير المناخي في الوطن العربي والعالم، ما يلي:

توليد الطاقة الكهربائية

  • تعد الكهرباء من أهم اختراعات العصر الحديث التي شكلت نقلة نوعية في تاريخ الحضارة البشرية، كما أنه لا يمكن أن نستغني عنها اليوم في المنزل والعمل لأداء مختلف النشاطات، فلا يمكن أن ننكر كمية الراحة والسهولة التي نجدها في حياتنا نتيجة استخدام الكهرباء.
  • إلا أن توليد الطاقة الكهربائية يحتاج إلى حرق الوقود الأحفوري، أو حرق الفحم أو الغاز وهو ما تعتمده الكثير من دول العالم حتى يومنا هذا.
  • وعليه ينبعث غاز ثنائي غاز الكربون الذي يساهم في تغطية الأرض وحبس الحرارة من الشمس. وكلها أمور تساهم بشكل مباشر في التغير المناخي في الوطن العربي والعالم، ما جعلنا نواجه دراجات حرارة مرتفعة صيفًا، وتغيرات في مواعيد وكميات هطول الأمطار إلى جانب ذوبان الثلوج.
  • ما أثر سلبًا على الاقتصاد وخلق أزمات غذائية عالمية.

قطع الأشجار والنباتات والغابات

  • نعرف جميعنا أن الأشجار والغابات هي الرئتين لكوكبنا الأزرق، إذ تعمل الأشجار على إطلاق الأوكسجين وحبس غاز ثنائي الكربون من خلال عملية التركيب الضوئي.
  • وعليه يساهم قطع الأشجار لأغراض البناء والتوسيع وغيرها، في زيادة مشكلة التغير المناخي. وتشير الدراسات أن هذه العملية مسؤولة عن ما يقرب من ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

تأثيرات تغير المناخ

يأتي التغير المناخي في الوطن العربي والعالم مصحوبًا بعدة مشاكل وتأثيرات، لا نعرف تحديدًا إذا كنا كبشر مستعدون لمواجهتها. وفيما يلي أبرز تلك التأثيرات.

  1. ارتفاع درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة، فالحقيقة أن العقد الماضي الممتد بين أعوام 2011 و2022 هو الأكثر دفئًا مقارنة بالعقود السابقة. وهو أمر سببه الرئيسي هو ظاهرة الاحتباس الحراري، وعليه تزداد معدلات احتراق الغابات وانتشار الأمراض المختلفة المرتبطة بحرارة الجو المرتفعة.
  2. ازدياد معدل حدوث العواصف المدمرة،وهو أمر نشهده بكثر حول العالم نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتبخر الرطوبة، الذي يؤدي إلى هطول الأمطار بكثافة عالية وحدوث الفياضات والأعاصير المدمرة.
  3. زيادة الجفاف حول العالم، إذ يساهم تغير المناخ في تغير معدل وجود المياه على الأرض. وهو أمر سيخلق أزمة في الماء والغذاء على حد سواء، نتيجة تأثر الثروة الحيوانية والنباتية بنقص الماء. ناهيك عن انتشار الأمراض السارية والمعدية المرتبطة بنقص أو تلوث المياه.

التغير المناخي في الوطن العربي

  • بما أن الوطن العربي جزء من العالم ومشكلة تغير المناخ عالمية، نلاحظ يوميًا المشاكل التي تحدث في دول الوطن العربي نتيجة التغير المناخي. كتغير مواسم هطول الأمطار وزيادة درجات الحرارة ونقص الماء والغذاء.
  • إذ تراجعت نسب وكميات الأمطار في معظم الدول العربية خلال العام الماضي، إلى جانب ارتفاع معدلات الجفاف والتصحر.
في الختام، إن التغير المناخي في الوطن العربي مشكلة كبيرة تحتاج إلى حلول منظمة. إذ يمكن أن تحدث من خلال اتباع برامج توعية صارمة، تسمح في إعادة التوازن البيئي وتخفف حدة ما نواجهه من مشاكل نتيجة لذلك.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ