كتابة :
آخر تحديث: 13/09/2020

مفهوم الأمن الغذائي

يمكننا في هذا المقال توضيح مفهوم الأمن الغذائي بأنه اكتفاء الأفراد في المجتمع الاكتفاء المادي والاجتماعي والاقتصادي وتأمين الغذاء بالشكل الكافي بحيث يكون الغذاء كافي لحاضرهم ولمستقبلهم.
وأن يكون الغذاء صحي ويلبي احتياجاتهم على مدار الزمن ويتحقق الأمن الغذائي بأربعة عناصر لا بد من توفرهم مترابطين وهم التوفر والوصول والاستخدام والاستقرار وسوف نتعرف عليهم بالتفصيل فيما يلي.
مفهوم الأمن الغذائي

عناصر تحقيق الأمن الغذائي

لقد ذكرنا أن تحقيق الأمن الغذائي يتوفر بترابط أربعة عناصر وهم:

التوفر

ويعني وجود مصدر يمد بالأغذية المطلوبة أو تجارتها ولا يقتصر التوفر على الكمية بل يشمل توفر الجودة في الغذاء والتنوع ويتطلب توفر الغذاء التحسين في النظم الزراعية والانتاجية المستدامة.

بالإضافة للموارد الطبيعية التي تمت إدارتها بشكل جيد وأيضاً وجود سياسات تعزز من الإنتاجية.

الوصول

يعني وصول اقتصادي ومادي إلى الغذاء ويتطلب وصول الغذاء بشكل أفضل إلى الأسواق بالنسبة لأصحاب المزارع الصغيرة مما يتيح لهم الفرصة في تحقيق المزيد من الدخل من النقود ومن منتجات الثروة الحيوانية وأيضاً المؤسسات الأخرى

الاستخدام

وهو يعني الطريقة أو الكيفية التي يتم بها استخدام الموارد الغذائية المختلفة فتعتبر طريقة الأشخاص وأسلوبهم في الحياة وممارساتهم الغذائية لها علاقة كبيرة بالأمن الغذائي.

وأيضاً كيفية اعداد الطعام وتنوع أو توزيع النظام الغذائي داخل الأسر وتأثيره على الحالة الغذائية للأسرة ويتطلب تحسين وسلامة الغذاء والتنوع في الأغذية والتقليل من الخسائر ما بعد الحصاد وأيضاً إضافة القيمة للغذاء.

الاستقرار

ويقصد به أمان الغذاء في جميع الأوقات وفي جميع الفصول ويمكن أن ينعدم الأمن الغذائي نتيجة موسم سيء أو التغيير في وضع التوظيف أو الارتفاع في أسعار المواد الغذائية.

وعندما ترتفع الأسعار فإن الأكثر تعرضاً للخطر هم الفقراء نظراً لأنهم ينفقون جزء أكبر من دخلهم على الغذاء.

ما هو انعدام الأمن الغذائي؟

يقصد بانعدام الأمن الغذائي عدم تحقيق الأمن الغذائي وهنا تظهر المشكلة وهناك نوعين من انعدام الأمن الغذائي وهما:

انعدام الأمن الغذائي المزمن

وهو فقدان الأمن الغذائي لوقت طويل وبصفة مستمرة ويحدث عندما لا يكون الأفراد قادرين على تلبية الحد الأدنى من الحاجات الغذائية خلال فترة زمنية كبيرة ومتواصلة.

انعدام الأمن الغذائي المؤقت

وهو نقص الأمن الغذائي لفترة زمنية قليلة ومؤقتة ويحدث عندما تنخفض القدرة على الإنتاج فجأة أو عدم القدرة على الوصول إلى المستوى المطلوب من الأمن الغذائي في فترة زمنية محددة.

المشاكل الصحية المترتبة على انعدام الأمن الغذائي

لقد وجدت بعض الدراسات أن انعدام الأمن الغذائي يرتبط ارتباطاً كبيراً بالمشكلات الصحية للشعوب التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، كما وجدت دراسة بإصابة معظم الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بالسمنة.

وأيضاً بعض الدراسات الأخرى أوجدت ارتفاع ملحوظ في الأمراض المزمنة للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، كما تحدث مشاكل للأطفال في النمو والتطور فلا يكون نموهم طبيعياً أو تطورهم بالصورة الطبيعية مقارنة بغيرهم من الأطفال الذين لديهم أمن غذائي.

تحديات الأمن الغذائي

ماهي العوامل التي تجعل الأمن الغذائي في خطر؟

  • حدوث أزمة في المياه على مستوى العالم مما يتسبب في موت المحاصيل الزراعية وخسارة الكثير من الأموال وحدوث ضعف وانعدام الامن الغذائي.
  • إهمال الأراضي الزراعية وعدم الاهتمام بها.
  • التغيرات في المناخ وتقلبات الطقس مما يؤثر في الزراعة وعمليات الإنتاج وفي الصناعة.
  • عدم مكافحة الأمراض التي تصيب النباتات.
  • انتشار الظلم والفساد والجهل بين أفراد المجتمع.
  • زيادة أعداد السكان والتزاحم أو التضخم السكاني الكبير.

مفهوم الأمن الغذائي العربي

عندما يتوفر الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي يكون للدولة حريتها في السياسة أو القرار وتعيش الشعوب حياة كريمة بعيداً عن الفقر والجوع والحرمان والخوف.

وقد تم تعريف الأمن الغذائي العربي بأنه وجود الغذاء وتوفره بالكمية والنوعية اللازمة للصحة وبصفة مستمرة لجميع أفراد الأمة العربية.

حيث يتم الاعتماد على الانتاج المحلي على أساس النسبية في انتاج السلع الغذائية لكل دولة من الدول العربية، بالإضافة إلى إتاحة الغذاء للعرب بأسعار تتناسب مع دخولهم وامكانياتهم لعيش حياة سعيدة وصحية.

وقد كشف واقع الأمن الغذائي العربي عن وجود حالات عجز في الغذاء وبصورة تنمو باستمرار نظراً إلى أن الإنتاج المحلي العربي من المواد الغذائية غير كاف لتغطية حجم الاستهلاك العربي.

مما أدى إلى لجوء العرب إلى الاستيراد لتغطية العجز الموجود ويبدوا ذلك واضحاً عند معرفة قيمة الواردات العربية من السلع الغذائية الرئيسية.

وأشارت بعض الدراسات أن عمليات الاستيراد تتزايد سنويا نتيجة إلى أن حجم الإنتاج المحلي غير كاف لحجم الاستهلاك، وأشارت التقارير أن دول الخليج فقط تستورد نحو تسعون بالمائة من حجم الموارد الغذائية من خارج البلاد.

والواقع الذي نحن بصدده الأن للأمن الغذائي العربي ليس مستجد أو لم يحدث في يوم أو يومين بل هو نتيجة التراكمات السنوية التي تفاعلت فيها جميع العوامل الطبيعية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.

فالعوامل الطبيعية والمتعلقة بالمناخ شهدت تغيراً ملحوظاً بسبب ملوثات الدول الغربية الصناعية.

حيث نتج عنه ظروف طبيعية غير مناسبة للزراعة، بالإضافة إلى حدوث الجفاف والموارد المائية المنخفضة وظاهرة التصحر واندثار في الغطاء الطبيعي النباتي وانتشار الأمراض والأوبئة.

وأيضاً الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان والتي أصبحت تؤثر بشكل سلبي على سلامة الغذاء والأمن الغذائي.

وتعد نوعية الزراعة أو الإنتاج الزراعي العربي من أسباب حدوث ضعف وانعدام الأمن الغذائي في بعض الدول العربية، حيث أن العديد من الدول وحتى الوقت الحالي تعتمد على الطرق البدائية في الإنتاج الزراعي.

بالإضافة إلى تلوث التربة والمياه عن طريق استخدام الأسمدة والمبيدات الضارة والسامة والمسرطنة التي تسببت في هلاك الأرض والحيوان والإنسان.

وأيضاً السبب يتمثل في إهمال العديد من الدول العربية للزراعة الحيوية التي يمكن شراؤها بأسعار خيالية.

كان للسياسات والتشريعات الزراعية دور كبير في حدوث أزمة في الغذاء في الوطن العربي، فبعض الدول العربية جعلت سياسة زراعية لها تقوم على عدم زراعة السلع الاستراتيجية الهامة.

مثل الأرز والقمح بل توجهت لزراعة الفواكه فضلاً عن عدم تفعيلها للتبادل التجاري في المنتجات الزراعية بين الدول العربية واعتماد عديد من الدول على الاستيراد من دول أجنبية.

كما أن ضعف الاستثمار الزراعي العربي وبخاصة في مجال انتاج الزراعة الحديث وعدم توفر الإرادة السياسية لتحقيق التكامل العربي على مستوى الزراعة ساهم أيضاً في ضعف الأمن الغذائي.

ويمكن القول بأن التعبئة الغذائية لها العديد من الآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأن الاعتماد على الاستيراد من الخارج يتسبب في زيادة الفاتورة المتعلقة بالواردات الغذائية للدول العربية بصفة مستمرة.

حيث يتسبب في عجز في موازين المدفوعات ويبدد الموارد من النقد الأجنبي، بالإضافة لخطورة هذا الوضع على رهن إرادتنا لقوى خارجية والتزايد المستمر في أسعار المواد الغذائية.

تعتبر قضية الأمن الغذائي هي قضية حياة العرب فلا ينبغي أن تترك للظروف أو العوامل الخارجية لتتحكم فيها.

يجب علينا نحن العرب أن نسعى وبكل جدية للوصول إلى ضمان أمن غذائي مستديم يعتمد في الأساس على القطاع الزراعي وأصبح الآن مفهوم الأمن الغذائي واضحاً لكل الأفراد فيجب أن تساهم جميع الدول العربية في تحقيق الأمن الغذائي عن طريق الاهتمام بالزراعة فأرض السودان وحدها كفيلة بأن تحل مشكلة الغذاء في الوطن العربي.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ