كتابة :
آخر تحديث: 23/01/2023

التقلبات المزاجية عند المراهقين

تعتبر فترة المراهقة مرحلة مهمة و فريدة، يمر منها كل شخص. من الطبيعي أن يلاحظ الأبوان التقلبات المزاجية عند أبنائهم في سن المراهقة، حيث يختبرون مجموعة من التغيرات البدنية والمشاعر المتناقضة بين الشعور بالحزن أو الفرح فجأة بدون أي سبب واضح، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على أهم علامات التقلبات المزاجية عند المراهقين وطرق التعامل معها، تابعونا...
التقلبات المزاجية عند المراهقين

التقلبات المزاجية عند المراهقين

هذه المرحلة العمرية تعتبر مرحلة تكوينية تؤدي إلى النضوج الجسمي والعقلي والاجتماعي والنفسي للمراهق. لذلك يجب الانتباه إلى التقلبات المزاجية عند المراهقين لتعزيز سلامتهم النفسية والبدنية وحمايتهم لتمر هذه المرحلة بسلام، وذلك من خلال:

  • مرحلة المراهقة هي بالتأكيد مرحلة صعبة على المراهق والأهل على حد سواء. ففي هذه المرحلة يرغب المراهق بأن يكتشف شخصيته الجديدة، وأن يستقل عن أهله.
  • فتجده تارة منغلقا على نفسه، وتارة أخرى تجده منفتحا على المجتمع يحب التمتع بالأنشطة اليومية والخروج مع الأصدقاء. كما يكون أحيانًا هادئًا وديعًا و أحيانا أخرى ثائرًا متهيجا لا يعجبه شيء.
  • كل هذه التناقضات في سلوكيات المراهق تثقل عاتق الآباء و تجعلهم في صراع دائم معه.
  • من المعلوم أن التقلبات المزاجية لدى المراهقيمكن أن تكون جزءًا طبيعيًا في فترة المراهقة، ولكن يجب على الأهل عدم تجاهلها، لأنها قد تكون علامة على وجود مشكلة أعمق من مجرد تقلب المزاج.

علامات التقلبات المزاجية عندالمراهقين

يمر المراهق بمجموعة من التغيرات العاطفية والسلوكية من علاماتها:

سن المراهقة والتغيرات النفسية للأولاد والبنات

  • الشعور بالحزن، و يُمكن أن يشمل البكاء دون سبب واضح.
  • الشعور بالإحباط أو الغضب، لأتفه الأسباب.
  • الشعور باليأس
  • مِزَاج عصبي متهيج
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية المعتادة
  • عدم الاهتمام بالأصدقاء أو العائلة.
  • تراجع الثقة بالنفس والشعور بعدم القيمة
  • صعوبة التفكير واتخاذ القرارات.
  • الشعور بالاكتئاب
  • أفكار انتحارية.

التقلبات السلوكية عند المراهقين

  • فقدان الطاقة والشعور بالتعب
  • الشعور بالأرق أو كثرة النوم
  • انخفاض الشهية وفقدان الوزن، أو زيادة الوزن و الرغبة الشديدة في تناول الطعام
  • تناوُل المخدرات والكحول.
  • عدم القدرة على الاسترخاء.
  • الشعور بآلام غير المبرَّرة في الجسم مثل الصداع.
  • العزلة عن المجتمع.
  • ضَعف الأداء المدرسي أو الغياب المتكرر.
  • قلة الاهتمام بالنظافة والمظهر.
  • انفعالات سلوكية غير متحكم فيها.

أنواع التقلبات المزاجية لدىالمراهقين

هناك عدة أنواع من التقلبات المزاجية الأكثر شيوعا والتي يعاني منها المراهقون من بينها:

  • اكتئاب شديد: وهو عبارة عن تعكر المِزَاج وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية المعتادة، وقد يستمر هذا لأسبوعين على الأقل.
  • اضطراب الاكتئاب المستمر(dysthymia): أي تعكر مزمن في المِزَاج يستمرّ لمدة سنة على الأقل.
  • اضطراب ثنائي القطب: معناه تقلب المِزَاج والمرور بفترات من الاكتئاب الشديد تليها فترات من الفرح في ظرف زمني قصير.
  • اضطراب خلل المزاج: وهو عدم قدرة المراهق على التحكم في سلوكه خصوصاً من هم دون 18 سنة.
  • اضطراب ما قبل الحيض: هذا يشمل المراهقات وهو ظهور أعراض الاكتئاب قبل الحيض.
  • اضطراب المزاج بسبب حالة طبية: يمكن للعديد من الأمراض بما في ذلك السرطان والالتهابات والأمراض المزمنة أن تؤدي إلى ظهور علامات اضطراب المزاج عند المراهقين.
  • اضطراب المزاج بسبب الأدوية والمخدرات: يمكن ظهور اضطرابات مزاجية عند المراهق بسبب تعاطي المخدرات والكحول.

أعراض الاكتئاب عند المراهقين البنات

قد يكون الاكتئاب واحد من أهم الأعراض التي يعاني منها المراهقين البنات، ومن اهم أعراض الاكتئاب ما يلي:

  • الحزن الشديد والبكاء على أتفه الأسباب.
  • الميل إلى العزلة وتجنب التحدث مع الآخرين.
  • التفكير في الأمور السلبية والأفكار المحبطة.
  • الميل إلى تناول الطعام بكثرة ومن ثم زيادة الوزن.
  • اضطرابات النوم، تارة كثرة النوم، وتارة أخرى الأرق.
  • صعوبة اتخاذ القرارات وتشتت الانتباه والتركيز.
  • ضعف الثقة بالنفس، وضعف التحصيل الدراسي.

اختبار الحالة النفسية للمراهقين

هناك بعض التساؤلات التي يمكن من خلالها قياس الحالة النفسية للمراهق، ومن هذه الاختبارات ما يلي:

  • هل تحب الحياة، وترغب في المضي قدما فيها؟
  • هل تحب التحدث إلى أحد من أفراد عائلتك؟
  • ما هي طموحاتك المستقبلية في هذه المرحلة؟
  • هل تعاني من قلة النوم أو الرغبة المستمرة في النوم؟
  • هل حدث ضعف في مستواك الدراسي؟ وفي رأيك ما سبب هذا التراجع؟
  • هل لديك أصدقاء أو زملاء؟
  • هل تحتاج للبكاء في أوقات كثيرة في يومك؟
  • مع من تتحدث عندما ترغب في التحدث عن أمر يؤلمك؟
  • هل دخلت في علاقة عاطفية خلال هذه الفترة؟
  • هل لديك الثقة في نفسك في التعبير عن آرائك ووجهة نظرك للجميع بأريحية؟

أسباب التقلبات المزاجية عند المراهقين

هناك عدة أسباب تحدد الصحة النفسية للمراهق، منها ما هو طبيعي في هذه الفترة ومنها ما يستوجب تدخل الطبيب النفسي، وبذلك يمكن الإجابة على سؤاللماذا يتقلب مزاج المراهق؟ وتشمل الإجابة ما يلي:

1. التغيرات الهرمونية

  • تعتبر التغيرات الهرمونية التي تصاحب فترة البلوغ واحدة من أسباب تغير المزاج عند المراهقين، التي تبدأ من 10 سنوات إلى 14 سنة عند الإناث، ومن 12 سنة إلى 16 سنة عند الذكور.
  • أغلب هذه التغيرات تحدث بسبب تزايد الهرمونات الجنسية وتغير شكل الجسم. وبالتالي حدوث اضطرابات في المشاعر ما يفسر التصرفات الغير عقلانية مع الأبوين وأفراد العائلة.

2. تعاطي المخدرات والكحول

  • إن تعاطي المخدرات والكحول من قبل المراهقين يشكل خطرا على صحتهم ويكونون عرضة للإدمان. كما يؤدي أيضا إلى التقلبات المزاجية لدى المراهق. فقد كشفت دراسة أن 60% من المراهقين الذين يعانون من تقلب المزاج، قد تعاطوا المواد المخدرة بانتظام.

3. اضطرابات نفسية

يمكن للمراهق الذي يعاني من تقلبات مزاجية حادة كأن يكون مصابًا باضطرابات نفسية خطيرة، مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب. مما يؤدي إلى شعوره بالحزن الشديد وفقدان الرغبة في عمل أي نشاط. ما يجعله يميل إلى العزلة.

4. الضغط الدراسي الشديد

  • يؤدي الضغط الدراسي الشديد الذي يعيشه المراهق للتفوق في دراسته أو تحقيق النجاح في هواياته. إلى تقلبات مزاجية قد تصل إلى الاكتئاب خصوصا إذا شعر المراهق أنه فاقد السيطرة على حياته.

5. قلة النوم

  • نتيجة للأسباب التي ذكرناها سابقا، فإن المراهق يمر بضغط شديد ولابد له أن يحصل على قسط كاف من الراحة والنوم، التي تتراوح ما بين 8 ساعات إلى 9 ساعات. فعدم حصول ذلك يساعد في زيادة التقلبات المزاجية لدى المراهق.

متى تصبح التقلبات المزاجية مقلقة؟

يجب على الآباء أن يكونوا متفهمين للحالة التي يمر بها طفلهم، ومساعدته على تجاوزها والتعايش معها. ولكن إذا لم يتراجع مستوى التقلبات المزاجية قبل بداية العشرينيات من عمر المراهق، يجب عليهم أن يأخذوا الموضوع بجدية. وهنا ينصح بالآتي:

  • الاستماع إلى المراهق بعناية واهتمام ومناقشة أفكاره كشخص ناضج.
  • ويجب على الأهل أن يحافظوا على هدوئهم؛ لكن إذا لم يتحسن الوضع هنا يبدأ القلق على الحالة النفسية للمراهق سواء الولد أو البنت.
  • ويجب طلب المساعدة من الأطباء.

علاج التقلبات المزاجية لدىالمراهقين

أول خطوة يجب القيام بها في علاج التقلبات المزاجية، هي:

  • معرفة السبب الحقيقي و المشكلة الأساسية المسببة لهذه التقلبات، وذلك لتقديم الدعم المناسب للمراهق لتجاوز هذه المرحلة.
  • أما إذا كانت المشكلة أكبر من ذلك، كتعاطي المخدرات والكحول أو الاضطرابات النفسية، هنا يجب الاستعانة بالطبيب المختص لعلاج المشكلة الأساسية و السيطرة على هذه التقلبات.

كيف أتعامل مع ابني المراهق الذي يحب؟

خلال مرحلة المراهقة من الأمر التي تطرأ على المراهق هو الدخول مع علاقة عاطفية، دون وعي بأهمية أو خطورة هذه العلاقة عليه، وهذا ما يتطلب من الآباء ضرورة التدخل لإعطاءهم النصائح للتعامل مع الحب في هذه المرحلة، ومن هذه الطرق ما يلي:

  • احترام مشاعر المراهق في هذه المرحلة.
  • توضيح شكل العلاقة المباحة في الحب.
  • توضيح أهمية الدراسة وتحقيق الذات.
  • ضرورة توضيح أن علاقة الحب علاقة سامية محاطة بهالة من الأخلاق.
  • عدم تعرض المراهق للتعنيف للبعد عن هذه العلاقة، لأنه سيقابل بالعند من المراهق.
  • ضرورة تعزيز الصحة النفسية للمراهق وخلق جو من التفاهم والحوار المتبادل وكسب ثقته في نفسه وفي الآخرين.

كيفأتعاملمعابنيالمراهقالعصبي؟

قد يكون المراهق العصبي من أصعب أنواع الشخصيات التي تحتاج إلى معاملة خاصة، ويمكن التعامل مع المراهق العصبي من خلال الآتي:

  • تجنب التحدث مع المراهق العصبي أثناء نوبة الغضب.
  • لا تجادليه في أمر ما عندما يتطلب الأمر ذلك.
  • محاولة منحه الثقة بالنفس واحترام رأيه وكسب وده.
  • التحدث باستمرار معه والوصول لحل مشترك للأشياء التي تزعجه.
  • محاولة توجيه الطفل نحو سلوك معين من خلال استخدام الأسلوب الإقناعي.

كيفأتعاملمعابنيالمراهقالذيلايحبالدراسة؟

تعاني العديد من الأمهات من عدم رغبة أبنها المراهق في المذاكؤة، كذلك ضعف التحصيل الدراسي، وأصبح لا يحب الدراسة، رغم أنه من قبل كان يحب الدراسة، ويمكن التعامل مع هذه المشكلة، من خلال الآتي:

  • استخدام أسلوب التشجيع والتحفيز.
  • دعوة أصدقاءه وزملاء المدرسة إلى المذاكرة معه.
  • تقسيم الواجبات المدرسية إلى مهام صغيرة، لتسهيل المذاكرة عليه.
  • تهيئة البيئة المناسبة للمراهق للدراسة والتعلم.
  • المكافآت والهدايا في حالة الحصول على أي تقدم دراسي.
  • مزيد من الصبر والحكمة في التعامل مع المراهق لجذبه للدراسة مرة أخرى.
  • مشاركة المراهق في دروسه، ومحاولة توضيح له النِّقَاط الصعب فهمها.

نصائح للتعامل مع التقلبات المزاجية لدى المراهقين

قد تفيد النصائح التالية في التعامل مع التقلبات المزاجية لدى المراهقين:

1. تثقيف الآباء:

  • ننصح الآباء أن يتوقعوا ما سيواجهونه عند بلوغ طفلهم لسن المراهقة. وذلك عن طريق قراءة كتب تتعلق بالمراهقة وطرق التعامل معها، كما يفيد أيضا تذكر المشاكل التي واجهها الأهل في سن مراهقتهم، وكيف تجاوزها. لمساعدة طفلهم على فهم هذه المرحلة وكيفية التعامل معها.

2. التحدث مع الطفل:

  • من الضروري للآباء التحدث مع الطفل عن ما سيمر به من تغيرات جسدية ونفسية، قبل حدوثها؛ لأن التحدث عنها بعد تجربتها سيكون قد فات الأوان، كما يجب الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها الطفل مهما كانت دون الدخول في التفاصيل الغير ضرورية.

3. إعطاء المراهق بعض الخصوصية:

  • يجب على الأهل إعطاء ابنهم المراهق بعض الخصوصية التي يحتاج إليها واحترامها، فهو لم يعد طفلا صغيرا، ولكن هذه الخصوصية يجب أن تنتهي في حال كان المراهق يواجه مشاكل لا يستطيع حلها.

4. مراقبة المراهق عند مشاهدته لوسائل الإعلام:

  • في وقتنا الحالي يسهل للمراهقين الحصول على الأجهزة الإلكترونية ومتابعة الكم الهائل من المعلومات التي قد تضر بتفكيرهم لذلك من الضروري للأهل أن يراقبوا ما يشاهده ابنهم المراهق، وتحديد ساعات يومية لمشاهدة وسائل الإعلام.

تربية المراهقين في الإسلام

لقد اهتم الدين الإسلام الحنيف بمسألة تنشئة المراهقين تنشئة سليمة قائمة على الشريعة الإسلامية، ومكارم الأخلاق، ولما لهذه المرحلة أهمية قصوى في حياة الأفراد، فقد سلط الإسلام على ضرورة التعامل والتربية الواعية للمراهقين في هذه الفترة، وذلك بسبب:

  1. الدعاء بضرورة صلاح حال المراهقين في هذه المرحلة، لأن الاستقامة والطاعة وتجنب المحرمات تحتاج لمزيد من المجهود والتربية، ومن المعروف أن الدعاء ينصح المعجزات.
  2. بناء الثقة بالنفس عند المراهقين، من خلال منحهم الحب والاهتمام والتعاطف، والتحفيز والتشجيع،وحرية التعبير عن أنفسهم.
  3. التواصل والحوار الفعال أساس التربية الصحيحة.
  4. تجنب وجود وقت فراغ عند المراهق، لأن وقت الفراغ يجعله يفكر في المحرمات والأشياء غير المجدية.
  5. اختيار طريقة العقاب المناسبة التي لا تعرض المراهق للتحقير والتقليل من شأنه وفي المقابل تشعره بقيمة خطأه.
  6. ضرورة الانتباه إلى أصدقاء المراهق، لأن أصدقاء السوء تشبه مرض السرطان الذي صعب التخلص منه ومن أفكاره.
إن التقلبات المزاجية عند المراهقينهي أمر طبيعي، لا تدعوا إلى القلق في كثير من الأحيان. لكن يجب الانتباه لها وعدم التغافل عنها. فالتواصل وتبادل الخبرات بين أهل المراهقين، يبقى شيئاً مفيداً لمعرفة كيفية التعامل مع أبنائهم في هذه المرحلة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع