كتابة :
آخر تحديث: 07/09/2024

تاريخ الحضارة السومرية (حضارة جنوب بلاد الرفدين) وإنجازاتها

نشأت الحضارة السومرية Sumer ببلاد الرافدين في الألف السادسة قبل الميلاد، ويرجع تسميتها ب "سومر" نسبة إلى موقعها، حيث كانت تقع بين نهري دجلة والفرات في العراق، وامتدت بعد ذلك إلى سوريا ومنطقة الخليج العربي، وفي موقع مفاهيم نتعرف أصل الحضارة السومرية وأهم إنجازاتها وأسباب سقوطها، تابع معنا.
تاريخ الحضارة السومرية (حضارة جنوب بلاد الرفدين) وإنجازاتها

ما هي الحضارة السومرية؟

تعريف الحضارة السومرية هي إحدى أقدم الحضارات في التاريخ البشري، وقد نشأت في منطقة الرافدين في العراق الحديث، خاصة في جنوب بلاد ما بين النهرين. تُعتبر الحضارة السومرية من أوائل الحضارات التي ابتكرت الكتابة والنظم الإدارية المتقدمة. وظهرت الحضارة السومرية حوالي 4500 ق.م واستمرت حتى حوالي 2000 ق.م، عندما بدأت الحضارات الأخرى مثل الأكادية في الهيمنة على المنطقة.

أصل الحضارة السومرية

  • حاول علماء التاريخ البحث عن أصل السومريين، فقاموا بافتراض عدة نظريات التي حاولت جاهدة إيجاد أصل السومريين، فقال بعضهم أن السومريين هاجروا من شمال العراق إلى الجنوب، أي أنهم يرجعون إلى أصل جبلي في جبال العراق الشمالية.
  • لكن السومريين أنفسهم ذكروا انهم يرجعون إلى بلاد جبلية يمكن الوصول إليها عبر البحر وتبث عن السومريين أنهم سكنوا جنوب العراق عند مصب دجلة والفرات، وأسسوا بها مدنهم وحضارتهم، ومن أشهر هذه المدن (اور، اورك، اوما...) كما يرى آخرون أن السومريين جاؤوا من الجزيرة العربية.

سبب تسمية الحضارة السومرية

أطلق هذا الاسم على الأراضي التي سميت بعد القرن الثاني قبل الميلاد ببلاد بابل، وقد سميت هذه المنطقة عند الإغريق "ميزوبوتاميا " والتي تعني بلاد ما بين النهرين، أي نهر دجلة والفرات وهي المنطقة الواقعية في جمهورية العراق اليوم. وعلى الرغم من أن نهري دجلة والفرات ينبعان من تركيا ويدخلان الأراضي السورية إلا أن القصد من دجلة والفرات هو العراق، وفي هذه المنطقة ظهر تاريخ السومريين وحضارتهم.

تاريخ الحضارة السومرية

  • نشأت الدولة السومرية في مطلع الألفية الرابعة قبل الميلاد حيت عصر أورك، وقد انفرد السومريون بإقامة المدن الأولى، التي غلب عليها الطراز الفخاري الذي ينبثق عن ثقافة العبيد.
  • ويشار إلى أن هذه الحضارات قد تأثرت بالمستوطنات الزراعية التي تمتد فوق نهر الفرات في الألفية السادسة قبل الميلاد، ومع قدوم السومريين اقاموا مزيدا من هذه القرى الزراعية والمستوطنات للتطور فيما بعد إلى مدن.
  • ويعد الحاكم انانا أول الحكام للحضارة، وينسب إليه المعبد المشهور في المنطقة "معبد انانا". ويشير تاريخ الدولة إلى أنها مرت بعدة مراحل خلال حياتها وانقسمت إلى دولة قديمة وأخرى حديثة.

إنجازات الدولة السومرية

تمكن السومريين من تحقيق مجموعة من الإنجازات في عدة مجالات من أهم هذه المجالات:

الكتابة

  • تعتبر الكتابة من أعظم الاختراعات التي انجزها السومريين، حيث أظهرت التنقيبات الأثرية في جنوب العراق عن الآف الرقم الطينية التي نقش عليها بالكتابة المسمارية، والتي كان السومريين يحتفظون بها في أماكن خاصة داخل المعابد والقصور الملكية أو في المدارس.

الطب والهندسة

  • يظهر من خلال الآثار المكتشفة أن السومريين اهتموا بالجانب المعماري والهندسي، ثم في السلوك والآداب، وإدارة الحياة الاجتماعية، وتحسين التقاليد والعادات ثم تطويرها حسب الزمان والمكان. كما عرفوا أيضا بتلك الفترة في الممالك المجاورة ببراعتهم في المجال الطبي حيث تمكنوا من علاج عدة أمراض مختلفة، وقاموا بتأسيس ما يشبه بالمستشفيات ودور خاصة بالأدوية.

الموسيقى

  • تبين معظم الاكتشافات الأثرية، حب السومريين للفنون، خاصة الموسيقى، إذ تم اكتشاف آلات موسيقية مختلفة ونوتات راقية في مقابر الملوك، مما يدل على الاهتمام بفن الموسيقى والاستمتاع به من قبل الملوك وكافة الناس.

الفلك والأرض

من خلال الدراسات التي قاموا بها السومريين بينوا عن عبقريتهم ودرايتهم العميقة في هذا المجال، كما اعطوا تصورات صحيحة وبالغة في الدقة عن المجموعة الشمسية. حيث بينوا في كتاباتهم الطينية وفي الرسومات الجدرانية على أن المجموعة الشمسية تتألف من تسعة كواكب إضافة إلى الشمس والقمر، ودرسوا أيضا طبيعة وشكل الأرض وقاموا بتقسيمها إلى 360 درجة.

الزراعة والري

  • تعتبر الزراعة مهمة في حياة السومريين، حيث اهتموا بزراعة الحبوب (الشعير، الحنطة، النخيل...) كما قاموا برعي الأبقار، والخنازير، والماعز، والغنم... وعملوا كذلك على كيفية السيطرة على مياه الفيضانات، وذلك بإنشاء السدود، وحفر القنوات والجداول.

الطاقة والمعادن

  • أبدع السومريين في صهر المعادن وتحويل الذهب والفضة إلى أشكال لا يضاهى جمالها، وفي مزج القصدير مع النحاس للحصول على البرونز، ونجحوا في استخدام الأصداف لصناعة المجوهرات والزخارف المختلفة، وقاموا باستيراد الأحجار مثل الدقيق واللؤلؤ لاستخدامها في مختلف الفنون.

سقوط الدولة السومرية

  • تتضارب المعلومات التاريخية حول اندثار الدولة السومرية, فهناك من يقول أنه من الممكن أن تكون قد تعرضت للحرق والنهب من قبل العيلامين، ويذكر بأن الكثير من حركات الكفاح السومرية قد توجهت لمقاومتهم، لكنها فشلت وتلاشت اللغة تمامًا.
  • كما أسهم العموريين أيضا ف القضاء عليهم, وقامت إثرها الحضارة البابلية في العصر القديم, يقول البعض الآخر أن المناخ كان له كذلك دور كبير في سقوط الدولة السومرية. وذلك بسبب الجفاف والعواصف الترابية، حيث أظهرت بعض الحفريات في سوريا أن هذه المنطقة تعرضت لجفاف شديد تسبب في زوال المدن الموجودة آنذاك.
فالحضارة السومرية إذن تعد من أقدم الحضارات في تاريخ الإنسانية، التي تحوي الكثير من أسرارها، وكان لها الأثر الكبير في نشأة وتطور الحياة والإنسان.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ