كتابة :
آخر تحديث: 12/04/2022

ما هو السر وراء عدم تنفيذ القرارات الصائبة؟!

هناك كثيرين يخافون من تنفيذ العديد من القرارات رغم يقينهم من صوابها، وذلك بسبب تخوفهم من عواقب هذا القرار، فبعض القرارات لها ثمن كبير يدفعها صاحبها لكي يحققها بشكل حاسم، مثل خسارة ميزة يتمتع بها الآن، أو فقد التواصل مع شخص عزيز يتمتع بالتواصل معه الآن، وفي حالة اتخاذه بعض القرارات سوف يؤثر هذا القرار على هذا التواصل وهذه الميزة بشكل يجعل صاحب القرار يحجم عن اتخاذ هذا القرار، إذا تعرف عن السر وراء عدم تنفيذ القرارات الصائبة في مفاهيم.
تابع القراءة معنا لتصبح أكثر ثقة وقدرة على تنفيذ القرارات الصائبة في الحياة.
ما هو السر وراء عدم تنفيذ القرارات الصائبة؟!

السر وراء عدم تنفيذ القرارات الصائبة

  • يكمن السر في عدم تنفيذ القرارات الصائبة في وجود أنماط من التفكير السلبي يقع فيها الإنسان، تجعله غير قادر على اتخاذ هذا القرار بشكل حاسم.
  • هناك بعض الأنماط من التفكير تجعل صاحبها في حالة تخوف مستمر نتيجة الصورة الذهنية السلبية التي يرسمها لنتائج هذا القرار، مثل توقعه بأن تحدث مشكلة حتمية لا فكاك منها.
  • ففي بعض الحالات يلجأ كثيرين إلى اتخاذ الحلول الوسط ويرونه الحل المثالي لمشاكلهم، رغم أن تأجيل الحل يزيد من تفاقم المشكلة في كثير من الأحيان، إلا أنهم لا يريدون تحقيق الصورة الذهنية السلبية التي رسموها في عقولهم عن هذا القرار.
  • وفي هذا الشأن يمكن لصاحب تلك المشكلة أن يضع احتمالات لتحقق الصورة الذهنية السلبية، ويجهز البدائل التي تساعده على تحمل الآثار السلبية.

الخوف من الألم وأثره على اتخاذ القرار

هناك الكثير من الأشخاص يخافون من تنفيذ القرارات الصائبة خوفاً من الآلام التي من المتوقع الشعور بها، رغم أن هذا الألم قد يكون مؤقتاً، وقد يكون صاحب القرار قادراً على تحمله.

ومن أمثلة هذا الخوف من الآلام، الخوف من قرار اتخاذ بعض القرارات الخاصة بإجراء العمليات الجراحية، رغم أن الكثير من الأطباء قد يقومون بدور المطمئن للمريض صاحب القرار، ولكن صاحب القرار يكون في حالة تخوف شديد من الآلام المحتملة بعد العملية.

وهنا يجب التنبيه على أن التأجيل لبعض العمليات الجراحية قد ينتج عنه سوء الحالة الصحية لصاحب القرار، فبعض العمليات قد تكون متاحة في وقت من الأوقات، ولكن مع مرور الوقت تقل فرص الشفاء وتزيد مخاطر الجراحة بشكل فعلي.

لذا وجب على كل مريض يعاني من التخوف من إجراء العمليات الجراحية، أن يقوم باستشارة العديد من الأطباء أصحاب الثقة في هذا المجال، فإذا ما وجد المريض الرأي المقنع فليسارع باتخاذ القرار.

فمع مرور الوقت تكون الآثار الجانبية للمرض في سيطرة أكبر على الجسم، وتضعف مناعة الإنسان مع الوقت ضدها، وقد تزيد خطورة بعض الأمراض مع التأجيل مثل العمليات الخاصة بالزائدة الدودية وحصوات المرارة.

فتلك العمليات وغيرها مع التأجيل يعرض صاحبها للخطر الأكيد، وفي إجراؤها سلامة حقيقية للمريض ووقاية من مضاعفات خطيرة على حياته.

توقع ردود الفعل السلبية من الآخرين

هناك بعض القرارات السلبية التي يحجم الإنسان عن اتخاذها تخوفاً من رد فعل الطرف الآخر، وتوقعاً لردود فعل عنيفة منه.

فهناك بعض الزوجات يقومون بالإحجام عن مصارحة أزواجهم عما يدور في قلوبهم، وكذلك يحجم بعض الأزواج عن مصارحة زواجاتهم تخوفاً من ردود فعل الطرف الآخر، وتوقعاً لسيل من الانتقادات والإهانات.

إن هذا التخوف بين الأزواج والزوجات يؤدي إلى ما يعرف بالطلاق الصامت، أو الصمت الزواجي، وذلك لأن كل طرف يحجم عن مصارحة الآخر عما يدور في قلبه.

ولعلاج هذه الحالة يجب عدم توقع السوء من الطرف الآخر، وإعطاؤه فرصة لوجود احتمال آخر بخلاف الاحتمال السلبي، فربما تفهم المشكلة وتحقق حوار آخر بخلاف الحوار السلبي.

وهنا يمكن للزوج أو الزوجة اختيار بعض الأساليب التي تساعد على عدم وجود رد فعل سلبي مثل اختيار الوقت المناسب للحديث أو اختيار الأسلوب المناسب للحديث، فهذا يقلل من احتمالات حدوث مشادات في حالة المصارحة.

الخوف ودوره في عدم تنفيذ القرارات

إن أنماط التفكير التي ترسم الصور الذهنية السلبية عن القرار قبل تنفيذه هي أنماط لا تساعد على تحقيق أي قرار، وذلك لأنها تعيش القرار بالفعل في خيالها لا في الواقع.

والمخاوف تقضي تماماً على الحافز النفسي اللازم للبدء في تنفيذ القرار، فالحافز النفسي لتنفيذ القرار أمر لازم تماماً لكي يبدأ الإنسان في التنفيذ وهو العامل الرئيسي الذي يجعل الإنسان مقبلاً على القرار متحملاً لكافة الاحتمالات السلبية والإيجابية.

وهنا يجب على الإنسان أن يكون دائماً مدعماً لنفسه بالكلمات الإيجابية ومذكراً لنفسه بالطموحات التي يتمناها حتى إذا ما هاجمته الأفكار السلبية كان قادراً على مقاومتها بشكل سليم.

الخوف من القرارات الخاصة بمجال العمل

  • هناك بعض المخاوف التي قد يجدها الإنسان في مجال العمل، مثل الخوف من تغيير مجال العمل، أو الخوف من عدم وجود نفس المميزات في الفرصة الجديدة.
  • تلك المخاوف تؤثر بشكل سلبي على القرارات الخاصة بالعمل، خاصة وإن كان مدير العمل الموجود يتمتع بتفاهم كبير مع الموظفين ولكن العمل يوفر راتب قليل، هنا يفاضل العامل بين عمل بمرتب أكبر مع مدير غير مضمون، أو البقاء في نفس الوظيفة مع مرتب ضعيف.
  • رغم أن نفس الموظف حين يغير الوظيفة بمرتب أكبر قد يجد المدير الجديد في حالة أفضل من المدير الحالي، أو أن بقاء الموظف في نفس الوظيفة لا يضمن بقاء المدير، فالمدير قد يتغير في أي وقت.
  • وهنا وجب التنبيه على أن التغيير سنة من سنن الحياة التي يجب على كل إنسان أن يخطط لها ولا يبقى في مكانه تخوفاً من المستقبل.

السر وراء التوقعات السلبية للقرارات

يكمن السر وراء التوقعات السلبية للقرارات في وجود تجارب سلبية عاشها الإنسان فيما سبق من حياته، تلك التجارب التي تؤثر عليه بشكل سلبي، ويخاف وتكرارها بشكل كبير.

وتكمن المشكلة في بعض الأحيان من التعامل الخاطئ مع الصدمات النفسية، فالتعامل الخاطئ معها يؤدي إلى بقاء أثر تلك الصدمات لعشرات السنين.

والتعامل الصحيح مع تلك الصدمة يجعل الإنسان قادراً على عبورها بشكل سليم، فمراحل الصدمة النفسية تبدأ بالإنكار ثم الحزن ثم قبول بعض عناصر الأزمة ورفض بعضها ثم قبول الصدمة بشكل كامل والتعامل معها.

فهناك بعض الفئات تمنع الإنسان من الحزن، مثل العبارات التي تقول بأن الرجال لا تبكي، أو أن الشخصيات القوية يجب أن لا تظهر حزنها لأحد، تلك الأفكار تساهم في عدم عبور الصدمة وعدم التعبير عن الحزن وعدم الانتقال لمرحلة قبول الصدمة والتعامل معها بشكل سليم.

وبالتأكيد إذا كنت ممن تعامل مع الصدمات شكل خاطئ عزيزي القارئ، فمن الممكن السماح لنفسك للتعبير عن حزنها لعبور الصدمات والانتهاء من تأثيرها السلبي.

وأخيراً .. فإن السر وراء عدم تنفيذ القرارات الصائبة سر له الكثير من الأسباب بخلاف المخاوف ولكننا حاولنا في تلك المقالة فتح باب التفكر في تلك الأسباب محاولين مساعدة القارئ على مقاومة تلك المخاوف.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ