كتابة :
آخر تحديث: 14/03/2022

ما هي الغازات الدفيئة؟ وعلاقتها بظاهرة الاحتباس الحراري؟؟

تلعب مجموعة معينة من الغازات دورًا رئيسيًا في تغيير درجة حرارة الكوكب، ويحاول العلماء إيقاف انبعاثاتها قبل أن تصل إلى نقطة اللاعودة، وهذه هي الغازات الدفيئة، وهذا ما يتم توضيحه في السطور القادمة في موقع مفاهيم.
الغازات الدفينة هي الغازات المسببة للاحتباس الحراري هي الجاني الوحيد على مدى العقدين الماضيين، أصبحت قضايا تغير المناخ ذات أهمية متزايدة، وأصبح الحديث عن مكافحة الاحتباس الحراري ومكافحته موضوعًا ساخنًا بشكل تدريجي في الندوات والمؤتمرات والخطط الحكومية المستقبلية.
ما هي الغازات الدفيئة؟ وعلاقتها بظاهرة الاحتباس الحراري؟؟

معلومات عن الغازات الدفيئة

تكاد لا توجد أخبار ومقالات في الصحف والمواقع الإلكترونية تحذر من الآثار المدمرة لهذه التغييرات التي شهدها كوكبنا ومحاولات الدول والحكومات لإبطاء وتيرتها قبل أن تصل إلى نقطة اللاعودة، ومن أهم سماتها ما يلي:

  • متوسط درجات الحرارة يرتفع فوق بعض مستويات 1.5-2.5 درجة مئوية.
  • في خضم هذه الأخبار والمؤتمرات، فإن إلقاء اللوم يشير دائمًا إلى غاز يسمى "غازات الاحتباس الحراري" أو "الغازات الدفيئة" ليكون مسؤولا عن اقتراب هذا الخطر.
  • للوهلة الأولى، يبدو الاسم شائعًا ولا يشير إلى مثل هذه الدرجة من الخطر، ولا يكون مصحوبًا عادةً بشرح يسمح لغير الخبراء بفهم الدور المدمر الذي تلعبه هذه الغازات في تغيير مناخ الأرض.
  • لذلك، في هذا التقرير، نأخذك في جولة للتعرف على غازات الاحتباس الحراري ولماذا يطلق عليها هكذا، والأنواع والموارد، والجهود المبذولة للحد من انبعاثاتها.
  • ذات تأثير كبير عندما يضرب ضوء الشمس الأرض، يمتص الغلاف الجوي والسطح بعضًا من هذه الطاقة، مما يتسبب في ارتفاع حرارة الكوكب.
  • تنتشر هذه الحرارة من الأرض إلى الفضاء على شكل أشعة تحت الحمراء وهنا يأتي دور غازات الاحتباس الحراري.
  • فهي لها القدرة على امتصاص الأشعة تحت الحمراء المنعكسة.
  • وهذه الغازات تمتص الطاقة الحرارية الكلية وتعيدها إلى الأرض، مما يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض وبالتالي حدوث الاحتباس الحراري.
  • ومن هنا تلعب هذه الغازات الدور الذي تلعبه الدفيئة (المعروفة باسم الصوبة الزجاجية في بعض الدول العربية)، ومن هنا جاءت تسميتها.
  • في حين أن هذه الغازات لا تشكل سوى نسبة صغيرة من الغازات التي تشكل الغلاف الجوي للأرض، فإن لها تأثيرًا كبيرًا على تغير المناخ الذي نشعر به الآن.
  • يعتمد مدى تأثير كل غاز من هذه الغازات على ظاهرة الاحتباس الحراري على عوامل رئيسية، وهي مقدار وجوده في الغلاف الجوي، ومدة بقائه هناك، ومقدار امتصاصه للحرارة.
  • يتم التعبير عن هذا التأثير في مقياس "إمكانية الاحترار العالمي" (GWP)، والذي يقيس إجمالي الطاقة التي يمتصها الغاز على مدار فترة زمنية (عادةً في غضون 100 عام).

أهم غازات الاحتباس الحراري

بخار الماء (H2O)

  • بخار الماء هو الحالة الغازية للماء التي تحدث نتيجة غليان وتبخر الماء السائل.
  • على الرغم من أنها أكبر مساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري لأنها تسبب حوالي 60٪ من تأثير الاحتباس الحراري.
  • إنها لا تتحكم بشكل مباشر في درجة حرارة الأرض، بل تتحكم في درجة حرارة الغلاف الجوي المحيط بها حيث تزداد سماكة إذا كانت درجة الحرارة وتتحول إلى غيوم وتسقط كأمطار.
  • يعتبر بخار الماء محركًا مهمًا لعملية تغير المناخ، فإنه غالبًا لا يحظى بالاهتمام الكافي عندما يتعلق الأمر بغازات الاحتباس الحراري.
  • ربما لأن وجوده في الغلاف الجوي لا يمكن في كثير من الأحيان أن يعزى بشكل مباشر إلى الأنشطة البشرية.
  • يرتبط تأثيره أيضًا بزيادة غازات الدفيئة غير القابلة للتكثيف مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز.
  • بدون زيادة كمية غازات الدفيئة غير القابلة للتكثيف، لن تتغير كمية بخار الماء في الغلاف الجوي.
  • نظرًا لأن تراكم الغازات غير القابلة للتكثيف يزيد من درجة الحرارة، فإن هذا يزيد من بخار الماء وبالتالي يتضاعف تأثير الاحتباس الحراري بشكل كبير في دورة متكررة.
  • ومع ذلك، يبقى بخار الماء في الغلاف الجوي لفترة أقصر بكثير (بضعة أيام) مقارنة بغازات الدفيئة الأخرى، مما يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة من خلال البقاء في الغلاف الجوي لفترات ممتدة من سنوات إلى قرون.

ثاني أكسيد الكربون (CO2)

  • في حين أن هناك غازات أكثر فعالية في قدرتها على الاحتفاظ بالحرارة، فإن ثاني أكسيد الكربون هو أخطر غازات الاحتباس الحراري لأنه الأكثر شيوعًا.
  • في عام 2016، شكل ما يقرب من 81 ٪ من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان في الولايات المتحدة.
  • يتم إنتاج هذا الغاز بشكل أساسي عن طريق حرق الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز الطبيعي) والنفايات الصلبة وإنتاج الأسمنت العالمي.
  • يتسبب هذان النشاطان في أكثر من 75٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، في حين أن الباقي مسؤول عن إزالة الغابات وتغيير الممارسات الزراعية لأنه يطلق كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون المخزن في التربة.
  • أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية أن مستويات ثاني أكسيد الكربون ارتفعت خلال القرنين الماضيين، من 278 جزءًا في المليون في بداية الثورة الصناعية إلى 409.8 جزءًا في المليون في عام 2019.
  • آخر مرة وصل فيها ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى هذا الارتفاع، منذ أكثر من 3 ملايين سنة، عندما كانت درجة الحرارة بين درجتين وثلاث درجات مئوية مقارنة بفترة ما قبل الصناعة، والمستوى الحالي هو -25 مترًا عندما كان مستوى سطح البحر 15 درجات.

الميثان (CH4)

  • يعتبر الميثان من الغازات الرئيسية بالرغم من أن تركيزه في الغلاف الجوي أقل من نسبة ثاني أكسيد الكربون، وهذا لأنه 25% ضعف قدرة ثاني أكسيد الكربون على إحداث الاحتباس الحراري في 100 عام.
  • في العقدين الأولين من إطلاقه، كانت قدرته على الاحتفاظ بالحرارة أكبر 84 مرة من ثاني أكسيد الكربون.
  • تشمل الأنشطة البشرية التي تنتج غاز الميثان توليد الطاقة من الغاز الطبيعي والفحم والنفط وعمليات تحلل مدافن النفايات وتربية الماشية وزراعة الأرز.
  • في الوقت نفسه، تعتبر الأراضي الرطبة المصدر الطبيعي الرئيسي لغاز الميثان.
  • تجاوزت انبعاثات الميثان الناتجة عن الأنشطة البشرية الانبعاثات الطبيعية منذ الثمانينيات وتشكل الآن 60٪ من الانبعاثات.
  • أظهر تقرير صادر عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بالولايات المتحدة (NOAA) في أبريل الماضي أن تركيز الميثان في الغلاف الجوي وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 1875 جزءًا في المليار، أي مرتين ونصف هذا الرقم.

أكسيد النيتروز (N2O)

  • يمثل أكسيد النيتروز، المعروف أيضًا باسم أكسيد النيتروجين المزدوج، ما يقرب من 6.5 ٪ من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الأنشطة البشرية في الولايات المتحدة في عام 2018.
  • على الرغم من هذه النسبة الصغيرة، فإن تأثير هذا الغاز كبير إنه قادر على تسخين الغلاف الجوي بنحو 300 مرة أكثر من ثاني أكسيد الكربون، وتبقى جزيئاته في الغلاف الجوي لمدة 114 عامًا في المتوسط.
  • الأنشطة البشرية مثل الزراعة واستخدام الأسمدة النيتروجينية وحرق الوقود والسماد الحيواني هي مصدر ما يقرب من 40 ٪ من كمية أكسيد النيتروجين التي يتم إطلاقها في الغلاف الجوي سنويًا.
  • يحدث أكسيد النيتروز أيضًا بشكل طبيعي في الغلاف الجوي كشكل من أشكال النيتروجين.

الغازات المفلورة

الغازات المفلورة هي أقوى غازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري وأطول أمدها، وذلك يرجع إلى:

  • حيث يمكن أن يستمر وجودها في الغلاف الجوي أحيانًا لآلاف السنين.
  • على عكس الغازات الأخرى، تنبعث معظم الغازات المفلورة نتيجة العمليات الصناعية مثل تصنيع الألمنيوم وأشباه الموصلات ومكيفات الهواء والثلاجات، وليس من مصادر طبيعية لم تكن موجودة قبل العصر الصناعي.
  • تحتوي هذه الغازات على أربع فئات رئيسية وهي مركبات الكربون الهيدروفلورية (HFCs)، مركبات الكربون الفلورية (PFCs)، سداسي فلوريد الكبريت (SF6) وثلاثي فلوريد النيتروجين (NF3).
  • نظرًا لأن غازات الفلور لا تضر بطبقة الأوزون في الغلاف الجوي، فإنها غالبًا ما تستخدم كبديل للمواد التي تستنفد طبقة الأوزون.
  • مع ذلك، فإن تأثيره على ظاهرة الاحتباس الحراري قوي للغاية حيث إن قدرة بعض الأنواع على حبس الحرارة تصل إلى 23000 ضعف قدرة ثاني أكسيد الكربون.

من المسؤول عن الاحتباس الحراري؟

تساهم 10 دول فقط بأكثر من ثلثي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية في العالم، وتتمثل فيما يلي:

  • تمثل هذه البلدان مجتمعة أكثر من 50٪ من سكان العالم وحوالي 60٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
  • الدولة الأولى هي الصين، وهي أكبر مصدر لانبعاثات الغاز بحوالي 26٪، تليها الولايات المتحدة بنسبة 13٪، تليها دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 7.8٪، والهند 6.74٪، وروسيا 5.26٪ 2.73) ثم البرازيل (2.28٪) وإندونيسيا (1.88٪).
  • في السنوات الأخيرة، تضررت جهود إبطاء الانبعاثات بشدة، خاصة بعد أن تسبب انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتفاقية باريس للمناخ في أزمة محلية ودولية، وتعرضت بلاده لانتقادات واسعة النطاق لكونها ثاني أكبر مصدر في البلاد.
  • يقول العلماء في اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أنه لا يزال من الممكن تحقيق الهدف المتمثل في إبقاء متوسط درجات الحرارة العالمية يرتفع إلى أقل من 1.5 درجة مئوية.
  • وهذا يجب أن يخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام 2030، ويصل صافي الانبعاثات إلى الصفر في عام 2030.
وفي النهاية فإن هناك محاولات للعديد من الدول حول العالم لاتخاذ خطوات عملية لوقف الضرر الذي تسببه الغازات الدفيئة في الوقت المتاح، ويعمل العلماء بجد أيضًا لإيجاد حلول جديدة لإبطاء تغير المناخ أو على الأقل التكيف معه.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ