ماهو الفرق بين النظرية والفرضية؟
وضع التعريفات
• لكل كلمة تجري على الألسنة أو يتم استخدامها بشكل عام يحاول العلماء أن يجدوا لها تعريفا دقيقا حتى لا يحدث التباس في أمر هذه الكلمة، وهذا التعريف الذين يحاولون الاتفاق عليه يشمل نوعين:
1. التعريف اللغوي:
وهو الذي يهتم بوضعه علماء اللغة واللغوين ويوضع هذا التعريف في الكتب اللغوية ومعاجم اللغة.
2. التعريف الاصطلاحي:
وهو الذي يقوم بوضعه علماء العلم ذاته، فالتعريف اللغوي ثابت، لكن التعريف اصطلاحي متغير بتغير العلماء، فالتعريف الاصطلاحي لعالم الكيمياء للفرض يختلف عن التعريف الاصطلاحي لعالم التاريخ للفرض، يختلف عن التعريف الاصطلاحي لعالم النفس عند تعريفه للفرض اصطلاحا.
النظرية
• تعد النظرية ذات مفهوم عام وشامل للكثير من المجالات الحياتية، لأن النظرية تقوم بالدخول في جميع مجالات العلوم العلمية والاجتماعية والكونية.
• ولكن يوجد لكل مجال من المجالات مفاهيمه الخاصة التي تميزه عن غيره من المجالات الأخرى.
• فتعريف النظرية في معجم المعاني الجامع تكون هي: قضية تثبت صحتها بحجة ودليل أو برهان.
• وقد تم تعريفها من قبل جماعة أخرى على أنها مجموعة من الآراء تحاول تفسير وقائع معينة من خلال الاستناد إلى أمور منطقية.
• لتعرض النظرية لمجموعة من الانتقادات ومحاولات لإثبات هل النظرية صحيحة أما لا، فهذا يحتم على أن النظرية من الممكن أن تكون عبارة عن مجموعة من التخمينات والتنبؤات لأمر أو ظاهرة لم تثبت بعد.
• لكي نثبت النظرية علينا البدء بإجراء التجار للتأكد من صحة النظرية أو خطأها .
• ويوجد اختلاف بين النظرية العلمية والاستعمال العام لتلك النظرية، وذلك لأن النظرية العلمية من الضروري أن تستند على عدد من الحقائق، وعند التأكد من صحة تلك الحقائق، تظهر مجموعة من النتائج لتأكد ما إذا كانت تلك النظرية العلمية صحيحة أم خاطئة.
• ولكن بالنسبة إلى النظرية في الاستخدام العام، فهي تعد بمثابة رائي لا أكثر من أن تكون رأيًا، ولن تكون نظرية إلا عندما نتأكد من صحتها، لأنها بهذه الطريقة لا تستند على حقائق تثبت بالعلم.
أمثلة على النظريات العلمية
• نظرية المعلومات عام 1948م للعالم كلود شانون، وهي التي قدمت الأساس الرياضي لعلوم الاتصالات والإلكترونيات والكمبيوتر.
• نظرية الصفائح التكتونية بين عامي 1912 و1960م عن تحرك القارات للعلماء فيجنر وويلسون نظرية الألعاب في الخمسينيات للعلماء ناش ونيومان ومورجنسترن، في مجال علم الاقتصاد.
• نظرية الأكسجين للعالم لافوازييه عام م1770، وهي تنص على أن الأكسجين يتحد مع المواد أثناء احتراقها، هذه النظرية مهدت الطريق للكيمياء الحديثة.
• نظرية الكم لأينشتاين وبلانك وبور وهايزنبرغ وشرودنغر وبورن وديراك بين عامي 1900 و1926، التي غيرت مفهوم الفيزياء الكلاسيكية تماماً وكشفت خصوصيات الطبيعة.
• نظرية التطور عن طريق الاصطفاء الطبيعي لداروين عام 1859، التي تنص على أن الطبيعة تبقي على الصفات القوية وتنفي الصفات الضعيفة من خلال الطفرات الوراثية.
• نظرية مركزية الشمس لكوبرنيكوس عام 1543، التي تنص على أن الكواكب تدور حول الشمس وليس العكس
الفرضية
• تعتبر الفرضية عبارة عن رأي يطرح في البداية ويقوم بإعطاء تفسيراً مؤقتاً لظاهرة معينة، تبنى الفرضية على احتمالية لا تستند على أساس علمي كالحقائق الواضحة والكاملة، المتأكد من صحتها أي التي لا يوجد في صحتها أي شك.
• تعد الفرضية نقطة البداية التي تبقى موضع اختبار، حيث يقول الفيلسوف اليوناني أرسطو على الفرضية أنها: "هي نقطة البدء في كل برهنة، وهي المنبع الأول لكل معرفة يكتسبها الإنسان أي أنه المبدأ العام الذي يستخدم كإحدى مقدمات القياس"،
• فالفرضية تظل كما هي موضع بحث ويتم العمل عليها حتى يتم إثباتها، وعند اثبات الفرضية تصبح نظرية مؤكدة ويتم التعامل على أساسها، وتنسب لصاحبها، الذي أعطى الفرض في البداية.
الفرق بين النظرية والفرضية
لمعرفة الفرق بين هذه المصطلحات يجب أولا معرفة مراحل البحث العلمي، فهي التي ستوضح لنا الفرق بين النظرية والفرضية، وسوف نعرف مراحل الإثبات العلمي في العنصر القادم.
أمثلة على الفرضيات العلمية
• العالم ألبرت آينشتاين عندما قام بوضع نظريته النسبية الخاصة، قام بافتراض أن سرعة الضوء في الفراغ كمية ثابتة لا تعتمد على سرعة الراصد أو المشاهد، وهذه تعد فرضية اعتمد عليها لبناء نظريته فيما بعد.
• عندما أراد العالم ماكس بلانك تفسير الإشعاع الحراري الصادر من الأجسام، قال إن هذا الإشعاع ينطلق من الأجسام على شكل حزم من الطاقة وليس على شكل أمواج، وهذه فرضية يجب إثباتها علميًا لتصبح نظرية علمية يترتب عليها عدد من النتائج فيما بعد، لكن بلانك لم يثبتها لكنه استعمل هذه الفرضية لاشتقاق قانون بلانك الذي اتضح فيما بعد أنه صحيح ويتوافق مع الواقع التجريبي وبالتالي تكون الفرضية صحيحة.
مراحل الإثبات العلمي
مراحل الإثبات العلمي يمكن تلخيص مراحل الإثبات العلمي في ثلاث مراحل أساسية، مع مراعاة ترتيب هذه المراحل ترتيب منطقي علمي، وهن:
• المرحلة الأولى وهي مرحلة المشاهدة، بمعنى أن يقوم الباحث بمشاهدة ظاهرة معينة من أبعاد مختلفة وزوايا متنوعة، وعندما يقوم البحث بفعل تلك المشاهدة يحدث اكتمال لأصول وأسس تلك المشاهدة، مع العلم أن تلك المشاهدة لا تعني بالضرورة مشاهدة تلك الظاهرة بالعين المجردة فحسب، ولكن تتم عملية المشاهدة بأي طريقة ممكنة مثل الدليل المادي وغيره من الأدلة.
• المرحلة الثانية: بعد انتهاء الباحث من المرحلة الأولى وهي مرحلة الملاحظة والمشاهدة يبدأ بالدخول في المرحلة الثانية وهي مرحلة إخضاع المشاهدة للتجارب العلمية والعملية والمعملية والبحوث والتساؤلات والبراهين...، للتمكن من الحصول على الفرضية (التي سبق الحديث عنها)، وعندما تزداد صحة التجارب والأبحاث التي قام بإجرائها الباحث تزداد قوة الفرضية لتصبح بعد ذلك نظرية علمية.
• المرحلة الثالثة: وهي بعد أن قام الباحث بالمشاهدة وإجراء البحوث والحصول على فرضية، فيأتي دور المرحلة الثالثة وهو التأكد من صحة الفرض ليصبح نظرية علمية، إذا تأكد من صحة الفرض أصبح نظرية علمية ويتم إثباتها على المستوى العلمي ويضعوها في عين الاعتبار في الأبحاث الجديدة على الفروض الأخرى، وإذا لم يتأكد من صحة الفرض أو اكتشفت أن هذا الفرض خاطئ وفشل في التجارب التي أجراها عليه فإنه يعود للخضوع إلى تجارب أخرى، أو من المرجح أن يتم إلغاء ذلك الفرض الخاطئ.
أوجه الاختلاف بين النظرية والفرضية
هنا نستطيع أن نعرف وجه الشبه والاختلاف بين النظرية والفرضية:
• فالنظرية تأتي بعد الفرضية وهي تأتي من الفرضية في الأساس.
• الفرضية تأتي من خلال المشاهدة
• الفرضية تسبق النظرية
• الفرضية قد تكون صحيحة وقد تكون لا، على عكس النظرية فهي مثبت صحتها.
• يوجد عدد لا نهائي من الفروض ولكن يوجد عدد محدود من النظريات العلمية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9620
