كتابة :
آخر تحديث: 20/04/2022

أنواع الكبت النفسي وتأثيره على الإنسان

من الجدير بالذكر أن في حالة كثرة تعرض الشخص إلى الكبت وتدهور الحالة النفسية المتولد بسبب مواقف وذكريات مؤلمة إلى كثرة تعرضه إلى القلق ونوبات متتالية من العصبية الحادة لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن الكبت النفسي، حيث يعتبر الكبت أحد مؤثرات العصر التي تؤدي بالحالات إلى الانتحار أو الدخول في نوبات متكررة للاكتئاب.
أنواع الكبت النفسي وتأثيره على الإنسان

مفهوم الكبت النفسي

إن الكبت النفسي هو:

  • ميل الفرد إلى استبعاد الذكريات الناتجة بسبب مروره بمواقف وتجارب مؤلمة والتي أدت إلى حدوث صدمة نفسية وعصبية لديه إلى استبعاد هذه الذكريات وتلك المشاعر المؤلمة والمؤذية التي حدثت في الماضي إلى اللاشعور بعد أن كانت في منطقة الشعور تسبب له أزمة نفسية.
  • وبمعنى آخر من منطقة اللاوعي بعد أن كانت في منطقة الوعي، ومن الجدير بالذكر أن عملية نقل الأفكار والذكريات والمشاعر وكل هذه الأشياء التي تسبب الإحساس بشعور سيء للغاية ومؤذي يتم بشكل وبصورة شعورية.
  • ومن الجدير بالذكر أن الميل إلى قمع كل هذه الأشياء يكون خاص بالأمور الغير مرغوب بها إلى العقل أو الجزء اللاوعي من شعور الإنسان، كما أن سبب قيام شعور الإنسان بهذا القمع والاستبعاد كوسيلة أو نوعا ما من التحايل النفسي هي وسيلة العقل والشعور في حماية الصورة الخاصة بذات وهوية الشخص.
  • وتعتبر الصورة المحببة إلى ذاته والتي يحب أن يرى بها نفسه وذاته، نظرا لكونه وسيلة يستخدمها الفرد من أجل تقليل شعوره تجاه هذه الأمور بالقلق أو تأنيب الضمير والذنب.

أنواع الكبت النفسي

هناك العديد من أنواع الكبت التي يمكن أن يصيب الإنسان، ومنها ما يلي:

1. الكبت الأول أو الأساسي:

  • أول مرحلة من مراحل الكبت وفيه عقل الإنسان يقوم بقمع الأفكار والمشاعر المتولدة والناتجة وفي نفس الوقت المرتبطة بمجموعة من الأمور السلبية التي حدثت في الماضي إلى دائرة اللاوعي.
  • هذه العملية تحدث بصورة تلقائية لا شعورية نوعا معا ولا تدخل للإنسان في عملية النقل.
  • هذا النوع من الكبت يمكن أن يحدث في دائرة الوعي ولكن على الرغم من ذلك يبقى بصورة مخفية ولا تظهر للإنسان في عملية النقل والقمع.

2. الكبت الثانوي الحقيقي أو الصحيح:

  • مماثل للنوع الأول من الكبت فيما يتعلق بقمع المشاعر والأفكار السلبية المرتبطة بمواقف غير محببة مريرة حدثت في الماضي، والتي ينقلها العقل الواعي إلى دائرة عقل اللاوعي.
  • الاختلاف في هذا النوع يكمن في أن عملية النقل والقمع تحدث بصورة مقصودة من قبل الإنسان.
  • سبب هذا النقل المقصود في هذا النوع أن كل هذه الأمور والمشاعر السلبية تسبب للإنسان شعور عصبي متمثل في القلق والشعور بالذنب فضلا عن إحساسه بكل هذه المشاعر تجاه ذاته وهو شعور لا يريد الاستمرار في الإحساس به لذا يقوم بقمعها لكي يتجنب كل هذه المشاعر.
  • في هذا النوع من الكبت يلاحظ على الإنسان لكي يحمي هويته أنه يقوم بعدة أمور الأول أنه يدخل في مرحلة إنكار أن هذه الأمور يشعر بسببها بشيء من الخطر على نفسه وهويته فضلا عن كونه يقوم بإنكار وجودها من الأساس.

مظاهر الكبت النفسي وتأثيراته

أكد فرويد في نظريته الخاصة بالكبت أن هذا الأخير يؤثر على العديد من جوانب الإنسان وليس هذا فقط بل إنه يظهر بشكل واضح في بعض الأمور التي تحدث للإنسان الذي يعاني من وجود كبت في مرحلة معينة من حياته أو كان ملازم له وتتمثل مظاهر الكبت في الآتي:

الأحلام:

  • والأمور التي يحتويها الحلم من أكثر الأشياء التي تعبر وترمز إلى الغرائز المكبوتة والمشاعر المستبعدة المقموعة أي كان الحلم ومحتواه رمزي أو فعلي.

زلات اللسان:

  • في كثير من الأحيان يتحدث الشخص بكلمات غير مقصود عن الأفكار والمشاعر التي توجد في دائرة اللاوعي وضرورة التنويه أن هذه الكلمات تكون بشكل غير مقصود.

عقدة إليكترا:

  • من مظاهر الكبت التي تظهر عند فئة معينة من الأشخاص وهم الأطفال ويظهر تأثيرها عند وصولهم مرحلة البلوغ، وسبب تكون هذه العقدة هي المشاعر السلبية المكونة في مرحلة الطفولة بسبب الغيرة على كسب اهتمام إحدى الوالدين.
  • ومن الجدير بالذكر أن هذه المشاعر تبدأ في الظهور فور بداية الطفل على إدراك وفهم مشاعر الانجذاب إلى الوالد المغاير له في الجنس، فمثلا إذا كان الطفل ولد يلاحظ أن مشاعر الغيرة والانجذاب تكون اتجاه الأم وهكذا.

الخوف الغير مبرر:

  • يقصد بهذا المصطلح في علم النفس باسم الفوبيا ويقصد بهذا المصطلح هي مجموعة من الذكريات الناشئة عن مرور الشخص بعدة تجارب في الماضي متعلقة بشيء ما وكل هذه الأشياء تم قمعها في دائرة اللاوعي ولكنها لا زالت بشكل ما تحدث تأثير في سلوك الإنسان تجاه شيء معين وهذا التأثير ليس له مبرر أو سبب معلوم المصدر.

أمثلة توضح مفهوم الكبت وتأثيره

هناك بعض الأمثلة التي توضح مفهوم الكبت والانفعالات الداخلية لدى الإنسان، وتتمثل تلك الأمثلة في الآتي:

المثال الأول:

  • تعرض طفل أثناء طفولته إلى لدغته عنكبوت فضلا عن مروره بعدة مواقف غير لطيفة مع العناكب كل هذه الأشياء ينتج عنها ذكريات مؤلمة لا يرغب الطفل في تذكرها لذا يقوم بدفنها في منطقة اللاوعي.
  • ونتيجة لتطور الوضع يصبح الطفل يعاني من وجود خوف غير مبرر تجاه العناكب (فوبيا العناكب) كل ذلك يحدث وهو طفل ويمتد تأثير الكبت عند وصوله إلى مرحلة البلوغ يجد نفسه يهاب العناكب يخاف منها.
  • وفي نفس الوقت ليس لديه أي تفسير لسبب هذا الخوف، نظرا لكون الذكريات والمشاعر التي كانت حجر الأساس لوجود الفوبيا مخفية وموجودة في منطقة اللاوعي.

المثال الثاني:

  • تعرض الطفل خلال مرحلة من مراحل طفولته إلى سوء المعاملة والإساءة من الأب والأم أو من الاثنين معا أو حتى من شخص آخر مقرب منه.
  • والذي ينتج عن ذلك ذكريات سلبية مؤذية فيطرأ العقل الوعي إلى الكبت كوسيلة لعدم الشعور بهذه المشاعر مرة ثانية فينقلها إلى منطقة اللاوعي والتي ينساها الطفل كلما تقدم في سن وصولا إلى مرحلة البلوغ يصبح غير متذكر أو مدرك لها في الأساس.
  • لكن تأثير هذه الذكريات لا يزال مستمر حيث يلاحظ عليه أنه يجد صعوبة في الدخول في أي علاقة مع الأشخاص المحيطين به علاقته بأسرته غير متزنة بالمرة.

التنويم المغناطيسي العلاج المعاصر للكبت

من المعروف أن مصطلح الكبت يشير إلى تلك الأمور المستبعدة المكبوتة في منطقة اللاوعي والتي قاموا مجموعة كبير من علماء النفس وخاصة علم النفس المعاصر باستخدام أكثر من طريقة من أجل علاج الكبت والتي كان من ضمنها التنويم المغناطيسي، وتشمل ما يلي:

  • اعتمد مجموعة كبيرة من العلماء على طريقة التنويم المغناطيسي على مجموعة من الأشخاص من أجل إعادة إحياء بعض الأحداث التي وقعت لهم خاصة تلك التي كانت خاصة بالاعتداء الجنسي على الأطفال والتي تم استنتاج أن أغلب الحالات لم يحدث لهم اعتداء في الأساس.
  • وبناء على ذلك أكد مجموعة من معالجين وعلماء علم النفس المعاصرين أن كبت الذكريات أمر غير شائع بل أمر نادر الحدوث وليس هذا فقط بل مجرد فقد الوعي والإدراك بهذه الذكريات والذاكرة لا يمكن إعادة استرجاعها مرة ثانية مهما كانت الطريقة.
ختاما الطبيب والمعالج النفسي يمكن أن يتعرف على كون الشخص الذي يجلس أمامه هل يعاني من وجود الكبت النفسي أم لا من خلال ظهور بعض العلامات عليه والتي من أهمها العصبية القلق الاكتئاب وجميع هذه العلامات تكون بصورة مبالغة بها عن المعدل الطبيعي.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ