كتابة :
آخر تحديث: 27/10/2024

انواع الاستعارة في اللغة العربية وكيف يمكن التمييز بينها في الجمل

قبل التحدث عن انواع الاستعارة يمكننا تعريفها بأنها تشبيه قوى يدعي معنى الحقيقة في الجملة للمبالغة في الوصف والتشبيه، وتعرف بأنها تشبيه تم حذف أحد طرفيه ولكن لابد من قرين الشيء الدال على المشبه والمشبه به. وللبلاغة الاستعارة أقسام سوف نتحدث عنها بشيء من التفصيل في هذا المقال في موقع مفاهيم، إذ أن الاستعارة في اللغة العربية أسلوب بليغ يوضح المعني ويجعل فهمه أوضح وأسرع حيث أن اللغة العربية غنية بالأساليب الذكية.
انواع الاستعارة في اللغة العربية وكيف يمكن التمييز بينها في الجمل

تعريف الاستعارة

الاستعارة هي أسلوب بلاغي يقوم على استخدام كلمة أو تعبير للدلالة على معنى غير المعنى الأصلي له، من خلال تشبيه بين شيئين، مع حذف أحد طرفي التشبيه (إما المشبَّه أو المشبَّه به). تعتمد الاستعارة على التخيل والإيحاء لتوصيل المعنى، مما يضفي على الكلام طابعًا جماليًّا وعمقًا، ويتيح للقارئ تصور صورة فنية في ذهنه.

اركان الاستعارة

أركان الاستعارة ثلاثة، وهي:

  1. المشبه: وهو العنصر الذي نريد وصفه بصفة غير مباشرة، لكنه قد لا يُذكر مباشرة في الاستعارة. يُفهم ضمنيًا من سياق الكلام.
  2. المشبه به: العنصر الذي تُنسب صفاته إلى المشبه ليكسبه دلالة أو صورة فنية. يُمكن ذكره (في الاستعارة التصريحية) أو يُحذف ويترك أثره (في الاستعارة المكنية).
  3. وجه الشبه: هو الصفة المشتركة أو الرابط الذي يجمع بين المشبه والمشبه به، ويكون ضمنيًا، ويُفهم من السياق دون أن يُذكر.

ما هي انواع الاستعارة؟

تم تقسيم أركان الاستعارة باعتبار ما يذكر من الطرفين وهم المشبه والمشبه به إلى ما يلي :

1. الاستعارة التصريحية:

تعرف الاستعارة التصريحية بأنها تذكر المشبه به في الجملة ولا تذكر المشبه بمعني التصريح يكون بالمستعار منه بدلاً من المستعار ويتم حذف المشبه، ومن أمثلة الاستعارة التصريحية:

  • (نسي الطين ساعة أنه طين) – (حقير فصال تيها وعربد) ففي البيت الأول شبه الشاعر الإنسان بالطين فحذف الإنسان وهو المشبه، وصرح بالمشبه به وهو الطين.
  • وقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) حيث شبهت الآية الكريمة الكفر بالظلمات وشبت الإيمان بالنور وتم حذف المشبه وهو الكفر والإيمان وتم التصريح بالمشبه به وهو الظلمات والنور، لذلك فهي استعارة تصريحية.

2. الاستعارة المكنية:

تعريف الاستعارة المكنية في البلاغة بأنها ذكر المشبه وقصد المشبه به دالاً على ذلك بقرينه في الجملة وتلك القرينة هي في الأصل من لوازم المشبه به، وتعرف بأنها أيضاً تقوم على المزاوجة بين وجهين هم الكناية والاستعارة لأن المستعار يتم حذفه من السياق لكنه يرد بعض القرائن اللازمة له.

ومن أمثلة الاستعارة المكنية ما يلي:

  • (وإذا المنية أنشبت أظافرها ألفيت كل تميمة لا تنفع) ففي هذا البيت شبه الشاعر المنية بالحيوان المفترس أو السبع، وتم حذف المستعار منه وهو المشبه به وهو السبع، ثم صرح بالمشبه أو المستعار له وهو المنية، كما أبقى الشاعر على قرينه دالة وجامعة بينهما وهي الأظافر لذلك فنوع الاستعارة هنا استعارة مكنية.
  • وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) فقد تم تشبيه الريح التي لا تحمل المطر بأنها مثل المرأة العاقر التي لا تحمل الجنين. فالمشبه به أو المستعار منه وهو المرأة غير موجود بينما تم ذكر المشبه أو المستعار له وهو الريح، وهنا فإن كلمة عقيم هي القرينة، والذي يجمع بين الريح والمرأة هو الإخصاب.
  • وقد قال الشاعر الحجاج بن يوسف الثقفي (والله إني لأرى رؤوسًا قد أينعت وقد حان قطافها) وهنا شبه الحجاج رؤوس مخاطبيه بأنها مثل الشجر المثمر، فحذف المستعار منه وهو الشجر، وذكر المستعار له وهو الرؤوس، وكلمة أينعت هي القرينة الدالة على المشبه والمشبه به، والذي يجمع بينهما هو الارتفاع على الأصل والجذوع وهنا فإن الاستعارة مكنية.

الفرق بين الاستعارة المكنية والتصريحية

الاستعارة نوعان رئيسيان في البلاغة استعارة مكنية وتصريحية، ويشمل الفرق بينهما فيما يلي:

الاستعارة المكنية:

  • يتم فيها حذف المشبَّه به وترك إحدى صفاته أو أفعاله، مما يلمح بوجوده بشكل غير مباشر. مثل: "غرّد الأمل في قلبي"، حيث يُشبَّه الأمل بطائر يغرد، وتم حذف الطائر والإبقاء على فعل "غرّد".
  • مثال آخر: تجري السفينة على صدر البحر"
  • في هذا المثال، يشبّه البحر بإنسان له "صدر" تُبحر عليه السفينة، وتم حذف المشبَّه به (الإنسان) والإبقاء على إحدى صفاته (الصدر).
  • جمال الاستعارة المكنية: تأتي الاستعارة المكنية بجمالها من الإيحاء والغموض، حيث تعتمد على خيال القارئ لتصوير المعنى المقصود، مما يضفي أبعادًا جديدة ويثير التفكير. فهي تجذب القارئ ليشارك في استكشاف الصورة المخفية، وهذا يجعل النص أكثر تفاعلًا وحيوية.
  • الهدف: تحقيق تأثيرات إيحائية وعميقة في النص، وإبراز الصفات المعنوية للمشبه من خلال التلميح، مما يضفي بعدًا خياليًّا يجذب القارئ.

الاستعارة التصريحية:

  • يتم فيها ذكر المشبَّه به صراحةً وإسقاط المشبَّه، مما يجعل التشبيه أكثر وضوحًا. مثال: "أيها الأسد، قف في وجه العدو"؛ هنا تم تشبيه الشجاع بالأسد وذكر "الأسد" بشكل صريح، وهو المشبَّه به.
  • مثال آخر: "الليل يُلقي بعباءته السوداء على المدينة"
  • في هذا المثال، شُبِّه الليل بشخص يرتدي عباءة سوداء، وتم ذكر المشبَّه به (الشخص) من خلال "عباءته" لتوضيح الصورة.
  • جمال الاستعارة التصريحية: تمتاز الاستعارة التصريحية بالوضوح والمباشرة، مما يجعل الصورة التي يرسمها الكاتب أكثر قوة في الذهن وسهولة في التلقي. تضيف نوعًا من التركيز على التشبيه، حيث تُستخدم الصورة التصويرية بشكل واضح لتبرز جانبًا معينًا من المشبّه.
  • الهدف: تسهيل إيصال الرسالة بشكل مباشر وقوي، وترك انطباع واضح لدى المتلقي من خلال تشبيه المشبَّه بشيء معروف للجميع، مما يجعل المعنى أكثر قابلية للفهم.

أنواع الاستعارة بحسب الكلمة التي تقع فيه

في هذا النوع تعتمد الاستعارة على لفظ المستعار منه، وفي الكلام يجب أن يكون المستعار منه أصلاً أي جامد أو مشتق أو تابع لذلك الأصل، وفي هذا التصنيف تنقسم الاستعارة إلى قسمين وهم :

1.الاستعارة الأصلية:

  • هي نوع من الاستعارة يكون فيه المشبه به أو المستعار منه أصلي أو جامد في الجملة أو اسم معني أو اسم جنس ،ومن الأمثلة على ذلك :
  • قول الشاعر(قامت تظللني ومن عجب شمس تظللني من الشمس) حيث شبه الشاعر هنا الفتاة بالشمس بسبب اشراقها الشديد في حياته، فالمستعار منه أو المشبه به هو الشمس وقد ذكره الشاعر، أما المستعار له أو المشبه وهو الفتاة فهو محذوف، وبذلك فالاستعارة هنا هي استعارة أصلية تصريحية لأن المشبه وهو الشمس هو المصرح به وهو اسم جامد.

2. الاستعارة التبعية:

  • هي نوع من الاستعارة يشترط فيها أن تكون الاستعارة اسم أو مشتق أو فعل أو اسم الفعل أو اسم مبهم أو حرف، ومن الأمثلة على الاستعارة التبعية ما يلي :
  • قول الله سبحانه وتعالى (قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبًا) المستعار منه هنا هو النار، والمستعار له هو الشيب، وقد اشتق الفعل اشتعل من الاشتعال وهو اسم، وهنا فالاستعارة هي مكنية وتبعية لأن لفظ الاستعارة هو اسم مشتق.

الاستعارة حسب توافق الطرفين

تعرف بأنها الاستعارة المصرحة باعتبار اجتماع الطرفين على شيء واحد أو عدم اجتماعهما، وتنقسم إلى ما يلي :

1. الاستعارة الوفاقية:

  • هي الاستعارة التي يجتمع فيها أركان التشبيه أي المشبه والمشبه به على شيء واحد بسبب التوافق بينهما في الجملة، وتشبه التشبيه التمثيلي وكلاهما يبحثان في الصورة المركبة المشتركة بين طرفي التشبيه، وعلى سبيل المثال :
  • قول الله تعالى (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا) وهنا تم استعارة المرض للنفاق حيث أن الآية شبهت النفاق بالمرض فالمشبه المحذوف هو النفاق، أما المشبه به وهو المرض فمذكور، إذن فنوع الاستعارة هنا هي تصريحية وفاقيه بسبب التوافق بين المشبه والمشبه به حيث أن النفاق والمرض يجتمعان في شيء واحد وهو مكانهما في القلب.

2. الاستعارة العنادية:

  • هي استعارة لا يمكن التوافق بين طرفيها ولا حتى في شيء واحد وذلك لظهور التضاد بينهما، ومن الأمثلة عليها ما يلي:
  • قول الله سبحانه وتعالى ( إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولو مدبرين) ففي هذه الآية تم استعارة الموتى للدلالة على الكفرة من الأحياء ولا يوجد اجتماع مطلقاً بين الموت والحياة بل إنه صرح بالمشبه وهو الموتى وحذف المشبه به وهم الكفرة من الأحياء، لذلك فالاستعارة هنا هي استعارة مكنية عنادية.

أنواع الاستعارة من حيث اقتران طرفها ببعض الصفات

يعرف هذا النوع من الاستعارة على حسب ما يرتبط بها من صفات تلائم المستعار منه أو المستعار له، وليس من المهم فيها النظر للقرينة الدالة في هذا النوع وذلك لأنها جزء لا يتجزأ من الاستعارة، أما بالنسبة للصفات الطارئة في هذا النوع فهي :

1. الاستعارة المرشحة:

  • هي استعارة اقترنت بما يلائم المستعار منه فقط على سبيل المثال : ( أتي الزمان بنوه في شبيبته فسرهم وأتيناه على الهرم) وفي هذا البيت شبه المتنبي الزمان بأنه إنسان وذلك للتشابه بين التحول والتطور من حال إلى آخر.

2. الاستعارة المجردة:

  • هي نوع من الاستعارة تم اقترانها بما يلائم المستعار له فقط ومن الأمثلة على ذلك :
  • (يا نهر هل نضبت مياهك فانقطعت عن الخرير أم قد هرمت وخار عزمك فانثنيت عن المسير)، وفي هذا البيت السابق شبه الشاعر النهر بإنسان وحذف الإنسان وهو المستعار منه، وكنى عنه بشيء من خصائصه وهي أداة النداء، وهنا فالاستعارة هي مكنية أصلية ومجردة لأن الشاعر أتى بما يلائم المستعار له وهي ( مياهك – نضبت – وانقطعت عن الخرير)

3. الاستعارة المطلقة:

  • هي استعارة اقترنت بالمستعار منه والمستعار له معًا، ولا يمكنها أن تقترن بأي من المستعار له والمستعار منه فهي إما مقترنة بالاثنين سوياً أو تنفصل تماماً عنهما، ومن الأمثلة عليها (إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم.

الفرق بين التشبيه والاستعارة

الفرق بين التشبيه والاستعارة في البلاغة يكمن في الطريقة التي يُعبَّر بها عن العلاقة بين الأشياء، وفي الوضوح أو الغموض المصاحب لهذا التعبير:

التشبيه:

  • في التشبيه، تتم مقارنة شيء بآخر بشكل مباشر وواضح، باستخدام أداة تشبيه (مثل: كـ، مثل، يشبه، كأنه). يوضح التشبيه العلاقة بين الطرفين دون إخفاء أي عنصر.
  • مثال: "الشجاع كالأسد في قوته". هنا، يتم تشبيه الشجاع بالأسد بشكل واضح باستخدام "كالـ"، وأطراف التشبيه واضحة (الشجاع والمشبه به الأسد).
  • الهدف: يساعد التشبيه في توضيح الصفات أو إبراز المعاني بشكل مباشر وسهل.

الاستعارة:

  • الاستعارة هي نوع من التشبيه، لكن يتم فيها حذف أحد الطرفين (إما المشبَّه أو المشبَّه به)، مما يجعل التعبير غير مباشر ويعتمد على الخيال.
  • مثال: "رأيت أسدًا في المعركة". هنا، يُقصد بالأسد الشجاع، وقد تم حذف المشبّه (الشجاع) وترك المشبّه به (الأسد)، مما يضفي غموضًا فنيًّا.
  • الهدف: الاستعارة تهدف إلى إضفاء صورة جمالية عميقة وتعتمد على التأمل والإيحاء.

الفرق بين الاستعارة والكناية

الفرق بين الاستعارة والكناية يكمن في طريقة استخدام اللغة لتحقيق المعنى غير المباشر، وكذلك في الأثر الذي يتركه كل منهما في النص:

الاستعارة:

  • الاستعارة هي تشبيه محذوف أحد طرفيه، حيث يتم التعبير عن شيء باستخدام شيء آخر، مما يضفي نوعًا من الغموض والجمال.
  • يتم إخفاء المشبه أو المشبه به، مما يترك للقارئ مساحة لتخيل الصورة الكاملة. تعتمد الاستعارة على الخيال أكثر من التصريح، وتستخدم لإيصال المعاني بشكل فني وجذاب.
  • مثال: "غرس في قلبه الأمل"؛ هنا، تم تشبيه الأمل بشجرة تُغرس في القلب، لكن دون التصريح بوجود شجرة، مما يمنح النص طابعًا مجازيًا.
  • الهدف: إضفاء العمق والجمال على النص، وإثارة خيال القارئ لجعله يشارك في تصور الصورة.

الكناية:

  • الكناية هي تعبير يستخدم لإيصال معنى غير مباشر ولكن يمكن استنتاجه من السياق، دون استخدام التشبيه أو المجاز. تُستخدم الكناية للتعبير عن المعنى بشكل غير مباشر، ولكن دون الخروج عن الحقيقة.
  • تتطلب الكناية من القارئ أن يفهم المعنى المقصود من خلال الدلالات المتاحة في النص.
  • مثال: "فلان طويل اللسان"، حيث يُقصد بالكناية أن الشخص ثرثار أو يتحدث كثيرًا، دون التصريح بذلك مباشرة.
  • الهدف: إضفاء البلاغة والتلميح على النص، مع الحفاظ على إمكانية فهم المعنى المقصود بشكل غير مباشر.
وبذلك فقد تناولنا انواع الاستعارة وعرفنا معناها جيداً وكيف يمكننا التفريق بين أنواعها في الجمل أو استخراجها، فهي تأتي للطلاب في امتحانات الثانوية العامة لذلك من الضروري مذاكرة النحو جيداً ومعرفة البلاغة والأساليب العربية الجميلة التي تشعرنا بجمال لغتنا العظيمة فمن واجبنا معرفتها جيداً حتى وإن لم يكن لدينا اختبارات.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ