بحث كامل عن الرشوة وأنواعها وأسباب انتشارها وسلبياتها
بحث شامل عن الرشوة
توجد العديد من المفاهيم في بحث شامل عن الرشوة حول مصطلح الرشوة، ومن تلك المفاهيم ما يأتي:
- هي إعطاء مال أو شيء معين إلى شخص آخر ذو سلطة أو نفوذ بهدف تحقيق أمر معين دون حق، مثل توظيف شخص غير مؤهل في وظيفة مع وجود من هو أكفأ منه.
- هي ظاهرة فاسدة ترتكز على تقديم شيء ذو قيمة مقابل تحقيق أمر معين دون امتلاك الحق في تحقيقه أو استيفاء شروطه.
- هي الأمر الذي يدفع الإنسان نحو الباطل، فهو يدفعه إلى شيء مشروع له كان قادر أن يصل له دون دفع الرشوة.
- هي كل شيء ذو قيمة معنوية أو مادية يدفعه الفرد بهدف الحصول على شيء ليس من حقه الحصول عليه.
- هي وسيلة يلجأ لها الفرد للحصول على أمر لا يستحقه.
- أما في الإسلام فقد عرفها على أنها قيام شخص ما بدفع مال إلى شخص آخر لإحقاق الباطل أو لإبطال الحق.
كما يطلق على تلك الجريمة العديد من الأسماء، مثل (الهدية أو الإكرامية أو المجازاة أو المكافأة أو بدل أتعاب)، وتتكون جريمة الرشوة من 3 أطراف، وهم:
- الراشي، هو الشخص الذي يقدم المال إلى الموظف (المرتشي) أو الشخص الذي يوافق على إعطائها للمرتشي مقابل قيام المرتشي بعمله أو الامتناع عنه.
- المرتشي، هو الشخص الذي يقبل أخذ المال من الراشي أو الشخص الذي يطلبها من الراشي، وذلك مقابل القيام بعمله أو عدم قيامه بالعمل.
- الوسيط، هو طرف ثالث يقوم بالتوسط بين الطرفين الأساسيين (الراشي، المرتشي)، ولذلك فهو يعد شريك في تلك الجريمة.
أنواع الرشوة
هناك العديد من الأنواع التي تندرج منها الرشوة، ومنها ما يلي:
- أولًا: الرشوة التي يلجأ إليها الشخص للوصول إلى حقه المشروع، وقد حرمها الإسلام على الشخص الذي يأخذها وليس الذي يدفعها.
- ثانيًا: الرشوة التي يلجأ إليها الشخص لكي يأخذ حقه، وهو يستطيع أخذها دون دفعها، وقد حرمها الإسلام على الطرفين (الراشي والمرتشي).
- ثالثًا: الرشوة التي يلجأ إليها الشخص وهو خائف على نفسه من أي خطر، وقد حرمها الإسلام على الشخص الذي يأخذها وليس الذي يدفعها.
- رابعًا: الرشوة التي يلجأ إليها الشخص لتسوية أمر ما مع أصحاب النفوذ، وقد حرمها الإسلام على الشخص الذي يأخذها وليس الذي يدفعها.
أسباب انتشار الرشوة
هناك عوامل عديدة أدت إلى انتشار الرشوة ومنها ما يلي:
- عدم الاهتمام بالإشراف على أعمال الموظفين.
- قلة رواتب الموظفين وحاجته إلى الأموال.
- انخفاض التربية الأخلاقية والدينية داخل المجتمعات.
سلبيات الرشوة (نتائج الرشوة على الفرد والمجتمع)
الرشوة تشير إلى تقديم أو قبول هدايا أو مال بهدف التأثير على سلوك شخص ما، خاصة في المجال الرسمي أو العام. تأثير الرشوة على الفرد والمجتمع يمكن أن يكون سلبيًا على عدة مستويات:
- تفشى الفساد بين الأفراد والمجتمع مما يؤثر ذلك على النزاهة والشفافية في التعاملات.
- الإخلال بمنظومة الأخلاق والصفات الحميدة.
- الإخلال بمنظومة العدالة وتساوي الفرص وسيطرة مصالح الفئة التي تقدم الرشوة على أصحاب القدرات.
- تشويه مبادئ السوق والمنافسة النزيهة وتفضيل الشركات أو الأفراد الذين يمتلكون إمكانيات أكبر لدفع الرشاوى.
- الشعور بالظلم الطاغي للفئة التي لا تمتلك ما تقدمه من أجل الرشوة.
- انتشار وتزايد الفقر بفعل توجيه الموارد نحو الأفراد والجهات التي تستطيع دفع الرشاوى.
- الرشوة تمثل عقبة أمام التنمية الاقتصادية الفعالة وبطء عجلة التطور الاقتصادي.
عقوبة الرشوة في القانون السعودي
لقد حرص القانون السعودي على القضاء على تلك الظاهرة الخطيرة، ولذلك قام بإصدار بعض القوانين لرضعها، ومنها ما يأتي:
- أولاً: وفقاً لما نصت عليه نظام مكافحة الرشوة، فإن كل موظف قام بأخذ أو بطلب عطية له أو لغيره مقابل أداء أعمال وظيفته يعد مرتشياً، ويتم عقابه بالسجن مدة لا تقل عن عشر أعوام ودفع غرامة مليون ريال سعودي أو أحدهما، ويتم إعفاء كلاً من الراشي والوسيط من العقاب إذا قاموا بالاعتراف بحدوث واقعة الرشوة.
- ثانياً: وفقاً لما نصت عليه المادة من قانون العقوبات، يتم إعفاء كلا من الراشي والوسيط من عقوبة الرشوة لكن في حالة الاعتراف بواقعة الرشوة، وتم إصدار تلك المادة لتخويف الموظفين من الفساد ولتطهير النظام الإداري داخل الدولة.
- ثالثاً: يتم معاقبة كلا من الراشي والوسيط فقط إذا قام المرتشي بالإبلاغ عن واقعة الرشوة، ويتحول المرتشي من موقف (المتهم) إلى موقف (الشاهد) ويتم إعفائه من العقاب.
- وبذلك نكون قد تمكنا من توضيح أهم نقاط بحث شامل عن الرشوة، حيث إنها من القضايا الهامة في أي مجتمع.
عواقب الرشوة في الإسلام
نظر الشرع إلى مفهوم الرشوة بطريقة أخرى، فقد عرفها لغة إلى:
- الجُعل: أي ما يُعطى لقضاء حاجةٍ أو مصلحةٍ.
- الرِّشوة بكسر الراء: أي ما يعطيه الإنسان للحاكم ليحكم له في أمر ما.
- الرِّشوة: أي الوصول إلى الشيء بالمصانعة، ويرجع أصله إلى كلمة الرِّشاء أي الذي يُتوصل به إلى الماء.
أما شرعاً فهي:
- ما يتم أخذه بدون عوض ويعاب أخذه.
- ما يتم إعطائه بعد طلبه.
- ما يتم دفعه ليبتاع به من صاحب منصب عوناً على ما لا يحلّ.
وقد حرمت الشريعة الإسلامية تلك الجريمة عن طريق الاستشهاد بالقرآن الكريم والسنة النبوية:
أولاً: القرآن الكريم:
قوله تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالكُمْ بَيْنكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إلَى الْحُكَّام لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَال النَّاس بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 188].
قوله تعالى: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ * فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ). [النمل]
ثانياً: السنة النبوية:
- قوله صلى الله عليه وسلم: (لعَن اللهُ الرَّاشيَ والمُرتشيَ في الحُكمِ)، وهنا يحث الرسول على ألا تدفعوا أموالكم إلى الحاكم بهدف أكل حقوق الغير بالباطل.
- وقوله صلى الله عليه وسلم: (استعمل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجلًا من الأزدِ على صدقاتِ بني سُلَيمٍ. يُدعى ابنُ الأُتبيَّةِ. فلما جاء حاسبَه. قال: هذا مالُكم. وهذا هديةٌ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فهلاَّ جلستَ في بت أبيك وأمِّك حتى تأتيَك هديَّتُك، إن كنتُ صادقًا؟)، وهنا عنف الرسول على فعل تلك الجريمة.
- كما جاء قوله صلى الله عليه وسلم لكعب بن عجرة رضي الله عنه: (يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِه)، وهنا أخبر رسول الله الناس بأن مال المرتشي حرام.
- قوله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: (يَا سَعْدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَل أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ وَالرِّبَا فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ)، وهنا تنبيه على أن مال من يقبل الرشوة حرام وغير مقبول.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_13504