ما هو تاريخ قصر الزعفران
قصر الزعفران
- وقد طلب الخديوي نقش أول أحرف أسمه على البوابة الخاصة بالقصر، وأيضاً على مداخل الغرف والقاعات للجمع بين الطراز القوطي والباروك اللذين استُعملا في القصور الخاصة بالقرن التاسع عشر الميلادي.
- القصر له أربعة واجهات معشقة تماماً، وبها نوافذ وشرفات بأشكال نصف دائرية وزخارف جميلة على هيئة أكاليل زهور وفروع نباتية في منتهى الرقة والجمال والبساطة، ويوجد أيضاً بها تصاميم فنون الذهب والنحاس والزجاج الملون بالإضافة إلى الأسقف الملونة بألوان الطيف السبعة.
- يتمتع القصر من الداخل بالعناصر المزخرفة نادرة الوجود، كما أن العمار به لا مثيل له.
- ويتكون القصر من ثلاثة طوابق رئيسة.
- يضم الطابق الأول أعمدة تتميز بطراز يوناني روماني من الرخام الأصفر والأخضر، وقد كان الطابق الأول مخصصاً لاستقبال الضيوف.
- ويضم القصر قاعة كبيرة في اليسار من ناحية الدخول ويوجد بجوارها قاعتان كبيرتان، أما حجرة المائدة تقع في اليمين، وهي كبيرة جداً وتتسع لما يقرب من تسعة وأربعين شخصاً.
الطابق الثاني لقصر الزعفران
يحتوي الطابق الثاني في قصر الزعفران على ثماني غرف نوم، وتحتوي كل غرفة على حمام كبير مصنوع من الرخام، وصالون، وقد زينت الجدران في الغرف بأشكال الورود والزهور الملونة بالإضافة إلى الأشكال المطرزة بالذهب الفرنسي.
وعند الدخول من الباب الذي صنع من الزجاج المعشق، تظهر القاعة الرئيسية من جهة اليسار، وبجوارها قاعتي استقبال، ويمكن الوصول لقاعات الاستقبال عن طريق السلم الكبير المصنوع من النحاس المغطى بطبقة من ذهب، وهو سلم له طرفين ويصل إلى مستوى طابقي القصر، ويعد هو السلم الوحيد في مصر الذي يضم هذه الكمية الضخمة من النحاس بالإضافة إلى طابق تحت الأرض يحتوي على حجرات الخدم والمطابخ.
كيف أهدى الخديوي اسماعيل القصر لوالدته؟
بعد أن ضعفت صحة السيدة خوشيار هانم -وهي والدة الخديوي اسماعيل- عام 1872 ميلادية، نصحها الأطباء بأن تعيش في مكان به هواء نقي وجاف، وهما صفتان موجدتان في قصر الزعفران في صحراء العباسية،
كانت الحدائق التابعة للقصر تبلغ مساحتها مائة فدان، وقد زرع نبات الزعفران بشكل كبير لذلك، سمي القصر بقصر الزعفران حيث كانت تفوح رائحة النباتات في كل مكان بالقصر.
الأحداث التاريخية لقصر الزعفران
بعد أن احتل الإنجليز مصر، وهزم أحمد عرابي في معركة التل الكبير عام 1882، طمع الإنجليز في القصر وأرادوا أن يقيموا فيه، لذلك طلب الخديوي توفيق من جدته خوشيار هانم بأن تخلي القصر ليقيم الضباط الإنجليز، ولكنهم استخدموه واستغلوه اسوأ استغلال مدة خمس سنوات إلى أن تركوا القصر عام 1887 ميلادية.
وقد قررت الحكومة ترميم القصر بأكمله في عهد الملك فؤاد الأول الذي حكم مصر عام 1917 ميلادية، وقررت تأثيث القصر بالأثاث الفاخر، وأصبح القصر وقتها دار للضيافة الرسمية، حيث كان يأتي إليه من يفد إلى مصر من الأمراء والملوك.
استخدم القصر بالفعل لهذا الغرض، كما شهد العديد من الاجتماعات والحفلات والمآدب إلى أن أصدر أمر من الملك فؤاد في عام 1932 ميلادية بإنشاء مدرسة ثانوية بداخل القصر، وقد بنيت بالفعل وعرفت باسم مدرسة فؤاد الأول.
وقد كان التعليم من أهم أولويات واهتمامات الملك فؤاد الذي قد حضر بنفسه افتتاح الدراسة في هذه المدرسة، ونظراً لهذه المناسبة تم إنشاد قصيدة عن طريق شاعر النيل حافظ ابراهيم، وقد وصف في القصيدة قصر الزعفران الذي أثار فضول كل من يراه.
معاهدة 1936 ميلادية في قصر الزعفران
لقد شهد قصر الزعفران العديد من الأحداث التاريخية التي مرت على مصر في تلك الفترة منذ أن دخل الانجليز لمصر وتوقيع معاهدة عام 1936 التي اشتهرت بحضور الزعيم مصطفى النحاس زعيم الأمة المصرية آنذاك.
وذلك بعد مفاوضة منه مع المندوب البريطاني الذي يدعى مايلز مبسون، إلى أن تم التوقيع بالأحرف الأولى من أسمائهم.
وما زالت المنضدة التي وقعوا المعاهدة عليها موجودة حتى الآن في نفس مكانها في صالون القاعة الرئيسة، حيث يحيطها طاقم من الكراسي المذهبة، وقد عرفت معاهدة عام 1936 في المراجع والوثائق باسم معاهدة الزعفران.
قصر الزعفران عام 1952
لقد نقلت مدرسة فؤاد الأول عام 1952 إلى المبنى المخصص لها في حي العباسية، وخصص قصر الزعفران حتى يكون مقراً لجامعة ابراهيم باشا قديماً وجامعة عين شمس حالياً.
وقد شغلت كلية الحقوق الطابق الأول من القصر بينما إدارة الجامعة شغلت الطابق الثاني والثالث، ثم أنشئت كلية العلوم وبعض مباني الكليات الأخرى، مثل: الحقوق والآداب وغيرها، وذلك في المكان المتسع المحيط بالقصر من كل الجهات.
وأصبح القصر حالياً تشغله إدارة الجامعة، وظل محتفظاً برونقه وطرازه المعماري المتميز والفريد من نوعه.
جامعة عين شمس
يوجد قصر تاريخي عريق في حرم جامعة عين شمس منذ العديد من السنوات، وحتى الآن لا يعرف الكثير من طلاب الجامعة تاريخ وحكاية هذا القصر، ولكن يجب أن يعلم الطلاب تاريخ بلدهم، ويمكن لهم زيارة القصر ليتعرفوا عليه بالتفصيل ويروا كل شيء على الطبيعة.
ويبلغ القصر مساحة شاسعة، وارتفاع الأسقف ستة أمتار، وذلك من أجل ترطيب الجو وإعطاء الفخامة والرقي في التصميم، وقد صممت الأسقف بلون السماء لأن الخديوي اسماعيل كان يحب النظر إلى السماء وهو مستلقي على ظهره.
يجمع قصر الزعفران بين طرازين وهما الطراز الباروك والطراز القوطي، وهما من أبرز الأطرزة المعمارية التي كانت تستعمل في الكثير من القصور خلال القرن التاسع عشر، وقد صمم الباب الرئيسي للقصر بالزجاج الملون والمعتق مما جعله تحفة فنية رائعة الجمال.
ويعد السقف عبارة عن تحفة فنية ويتكون من الزجاج البلوري المعشق بالرصاص، وقد أُطلي بالألوان الزاهية التي تعكس ألوان السماء، ويوجد أبواب خشبية أيضاً في القصر ويصل ارتفاعها إلى أربعة أمتار.
ويعتبر القصر أثراً تاريخي لأنه شهد وقائع وأحداث مصر التاريخية والمعاصرة، وقد اهتمت الجامعة بترميم القصر بالتعاون مع هيئة الآثار المصرية، وقد بدأت في الترميم والصيانة في عام 1994 ميلادية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_7458